رواية وهم الفصول من 25-28

موقع أيام نيوز

وهو يرى تلك النظرات الكارهة التي تصوبها نحوه على الرغم من جميع الأشياء التي قام به حتى يقوم بإسعادها.
لقد أقام لها حفل خطبة أسطوري جعلها ترفع رأسها أمام أقاربها ومعارفها وأظهر لها مدى حبه لها طوال الفترة الماضية ولكن يبدو أن هذا كله ليس كافيا حتى تنسى الموقف الذي حدث بينهما قبل عدة سنوات.
زفر محمد بإحباط وهتف بأسف
أنت مش جارية يا شمس عشان أشتريك ولو أنت مش عايزة تستمري معايا مفيش مشكلة تقدري تنفصلي عني بهدوء ومن غير مشاكل.
نظرت له شمس بقلق بعدما جلب سيرة الانفصال وخشت أن يسحب دعمه لعلاج شقيقتها ولكنه هتف ينفي هذه الأفكار كلها بقوله
أنا عايزك تطمني من ناحية سمر لأني هتكفل بعلاجها على كل حال وكمان إحنا مش هننفصل دلوقتي هستنى الأول لما يعدي فترة مناسبة وبعدها هطلقك بهدوء عشان محدش من الناس يقول عليك حاجة.
كادت شمس تتحدث ولكن قاطعها خروج الطبيب الذي طمأنها على شقيقتها وأخبرها أن العملية الأولى قد سارت على ما يرام وهذا مؤشر جيد للغاية جعلهم متفائلين ومطمئنين من ناحية العمليات الأخرى التي سيتم إجراؤها في أوقات لاحقة.
غادر محمد المستشفى بعدما اطمأن من الطبيب على حالة سمر وشعر بقبضة تعتصر قلبه بعدما تذكر الحديث الذي دار بينه وبين شمس والذي أكد له أنه مهما فعل فلن ينال أبدا مسامحتها على ما جرى منه في حقها.
أجرت فتاة شابة تمتلك ملامح جميلة للغاية فحوصات حتى تعرف من خلالها سبب الإرهاق والتعب الذي صارت تشعر به في الآونة الأخيرة.
نظرت الفتاة إلى وجه الطبيبة التي تقرأ نتيجة التحاليل بتركيز شديد للغاية وهتفت بقلق
طمنيني يا دكتورة كل حاجة كويسة ولا فيه عندي أي مشكلة
خلعت الطبيبة نظارتها وهتفت بهدوء
مفيش عندك أي مشكلة يا فندم وكل الأعراض اللي أنت بتمري بيها دي طبيعية جدا لأنك حامل في الشهر التالت وأنا مستغربة جدا أنك مش قدرت تحسي ولا تعرفي بحاجة زي دي.
اتسعت عينا الفتاة پصدمة عندما علمت بحملها وأخذت تفكر فيما سيحدث لها عندما تكبر بطنها ويفتضح أمر هذا الجنين الذي يسكن الآن في أحشائها.
خرجت الفتاة من العيادة وهي واجمة الوجه فقد علمت من الطبيبة أنه لا يجوز لها أن تقوم بعملية إجهاض لأن هذا الأمر يوجد به خطۏرة كبيرة على حياتها.
لم تنتبه الفتاة للرجل الذي كان يراقبها وعلم بكل شيء قالته الطبيبة ثم قام برفع سماعة الهاتف وهتف بعد مرور بضع ثوان
هي لسة خارجة دلوقتي من عند الدكتورة ونتايج التحاليل قالت أنها تبقى حامل.
وصل رامز إلى مكتب مختار ودلف إليه مباشرة بعدما سمح له السكرتير بالدخول بناء على تعليمات رب عمله.
جلس رامز أمام مختار وهتف بتملق زائف
أنا مش مصدق أني قاعد هنا قدام سيادة نائب الوزير مختار صفوان!! بجد أنا ليا الشرف أني دخلت مكتب معاليك.
وضع مختار السېجارة الذي كان يدخنها جانبا وتكلم ببرود وهو يمط شفتيه بملل بسبب أسطوانة التملق التي يسمعها دوما من كل شخص غريب يدخل إلى مكتبه
اخلص يا رامز وقول أنت عايز إيه وبلاش المقدمات الكتيرة دي اللي ملهاش داعي أنت قولتلي لما اتصلت بيا أن عندك معلومات مهمة تخصني وعايز تبلغني بيها وأنك لازم تقابلني وأنا بناءا على الكلام ده سمحتلك تيجي مكتبي فلازم أنت تقدر الجميل ده وتتكلم على طول في الموضوع اللي جاي عشانه.
أخفى رامز ضيقه من عنجهية ونرجسية مختار في الحديث فهو يتصرف على أساس أنه في مرتبة عالية ويجب على الجميع الانحناء أمامه احتراما له.
تحدث رامز بجدية قائلا
أنا جايلك عشان أتكلم معاك بخصوص الفيديوهات إياها اللي اتسربت لمعاليك من سبع سنين ولولا أنك قدرت تتصرف وقتها وتدفع أكوام رشاوي عشان كل الناس وأولهم مراتك يصدقوا أنها فيديوهات متفبركة كان زمانك خسړت كل حاجة.
احتدت نظرات مختار قائلا بصرامة بعدما تذكر تلك الفترة العصيبة التي عاشها والتي كاد يخسر خلالها كل شيء سعى لتشييده على مدار خمس وعشرون عاما
وأنت إيه علاقتك بالموضوع ده وليه جاي تفتحه دلوقتي بعد ما خلاص اتقفل والناس نسيته!
همس رامز بنبرة ماكرة
عندك حق يا باشا الناس فعلا نسيت الڤضيحة اللي حصلت زمان بس أنت لسة فاكر ومش قادر تنسى وأكيد عايز تعرف مين اللي عملها عشان ټنتقم منه.
رفع مختار حاجبيه هاتفا باستخفاف
وأنت بقى عرفت مين اللي عمل معايا كده!
أومأ رامز وابتسم قائلا بثقة
أيوة طبعا عارف مين المسؤول عن الڤضيحة إياها اللي عمل فيك كده يبقى عزام الصاوي ومهاب رشوان.
ضحك مختار بشدة قبل أن يهتف بحدة لأنه سمح لشخص مثل رامز بمقابلته وظن أنه قد يفيده ولكن اتضح له أنه قد أتى لمقابلته حتى يستغفله ويستغله لتصفية حساباته القديمة مع عزام
أنت شكلك كده مستغني عن عمرك وشايف أن حياتك ملهاش قيمة.
هز رامز رأسه بنفي وتحدث بجدية وهو يضع هاتفه على سطح مكتب مختار
أنا بتكلم بجد ومش بحاول أستغلك
تم نسخ الرابط