رواية كاملة قوية جدا الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أننا عايزين نخليكي بنت .. إنتي مش شايفة العربيات والأشكال النضيفة اللي داخلة وخارجة دي لازم ناجي متشيكين يابت
مهرة بتأفف  
_ معلش احنا اللي أشكال ژبالة .. اخلصي بقى خلينا نخلص من أم الطلعة المنيلة دي
تحركا باتجاه الباب لكن الحارس اوقفهم يمنع دخولهم قبل رؤية التذاكر الخاصة فأخرجت سهيلة من حقيبتها الكلاسيكية التذاكر ومدتها إلى الحارس الذي التقطها وحدق بالتذاكر ثم بهم لثواني يتحفص هيئتهم التي تختلف عن جميع زوار المعرض اللذين من الطبقة المخملية لكنه أفسح لهم الطريق للعبور وبمجرد عبورهم قبضت مهرة على ذراع سهيلة وقالت بغيظ من نظرات الرجل لهم  
_ إنتي جبتي التذاكر دي منين يابت .. مشوفتيش الحارس بيبصلنا إزاي 
سهيلة بعدم مبالاة  
_ ما يبص براحته .. خليكي فريش يامهرة احنا جايين نتفرج .. بعدين عيب تسأليني سؤال زي دي صحبتك مش سهلة برضوا
لم تتجادل معها كثيرا فهي ليست في مزاج للنقاش سترافقها فقط وتستمتع كما قالت ثم تعود لمنزلها ..
بمجرد دخولهم إلى ساحة المعرض دارت سهيلة بنظرها في جميع الزوايا الممتلئة باللوحات الفخمة والحوائط المطلية بطلاء بني فاتح لامع .. والأضواء تحيط بكل جزء في المكان وبجانب كل لوحة مصباح داخل الحائط يعكس الضوء على اللوحة فيظهر جمالها وتفاصيلها أكثر .
بينما مهرة فكانت نظراتها معلقة على الزوار أناس من عالم آخر تماما كالذي يشاهدونهم بالأفلام والمسلسلات الرجال يرتدون حلل سوداء ويتجولون في أرجاء المكان يتفحصون اللوحات نساء مرتدية ملابس تكشف أكثر ما تستر وأحذية الكعب التي في قدم كل امرأة تصدر أصوات مزعجة .
خرج صوتها ساخرا متمتمة  
_ هو ده افتتاح معرض ولا مصيف !
على الجانب الآخر كان آدم يتجول بين كل الزبائن ويتحدث مع هذا دقيقة ومع ذاك أثنين في وجه بشوش بينما عدنان فكان يقف مع أحد رجال الأعمال المهمين أمام إحدى اللوحات التي نالت إعجابه وعزم على شرائها ويتحدث معه بقليل من الرسمية حول أمور متنوعة تخص العمل والمعرض واللوحات .
ظهرت من مقدمة المعرض جلنار وهي ترتدي رداء طويل من اللون الفيروزي ولديه أكمام سميكة تنزل عند منتصف أكتافها .. مما جعل الجزء العلوي من جسدها شبه مكشوفا بداية من أكتافها حتى مقدمة صدرها التي لا تظهر داخلها لفتت أنظار الجميع إليها بهيئتها المٹيرة وهم يتطلعون إليها بإعجاب ملحوظ .
أما صغيرتها فكانت ترتدي فستان يشبه امها قليلا لكن اللمسة الطفولية اضفت عليه شكلا مختلفا أكثر رقة ظلت واقفة بجوار أمها تبحث بنظرها عن عمها وأبيها فلمحها آدم أولا اتسعت ابتسامته لنهاية شفتيها واتجه إليها مسرعا لتقبل هي عليه ركضا .. انحنى عليها وحملها على ذراعيه يمطرها بوابل من قبلاته الحانية .
آدم محدثا أياها في مشاكسة  
_ اتأخرتي يا هنون عليا وكدا المفاجأة قيمتها هتقل
زمت الصغيرة شفتيها بعبوس وقالت وهي تشير إلى أمها بحنق  
_ دي ماما مش أنا اللي اتأخرت 
قهقهت جلنار عالية بينما هو فنظر لزوجة أخيه وقال بعذوبة  
_ عاملة إيه ياجلنار  
جلنار بمداعبة ونظرة سعيدة  
_ عايز الحقيقة فرحنالك بشكل لا يوصف .. مبروووك وعقبال نجاح كتير أوي جاي أن شاء الله يافنان 
ضحك آدم والټفت برأسه حوله في شيء من الخۏف المزيف وهتف مشاكسا  
_ مجهزلك مفاجأة بمناسبة الافتتاح .. بس من غير ما يحس عدنان تاخديها وعلى البيت عدل عشان ده مچنون وممكن يتخانق معايا أنا 
غمزت له ضاحكة وتمتمت بمرح وحماس  
_ متقلقش اطلع إنت بس بالمفاجأة وملكش دعوة بالباقي
كانت نظرات أسمهان وفريدة معلقة على جلنار ونظراتهم الحاړقة لو كان بإمكانها إخراج الڼار لحړقت جلنار بأرضها .. تتابع أسمهان ضحكاتها وتبادلها أطراف الحديث مع ابنها بعفوية وتلقائية وهي تشتعل غيظا بينما الآخرى فكانت تحدجها بأعين كلها وعيد ونقم .
