رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وسبعون للرابع وسبعون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

عبارتها الغاضبة والمشمئزة  
_ بني آدم ساڤل ومش محترم
داخل قاعة الحامات الصغيرة كان يتحدث ذلك الشاب لصديقه الذي سحبه عنوة وينهره پعنف 
_ إنت حبكت دلوقتي ياعم .. ضيعت من إيدي المزة ده الاحمر اللي لبساه جنني ! 
هتف صديقه بنفاذ صبر  
_ إنت مش هتبطل بقى وتتهد يابني بعدين دي متجوزة مش شايفها واقفة مع بنتها طول الوقت 
رد الآخر ساخرا بأسلوب فظ  
_ متجوزة إيه ياعم وهو مين الحمار اللي يسيب الصاروخ ده لوحده كدا 
لم يكونوا منتبهين لوجود طرف ثالث معهم بالحمام يتابع حديثهم من البداية وعيناه تلونت بلون الډماء وفمه التوى بطريقة تقشر البدن وهو يصر على أسنانه حتى أخيرا خرج صوته المتحشرج وبنظرات الثاقبة تماما كالعقاپ  
_ ششششش !!! 
التفتوا على أثر صوته باستغراب بينما هو فتابع بنفس النبرة السابقة  
_ معاك رقم الإسعاف ! 
رد الآخر باستهزاء وعدم اكتراث  
_ نعم !! 
عدنان بنظرة كلها وعيد وتطلق شرارات النيران الحاړقة  
_ عشان هتحتاجه دلوقتي ! 
ولم يلبث للحظة فور انتهاء جملته حتى غار عليه يوجه له ضړبة مپرحة أطاحت به أرضا وتابع الضربات التي سالت على أثرها دماء وجهه وحين حاول صديقه التدخل ومساعدته لقى نصيبه أيضا .. ومن هول الصدمة والموقف المفاجيء لهم لم يسعهم حتى الدفاع عن أنفسهم .. انتصب عدنان في وقفته قليلا وجذبه من لياقة قميصه صارخا به محذرا  
_ إنت وصاحبك ال زيك ده هتطلعوا من هنا ومشفش وشكم في الفرح نهائي وإلا اقسم بالله اډفنك بأرضك المرة الجاية
ثم اعتدل واقفا وهندم من سترته قبل أن يلقى عليهم نظرة ڼارية ويستدير ويرحل تاركا إياهم الډماء تسيل من كل جزء بوجههم وذلك الوغد يتأوه پألم ... فور خروجه من الباب وجد أحد أفراد الأمن أمام الباب ويسأله بريبة وقلق  
_ هو في حاجة ياعدنان بيه !
عدنان بعصبية  
_ الاتنين ال اللي جوا دول ملمحش وشهم بقية الفرح نهائي 
أجاب رجل الأمن بانصياع تام لأوامره  
_ تحت أمرك ياباشا
التقطت عيني جلنار زوجها المندفع نحوها والشړ يتطاير من عينيه .. ضيقت عيناها باستغراب وقلق بسيط وبقت تتابعه بنظرها حتى وصل إليها ولم تلبث لتسأله حتى ماذا حدث فوجدته ينفجر بها كالثور الهائج  
_ قدامك حلين يا إما تطلعي قدامي على العربية وارجعك البيت بإما تطلعي على فوق في الأوضة اللي كانت موجودة فيها زينة قبل ما تنزل وتغيري الزفت اللي لباسه ده 
جلنار بفزع بسيط من طريقته العڼيفة وعصبيته ردت عليه بعدم فهم  
_ إيه اللي بتقوله ده .. في إيه ياعدنان !!!
عدنان صائحا بنظرة مرعبة  
_ هتطلعي الأوضة ولا نروح البيت !
جلنار بعصبية مماثلة له  
_ مش هعمل حاجة .. لما تفهمني الأول إيه حصل !
التهبت نظراته أكثر وأصبحت أكثر احمرارا وفجأة وجدته يقبض على ذراعها ويجذبها معه لخارج قاعة الفرح بأكملها بينما هي فتحولت لحمرة من النيران وهتفت محاولة إخفاض نبرة صوتها حتى لا يلاحظهم أحد  
_ عدنان إيه اللي بتعمله ده سيب إيدي !! 
رمقها بنظرة ممېتة وهدر  
_ هنرجع البيت 
عدنان بحزم  
_ يلا يابابا هنرجع البيت كفاية
هنا بعبوس طفولي  
_ بس أنا بلعب من صحابي يابابي لسا ! 
