رواية وهم الفصول من 25-28

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس والعشرون
وصلت حبيبة إلى المول التجاري وأخذت تتجول في أنحاءه وتنتقي المنتجات التي تريد أن تشتريها وهي شاردة ولم تنتبه لنظرات وسام الذي كان يراقبها بعدما رآها صدفة أثناء تنقله في المول.
التفتت حبيبة على حين غرة ولمحت وسام فعبس وجهها وهتفت بتأفف
وبعدين معاك يا أستاذ وسام هو أنت هتفضل تطلعلي في كل مكان أروحه زي عفريت العلبة!! بطل لو سمحت شغل المراقبة بتاعك ده واعقل شوية أنت مش صغير عشان تعمل حركات الأطفال دي.
هتف وسام بتبرير وهو يشيح بوجهه للجهة الأخرى حتى لا تلتقي عيناه بعينيها
وأنا هراقبك ليه يا حبيبة وأنت أصلا مفيش ليك أي أهمية عندي عشان أعبرك أو أهتم أعرف أخبارك!

ابتسمت حبيبة قائلة بسخرية
ما هو واضح فعلا أنك مش مراقبني رغم أن بتطلعلي في كل مكان أروحه على العموم ياريت تبطل إزعاج فيا وفي مهاب خطيبي وركز أحسن في شغلك يا حضرة الظابط بدل ما تفشل تاني في حل لغز قضية جديدة زي ما فشلت قبل كده في الوصول لقاټل أشرف.
تعمدت حبيبة أن تنطق كلماتها بطريقة مهينة وهي ترمقه بسخرية فاحتدت نظرات وسام وهو يرد بنبرة واثقة
ومين قالك أني فشلت في أني أوصل لقاټل أخوك قريب أوي يا حبيبة هتسمعي أخبار عن الموضوع ده بس أتمنى أن أعصابك تستحمل الحقيقة اللي هتعرفيها.
غادر وسام وترك حبيبة تشعر بالذهول من حديثه وتساءلت هل يمكن أن تتوصل إلى قاټل أخيها بعد كل تلك السنوات
شعرت حبيبة بالحيرة من كلام وسام فهو يخبرها بشكل ضمني أنها ستشعر بالصدمة بعدما تعرف حقيقة القاټل وهذا يعني أنه يشك في شخص مقرب منها للغاية هل يعقل أن يكون رامز هو نفسه القاټل!
هزت حبيبة رأسها رافضة تصديق تلك الفكرة فهي تعرف رامزا جيدا كما أنه لو كان القاټل الحقيقي فحينها كان وسام سيشك به عندما لجأت إليه قبل بضع سنوات عن طريق صديقتها نورسين والتي تكون ابنة عمه وذلك بعدما تم تقييد قضية قتل أخيها ضد مجهول ولكنه فشل حينها في مساعدتها وأخبرها صراحة أنه لا يوجد بيده أي شيء يمكنه فعله.
مرت السنوات ونست حبيبة أمر وسام نهائيا ولم تتذكره إلا بعدما رأته في حفل خطبتها ولكنها تماسكت وتظاهرت بأنها لا تعرفه.
نفضت حبيبة أثر تلك الذكرى الكئيبة عن رأسها وغادرت المول تاركة خلفها وسام الذي لم يكن قد غادر مثلما اعتقدت وإنما توارى عن مرمى بصرها وظل ينظر أمامه بنظرات متحسرة لأنه أضاعها من يده عندما لجأت إليه ولم يكتشف حقيقة حبه لها إلا بعدما كرهته وصارت ملكا لغيره.
أمسك مختار هاتفه وهو يشعر بالانزعاج بسبب الرقم الغريب الذي يصر على التواصل معه وعدم شعور صاحبه بالملل من كثرة الاتصالات على الرغم من أنه قد تم رفضها.
أجاب مختار بتأفف قائلا
ممكن أفهم مين معايا وليه مصمم تكلمني رغم أني عملتلك حظر على الأرقام التانية!
سمع مختار صوتا رجوليا يجيبه بهدوء
معاك رامز منصور وعايز أقابلك ضروري قبل ما ترجع القاهرة لأن فيه عندي شيء مهم جدا يخص حضرتك وصدقني أنت هتخسر كتير أوي لو رفضت تقابلني.
حاول مختار أن يتذكر أين سمع هذا الاسم من قبل وبالفعل نجح في ذلك وعلم أن من يتحدث معه عبر الهاتف هو نفسه طليق داليا ووالد ابنها الوحيد.
كاد مختار يغلق الهاتف في وجه رامز لكنه قرر أن يمنحه فرصة حتى يرى إذا كان يريد بالفعل أن يخبره بشيء مهم متعلق به أم يريد أن يستخدمه كأداة للاڼتقام من داليا وعزام.
هتف مختار بهدوء بعدما فكر في الأمر
تمام يا رامز أنا موافق أقابلك في مكتبي النهاردة بالليل.
أنهى مختار المكالمة دون أن يضيف كلمة أخرى فابتسم رامز بسعادة لأنه سيتمكن من خلال هذه الخطوة من تحقيق تقدم كبير في رحلة انتقامه من عزام.
ذهبت هانيا إلى المستشفى بحجة إجراء بعض الفحوصات على ذراعها بعدما ادعت كڈبا أنه يؤلمها وأنها تريد أن تطمئن عليه من خلال الأشعة السينية.
نظر لها طارق باستغراب وقال
بس أنا مش شايف أن دراعك فيه مشكلة يا هانيا تستدعي أنك تعملي أشعة وتكلفي نفسك وأكيد الۏجع ده بسبب برودة الجو وعشان كده أنا بنصحك تتقلي في اللبس.
ابتسمت هانيا بعدما تأكدت من خلال نظراته أنه لا يزال يهتم لأمرها ويشعر بالقلق والخۏف عليها وقررت أن تستغل هذا الأمر لصالحها حتى ترد اعتبارها أمام الجميع بارتباطها بطبيب ناجح للغاية ويحبها پجنون على الرغم من عدم قدرتها على الإنجاب.
لن يكون الأمر صعبا بالنسبة لها أن تستميله وتجعله يتمنى وصالها بعدما صار واضحا بالنسبة لها أنه لا يزال يحبها ولم ينسها ولو للحظة واحدة.
إذا أخبرها أحد قبل ثلاث عشرة سنة أنها ستسعى بشكل غير مباشر للزواج من طارق لكانت ضحكت عليه واتهمته بالجنون ولكن الآن اختلفت الموازين وصار الشاب الفقير الذي رفضته في الماضي وكسرت قلبه لأنه لا يناسبها هو ورقتها
تم نسخ الرابط