رواية رهيبة جديدة الفصول من اليادس وعشرين للواحد وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
يساعده على الجلوس فقال لها و قد بدأت عينيه تلتمع بالدموع تعالى يا بنتى.. تعالى يا زينة..انا آسف انا استاهل الحړق انى سيبتك ف وسط الناس دى.
حثها يوسف على الذهاب اليه و هو يدفعها برفق باتجاه عمه فذهبت له فجذبها والدها بضعف الى حضنه و شهقاته قد علت بالبكاء فهو يشعر بتأنيب الضمير و التقصير البالغ تجاهها.
رق قلبها لبكائه و أحست بصدق ندمه فابعدت نفسها عن صدره قليلا و قالت بنبرة صادقة خلاص متعملش ف نفسك كدا... انا مسامحاك دا نصيبنا ان احنا نتفرق عن بعض بس ف الآخر اتجمعنا و الحمد لله.
رد و هو مازال يبكى الحمد لله يابنتى الحمد لله.. ربنا يقدرنى و اعوضك عن سنين الحرمان اللى عيشتيها و...
قاطعته و هى تنظر ليوسف انا فعلا ربنا عوضنى حتى من قبل ماعرف ان ليا أب.. ربنا عوضنى بيوسف احسن هدية من ربنا.
ابتسم الاب بسعادة و راحة ربنا يسعدكو يا بنتى و يديم المحبة بينكم يارب وميحرمنيش من لمتكم حواليا.
رد الجميع فى صوت واحد اللهم امين.
التموا جميعا حول راشد و راح يقص عليهم ما فعله أثناء فترة شبابه و قصته مع والدة زينة انتهاءا بزواجه من والدة سهيلة.
انقضت سهرتهم و أخذ يوسف زينة و انصرف الى الفندق و بقى يحيى مع عمه و بقى رفعت مع سهيلة و انصرفت الجدة الى الفيلا على اتفاق باجتماعهم جميعا فى الصباح الباكر للاطمئنان على سهيلة و مؤازرتها فى محنتها.
فى صباح اليوم التالى...
قام يحيى بمساندة عمه حتى غرفة ابنته و جلس على مقعد مجاور لسريرها و بعد قليل حضر يوسف و زينة والجدة صفية و انتظروا خارج الغرفة.
مر ما يقارب ساعة على انتظارهم حتى بدأت سهيلة تتململ فى نومتها و تهز رأسها يمينا و يسارا بأنين فأسرع اليها أبوها يمسد على شعرها و يطمئنها و يحثها على الاستيقاظ سهيلة حبيبتى.. فوقى يا قلبى انا بابا... انا جنبك يا حبيبتى فوقى.
بدأت تفتح عينيها ببطئ حتى تتكيف مع ضوء الغرفة فوجدت أباها ينظر اليها بقلق و حنان فى آن واحد فقالت بتعب بابا.. انا فين!
الاب ف المستشفى يا حبيبتى... حمد الله على سلامتك يابنتى.
بدأت تتذكر آخر ما مرت به رويدا رويدا فبدأت تعلو شهقاتها و هى تقول يوسف يا بابا.. شوفت عمل فيا ايه
الاب بحزن و الم لاجل ابنته معليش يا حبيبتى.. ملكيش نصيب فيه.. و بكرة ربنا يبعتلك اللى احسن منه.
سكت قليلا ثم استطرد حديثه اهم حاجة مش عايزك تكونى زعلانة منى.. انا السبب فى دا كله.
سهيلة انا مش زعلانة منك يا حبيبى.. انا مش هاحاسبك على غلطة غلطها من قبل ما اتولد حتى و انت اكيد ندمان على الغلطة دى و زى ما حضرتك قولت دا نصيب.
فرح الاب كثيرا لتفهم ابنته لموقفه و مسامحتها له فربت على كتفها بحنان و قبل جبينها قائلا بامتنان ربنا يكملك بعقلك يا بنتى.. انا اسف.. اسف على اللى حصلك بسببى.
سهيلة خلاص يا بابا انسى.
الاب انا هنادى بقى خالك و جدتك و ولاد عمك و اختككلهم برا و عايزين يطمنو عليكى.
ردت بوجه عابس يوسف و زينة لا يا بابا.. يوسف بالذات مش عايزة اشوفو
سكت الاب قليلا فلم يرد ان يضغط عليها و هى ما زالت مصډومة و منجرحة فقال لها براحتك يا بنتى اللى انتى عايزاه.