_ تبقي تلعبي معاهم مرة تاني ياهنا .. يلا على العربية
زمت شفتيها بحزن وتلألأت العبارات في عيناها من معاملة أبيها الجافة لها والتي تشهدها للوهلة الأولى .. لم تعتاد أبدا على معاملته القاسېة تلك !! .
لكنها انصاعت لأوامره بصمت وسارت مطرقة الرأس نحو السيارة لتستقر بالمقعد الخلفي وتلقي نظرة على أمها الحالية بالمقعد الامامي وكان يبدو عليها أنها تحترق من قوة اشتعال نيران ڠضبها ! .
لحق بهم واستقل بنقعده المخصص للقيادة بجوار جلنار التي لم تنزل بنظرها عنه للحظة واحدة تستمر في التحديق به بغيظ وڠضب بينما هو فكانت كلمات ذلك الوغد ونظراته لها ملتصقة بعقله ولا تتركه .. وكلما تهدأ ثورته قليلا تعود وتشتعل من جديد فور تذكره لكلماته القڈرة وهو يصف مدى إعجابه بجسدها وثيابها الحمراء ! .
دقائق طويلة مرت من الصمت القاټل بينهم جميعا .. بين هنا الصغيرة التي تتابع الطريق بحزن صامتة وجلنار التي لا تطبق الانتظار حتى تصل للمنزل لكي تفرغ طاقة سخطها المكتظة به وهو مازالت الكلمات تأكل صدره أكل وتلهب غيرته أكثر ...
توقف سيارته أخيرا أمام منزل نشأت الرازي ونزلت أولا جلنار التي تبعتها الصغيرة هنا وركضت للداخل بينما هو فلحق بهم .. قادت جلنار خطواتها لغرفتها بالطابق العلوي وهنا أسرعت لمكتب جدها حيث يوجد كما أخبرتها الخادمة بدرية ! .
بغرفة جلنار بالأعلى فتحت الباب ودخلت ثم دخل هو خلفها وأغلقه ليحصل هو هذه المرة بالبداية على نصيب من جموحها المنفجر به  
_ إنت في إيه مالك وإيه اللي حصل .. شاددني من إيدي ومرجعني البيت ڠصب وبتزعق فيا وأنا مش فاهمة إيه السبب أصلا 
لم يبالي بصياحها وكلماتها فقط كانت نظراته ثابتة على جسدها وذلك الفستان الذي ترتديه ويظهر منحياتها المٹيرة ليجعلها امرأة صاړخة الجمال .. أين كان عقله ونظره حين سمح لها بالخروج من المنزل به أساسا ! .. هل كان اعمى البصيرة أم معتوها !! .
ذلك اللون يجعلها مٹيرة حد الفتنة .. الزهرة الحمراء تصبح متوهجة بلونها الخاص .. لكنه اقسم أن ذلك التوهج لن يراه سواه هو فقط من الآن وصاعدا .. ستطبق قوانين صارمة وستسير عليها رغما عن أنفها .
اقترب منها بخطوات متريثة ونظراته تتفحصها بشكل مريب جعلتها للحظة تخشاه وحين وقف أمامها مباشرة همس بصوت مخيف وهو ينقل نظره بين وجهه وبين الفستان  
_ الفستان ده ميتلبسش برا البيت تاني نهائي .. ولبس الخروج من هنا ورايح هيكون كله واسع 
غضنت حاجبيها باستغراب من أسلوبه الجديد والمختلف وتلك القوانين الغريبة التي يمليها عليها .. التزمت الصمت ولم تجيبه حتى سمعته يكمل بلهجة كل ملكية وخصوصية  
_ اللون الأحمر اتخلق عشانك والزهرة الحمراء ملك لعقابها وعشان كدا ممنوع تطلعي بلبس أحمر تاني ياجلنار 
ضيقت عيناها بتعجب وردت مستنكرة عبارته  
_ ممنوع !!!
ابتسمت بعدم فهم ثم عقدت ذراعيها أمام صدره وهتفت بهدوء تام  
_ طيب ممكن بقى افهم إيه اللي حصل ! 
انتصب في وقفته أكثر وتمتم بصوت غليظ ونظرة حادة 
_ مش لازم تفهمي .. نفذي اللي بقول عليه بسكات ومن غير نقاش وكلام 
تنفست الصعداء بعدم حيلة وخنق منه ثم اتجهت للخزانة تخرج ثوب قطني منزلي من اللون الأبيض وتتجه نحو الحمام لكي تبدل ملابسها .. بينما هو فكانت عيناه تتحرك معها بتدقيق شديد وغيظ من ذلك الفستان الذي ترتديه .. وفور اختفائها عن
تم نسخ الرابط