رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وسبعون للرابع وسبعون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
_ الفصل الواحد والسبعون _
ثم تحرك ووقف خلفها ليرفع يديه ويفك عقدة الشريط حول رأسها ثم ينزعه عنها لتفتح هي عيناها وتتجول بنظرها حولها مذهولة وبعينان متسعتان على أخرهم من فرط الصدمة .
استقرت عيناها على تلك اللافتة الضخمة المدون فوقها دار الرحمة والمبنى المصمم بالطريقة العصرية والوانه جميعها مبهجة وجميلة تماما كما تمنت ! كل شيء مصمم كما رغبت هي به .. كأنه توغل داخل علقھا وقرأ أفكارها وتخيلاتها وصممها لها فوق أرض الواقع ! .
_ كل اللي جاي ليكي وبس يارمانتي .. تتمني أي حاجة بس وأنا انفذها .. لو طلبتي نجمة من السما مش بعيدة عليكي
زاد انهمار دموعها فوق وجنتيها بصمت لتلتفت له وتطالعه بعشق وامتنان .. لأول مرة يراها تتطلعه بهذا الشكل لم يكن الحب الذي بعينها كأي مشاعر سابقة شهدها منها .. مختلفة حتى في ابتسامتها التي شابهت طفلة صغيرة .. أو بالأدق كطفلتهم تماما حين تستحوذها السعادة .
_ أنا لو هتمني حاجة تاني من ربنا هي أنه يخليك ليا ياعدنان
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي إنتي وهنا وابني اللي جاي في الطريق
ابتعدت عنه ورفعت يديها تجفف دموعها لتهمس له باسمة بتعجب
ضحك ورد بثقة غامزا وهو يمد كفه ليتحسس بطنها
_ احساس قوي بيقولي إنه هيكون ولد
رأت في عيناه رغبته ولمعته المختلفة التي تعبر عن أنه يتمنى أن يكون الطفل الثاني لهم صبي فابتسمت وتمتمت بعدما مالت عليه ولثمت وجنته برقة
_ أن شاء الله يكون ولد ياحبيبي ويبقى شبهك كمان
_ طيب تعالي يلا افرجك على الدار من جوا
لمعت عيناها بتشويق مماثل له وهتفت بفرحة غامرة
_ يلا
حاوط خصرها بذراعه وهي تسير معه بين ذراعيه وبعيناها تتنقل حولها تتفحص المكان كله بحماس أشبه بحماس طفلة .. حتى سمعت جملته التي أخفت ابتسامتها فورا
طالت نظراتها العابسة إليه .. نظرة ممتلئة بالندم والاعتذار على حماقتها وما حالت إليه علاقتهم بسبب سذاجتها وعدم ثقتها به .. زمت شفتيها بحزن وتمتمت بأسف صادق
عدنان بصوت رجولي قوي لكنه يحمل الحنو
_ أنا مش بقولك كدا على تعتذري احنا قفلنا اللي فات كله وفتحنا صفحة جديدة وأنا نسيت .. لكن بقولك عشان اثبتلك أننا رغم كل اللي مرينا بيه في علاقتنا لسا مع بعض أهو
_ عشان الزهرة متقدرش تتخلى عن عقابها
رأته يتأملها بعينان هائمة كلها رغبة وغرام وكأنها سلبت عقله منه فراح يدنو منها دون أن يشعر لكنه توقف فجأة وبعينان متسعة لكليهما حين صدح صوت رجل مسن كان مارا من أمام الدار ورأى مشهدهم الرومانسي من خارج البوابة فظنهم عشاق بالسر .. ليقول پغضب وقرف
غضن عدنان عيناه پصدمة وهو يتابع ذلك الرجل الذي ألقى بعباراته وسار مبتعدا .. ولا إردايا وجد نفسه يصيح عليه وسط دهشته
_ مراتي والله يا حج !!!
بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقبل أن تتعالي صوت ضحكاتها أكثر وجدته يرمقها شزرا ويقول وهو يدفعها للداخل
_ ادخلي جوا .. عاجبك اللي حصل ده بسببك .. الراجل افتركني شاقطك
دهشت للحظة من تحوله الغريب لكن سرعان ما عادت تضحك من جديد وقالت
_ الله وأنا مالي أنا كمان !
عاد يتطلع باتجاه البوابة من جديد ويقول بحيرة
_ وهو طلع من فين كمان .. المنطقة لسا متعمرتش ومفيهاش ناس كتير غير قليل جدا
سكت لثواني ثم تابع بخنق
_ ما تدخلي جوا يلا واقفة ليه !!
جلنار بحماس
_ أيوة يلا عشان اتفرج على الدار من جوا كويس كمان
عادت البسمة العبثية لشفتيه وغمز لها بوقاحة متمتما
_ لا عشان نكمل كلامنا
ثم وجدته يلف ذراعه حول كتفيها ويضمها إليه ليسروا معا للداخل وهو يتابع بخبث
_ قوليلي بقى احنا كنا وقفنا فين .. كنتي بتقولي الزهرة لا تتخلى عن عقابها !
تعال صوت ضحكاتها الأنثوية وهو تنعته بوصف واحد وسط ضحكها وقح ......
توقفت السيارة أمام مبنى سكني ضخم وفاخر يحوى العديد من الشقق السكنية .. رفعت أسمهان نظرها من داخل السيارة لذلك الارتفاع الشاهق ثم انزلت رأسها وتحدثت للسائق وهي تفتح الباب
_ خلاص ارجع أنت ياسعيد متستننيش
رد السائق بهدوء
_ تمام ياست هانم لو احتجتي أي حاجة كلميني بس
لم تجيبه وخرجت من السيارة لتقود خطواتها لداخل البناية لكن الحارس أوقفها وهو يقول بحزم بسيط
_ طالعة لمين ياهانم
أسمهان بصوت قوي
_ آدم الشافعي
أجابها الحارس بتأكيد وابتسامة خاڤتة
_ حضرتك والدته صح
اكتفت بإماءة بسيطة كرد على سؤاله لتجده يرحب بها ببشاشة ويقول بأسلوب مختلف تماما عن البداية
_ اتفضلي يا هانم شقة آدم بيه في الدور التاسع .. شقة رقم 20
أسمهان في خفوت تام وهي تهم بالتحرك لتكمل طريقها لداخل البناية حيث المصعد الكهربائي
_ تمام متشكرة
سارت بخطوات هادئة حتى المصعد واستقلت به لتضغط على زر الطابق التاسع .. لحظات قاربت على الدقائق حتى انفتح باب المصعد من جديد لكن أمام الطابق المطلوب وخرجت منه ثم اخذت تتلفت حولها تبحث عن رقم الشقة فالتقطت عيناها الرقم المدون فوق شقته 20 .
تقدمت نحوها ووقفت للحظات تأخذ نفسا عميقا تتمني أن تنجح تلك المحاولة وتكون الأخيرة .. رفعت أناملها وضغطت على زر الجرس وانتظرت لكن دون رد فعادت تضغط للمرة الثانية وأيضا دون رد .. لوهلة ظنت أنه ليس بالمنزل لكن حين رفعت يدها لتهم بالضغط للمرة الثالثة انفتح الباب ! .
كان يرتدي قميص أبيض بنصف أكمام وبنطال أسود وبيده يمسك بهاتفه يبدو أنه كان
متابعة القراءة