رواية مطلوبة الفصول من الاول للخامس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

هتروحي تقعدي فين بقي....ومراد الغلبان دا هتدوخيه معاكي ليه 
مليكة تمام

بعد تناول الطعام جلست مليكة لكتابة الرسالة وبعد ذلك أخذت مراد وذهبا لوضعها في البريد 
كانت تشعر بالخۏف الشديد من رد فعل والده 
تراه سيعترف به......هل ستجده من الأساس......أم أنه رحل مثلا عن هذا العنوان وستعود الي نقطة الصفر مرة أخري 
شعرت بأنها تكاد تختنق يأسا.......إحباطا وخوفا 
ولكنها قررت التحلي بالصبر والدعاء فليس أمامها غيره ولا تقلقي بنيتي إن يد الله وحدها هي القادره على إزاحة تلك الهموم من صدرك....

في صباح احد الايام 
ذهبت الي عملها مبكرا وبعد إنتهاء الدوام ذهبت كعادتها في الأونة الأخيرة للبحث عن منزل لها ومراد فلا يمكنها الإعتماد علي والد مراد كليا و هي أيضا لا تدري إن كانت ستجده أم لا فقد مضي الي الأن ثلاث أيام علي إرسالها لتلك الرسالة ولم يردها أي رد مع أنها متاكدة أن تلك الرسالة قد وصلت الي منزل الغرباوي 
ومع كل ذلك البحث لم تجد منزلا أخر فازداد وضعها سوء وكانت بالكاد تنام ليلا وينتابها القلق طوال النهار............بعد فترة خلد مراد الي النوم في أحضانها فلم تحركه خشية إيقاظه ولكنها رفعت قدميها الي الأريكة وكورتهما أسفلها وأعادت رأسها الي الوراء فإستغرقت في النوم 
إستفاقت فزعة بعد وقت قصير علي صوت طرقات علي باب المنزل 
نظرت الي مراد في فزع فوجدته يتملل بين ذراعيها 
كاد أن يستيقظ.....وضعته علي الفراش في هدوء 
بعدما مسحت علي شعره لتطمئنه كيلا يستيقظ فزعا 
إرتدت إزدال الصلاة وإنطلقت مسرعة ناحية الباب قبل أن يطرق مرة اخري 
فتحت الباب وإتسعت عيانها پصدمة وهي تري رجلا طويلا ضخما عريض البنيه يقف متغطرسا ينظر إليها بكبرياء من خلف أنفه وقد بدت بذته الرمادية تناسبة تماما

