رواية نوفيلا مكتملة الفصول بقلم حنين حسن
المحتويات
دلوقتي الساعة 12باليل والمفروض انك بتنام الساعة تحب اعمل لحضرتك حاجة قبل ما تنام نظر الي ثم قال ..انا مش عايز انام دلوقتي ..
قلت ..خلاص براحتك مش لازم تنام دلوقتي ..فا اشار الي ليستة التعليمات
وقال ..طيب وتعليمات الطبيب نسيتيها
قلت بعفوية شديدة ..لا ازاي يا فندم انا طبعا ملتزمة بتطبيق تعليمات الطبيب لكن انا شايفة ان لو حضرتك سهرت شوية صغيرين كمان عشان اشكرك فيهم ميجراش حاجة ..فا نظر الي وهو يبتسم..فا شجعتني ابتسامتة ان اكمل ما اريد قولة
قال.. تقصدي اروح اتعالج نفسيا
قلت.. لالالا مقصدش كده طبعا العفو يا فندم
انا بس قصدت ان حضرتك تعمل الحاجات الي تريح نفسيتك زي مثلا تنام وقت ما تحب وتاكل وقت ما تحب وتتعامل مع الاشخاص الي بترتاح ليهم وتمتنع عن الحاجات الي بتدايقك كده يعني
قلت عارفة طبعا هيستغنوا عن خدماتي
قال والابتسامة تملاء وجهة ..طيب ولما انتي عارفة بټفتي في الطب ليه
قلت..طيب ما تسمع كلامي وتمشي العلاج بتاعي بجانب علاج الطبيب
قال بابتسامة ساخرة.. علاجك ده الي هو عامل ازاي يا دكتورة
قال.. افندم
قلت .. حلي عيشتك بمعني انك تعمل كل حاجة بتحبها وبتريحك نفسيا مع الالتزام طبعا بعلاج الطبيب
قال ..وده يتعمل ازاي بقي في الظروف الي انا فيها دي واشار الي جسدة الذي لا يستطيع ان يحركة
قلت.. علي فكرة انا اول ما شوفت حضرتك افتكرت ان جسمك كلة....
لكن اتفاجات ان حضرتك جسمك كلة تمام ما عدا يد واحدة ورجل فقط ودول كمان مسالة وقت وهيتحسنوا لغاية ما يخفوا خالص
قال.. ياريتني عندي نصف التفاؤل الي عندك ده
قلت.. طيب ما تجرب انت يعني هتخسر ايه
نظر الي ..ثم قال.. هتساعديني
قلت .. طبعا ودي عايزة سؤال
قال .. خلاص اتفقنا
قلت... بس بشرط
قال من اولها شروط
قلت .. ايوون
قال.. اتفضلي اتحفيني
قلت ..........
الجزء_الثالث_والرابع
قلت طبعا ودي عايزة سؤال
ولكن بشرط واحد
قال .. كمان هتتشرطي من اولها
قلت ..ايوون
قال .. اتفضلي اتحفيني بالشرط بتاعك
قلت ..تسمع كلامي وتتبع تعليماتي زي ما بتسمع تعليمات الطبيب بتاعك بالظبط بدون اي اعتراض علي اي طلب
نظر الي وهو يبتسم ساخرا ..
قال.. وانتي مين قالك اني بتبع تعليمات الطبيب اصلا
قال ..طيب ولو علاجك طلع فاشل ومعالجنيش اعمل فيكي اية
قلت ..لالالا بلاش روح التشاؤم دي ..حضرتك بس اسمع كل تعليماتي وقريبا جدا هتشترك في مارثون الجري ..بس انت متقاطعش والنبي
قال مازحا..مارثون جريده لو محصليش انتكاسة هيبقي كويس اوي
قلت ..مش مهم النتيجة ايه .. المهم حضرتك موافق
ابتسم عزت بية ثم قال..موافق يعني هيحصلي اكتر من الي انا فيه ده ايه
قلت طيب تمام جدا احنا كده بداءنا رحلة العلاج النفسي من الان ... ودلوقتي بقي تتفضل تنام كفايةعليك كده ..تصبح علي خير واخذت اطفئ في انوار الغرفة
قال.. وانتي من اهلة
ثم خرجت لاذهب للنوم بغرفتي التي كانت بجانب غرفة عزت بية مباشرة ..دخلت الغرفة وانا اكاد ان اطير من السعادة ..واحمد الله علي انني اخيرا قد حصلت علي العمل الذي سيؤمن لي مكان للاقامة وراتب مجزي يغنيني عن الاحتياج لاحد
