رواية كاملة قوية جدا الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من المعرض كدا ليه ! .. حصل إيه فهميني
صړخت بها مهرة بانفعال
_ اكتمي خالص يا سهيلة بدل ما أمسك في زمارة رقبتك إنتي أنا اللي استاهل اني وافقت آجي معاكي
_ وهو أنا قولت حاجة يابنت المجانين .. أنا بسألك حصل إيه
تأففت مهرة بخنق وقالت بامتعاض
_ قابلته تاني
_ مين !
صاحت بها مندفعة
ادركت سهيلة الأمر بسرعة وقالت ضاحكة
_ أه الواد التركي اللي قرفاني بيه ده .. شوفتيه فين
_ في المعرض
عقدت سهيلة حاجبيها باستغراب وقالت بشيء من الاستهزاء
_ ليه هو تركي بجد ولا إيه ! .. هيعمل إيه في مكان كله ناس متريشة كدا
ضحكت مهرة على صديقتها وصمتت للحظات ثم قالت بابتسامة عريضة كلها حماس لرؤية تعابير وجهها بعد ما ستسمعه منها
لم تدرك ما قالته جيدا فردت عليها ضاحكة ببلاهة
_ ما تقولي يابنتي هو مين
_ ما انا قولت صاحب المعرض هي البعيدة مبتفهمش
لوحت بيدها وهي تلوى فمها بسخرية متمتمة
_ ياشيخة قال وأنا اللي .....
توقفت عن الكلام فجأة وقد استوعبت وادركت أخيرا ما كانت تقوله مهرة للتو وإذا بها رمقتها بعين واسعة من الصدمة تكاد تكون مخيفة بعض الشيء وصاحت
_ معرفش اسمه بس تقريبا هو طالما هو ده اسم صاحب المعرض
بظرف لحظة كانت سهيلة تمسك بهاتفها وبعد ثواني قليلة أظهرت صورة له على الهاتف ورفعتها أمام عيناها هاتفة بعدم تصديق
_ هو ده !
هزت مهرة رأسها بإيجاب فألقت سهيلة الهاتف بعدم اكتراث وغارت عليها تمسكها من رقبتها ټخنقها بغيظ وهي تصيح بها
احمر وجه الأخرى وهي تتلوى بين ذراعيها محاولة دفعها حتى نجحت بالاخير وصړخت بها وهي تلتقط أنفاسها
_ ابعدي هتموتيني بامبعقة .. بعدين ڼار إيه اللي تطفيها إنتي هطلة يابت
سهيلة بعد استيعاب وكأنها دخلت في حالة هيستريا
صاحت به مهرة بعصبية من توبيخها لها
_ الله وأنا مالي هو اللي مش طايقني أصلا من أول مرة شافني فيها .. أنا يمكن النهارده صح زودتها لما اتريقت على لوحته وهو اتعصب فطردني
_ عملتي إيه !
همهمت مهرة پخوف بسيط وصوت خاڤت خشية من ردة فعلها
_ اتريقت على لوحته
_ آاااه .. يارب إنت شاهد عشان لما اقټلها محدش يقولي عملتي كدا ليه !
هتفت مهرة بيأس وعبوس حقيقي
_ ما خلاص بقى ياسهيلة .. أنا صحيح كان عاجبني وأعجبت بيه وصدقت الموضوع في البداية وكنت مخداه بهزار بس بعد ما شوفت شكل المعرض النهاردة والناس اللي كانت فيه وإن المعرض بتاعه وواضح أنه من الناس العالية اللي في البلد ورجال الأعمال .. شيلت الموضوع من دماغي ماهو مش معقول واحد زي ده حواليه كله البنات دي هيبص لحد مننا ياسهيلة
سكنت سهيلة تماما وهدأت قسمات وجهها المستاءة لتنعكس عليها البؤس والحزن على صديقتها وسرعان ما رسمت ابتسامة مرحة على شفتيها ونكزت مهرة في كتفها ضاحكة بمزاح
_ إيه هي الصنارة غمزت ولا إيه !
مهرة بضحكة خاڤتة لم تصل لعيناها ثم استقامت واقفة وقالت بهدوء
_ أنا هروح اعملنا حاجة نشربها بدل ما احنا قاعدين كدا شغلي حاجة على التلفزيون نتفرجها لغاية ما آجي
داخل المعرض .....
