رواية جديدة الفصول من الرابع عشر للتاسع عشر والاخير بقلم منة العدوي
المحتويات
للخلف وبعدها اتجه ناحية شقته ودخل واغلق الباب خلفة وهو لا يفكر في شئ الا انها فقط ملكه وستكون له شاءت ام ابت..
اما هي ركضت سريعا الي شقتها وطرقت الباب وظلت هكذا في انتظار ان يقوم احد بفتح الباب لها..لحظات ووجدت الباب يفتح ووالدتها امامها..وما ان راتها حتي احتضنتها بشده وهي تردف بسعادة...اسلم يا ماما اسلم..بحر اسلم يا ماما
ظلت اسيا هكذا بعض الوقت في احضان والدتها الي ان ابتعدت عنها وقبلت يدها وراسها في سعادة ودخلت غرفتها ركضا واغلقت عليها وهي تصرخ فرحا..
مر اليوم بسلام ليهل الصباح وتبدا العصافير في الزقزقة مع نشر الشمس لاشعتها الذهبية..
استيقظت اسيا من نومها وهي تشعر بالسعادة تريد ان تصرخ عالية معبرة عن سعادتها..لتنهض من الفراش ونظرت في ساعة هاتفها لتجدها الحادية عشر ظهرا..
لحظة اثنان ثلاثة حتي دوي صوت صڤعة في ارجاء الغرفة..لتصرخ بها پغضب..ليه عملتي كدا يا غبي ة
لتكرر اسيا سؤالها مرة اخري بصوت اعلي اتت عليه والدتها وهي تسالها بقلق..في اي يا اسيا صوتك عالي كدا ليه
لوت اسيا شفتيها قائلة بنبرة ساخرة..اسالي السنيورة ليل عملت اي
نظرت لها الام باستغراب وهي تنطق ب..في اي يا ليل قلقتوني
توترت ليل وظلت تفرك في يدها بتوتر وهي مخفضة راسها لتجيب بتلعثم..م..مفيش يا خالتوا
هزت ليل راسها بتوتر وهي تقول..ا..انتي..انتي بتقولي اي يا اسيا..ا..اي الكلام دا
لوت شفتيها بتهكم لتقترب من هاتف ليل الملقي علي الارض وتلتقته في يدها لتنظر لشاشته وبعدها توجه ناحية وجه ليل قائلة بسخرية..طيب معلش انا كدابة..طيب وبالنسبه لصورته اللي في تلفونك واول ما دخلت التلفون وقع من ايدك وكنتي بتحاولي تخبية..هاا معلش انا كدابة..لتصرخ بها بصوت اعلي..طيب دا اي
اقتربت منها بسرعة وامسكتها من زراعيها بقوة مردفة بهستريا...عشان انتي غب ية..ياما حزرتك..فضلت احزرك كتير وقلتلك اقفلي قلبك واوعي تحبي..عايزة تتالمي زي يا غب ية..طيب انا وقتها مكانش في حد ينصحني شوفته قدامي للاسف حبيته..قولتك غضي بصرك بس لا لازم تتعبي..القت بتلك الكلمات وتركت لدموعها العنان وخرجت سريعا الي غرفتها
بكت ليل بشدة وهي تقول ناظرة الي خالتها..اسيا زعلانه مني يا خالتوا..انا عارفة اني غلط وهي حظرتني كتير بس والله مكنش بايدي..خليها متزعلش مني يا خالتوا ابوس ايديكي
مټخافيش يا حبيبتي هي بس اعصابها تعبت شويه..شويه كدا هتلاقيها هديت واتكلمت معاكي عادي..هسيبك انا ترتاحي دلوقتي وهروح اشوف اسيا
اوماءت لها بهدوء وهي تمسح دموعها..لتخرج الام من الغرفة متنهدة في حزن عليهم داعية الله ان يريح قلوبهم..
