رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وسبعون للرابع وسبعون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
في محادثة مع أحدهم .
طالت نظراته المدهوشة بزيارة أسمهان المفاجئة لكن سرعان ما أخذ نفسا عميقا ورفع الهاتف لأذنه يرد على الطرف الآخر الذي اتضح أنه مهرة حين هتف
_ طيب سلام دلوقتي يامهرة نبقى نكمل كلامنا بعدين
وانهى الاتصال معها لينزل الهاتف ويضعه بجيب بنطاله ثم يطالع أمه بنظرة جامدة ويفسح لها الطريق للدخول .. ففعلت أسمهان بصمت دون كلمة واحدة ودخلت .. اغلق هو الباب خلفها وتابعها بنظراته وهو يراها تتجول بنظرها بين أرجاء المنزل بأكمله .. تتفحص كل قطعة به كأنها تتأكد وتطمئن على كيفية تكيفه على الحياة بمفرده بعيدا عنها .
_اتغديت ولا لسا ياحبيبي
ابتسم بخفة ثم رد مؤكدا
_ اتغديت الحمدلله
ابتسمت هي أيضا لكن بحزن لتقترب منه وتهمس بعينان دامعة
_ مش كفاية يابني عقابك ليا .. صدقني أنا ندمت يا آدم ومستحيل اكرر أي غلط تاني .. أنا اتغيرت .. سامحني يابني وارجع .. أنا مش قادرة اعيش من غيرك أنت وأخوك بمۏت كل يوم ألف مرة في بعدكم عني البيت وحش أوي من غيرك يا آدم
_ إنتي اللي وصلتينا للمرحلة دي ياماما
اندفعت نحوه ورفعت يديها تحتضن وجهه بينهم هاتفة پبكاء وندم صادق
_ أنا آسفة ياحبيبي اوعدك إني هكون الأم اللي تفتخر بيها بجد أنت وعدنان .. لا يمكن اغلط أي غلطة تاني وازعلكم مني .. إنتوا كل حاجة بنسبالي دلوقتي وعندي استعداد اتخلي عن أي شيء في سبيل إنكم تسامحوني
لانت نظراته الصارمة وأصبحت دافئة كطفل صغير وهو يجيبها بتأكد
_ واحنا ملناش غيرك ياماما !
تلك الجملة تأثيرها عليها كاد أن يجعلها تفقد وعيها من فرط السعادة و أعادت الضوء والبهجة لوجهها المنطفئ فوجدت نفسها ټنفجر باكية وهي تعانقه بقوة هاتفة بحړقة وحنان أمومي
هو أيضا أحس بروحه التائهة استقرت بجسده بعد عناقها له ليتمتم بدفء
_وإنتي كمان وحشتيني ياماما .. بس اللي عملتيه كان صعب جدا أننا نتقبله ويمكن لغاية دلوقتي مش قادر أصدق ولا أتقبل .. بس مقدرش أنكر أن حتى أنا اشتقت ليكي وللأكل من إيدك وحضنك ليا وحجات كتير
_ بس كدا من عنيا ياحبيبي مفيش حد هيعملك الأكل غيري في البيت من هنا ورايح لغاية فرحك ولا سماح ولا غيره
مال عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسا بحنو
_ بربنا يديكي الصحة ويخليكي لينا
لم تتحدث فقط استمرت بالتحديق به في ابتسامة عاطفية وعينان دامعة من فرط الفرحة .. لا تصدق أن أخيرا كل شيء سيعود لطبيعته .. بعد أن كادت أن تفقد الأمل في نيل مسامحة أولادها وعودتهم لها أخيرا تحققت أمنيتها التي لطالما قضت الليالي السابقة تدعي ربها بها .
ردت عليه بلهجتها اللبنانية الرقيقة
_ كل خير ان شاء الله ياحياتي
زاد تعجبه أكثر لكنه اكتفى بابتسامته العبثية وقرر عدم السؤال مرة أخرى فإن كانت تخفي شيء عنه حتما سيظهر .. القى بالمنشفة الصغيرة فوق الفراش وانزل يديه للمنشفة التي حول وسطه وهم بنزعها عنه لكنه توقف عند صيحتها المدهوشة وهي تقول
_ شو عم تسوي !