ثم قام بالتصال على يحيى و أخبره بعدم رغبة سهيلة فى رؤية يوسف و زينة الآن حزن يوسف لذلك و احس بالذنب تجاها و لكنه لبى رغبتها فى الاخير.
بعدما اطمئنوا عليها خرجوا جميعا من غرفتها حتى تأخذ قسطا من الراحة فقال يوسف لعمه بعد اذنك يا عمى انا هدخل لسهيلة.
العم برجاء بلاش دلوقتى يا يوسف.
يوسف انا مش هرتاح غير لما اصالحها.
العم طيب يبنى ادخلها و ربنا يستر بس بلاش تطول عليها.
يوسف حاضر متقلقش.
دخل يوسف اليها وجدها جالسة على كرسى بالغرفة فعندما رأته قامت منتفضة من مكانها قائلة بعصبية نعم... عايز ايه!
يوسف اهدى يا سهيلة و اسمعيني ارجوكى.
سهيلة اسمعنى انت بقى كويس.. بابا انا مسمحاه لانى مش ربنا عشان احاسبه على ذنب عمله من سنين بس انت.. لا.. مش مسمحاك.. مش مسامحاك يا يوسف.
يوسف پألم انا مستعد اعمل اى حاجة عشان تسامحينى ايه اللى يرضيكى يا سهيلة و انا اعمله!.. لو عايزانى أطلق زينة أطلقها بس مشوفكيش ف الحالة دى.
سهيلة بحدة تتجوزها تطلقها معادش يفرق معايا... انت انتهيت بالنسبالى.
ارتمت جالسة على التخت بتعب و قالت بصوت متحشرج من البكاء انتهيت بس بعد ايه.. بعد ما دبحتنى پسكينة تلمة بعد ما دوست عليا بجذمتك من غير ذرة شفقة و لا رحمة بعد ما طلعتنى سااابع سما و رميتنى منها لسااابع ارض... امشى... امشى مش عايزة اشوفك تانى...علا صوتها و ازداد صړاخها و هى تقول امشيييييى.
تركها و غادر سريعا كالاعصار حتى لا يرى احد دموعه التى عرفت مجراها بعدما احس بمدى انانيته و ظلمه لها غادر المشفى بأكملها و استقل سيارته الى حيث لا يعلم و هو يبكى كما لم يبكى من قبل.
بينما بقية العائلة اسرعوا بالدخول اليها ماعدا زينة بعدما سمعوا صړاخها به و ذهب يحيى يستدعى الطبيب أعطاها الطبيب حقنة مهدئة و نصح بعدم ازعاجها مرة أخرى و الا ستخرج الحالة عن السيطرة.
بينما زينة كانت تجلس امام الغرفة تبكى بحړقة فظهورها فى حياتهم قد قلبها رأسا على عقب و بالأخص يوسف.
مر يومان تماثل فيهما كل من راشد و سهيلة للشفاء خرجت سهيلة من المشفى و انتقلت لتعيش مع خالها و جدتها بمدينة بنها حتى تتعافى تماما و تستعيد كامل صحتها البدنية و النفسية و قد وافقها ابوها على ذلك فهو يرى ان ذلك أفضل للجميع.
مر شهرا كاملا على الجميع...
كانت سهيلة قد التزمت بالذهاب لطبيب نفسى بعد اقناعها من خالها حتى تتخلص من حالة الاكتئاب التى أصابتها و حتى تتأهل نفسيا لمواجهة يوسف و زينة بعد ذلك.
كان والدها و يحيى على اتصال دائم بها و كانا يقومان بزيارتها كل يومين و كان يوسف يتقصى أخبارها من شقيقه و عمه.
انتقلت زينة للعيش فى الفيلا مع والدها و زوجها و لكنها تنام بغرفة خاصة بها بعيدا عن يوسف بناءا على رغبة والدها فهو قرر اقامة حفل زفاف لهما مع شقيقه يحيى و ديما و لكن بعد تمام شفاء سهيلة.
اتفق يوسف مع يحيى على زيارة سهيلة فهو سيراها لأول مرة منذ أن طردته من غرفتها بالمشفى.
وصلا الى منزل خالها ببنها و استقبلهما خالها و جدتها بسرور آملين ان تمر أزمة سهيلة على خير و ألا تنتكس عندما ترى يوسف انتظرا فى غرفة الصالون قليلا الى ان دخلت اليهم بوجه جامد لا ينم عن أى تعبير فنهض يوسف لدخولها و