طرقت علي باب الغرفة يليها فتح باب الغرفة لتدخل منه متوجهة ناحيتها لتجلس امامها وهي تنظر الي حالتها بحزن..اسيا
كانت تجلس علي فراشها وهي تضم ركبتيها الي صدرها وتضع راسها بينهم ودموعها لا تتوقف عن النزول..ما ان سمعت صوتها حتي رفعت وجهها تنظر لها بوجهها الذي اصبح كحبة الطماطم من كثرة البكاء..ماما
مالك يا روح ماما
لم تفكر لحظة اخري وارتمت في احضان والدتها وهي تردف ب..ماما..ليل يا ماما
لفت يدها حول ابنتها وهي تربط عليها برفق قائلة بحنان..هش اهدي يا بنتي
انا..انا خاېفة علي ليل يا ماما..ليل كدا هتتعذب زي انا خاېفة عليها..انا بحبها اوي يا ماما مش عايزاها تعاني زي..الم الحب وحش اوي يا ماما..انا والله حزرتها كتير اوي يا ماما
قبلت راسها بحب وهي تردف بهمس في محاوله لتهدئتها..هش اهدي يا بنتي دا نصيب مهما قولتي كان هيحصل هش اهدي..ويمكن اللي حبته دا ياسلم هو كمان ربنا هو ادري مننا..اهدي وان شاء الله خير
ظلت هكذا بضع دقائق فابتسمت الام وهي تقول..يلا قومي بقي عشان في حاجة عايزة اقولك عليها
خرجت من حضنها مردفة بدهشة وهي تمسح دموعها..حاجة..حاجة اي دي..قولي
جهزي نفسك يوم الجمعة الجاية في عريس جاي يتقدملك..والمرادي هتقابلية ڠصب عنك..انا العمر بيعدي بيا نفسي افرح بيكي
زفرت اسيا بضيق قائلة..يوه يا ماما تاني الموضوع دا
تاني وتالت ورابع يا اسيا..انا مش هفضل قعدالك عايزة اطمن عليكي
بعد الشړ عنك..صمتت برهة من الوقت وفجاة ابتسمت بخبث لترجع ظهرها للخلف وهي تردف بابتسامه..ماشي ومالة مش انتي عايزاني اقابلة..هقابلة عادي..بس بقي اللي توافق..اردفت باخر كلماتها في نفسها وهي تبتسم بمكر
نظرت لها نصف عين قائلة بعدم تصديق..متاكدة..انا مش مطمنالك
ابتسمت بمكر ناطقة ب..مټخافيش يا مامتي
........................................................
كان الهدوء يعم المكان صوت الانفاس هي المسموعة..
كانت تجلس وهو جانبها وتضع راسها علي كتفه وهي نائمة واثر الدموع علي عيناها..لحظات حتي شعرت بيد توضع علي كتفها وتهزها وهي تهمس ببعض الكلمات التي لا تستوعبها..لتفتح عيناها ببطء..
لحظة حتي استوعبت ما يحدث امامها لتفتح عيناها پصدمه قائلة..ماما جدوا..انتوا عرفتوا ازاي..وجيتوا ليه المستشفي
اخذت تبكي وهي تقول بهستيرية..انتي السبب انتي السبب خالك ماټ بسببك..خالك ماټ وانتي السبب
فتح عيناها من الصدمه لتقف وهي تنظر حولها لتجد عجلة تخرج من الغرفة وشخص نائم عليها وهو مغطي بالكامل..ظلت تنظر للعربة وهي تتحرك لتبدا بالصړاخ والبكاء وهي تقول...لا لا انتوا كدابين..خالوا عايش..خالوا عايش..انتوا كدابين..انتوا واخدين خالوا فين...خالواااا
حبيبة..حبيبة..مالك في اي اصحي
فتحت عيناها سريعا وهبت من مكانها وهي تتنفس بسرعة وحبات العرق تتصبب منها..لتنظر له وهي تقول پبكاء..حلمت حلم وحش اوي يا حازم انا خاېفة
اخذها في احضانه وهو يربط عليها بحنان..هش اهدي دا كابوس مش حقيقة اهدي خير
دقيقة وبدا صوت يتعالي في المشفي وطبيب وبعض الممرضين يهرعون سريعا داخل الغرفة التي يقطن بها وصوت صفار جهاز القلب يتعالي..
نظروا الي الغرفة بقلق ليذهبوا ناحية الباب وكادوا ان يدخلوا لكنهم توقفوا عند قول احد الممرضين..احنا اسفين بس ممنوع الدخول
صړخت حبيبة وهي تردف پغضب..اوعي كدا انا عايزة ادخل لخالوا..خالوا اوعي هو حصله اي
مر الوقت حتي هدا صوت الصفار وهدا ذلك القلق لحظة حتي خرج الطبيب وهو يتنفس الصعداء..
ذهبوا له سريعا ليسالة حازم سريعا..خير يا دكتور حصل اي
المړيض كان هيروح مننا بس الحمد لله لحقناه..صمت برهة من الوقت ليكمل بعدها باسف..بس للاسف المړيض دخل في غيبوبه...
.......................................................
بعد مرور عدة ايام..
كانت تجلس امامه بمفردهم وهي تخفض راسها بخجل..ربما هي سترفضة لكن دائما طابع الخجل يتغلب علينا..
كان الصمت يسيطر علي المكان حتي قاطعة هو بصوته..اي مش عايزة تشوفيني
ارتجف جسدها وشعرت بدقات قلبها تتعالي..نعم انه صوته هل يعقل..لم تنتظر ان تفكر مرة اخري ورفعت راسها سريعا تنظر له لتتقابل عيناها
متابعة القراءة