رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
متعرفش ااا .....
توقفت عن الكلام حين وجدته يمسك بكفها محتضنا إياه بين قبضته الضخمة ويتطلع إليها بعينان حكت الكثير عن الذي يرغب بقوله لها الآن قد يكون مندهشا وسعيدا عليه الاعتراف أن آخر شخص كان يتوقع أن يح
_ أنا اللي اعرفه إن عيون زهرتي الحمرا مش لايق عليها العياط أبدا
لأول مرة ينعتها بزهرته الحمراء .. لطالما اعتاد أن يقول لها رمانتي نسبة إلى اسمها الذي يعني زهرة الرمان الحمراء .
_ حمدلله على سلامتك ياحبيبي .. كنت هتجن من الخۏف عليك
لم يبادلها عناقها كعادتها بل اكتفى بأنه ملس بيده على ظهرها في لطف وتمتم بنبرة فاترة
انطلقت من جلنار ضحكة بسيطة كلها استهزاء وهي معلقة نظراتها الشرسة على فريدة من ادعائها أنها كانت في حالة هلع من فرط خۏفها عليه ولم تتمكن من منع نفسها من الرد حيث قالت بخبث أنوثي وابتسامة مائلة للجانب في سخرية
_ صحيح يافريدة .. نادر كان موجود يوم الحاډث وبعدين مشي فجأة متعرفيش ليه
هتف عدنان بصوت رجولي غليظ
_ وإنتي مالك بنادر !
جلنار بنظرات لا تزال ثابتة على فريدة وكلها غل وڠضب
_ لا أصل شوفته واقف مع فريدة بيتكلموا
_ عادي كان بيسألني عن وضعك وقولتله
ابتسمت جلنار بلؤم ثم هبت واقفة وقالت بنظرات غريبة ليست لجلنار الرقيقة ابدا
_ أنا هروح اشوف هنا
استدارت وسارت لخارج الغرفة بأكملها بينما فريدة فتحركت وجلست على مقعدها وهي تتفادي نظرات عدنان المشټعلة لها كان يحدقها بأعين لا تملك ذرة ثقة ويخبرها من خلالهم لم اصدق أي كلمة ! نظراته ممېتة اربكتها حقا لكنها تصنعت التجاهل وقالت بإشراقة وجه
رمقها بنظرة جانبية قاسېة لم يعد اعمي حتى يصدق كل كلمة تتفوه بها .. هو الآن كالأسد المتربص لفريسته ينتظر منها أن تخطأ حتى يتلهمها وبات لا يطيق رؤيتها هو فقط انتظار اللحظة المناسبة التي سيتأكد فيها من شكوكه حينها ستكون الفريسة قد سقطت بين فكي الأسد .
بمساء مدينة كاليفورينا في أمريكا .....
خرجت من غرفتها بعد سماعها لصوت طرق الباب .. سارت في خطوات هادئة باتجاه الباب وهي ترتدي بيجامة منزلية لطيفة وترفع شعرها لأعلى بمشبك كبير .
وصلت امام الباب ونظرت من العين السحرية فرأت حاتم .. أصدرت زفيرا حارا بغيظ ثم تراجعت خطوة للخلف وفتحت الباب له وقفت تسد الطريق عليه حتى تمنع من الدخول هاتفة بقرف مصطنع
_ خير شو بدك
حاتم بتصنع الجدية محاولا تمالك ابتسامته من الانطلاق على شفتيه
_ ممكن افهم يا آنسة مجتيش الشغل ليه النهاردة .. ولا هو عشان إنتي رئيسة التحرير في الشركة ومع المدير دايما في كل حاجة يبقى هو هيسكت عن الإهمال وعدم الانتظام ده
استدارت وسارت عائدة للداخل وهي تقول بسخرية وعدم مبالاة
_ شو راح تعمل يعني يا حاتم بيك
ضحك في ظهرها دون صوت ثم دخل وأغلق الباب خلفه متمتما بثقة وحزم مزيف
_ هعمل كتير يا آنسة
لاحت الابتسامة المستنكرة على وجهها فتوقفت والتفتت بجسدها كاملا له وهدرت بنظرة كلها تحدي وبثقة تامة
_ إذا بتقدر تقلعني من الشغل .. قلعني
رفع حاجبه وثلاث ثواني بالضبط من التحديق الصامت بها لم يتمكن من كبح ضحكته اكتر من ذلك حيث اڼفجر ضاحكا على كلمتها الأخيرة بينما هي فضيقت عيناها باستغراب وهتفت پغضب من سخريته
_ على شو عم تضحك !
أجابها وهو يجاهد في تمالك نفسه من الضحك
_ لا ولا حاجة متركزيش معايا .. وأكيد يعني مقدرش اطردك يا نادين أنا جيت عشان نتكلم ونحل الموضوع اللي مضايقك مني ده
نادين باقتضاب
_ أي موضوع بالضبط فيهم
_ ماشاء الله هما بيزدوا ولا إيه مع الوقت !
نادين بعصبية وغيظ
_ الموضوع الاساسي ياللي تخانقنا مشانه ياحاتم ولا اللي سويته قبل ما امشي
حك مؤخرة رأسه وهتف باعتذار وهو يضحك
_ لا اللي سويته ده كنت بهزر عشان اعصبك وانكش فيكي مش اكتر .. وعلى العموم حقك عليا ياستي أنا آسف هاا إيه الموضوع الاساسي بقى
هدأت ثورتها وردت عليه ببرود
_ خلاص مو مهم .. ماني زعلانة
حاتم باستنكار وسخرية على طريقتها في الكلام
_ لا والله ماني زعلانة !! .. امال الحوارات اللي عملتيها دي إيه لزمتها
حان دورها هي لتضحك لكنها كتمت ضحكتها وتصنعت الحدة والبرود وهي تدفعه بخفة تجاه باب المنزل هاتفة
_ ميرسي ياحاتم على اعتذارك المقبول وهلأ معلش مضطرة اقلك تصبح علي خير مشان أنا بدي انام
اتسعت عيناها بدهشة وهي تدفعه نحو الباب حتى يغادر فقال باستهزاء وبعض الضيق
_ اه ده أنا بطرد رسمي بقى .. طيب اعزميني حتى على كوباية مايه
ظهر شبح ابتسامتها على شفتيها وهي تجيبه باللهجة المصرية
_ المايه قاطعة
وصل إلى الباب فلوحت له بكفها تودعه في ابتسامة مثلجة ثم أغلقت الباب في وجهه فاستمعت له يهتف بغيظ حقيقي من خلف الباب
_ ماشي يا نادين .. الساعة ستة الصبح الاقيكي اول واحدة موجودة في الشركة ولو اتأخرتي دقيقة هزعلك بجد المرة دي
اڼفجرت ضاحكة بقوة وهي تستند على الباب من الداخل تستمع له وهو يملي عليها تلعيماته الصارمة وتشعر بالنشوة لأنها نجحت أخيرا في إثارة غيظه ! .
مرت ساعات طويلة حتى غابت الشمس واستر الليل ستائره قضت الصغيرة هنا النهار كله بجوار أبيها حتى تعبت في آخر اليوم فأخذتها جلنار وعادت بها لمنزل الخالة انتصار وأثناء عودتها لعدنان مرت على منزلها جمعت بعض الملابس له ثم خرجت واكملت طريقها للمستشفى
متابعة القراءة