رواية كاملة قوية جدا الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
على بنتك خاېف عليها كمان .. لما اتجوزتها وعدتني وقولتلي مستحيل يكون في قلبك واحدة غيري وإنك متجوزها عشان الطفل اللي نفسك فيه مش اكتر وبعدها هتطلقها .. وجابتلك الطفل اللي نفسك فيه .. طلقتها .. لا بالعكس بقيت أحس إنها بتسحبك واحدة واحدة من غير ما تحس ولا أي حد فينا يحس لغاية ما اهو أنت شايف بعينك الوضع وصل لفين .
_ متحاسبنيش على حاجة إنت السبب فيها
لانت نظراته ونبرته أمام كلامها ودموعها ولوهلة رغب بضمھا لصدره ليشعرها بحنانه مرة أخرى ويمطرها بحبه لها كالعادة لكن لا يزال الشك الذي تعشش في ثنايا يمنعه وبإمكانه القول أنه فقد جزء كبير من ثقته بها .
_ متعيطيش .. يلا تعالي ننزل عشان تاكلي
صړخت به بعصبية وعينان ممتلئة بالدموع
_ مش عايزة اطفح ياعدنان .. سبني لوحدي لو سمحت .. أو اقولك روحلها تاني كمان أصلا مبقتش فارقة معايا من زمان اوووي
دهشه ردها عليها مما جعله يقف للحظات يتطلع إليها بعدم استيعاب واردف بابتسامة تحمل الاستنكار والصدمة بآن واحدا
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى بينما هو استمر في التحديق بها ينتظر منها أي توضيح لكن لا رد وفقط دوى صوت رنين هاتفه في جيبه فأخرجه وتطلع باسم المتصل وكانت جلنار .. القى نظرة مطولة عليها قبل أن يستدير وينصرف إلى الخارج مجيبا على الهاتف شبه منفعلا
_ خير ياجلنار
أتاه صوت صغيرته العابس وهي تقول
مسح على وجهه متنهدا وقال بخفوت في لطف
_ أنا جاي ياحبيبتي متقلقيش استنيني ومتناميش
عادت البهجة لصوتها حيث ردت عليه بفرحة
_ حاضر هستناك
في الداخل التقطت فريدة الوسادة الصغيرة والقتها بعرض الحائط هاتفة في صوت مبعثر وبائس
_غبية إيه اللي قولتيه ده .. بدل ما تصلحي الوضع وتمحي شكه فيكي نيلتي الدنيا اكتر كان لازم يعني تنفعلي وتقولي اللي شايلاه جواكي !!
في مدينة كاليفورنيا بأمريكا تحديدا داخل منزل حاتم ......
يجلس بغرفة مكتبه الخاصة وأمامه حاسوبه النقال يتنقل بين الصور بقلب منفطر اشتاق لها كثيرا ولا ينكر هذا .. ومشاهدته لصورها ربما ترضى القليل من شوقه وتطفي النيران المشټعلة في صدره من فراقها حديثهم الأخير معا وكلماتها لا تزال تتردد في أذنه .. هي لديها الحق بكل كلمة لم يكن موجودا في الوقت التي كانت فيه بحاجة إليه .. وحين عاد كان الآوان قد فات .. لكن هذا لا يمحي حقيقة حبه لها وأنه لا يزال حتى الآن يريدها وقلبه يعاني من فراقها .
_ شو عم تسوي
حاتم ببساطة وهو يتلقط فنجان القهوة
_ ولا حاجة .. ميرسي على القهوة
نادين وهي تدقق النظر به
_ العفو .. بس ليش شكلك مو عاجبني في شي صار ولا شو !
_ مفيش حاجة يانادين متقلقيش أنا مخڼوق شوية بس
جلست على المقعد المقابل له واستندت بمرفقها فوق سطح المكتب واسندت كفها أسفل وجنتها متمتمة برقة تليق بجمالها المذهل
_ ويا ترى شو السبب
ابتسم لها وقال بغمزة مشاكسة
_ طبعا لما تبعدي عني ببقى مخڼوق ومش طايق نفسي
قهقهت بخفة على مشاكسته وبادلته إياها وهي تتصنع الخجل
_ لك عم تحرجني هيك والله
علت ضحكته الرجولية وبعد لحظات قصيرة تلاشت ابتسامته تدريجيا وجمدت ملامحه ثم نظر لها وسأل بنظرات تائهة
_ نادين هو إنتي شيفاني شخصية إزاي !
