رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يعني ما انا بتفرج معاكي زي زيك
لمحت فوزية صور آدم على الهاتف فقالت فورا بدهشة 
_ مين ده !!
أدركت مهرة الخطأ الفادح الذي ارتكبته دون قصد وابتسمت ببلاهة متمتمة وهي تخفي الهاتف عن أعين جدتها 
_ ده الولا الأصفر ارداف .. بس صبغ شعره وخلاه اسود 
جذبت فوزية الهاتف من يدها عنوة وهي تدقق النظر في صورة آدم وتهتف باستهزاء 
_ لا مش هو .. ده احلى من ارداف اللي عامل زي صفار البيض ده 
قهقهت بصوت عالي وهتفت مهرة من بين ضحكها 
_ إيه ده يازوزا إنتي بتعاكسيه قدامي !
تجاهلتها فوزية ولم تجب عليها فقط ظلت تتطلع في صورة آدم .. تحاول تذكر أين ومتى رأته حتى قفز الموقف وصورته في ذهنها فقالت مسرعة 
_ مش ده الشاب اللي قابلانه عند الصيدلية وكان هيخبطني بالعربية ! 
هزت مهرة رأسها بالنفي حتى لا تفتح على نفسها ابوابا من الأسئلة اللامتناهية .. وقالت نافية 
_ لا مش هو يازوزا التاني كان بني آدم غتت ده واحد تاني 
فوزية بثقة تامة 
_ لا هو أنا متأكدة الحمدلله لسا بعقلي وصحتي وفكراه كويس .. اسمه إيه كمان 
قربت الهاتف من وجهها أكثر لتستطيع قراءة اسمه وتمتمت تقرأ اسمه بصعوبة بسبب ضعف النظر 
_ آ..ډم .. الشافعي 
ثم نظرت إلى مهرة وقالت بنظرة ثاقبة 
_ وإنتي عرفتي اسمه منين عشان تبحثي عنه ! 
لوت مهرة فمها مغلوبة على أمرها وقالت 
_ المعرض اللي اخدتني سهيلة معاها ليه .. طلع هو صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك 
_ المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه ! 
_ أيوة هو يا زوزا .. على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني ! 
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة 
_ ولا يهمك يابنتي .. متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك 
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق .

ارتفع رنين الباب فظنت انتصار أن جلنار قد عادت .. ضيقت عيناها باستغراب وهتفت وهي تسير نحو الباب 
_ حاضر حاضر .. هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه ! 
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها .. فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها .
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس 
_ ماما 
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة .. لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة 
_ جدو ! 
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة فورا والقت بجسدها الصغير بين ذراعين جدها الذي امطرها بوابل من قبلاته وهو يتمتم بشوق حقيقي 
_ وحشتيني أووي ياحبيبة جدو 
هنا بصوتها الطفولي الساحر 
_ وإنت كمان .. إنت كنت فين ياجدو 
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف 
_ سامحيني ياحبيبتي 
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت 
_ تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان 
نشأت ببعض الحزن المماثل لها 
_ عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله 
اعتدل في وقفته وتطلع لانتصار متمتما بنبرة عادية 
_ عاملة إيه يا انتصار 
انتصار بمضض 
_ بخير الحمدلله يانشأت بيه .. جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة 
_ عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي 
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه .. تحركت أمامه نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو يطبع قبلة فوق وجنتها 
_ تعرفي تجبيلي ماية ياهنون 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ حتى تجلب لجدها الماء كما طلب منها .. بينما هو فهتف بإيجاز في نبرة مهتمة ولأول مرة تشعر انتصار بخوفه وحبه الحقيقي لابنته 
_ أنا عارف إني لو كلمت جلنار وطلبت منها تيجي تقعد معايا لغاية ما عدنان يتحسن مش هتوافق .. فأنا جيت عشان اقولك بس واوصيكي بنتي وحفيدتي أمانة في بيتك يا انتصار .. وأنا هخلي رجالة تبعي يقفوا عند بوابة العمارة تحت عشان اكون مطمئن اكتر عليهم
_ وكل ده ليه يعني ! 
_ عشان حاډث عدنان كان مدبر .. وممكن اللي أذاه يحاول يأذي بنتي وحفيدتي وأنا مش هسمح بده صلاح بيراقب جلنار في كل خطوة وفي تلاتة هيبقوا تحت بيحرسوا العمارة لغاية ما يقوم عدنان بالسلامة وانا هتكلم معاه
ضړبت انتصار على صدرها شاهقة بهلع وهتفت پخوف 
_ يامصيبتي يعني ممكن يأذوا جلنار 
نشأت بحدة ونظرة قوية 
_ قولتلك مش هسمح أن حد يمس شعرة من بنتي أو حفيدتي يا انتصار .. كل اللي طالبه منك بس إنك تخلي بالك عليهم وتبلغيني بكل تفصيلة بتحصل وكمان ياريت متقوليش لجلنار إني جيت أو تجيبي ليها سيرة بخصوص مراقبة صلاح ليها وحتى الرجالة اللي هيقفوا تحت لو سألت قوليلها أي حاجة غير إنهم تبعي
هزت رأسها بالموافقة وقد فرت الډماء من وجهها بسبب الهلع ثم سألت بقلق 
_ طيب ومعرفتوش لغاية دلوقتي مين اللي ورا الحاډث ده 
وصلت هنا ووقفت أمام جدها وهي تمد يدها الصغيرة حاملة كوب الماء الصغير وهاتفة برقة 
_ المايه ياجدو 
الټفت برأسه لها ولم يتمكن من الرد على سؤال انتصار فجذب كوب الماء من يد حفيدته وهو ينحنى لاثما وجنتها ومتمتما وهو يشرب الماء 
_ شكرا يا اميرة جدو 
وضع كوب الماء فوق الطاولة الصغيرة وهتف وهو يملس على شعرها بلطف ودفء 
_ انا همشي ياهنا دلوقتي بس اوعدك إني هاجي تاني إن شاء الله خلاص
ردت عليه بحزن 
_ خليك شوية متمشيش 
طبع قبلة رقيقة فوق شعرها وهتف 
_ مش هينفع ياجدو عشان ورايا شغل .. بس وعد زي ما قولتلك هاجي تاني والمرة الجاية هقعد كتيييير أوي لغاية ما تزهقي مني تمام 
اماءت برأسها في يأس مغلوبة على أمرها ثم ضمھا لصدره بعانقها بلطف ويثلم وجنتيها بقبلاته الحانية قبل أن يستقيم ويوجه كلامه إلى انتصار بجدية هاتفا 
_ زي ما اتفقنا 
_ تمام يا نشأت بيه 
سار باتجاه باب المنزل وانصرف فظلت انتصار واقفة مكانها تفكر بحديثه والقلق والخۏف ينهش قلبها نهش وفقط تردد من بين شفتيها ربنا يستر .

_ احكيلي بقى إيه موضوع فريدة بالتفصيل 
كان ردا قويا
تم نسخ الرابط