كانت أسمهان تجاور شقيقتها منذ قدومها ويتبادلون الأحاديث المختلفة فيما بينهم حتى انحنت عليها أسمهان وهمست بنظرات زائغة
_امال فين زينة ياميرفت !
تنهدت ميرفت بعدم حيلة وقالت
_ في البيت حاولت اخليها تيجي معايا بس مفيش فايدة .. مزاجها مش لطيف اليومين دول ومش حابة تخرج تروح أي مكان
أسمهان بضيق ملحوظ
_ إزاي بس وهي مناسبة زي دي ينفع متحضرش فيها دي حتى كانت مع آدم في كل التجهيزات
ميرفت زامة شفتيها بيأس
_ قولتلها كدا والله بس دماغها ناشفة إنتي عارفاها
همت أسمهان واقفة وهي تقول بابتسامة حماسية ورفض لفكرة عدم وجودها
_ أنا هقول لآدم واخليه يروح يجبها
قبضت ميرفت على يدها وقالت برزانة عقل وخفوت
_ لا بلاش يا أسمهان خليها على راحتها أنا حاولت معاها بس هي كانت رافضة وآدم مش هيزعل أكيد وهيتفهم الوضع
اختفت الحماسة من على وجه أسمهان التي نطقت اسم ابنها في استنكار بعد جملة شقيقتها الأخيرة
_ آدم .. اممم أكيد طبعا مش هيزعل
على الجانب الآخر اندفع آدم تجاه جلنار الواقفة في زاوية بمفردها تتابع الجميع بنظرات تائهة وبالأخص على زوجها وكأنه عيناها كانت تظهر كل ما تخفيه عن الجميع .. ودون أن يلحظه أحد انحنى على أذنها هامسا في نبرة جدية
_ تعالي ياجلنار عايز اقولك حاجة
تطلعت إليه بتعجب من لهجته ونظرته لكنها ألقت نظرة سريعة بتلقائية حولها ثم لحقت به وقفا خارج المعرض تماما بعيدا عن الجميع وانتظرته أن يبدأ بالحديث والذي بالفعل بدأه في وجه حازم
_ بصي هسألك سؤال وأنا عارف وواثق انك مش هتخبي عني .. انتي طلعتي ورا فريدة ليه !
أصدرت تنهيدة حارة وقالت ببساطة
_ كنت مخڼوقة وطلعت اشم هوا شوية
آدم بنظرة ثاقبة
_ جلنار إنتي مبتعرفيش تكذبي
ضحكت وقالت بغيظ
_ عرفنا إني مبعرفش اكذب مش لازم الكل يقولي الكلمة دي
_ حلو يعني إنتي اعترفتي أهو إنك بتكذبي !
جلنار بأصرار
_ تمام فلنفترض إني بكذب .. بس صدقني مش هقدر اقولك يا آدم
ابتسم وقال بنظرة كلها غل ونبرة مزمجرة
_ فريدة بقت مكشوفة أوي ياجلنار .. حتى عدنان شك فيها ويعتبر كشفها وأنا شاكك من بدري فاللي هتقوليه دلوقتي ماهو إلا تأكيد على شكوكي مش اكتر
لم تجب فقط تطلعت إليه بدهشة من كلماته وبالإخص عندما صرح بحقيقة أن الجميع شبه متشكك بفريدة حتى عدنان إذا كان يراقبها اليوم لذلك عرف أنها خرجت ورائها ! .
حصل آدم على إجابته من صمتها فقال باسما پغضب ملحوظ على فريدة
_ أنا كدا شبه اتأكدت من شكوكي هنتكلم تاني وتحكيلي كل حاجة عشان بس لا المكان ولا الوقت مناسب .. تعالي يلا نرجع جوا
سارت معه للداخل وهي شاردة الذهن وقد بدأ الوضع يزداد تعقيدا في عقلها هي نفسها تجد بعض الخيوط ناقصة .. مثلا منذ متى وهي في هذه العلاقة المحرمة .. كيف تمكنت من خداع الجميع هكذا وفي مقدمتهم عدنان ! .. لماذا فعلت هذا ! .
كانت في طريقها لمراقبتها حتى تكتشف إحدى مكائدها وتفضحها فټنتقم منها ومن عدنان لكن بعد ما عرفته أصبحت مشفقة عليه ! .. وعلى مشاعره الصادقة
الذي اهدرها عبثا بمن لا يستحق .
عادت أخيرا إلى المعرض
متابعة القراءة