رواية شيقة الخاتمة بقلم نهي طلبة

موقع أيام نيوز

الخاتمة
أغلق حسن باب غرفة الاجتماعات الملحقة بمكتبه بكل ما أمكنه من هدوء وهو يلتفت لصبا التي وقفت أمامه بعدما ألقت بقنبلتها المدوية على مسمع من مازن ويزيد اللذين استئذنا وتركا لهما الغرفة ليناقشا أمورهما على انفراد..
رفع رأسه ليخاطبها بهدوء
ممكن أفهم ايه اللي حصل..
هزت رأسها بعناد
ولا أي حاجة.. أنت عرضت علي الجواز وأنا برفض..

سأل پغضب مكبوت
ليه..
هتفت
عشان... عشان..
قاطعها
عشان أنت خاېفة يا صبا..
رفعت ذقنها بكبرياء
قلت لك قبل كده أنا مش بخاف من حاجة...
اقترب حسن منها ليتمسك بكتفيها ليواجهها بحزم
اسألي السؤال اللي بيعذبك يا صبا..
حاولت التملص من بين يديه هاتفة
ما عنديش أسئلة.. ما فيش حاجة جوايا بتعذبني..
ضغط بقبضتيه على كتفيها وهو يكرر
اسألي يا صبا..
هتفت پغضب
ابعد عني..
كرر بصوت أعلى
صبا...
لتهتف هي بصوت مخڼوق
لسه بتحبها..
ترك كتفيها ليضمها لصدره بحنان وتركها تفرغ كل انفعالتها على صدره وهو يملس على خصلاتها برقة كأنه يهدئ طفلته الصغيرة عندما تصرخ فزعة من نومها..
انتظر حتى هدأت تماما ليبعدها قليلا ويمسح دموعها بأنامله وهو يسألها
أحسن دلوقت..
ابتعدت عنه لتمسح وجهها بظاهر يدها وهي تهمس
جاوب على السؤال..
اقترب ليرفع ذقنها لتواجهه عيناها
أنت شايفة ايه..
نفضت وجهها من يده لتهتف
أنا مش عارفة حاجة.. قولي أنت..
ثم تهدج صوتها لتهمس
قول يا حسن..
سحبها من يدها ليجلس على أقرب أريكة وظل متمسكا بيدها وتنهد بقوة قائلا
حبيت منى.. أيوه حبيتها.. حبيتها بكل قوة شاب في بداية حياته.. اتحديت كل الظروف عشان تكون لي.. حسن اللي حب منى هو حسن الشاب الصغير اللي بيحلم بدنيا وردية مع حبيبته.. منى هتفضل جزء من تكويني.. ذكرى حلوة جوايا.. ذكرى أخدت حجمها الطبيعي جوايا لما حبيتك.. مش أني نسيتها أو أنها كانت نزوة.. لا.. لأن حسن اللي حبك وبيحبك دلوقت بكل كيانه هو راجل الظروف والزمن سابوا علامات وچروح كتير عليه.. چروح حسيت بس أنها طابت لما قلبي رجع يدق.. بيدق ليكي يا صبا..
التقطت أنفاسها لتهمس
وبكره يدق لغيري..
ضغط على كفها بقوة
تفتكري القلب اللي ماټ سنين.. ما فيش واحدة قدرت حتى تقرب منه.. واللي دق ليكي قبل ما يعرفك ممكن يكون خاېن بالطريقة دي..
رفع ذقنها بأنامله
صبا.. لو أنت خاېفة.. أنا مړعوپ..
توسعت عيناها بذهول
مړعوپ!..
أومأ برأسه
مړعوپ أنك تبعدي.. أنك ترفضي.. أني ما اقدرش أقنعك بقوة حبي..
همست پألم
أنا خاېفة..
أنا عارف.. قوليلي بس اعمل ايه عشان أطمنك.. صبا.. أنا بدلت كل حياتي عشان أكون معاك.. عشان أكون جدير بيكي.. أنا بدأت كل حاجة من الصفر هنا عشان ما اغربكيش عن حياتك..
رمقته بعينين حائرتين تلتمع بهما دموع حبيسة فهمس لها ليواجهها بآخر شكوكها
حبيبتي.. صدقيني اللي حصل بين والدك ووالدتك أنا مش هسمح أنه يتكرر.. مش هسمح أنك تبعدي.. أنا حاربت كل أشباحي وانتصرت عليهم.. اسمحي لي أحارب أشباحك معاك.. ثقي في يا صبا.. ثقي في حبي...
بعد مرور خمسة أشهر وفي فندق من أكبر فنادق العاصمة...
جلست صبا أمام المرآة لتضع اللمسات الأخيرة على زينتها وبجوارها علياء تحاول السيطرة على حالة القلق التي أصابت صبا لتأخر وصول نيرة...
هتفت علياء پغضب
صبا.. اهدي شوية.. مش كل خمس دقايق هنظبط الميك آب..
أجابتها صبا بنزق
كله من صاحبتك.. شوفت اتأخرت قد ايه!..
هزت علياء كتفيها وهي تخبرها بخبث
والله اللي اعرفه أن الفرح كان لسه قدامه سبع شهور.. فجأة بقوا سبع أيام..
برمت صبا شفتيها وهي تتذكر مسايرة حسن لها لتكون فترة الخطبة سنة كاملة حتى تطمئن هي تماما.. يومها وافقها قائلا
هجهز البيت والمكتب وبعدها نتجوز..
وهي لحماقتها ظنت أن تلك موافقة على سنة الخطبة.. لتفاجئ أنه أنهى كل شيء في أربعة أشهر فقط ومنحها شهر واحد لتستعد للزفاف.. وهي للحقيقة لم تمانع.. فهو طوال الأربعة أشهر وحتى من قبلهم وهو يسعى جاهدا ليثبت لها قوة مشاعره.. رغم بخلها عليه حتى بكلمة تطمئنه وتريح قلبه.. فكانت أحيانا تنفعل عليه..
أنت قلت أنك مش هتستعجلني.. في جوايا كلام كتير لكن أنا مش بعرف أعبر عن نفسي...
فكان يطمئنها دائما..
أنا شايف الحب في عينيك.. وهصبر لحد ما شفايفك تنطق به..
قطع ذكرياتها دخول نيرة العاصف كعادتها بثوب طويل لامع..
تم نسخ الرابط