رواية داليا كاملة

موقع أيام نيوز


حارس ادهم الشخصى بعبير ...
يهمك حد معين فيهم..
عبير ارتبكت بشدة... هو يعنى فيه حاجة لكن لسه في اولها...وليد الحارس الشخصى لادهم بيه معجب بيه ومكذبش عليكى انا كمان معجبه بيه ... والشغل مع ادهم بيه مميز لانه انسان محترم وخلوق... بيحترم العاملين معاه ورواتبه اضعاف اضعاف اي مكان تانى لكن لو وليد ساب الشغل طبعا ارتباطنا هيتأخر كتير....
هبه طمئنتها... خلاص ان شاء الله هكلمه
عبير ضحكت بفرح .... شكرا ليكى كتير يا مدام ...اكيد ادهم بيه مش هيقدر يرفض طلبك...واضح اوى هو بيحبك اد ايه
هبه فعلا شعرت بالذنب... فهى السبب لانها تهورت ونزلت بمفردها بدون تفكير...والان شباب بريء سوف يدفع الثمن ...احست بالاختناق من فكرة انها السبب في قطع ارزاقهم ... لابد لها وان تتحدث مع ادهم...لكن كيف ستفعل ذلك والعلاقات شبه مقطوعة بينهم ...عبير تتوقع منها التدخل لصالح وليد ولكنها لا تعرف انها نفسها بحاجه الي من يتوسط لها عنده

قررت ان تتحدث معه اليوم في الليل بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادته ...
مر العشاء بهدوء مثل المعتاد ..تمت مناقشة موضوعات عامة.. اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة ...حنان نجيه الواضح اثارها بشدة فأكثر ما سوف يؤلمها عندما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها ...حتى سليم نفسه تأكدت ان جموده مجرد قناع مضطر لوضعه بسبب مكانته لكن في حقيقته هو قلب حنون...
شوكتها سقطت من يدها في صحنها عندما قالت نجيه فجأه بلهجة خبيثة ... انتى متغيره يا بنيتى بجالك يومين ...ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان ...الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى
للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عندما اجاب ادهم بجمود ...
الجمال مش كل حاجه يا ست الكل المهم جمال الروح ...نجيه اجابته بحنان .. واكده كمان .... ما في زى جلب مرتك بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبه بحجة العمل...
هبه لحقته عند باب المكتب وقالت بخفوت ادهم لو سمحت... ممكن اتكلم معاك...
ادهم رفع احدى حاجبيه وركز نظراته عليها بدهشه...لاول مرة هبه تطلب منه الحديث معه بنفسها دون واسطة بينهم ...
ثبات هبه تحت نظراتة اجبره علي الاستسلام والموافقة علي طلبها...اشار لها بالدخول قبله...هبه دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب
هبه كانت تشعر بحيرة شديدة ممتزجه بالخجل ....انتظرت منه اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشديد ...فكلما تراه يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائما ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئه...يفهمه علي انه نفور...وهو ابعد ما يكون عن النفور
ادهم شعر بحيرتها ...اشار لها بالجلوس علي اريكة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبه ثم جلس بجوارها...
ادهم ضغط علي جرس ...ام السيد دخلت فورا... هبه تحبي تشربي ايه..
هبه اجابته بخجل .... شاي
ادهم وجه حديثه برفق لام السيد وقال ... لو سمحتى يا ام السيد ..شاي لهبه وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمه ...لولا ان هبه سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء...
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنه يكرر مشهد المكتب الاخير....
ادهم علق باعجاب وهو ېلمس الفوونوجراف بلطف... مهما اخترعوا من الالات الحديثة ....الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف.... تحبي تسمعى حاجه معينه..
هبه هزت راسها فهى متأكده من ذوقه العالي في الاختيار ... لا اللي انت تحبه
ادهم ابتسم بسخريه ..... اللي انا احبه ... خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع لتشايكوفسكي ... سألها بحدة شديدة ... ايه رأيك 
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوته ...هبه اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى ... روعه يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش ليه
ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق ... جناين قصرى انا..
هبه هزت رأسها وأكدت... ايوه جناينك ...تحفه الجناين يا ادهم ...نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنيه علي ذوقه وعبقريته...
اصبحت تستخدم اسمه بسهولة ادهشتها هى نفسها ...
ادهم مازال يسألها بعد تصديق .... عجبتك الجناين فعلا ... طيب ده لسه هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي ...
هبه هزت رأسها وقالت ... طبعا .... ده انا كمان بقيت منبهره اكتر... انت فنان ... طيب انت عارف ... وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافوره اللي في الجنينه زى البجعه في الباليه ...
ادهم اجابها بسخرية مريرة... بس للاسف انا مش الامير...الشاب الوسيم الموجود في البالية..
هبه ردت بعند .. انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان .. بس برده نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة .. انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة
لادهم والشاي
 

تم نسخ الرابط