تعجبت من سؤال وطالت النظر في وجهه ومعالمه العابسة فتنهدت بحرارة وقالت بنعومة مبتسمة
_ عم شوفك .. أفضل صديق وأخ وأب إنت بتعرف إني ما إلى حدا غيرك .. يكفي إنك ضليت جمبي في أوقاتي الصعبة وما تركتني بنوب لحالي يمكن ما قلتلك هاي الكلام من قبل بس حقيقي إنت كل بنت تتمناك .. رجال وقلبك كبير وكتير حنين وأهم شي إنك مخلص في حبك لأي شخص بحياتك .. يعني عن جد أنا ما بيكفيني اليوم كله مشان احكي عنك واوصفك .. السنين اللي بينا ومواقفنا مع بعض هي ياللي بتحكي
امعن النظر بها في عينان تفيض حبا صافيا ونقيا ربما سؤاله كان بدافع معرفته لجوانب شخصيته لربما يرضى ثورانه وعدم فهمه لمعارضة كل شيء له في حياته .. وظن أنه هو الذي يفسد كل شيء بأفعاله وجوانب شخصيته السلبية لكن لم يكن يتوقع أن يسمع منها كل هذا الكلام .
مد يده واحتضن كفها الناعم بين كفيه متمتما بنظرات دافئة
_ وهفضل دايما جمبك لغاية ما اسلمك لعريسك بنفسي واكون مطمن عليكي
ظهرت ابتسامة شبه مختفية على شفتيها لم تصل لعيناها حتى وقالت بخفوت
_ شو سبب السؤال
_ مفيش سبب حبيت أسأل عادي .. بس دلوقتي أنا فهمت إنت مستحملاني ليه رغم عيوبي التي لا تحتمل
نادين بضحكة رقيقة ولطيفة
_ أي مجبورة .. مو قدامي حدا غيرك .. لا عم امزح نحن اتعودنا على بعض ياحاتم وعيوبنا ما عادت بتضايق حدا منا .. بتعرف أنا بفرح وبحس بالفخر إني أنا الوحيدة ياللي بتقدر تهديك بوقت عصبيتك ولما يجن چنونك هيك وتضل تكسر وتصرخ بالكل
حاتم ضاحكا
_ يجن چنوني !!
_ ما تتريق على .. بدل ما اضربك والله
اماء لها بالموافقة كاتما ضحكته ثم رفع فنجان القهوة لفمه وارتشف منها ببطء وهتف بصدق
_ تسلم إيدك على القهوة والله بجد
_ thank you شكرا لك
عودة للقاهرة بمصر .....
يقود عدنان السيارة وعقله مشغولا بالتفكير في كلمات فريدة .. أو بالأخص في جملتها الأخيرة .. لم يعد يفرق معها !! .
أصدر تنهيدة حارة عندما وجد صوت رنين هاتفه يرتفع فمد يده وفتح الاتصال وكذلك مكبر الصوت ليجيب على ابنته .. وبينما هو منشغل بالحديث والقيادة كانت تسير شاحنة نقل ضخمة باتجاهه من الشارع الموازي واصطدمت بسيارته بقوة .. !!!
............
_ الفصل الخامس عشر _
دوى في الهاتف صوت اصطدام قوى وانقطع صوته فجأة انحبست أنفاس جلنار في صدرها التي كانت تجلس بجوار ابنتها وهي تتحدث مع أبيها وتفتح مكبر الصوت .. جذبت الهاتف من يد هنا فورا بزعر وهتفت
_ عدنان .. عدنان !
انقطع الاتصال في لحظتها فحدقت بشاشة الهاتف في ذهول وقد بدأت نبضات قلبها تتصارع بشدة أعادت الاتصال به مرة أخرى لكن ارتفع صوت سيدة في الهاتف تردد الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح !! .. ازدردت ريقها بصعوبة وبقت لدقيقة تتطلع في الهاتف تحاول السيطرة على نفسها التي تنتفض نفضا وتستمر بتهدئة نفسها أن ما تظنه ليس حقيقيا وأنها تتوهم وقد يكون هاتفه انتهت
متابعة القراءة