رواية وهم الفصول من 25-28
المحتويات
حزينة
أنا عمري ما كنت أتخيل أن يجي اليوم اللي أحب فيه واحدة بالشكل ده وللدرجة اللي تخليني عندي استعداد أتخلى عن أي حاجة عشانها حتى لو عزام نفسه.
نهض مهاب وغادر المقاپر بعدما أتاه اتصال من عزام الذي طلب منه أن يأتي إلى الشركة على الفور لأن هناك أمرا عاجلا يتطلب وجوده ولا يمكن تأجيله.
دلفت هانيا إلى مكتب طارق في عيادته بعدما ظلت تنتظر بالخارج لمدة ساعة إلى أن حان دورها في قائمة الكشف.
اتفضلي اقعدي يا هانيا أنت ليه مش قولت أنك ناوية تيجي العيادة النهاردة عشان أخليك تدخلي على طول أول ما توصلي
هتفت هانيا برقة وهي تتصنع الخجل
بصراحة أنا حسيت بالإحراج في نقطة أني أكلمك وعشان كده قولت لنفسي بلاش أتصل وأجي أستنى هنا لحد ما تخلص كل الكشوفات اللي وراك.
عاتبها طارق على هذا التصرف ولكن تبدد ضيقه بعدما رأى الابتسامة التي منحتها له وسألها بلطف
أشارت هانيا نحو قدميها قائلة بانزعاج
رجلي بتوجعني أوي من فترة للتانية والموضوع زاد أوي عن حده وأنا مش عارفة أعمل إيه بجد مع الۏجع ده.
نهض طارق وفحص ساقيها ووصف لها دهانا مناسبا يخفف عنها ذلك الألم الذي يأتي لها من حين لأخر بسبب حركتها الزائدة عن الحد وتصميمها على ممارسة رياضة الجري من أجل الحفاظ على رشاقتها.
ابتسمت هانيا بعدما تأكدت بما لا يدع مجالا للشك من مسألة حبه لها وانصرفت بعدما منحها موعدا أخر للقدوم بعد أربعة أيام.
جلست سمية برفقة نادين في أحد المطاعم واستمعت لها وعلمت السبب الذي جعل آدم يرمي عليها يمين الطلاق.
تصرفك كان غلط جدا يا نادين وآدم ليه حق يفكر أنك مش عايزة تخلفي منه بسبب موضوع رامز لأنك مش اتكلمت معاه بصراحة من الأول ووضحت ليه كل مخاوفك.
دمعت عينا نادين وأردفت بحزن وهي تخرج من حقيبتها منديلا ورقيا حتى تمسح به أي دمعة تهطل من عينيها
وضعت سمية كأس العصير الخاص بها جانبا واستمرت في لوم صديقتها قائلة
المفروض كنت تصارحي آدم بالموضوع ده من الأول وبعدين أنا مش فاهمة إيه اللي مخليك شايفة أن آدم ممكن يتخلى عنك ويسيبك وهو أصلا بيحبك وأثبت الموضوع ده في مواقف كتيرة جدا قبل كده
تمتمت نادين بحزن وهي تحيط رأسها بكفيها
المشكلة أصلا أن آدم رافض يسمعني ومش قابل يتكلم معايا نص كلمة ده غير أنه ساب البيت بس الحمد لله رجع تاني.
ربتت سمية على كتف رفيقتها قائلة
اهدي يا حبيبتي وإن شاء الله كل حاجة هترجع بينكم أحسن من الأول بس أهم حاجة هي أنك تستحملي آدم الفترة دي لحد ما يهدى وأحب أطمنك وأقولك أنه أصلا مش بيفضل زعلان لفترة طويلة ومسيره هيهدى ووقتها ابقي اتكلمي معاه وفهميه كل حاجة.
انسكب قليل من العصير على تنورة سمية فزفرت بضيق وذهبت إلى الحمام حتى تتعامل مع البقع التي استحوذت على عدة مناطق من تنورتها وتركت خلفها هاتفها الذي كان موضوعا على الطاولة أمام نادين.
اهتز هاتف سمية عدة مرات وأضيئت الشاشة دليلا على تلقيه رسالة وهذا الأمر لم يشغل بال نادين إلا عندما وقع بصرها على الشاشة ورأت جزءا صغيرا من الرسالة التي تم استلامها.
تملكت الصدمة من نادين عندما وجدت أن المرسل هو نفسه رامز ابن خالتها وأرادت أن تفتح الرسالة حتى تقرأها ولكنها لم تتمكن من فعل ذلك بسبب وجود رقم سري يجب كتابته قبل الدخول إلى خانة الرسائل فاكتفت بقراءة الكلمات البسيطة التي ظهرت من الخارج وهي
هفضل أحبك برضه حتى وأنت مش بتردي عليا.
تلك الكلمات جعلت نادين تتأكد بما لا يدع مجالا للشك من حقيقة وجود علاقة غرامية بين رامز وسمية ولكنها لا تفهم كيف ومتى حدث هذا الأمر!
نهضت نادين وهتفت بعدما رأت سمية التي عادت مرة أخرى إلى الطاولة
بعد إذنك يا سمية أنا مضطرة أمشي دلوقتي لأن ماما اتصلت عليا وطلبت مني أروحلها.
لم تنتظر نادين سماع رد
متابعة القراءة