الفصل الثاني والثالث
أعادت نظرها الي الرجل مرة أخري فوجدته ينظر إليها بإزدراء جلي يتأمل قسماتها ويمعن النظر في عينيها الزرقاوتين وبعض النمش علي وجهها وكأنه يود أن يحفظ تفاصيلها ولكن عيناه كانت تعطيها شعورا مختلف... شعورا لم تفهمه...... كانت عيناه تناقض ملامح الإزدراء التي إرتسمت علي وجهه وكأنها تعبر عما إعتري قلبه..... تعبر عن شعوره وكأنها تخبرها أنها بطلتها تلك كانت كعاصفه هوجاء أحيت قلوب موات ملت طول الإنتظار 
أخجلتها نظراته وأخافتها أيضا فهو حقا عملاق فتبدو أمامه كالفأر الصغير مما أضاف الرهبة لقلبها الصغير وأيضا يوتر عقلها ويؤثر علي تفكيرها بشدة 
كم أن حضوره طاغي.....يوقف الزمن......يأسر حواسها 
تمتمت في توتر بغير وعي 
مليكة إتفضل 
إبتسم بسخرية واضحة وإزدراء جلي تماما علي قسماته 
سليم واضح إنك بتثقي في الناس بسرعة 
حاولت الخروج من سهادتها والتمتمة بأي شئ فجفلت حينما رفع قامته وأكمل متابعا بحزم إمتزج بثقة وفخر جعلاها تشعر بمدي عظمته علي الرغم من أنها لم يسبق لها أن سمعت به قبلا
سليم أنا سليم الغرباوي 
دار اسم الغرباوي في عقلها ليعطيها النتائج سريعا نعم إنها عائلة والد مراد مما جعلها تهتف پصدمة 
مليكة أه... 
رفع يده ليصمتها وتابع بجمود وحزم مثبتا عيناه عليها 
سليم في الأول لازم تعرفي إن حازم ماټ 
شحب وجهها فلم يكن هذا ما توقعته إطلاقا 
كيف يمكن لهذا الرجل أن يقف هكذا ليقول ما قاله بكل قلب بارد فأملها الوحيد لمستقبل مراد قد دمره هذا الشخص البارد المتعجرف 
كادت تتهاوي فقد شعرت بأن قدميها لا تقوي علي حملها أكثر........شعرت بأن دموعها تكاد تنساب من زرقاوتيها فهي الأن بالتأكيد ستخسر مراد ولن تستطيع فعل شئ حيال ذلك 
كان ذاك الغريب ينظر اليها وكأنه يشرحها 
فحتي في حزنها إستطاعت ملاحظة جاذبيته المدمرة..... وإن كان هناك شبه بين حازم وهذا السليم فلا يمكنها لوم شقيقتها علي تعلقها بحازم أبدا.......ودون أن ينتظر تكرار دعوتها إياه بالدخول دفع الباب ودلف للداخل وهو ينظر حوله بإزدراء 
فهتفت هي بأسي ظهر واضحا في نبرتها التي غلفها الإحباط واليأس 
مليكة أنا أسفة جدا البقاء لله 
إستقام جزعها وتابعت في حزم 
مليكة في الحالة دي أنا أسفة جدا لأني عطلتك وضيعت وقتك لأنك للاسف مش هتعرف تساعدني
إرتفع حاجباه بغطرسة للهجتها وتابع بعجرفة 
سليم لا خليني أنا اللي أحكم علي الموضوع دا يا مدام رسالتك كانت باين منها إن الموضوع ضروري جدا وإلا مكونتش جيت أبدا 
ألقي كلماته وهو يتطلع حوله بإزدراء 
سليم وبعدين إيه اللي يخليكي فاكرة إن حازم الله يرحمه ممكن يعمل حاجة أنا مش هعرف أعملها 
همت بالحديث ولكنه رفع يده مرة أخري ليخرسها مردفا بسخرية 
سليم إنت مش هتقعديني ولا إيه 
لاحظت مليكة أنه لايزال واقفا فهتفت بحرج
مليكة أنا.......أنا أسفة جدا أكيد طبعا إتفضل 
جلست في هدوء وجلس هو مقابلها سائلا بإزدراء
سليم ممكن بقي تقوليلي إيه الشئ اللي اخويا هيعمله وأنا مش هقدر ولا الموضوع خاص أوي للدرجة دي 
برقت عيناها للهجته الساخرة ونبرته المهينة في ذات الوقت وهتفت به بجراءة وثقة 
مليكة أعتقد يا أستاذ سيلم إنك متعرفش إزاي تتكلم بزوق
إعتدل في جلسته مستريحا وهتف بسخرية 
سليم بجد  
ثم تابع بحزم 
أعتقد إنك غريبة يعني بعتي رسالة ضرورية وعاجلة وممكن نقول ملحة كمان ولما جيت أنا بدال حازم الله يرحمه رافضة تقولي السبب 
أردفت بحزم 
مليكة فعلا عندك حق أسفة لأني ضيعت وقتك ووقتي 
غلبت علي نبرته الشوق والحنان وبعض التوتر 
سليم الطفل الي قولتي عليه دا يبقي ابن حازم مش كدة 
أومأت راسها بهدوء 
ضيق عيناه متابعا في تساؤل 
سليم وإنت مامته مش كدة 
مليكة معترضة بس أنا مش م.... 
همت أن تخبره بأنها أنسة وأنها ليست والدته.....همت بالرفض ولكن قاطع حديثهما قدوم مراد وهو يفرك عيناه بطفولية ترغب بأكله أثرها محاولا إزالة أثار النوم 
مراد مامي مين دا 
وقف سليم مبهوتا فهو حقا نسخة عن والدته
تم نسخ الرابط