حاتم بكل هدوء ونظرة مستنكرة صډمتها
_ هلبس هدومي عشان اروح الشغل إنتي شايفة إيه يعني !!
نادين پصدمة وخجل بسيط
_ ما أنا فاهمة بقصد خبرني بالأول حتى اطلع لبعيد على الأقل مش هيك بتنزع الفوطة قدام وشي
حاتم ببرود مستفز متعمد إثارة غيظها
_ طيب اديني ضهرك خلاص عشان انزعها
نادين بضحكة مغلوبة
_ بلا سخافة !
بادلها الضحك وهو يجيب
_ مهو هرد عليكي اقولك إيه يعني .. خلاص مكسوفة اطلعي برا ياحبيبتي
اتسعت عيناها پصدمة على ردوده الجريئة لتهب واقفة وتهتف بغيظ وعدم حيلة
_ يا الله صبرني على هاد الوقح .. لك ما في ذرة خجل عندك
حاتم ببرود وضحكة بسيطة
_ أيوة يعني أنتي عايزة إيه برضوا مش فاهم .. اغير طيب ولا هتطلعي ولا هتعملي إيه بظبط !!!
ضړبت كف على كف وهي تضحك بصوت عالي ثم استدارت توليه ظهرها دون أن تتحدث كإشارة له أن يبدأ في ارتداء ملابسه .
ارتدي بنطاله وانحنى على الفراش يهم بالتقاط قميصه لكن يده توقفت بمنتصف الطريق حين لمح شريط أبيض اللون وبداخله شرطتين باللون الأحمر .. رمش بعيناه عدة مرات في صدمة وعدم استيعاب ثم التقطه بين ذراعيه يتأمله بتدقيق أكثر وكأنه يتأكد مما يراه بعيناه .. حتى فجأة صدح صوته وهو يضحك بذهول
_ نادين ده اختبار حمل صح !
ابتسمت باتساع حين سمعت جملته وفورا استدارت له لتطالعه بفرحة وتوميء بإيجاب .. فتجده ينقل نظره بينها وبين الشريط بعدم تصديق ثم القى به فوق الفراش بإهمال واندفع نحوها ليحملها فوق ذراعيه ويدور بها في سعادة ولم يتوقف إلا حين سمع صوتها وهي تهتف ضاحكة
_حاتم بيكفي نزلني
وقفت على الأرض ورأته يسألها بسعادة مفرطة وحماسة غريبة
_ اوعي تكون دي حركة من حركاتك اللي بتعمليها علطول والله اعلقك في المروحة يانادين
قهقهت بقوة وردت عليه باللهجة المصرية ساخرة
_ لا طبعا أنت مش شايف قدامك يعني .. بعدين هكدب عليك في حاجة زي كدا إزاي .. أنا حامل بجد
حاتم
_ بجد بجد
_ أي عنجد .. شو صار لك أنت !!
حاتم بابتسامة تملأ وجهه كله
_ مش مصدق من كتر الفرحة يانادين والله
لفت ذراعيها حول رقبته وهمست بدلال أنوثي
_ لا صدق .. راح تصير أب عن قريب جدا .. وراح يكون عندنا ولد
مال عليها وأخذ يلثم وجهها كلها يوزع قبلاته عليه وهو يهتف
_ ربنا يخليكي ليا يانادين .. لا يمكن تتخيلي أنا فرحان إزاي دلوقتي ياحبيبتي .. أنا بحبك
نادين بغرام وعاطفة جياشة
_ وأنا كمان بحبك أوي
ضمھا لصدره وهو يتنهد الصعداء بابتسامة سعيدة ووسط لحظاتهم الغرامية والخاصة قطع ذلك رنين هاتفه فألقى نظره عليه من بعيد يقرأ اسم المتصل وسرعان ما تأفف بغيظ ليقول وهو يبعد زوجته عنه
_ عدنان ! دايما كدا هادم للحظات السعيدة
مد يده والتقط الهاتف ثم
متابعة القراءة