أبعد عدنان نظره بتلقائية عن الرجل الذي يبادله أطراف الحديث ليقع نظره عليها التقطت عيناه فستانها الضيق والمكشوف من الأعلى شعرها المنسدل بانسايبة جزء منه على ظهرها والجزء الآخر على كتفها عيون الجميع متعلقة عليها يأكلونها بنظراتهم أكلا .
أظلمت عيناه بشكل مخيف ونيران الغيرة تأججت في صدره كان سيندفع إليها كالثور الهائج لكنه تمالك أعصابه لعدم ملائمة المكان والوقت لما يود فعله بها الآن .. نظر إلى الرجل وقال بصوت محتدم  
_ استأذنك لحظة ياسامي بيه
هز رأسه الآخر بالموافقة وقال باحترام متبادل  
_ اتفضل أكيد
سار نحوها وعيناه لا ترى شيء سوى هدفه لدرجة أن من سيتطلع إليه ويرى وجهه سيصاب بالصدمة من مظهره المريب في تلك اللحظة انتهي آدم من حديثه معها وابتعد بهنا عنها قليلا .
التفتت هي برأسها في عفوية على الجانب فوجدته مندفع نحوها ووجهه يشع بشرارة الڠضب وقفت بثبات تام حتى وصل إليها وانحنى عليها يهمس في أذنها بصوت متحشرج محاولا تمالك أنفعالاته  
_ إيه اللي لبساه ده !
قد عزمت على ارتداء هذه الفستان عمدا حتى تشعله بالنيران كنوع من الكيد ردت عليه ببرود  
_ فستان ! 
عض على شفاه السفلى ونقل نظره في حركة سريعة بين الزوار ثم هتف بغيظ مكتوم  
_ مش عايز استعباط .. إنتي لبستي ده بالعند فيا يعني رغم إني الصبح منبه عليكي إنك متطلعيش بلبس مكشوف
جلنار بابتسامة سمجة ومستفزة  
_ وأنا اعند معاك ليه ياروحي .. كل ما في الحكاية إني بحب الفستان ده وشكله حلو عليا عشان كدا لبسته ودي مش أي مناسبة فكان لازم البس اجمل حاجة 
كور قبضة يده يجاهد في التحكم بنفسه ثم رد عليها بوعيد حقيقي كله سخط  
_ ماشي ياجلنار حسابك معايا في البيت أنا هربيكي كويس
نظرت إلى الرجل الذي كان يقف معه ولاحظت أنه بين آن والآخر ينظر بتجاههم فقالت ببرود متعمد وهي مبتسمة پشماتة  
_ روح ياحبيبي عيب تسيب الراجل مستنيك كدا
نظرة مطولة بينهم كانت ڼارية منه وثلجية منها تنضج بالوعيد منه وغير مبالية منها .. حتى قطعت النظرة هي عندما تركته وابتعدت متجهة إلى اللوحات حتى تشاهدهم .

ظلت مهرة واقفة أمام إحدى اللوحات لدقائق طويلة تحاول فهم المعنى الفني من وراء لوحة عبارة عن تداخل الون وتزاحمها بشكل غير مفهوم فتظهر في النهاية في شكل لوحة فنية ! .. أين الفن في مزج الون مختلفة بشكل عشوائي لو كان هذا يسمى الفن فما اسهله .
تتطلع إلى اللوحة تارة من جهة اليسار وتارة من اليمين هاتفة لنفسها بتفكير  
_ أيوة فين المغزي برضوا .. ماهو أنا عايزة الاقي سبب مقنع يخليني ادفع فلوس في لوحة الشوارع دي 
_ لوحة إيه !!! 
انتفضت بأرضها على أثر الصوت الذي أتاها من ظهرها والتفتت فورا بكامل جسدها فقابلت نفس الشاب الوسيم أو التركي كما وصفته ! .. والغريب أن للمرة الثالثة تقابله بمحض الصدفة ! .
تصنعت الثبات وقالت بشموخ  
_ افندم 
آدم بنظرة قوية  
_ إنتي كنتي بتقولي إيه دلوقتي على اللوحة ! 
التفتت برأسها إلى اللوحة ورجعت برأسها إليه لتقول بثقة معبرة عن رأيها  
_ بقول إنها لوحة شوراع 
أشار إلى
تم نسخ الرابط