لكن كان مايسعدني اكثر هو اكتشافي لشخصية ذلك الرجل العظيم عزت بيه ..فهو برغم مكانتة ووضعة الاجتماعي وثراءة الا انه لم يصاب بداء الكبر ولا الغرور..بل كل ما شعرت به وانا احادثة انه طفل وحيد حزين تحمل من الدنيا الكثير حتي خارت قواه ووقع اسيرا للمرض فقد قرات منذ زمن ان معظم من يصاب بالجلطات بيكون قد تعرض لضغوط نفسية بالغة تفوق تحمل اي انسان وخصوصا لو انسان حساس ذو سجية طيبة..وفجاءة تعجبت من نفسي .. ما كل هذا التفكير في شخصية ذلك الرجل ..وقلت في نفسي وكاني انبهها ..فوقي يا هند وبصي تحت رجليكي ونامي الله يهديكي ..واغلقت النور لاذهب في نوم عميق ..ليوقظني منه رنين منبة الهاتف الذي كنت قد ظبطة ليوقظني قبل ميعاد العلاج المقرر لعزت بية.. قمت سريعا ودخلت الحمام واخدت شاور وغسلت اسناني بالفرشاة وارتديت بنطالون جينز برمودة ثلجي وتيشرت زهري
ووضعت علي شعري طرحة اسبنش تجمع بين الزهري والثلجي في اللون وقد عطرتهما بنفس البرفيوم الدافئ ..وخرجت مسرعة الي غرفة عزت بية بعد ان قمت بترتيب غرفتي
طرقت باب عزت بيه برفق ..ولكنه كان مازال نائما ..فدخلت في هدوء واخذت اجهز الدواء الذي سياخذة صباحا ..وفي نفس الوقت دخلت الدادة با صينية الطعام لعزت بيه ..ثم وضعتة علي التربيزة وخرجت في هدوء ..
اقتربت من سريرة ووقفت في مسافة قريبة منه وانا اتاملة وهو نائم ..فهذة هي اللحظة الوحيدة التي استطيع ان اغتنمها لاتاملة جيدا دون حرج ..فقد كانت ملامحةوهو مغمض العينين.. هادئة مسالمة ..تعكس نقاء نفس وطيبة بالغة ..وفجاءة فتح عيناه ليجدني واقفة اتامله ..فا ارتبكت جدا وحاولت ان ابرر وقفتي بهذا الشكل ..
قلت.. كويس ان حضرتك صحيت ..انا كنت لسة جايه اصحيك..
قال وهو يكاد ان يفيق من نومة بصعوبة..
وبتصحيني ليه دلوقتي
قلت ميعاد الدواء بتاع الصبح
قال وهو يقاوم النوم طيب هاتية بسرعة عشان عايز انام
قلت.. لا يا فندم الدواء ده بيتاخد بعد الاكل ..يعني لازم حضرتك تقوم تفطر الاول..فتح عينية جيدا وهو يحملق في ثم قال.. تعالي هنا..قربي ..اقتربت بحذر ثم
قلت..نعم
قال هو احنا مش اتفقنا امبارح انك هتسيبيني اعمل الي انا عايزة كا علاج نفسي ليا
قلت .. وانا ابتعد عنة ايوه حصل
قال وهو يبتسم خلاص انا مش عايز افطر دلوقتي
قلت لا مفيش الكلام ده..العلاج مفيهوش فصال
قال..امري لله
هاتي الفطار
قلت وانا اساعدة علي النهوض من الفراش ايوه كده عشان نخف بسرعة لازم ناكل وناخد الدواء
قال ..فين سهي بنتي هي لسه مصحيتش
قلت ..عايز سهي ليه
قال.. عايز ادخل الحمام ثم صړخ في عصبية هي فين ... وقفت امام طلبة هذا وانا متسمرة في مكاني فلم اكن اضع في حساباتي موضوع التواليت ده..ودخلت سها علي صړاخ اباها ..وهي تقول ..في ايه يابابي ..انا اهوه..
قال ..انتي ايه غبيةازاي الممرضة الي انتي جايباها هتساعدني ادخل الحمام
وكمان عايزة تسافري وتسيبيني في الوقت ده
سها ..يا بابا ده وضع واتفرض عليك وانت لازم تسلم بيه وبعدين انا مسالة سفري دي منتهية ومش هينفع نتناقش فيها تاني وصړخت في عصبية
وبعدين دي مسألة وقت لغاية ما حضرتك تخف ولازم تستحمل شوية
ثم وقفت سها تنتظر من ابيها ردا علي كلامها ولكنة التزم الصمت ..فمدت يدها لتساعدة علي دخول الحمام ولكنه رفض وطلب منها ان تخرج من غرفتة ..وبالفعل خرجت سها ووقفت انا في موقف لا احسد عليه
قلت ..ممكن يا فندم اقول حاجة بعد اذنك
نظر عزت بية ناحيتي دون ان ينطق بكلمة
قلت مدعية عدم الاكتراث .. بص بقي حضرتك .. احنا لازم نسلم
متابعة القراءة