رواية نوفيلا مكتملة الفصول بقلم حنين حسن

موقع أيام نيوز

عجوز في الثمانون من عمرة .. ولكنني تفاجات عندما فتحت باب حجرتة وطلبت مني الدخول علي المړيض ..فقد كان لا يتعدي الخامسة والخمسون من عمرة وبالرغم من ذلك كان في منتهي الوسامة ولولا تلك الشعرات البيض التي كانت تزين جانبي شعرة القصير الناعم لاعتقد اي شخص يراه انه في الثلاثين من عمره ولكنة كان واضح علية الحزن والكآبة من شدة اليآس والمړض كانت تلك اللحظات الاولي تعطيني انطباع باني علي وشك اعادة احداث فيلم الشموع السوداء من جديد لكن مع الفارق في طبيعة المړض والظروف والفارق الاهم اني عمري ما حلمت ..حلم اكبر مني ودائما احلامي بتبقي علي ارض الواقع
اخذت ابنته تشير ناحيتي وتعرف اباها بالممرضة الجليسة التي سترعاه في غيابها
ظلت ابنته تتحدث اليه وهو صامت ويستمع لها فقط ولا يرد بكلمة واحده ولا حتي كلف نفسة بان ينظر ناحيتي لدرجة انني تصورت ان الجلطة افقدتة السمع والادراك ايضا
لان كان واضح من حديث ابنتة معه انها لم تنتظر الاجابة منة علي كلامها ولكنها كانت تعطي له معلومات فقط مثل هذة الممرضة ستهتم بيك وانا جيبتها لاني خلاص لازم اسافر .. وكده يعني المهم بعد ما خلصت كلامها معاه بدات توجة كلامها لي انا وتعرفني علي تفاصيل حياة ابوها اليومية وعلاجة ومكان لبسة ونوعية اكلة ومواعيده
ومواعيد نومة وصحيانة وهكذا...
وكنت استمع لتعليماتها وانا اراقبة بين اللحظة والاخري وهو متجمد في مكانة ولا يريد ان يتفاعل مع وجودنا في حجرتة ولو حتي بالنظر ..فقد كان مثبت نظراتة في اتجاه الشرفة التي تطل علي البحر دون الالتفات ولو للحظة..
وبعد ان فرغت ابنته من التعليمات والوصايا التي اسندتها الي
قالت ..انا هسيبك دلوقتي عشان هخرج والدكتور جاي في الطريق ..وهو هيقولك برنامج العلاج بتاعة وهشرحلك هتعملي ايه بالظبط ..ودلوقتي ميعاد الاكل بتاعة
هبعتلك دادة فوزية بالاكل عشان تاكليه قبل الدكتور ما يجي وبالمناسبة دادة فوزية مسؤلة عن التنظيف والطبخ لكن مش بتبات هنا لانها زوجة البواب وبتنزل تنام مع اولادها في المكان المخصص لحارس العماره تحت ..وبالفعل جاءت دادة فوزية حاملة صينيه بها بعض الطعام الخاص بالمړيض ثم طلبت مني ان اقوم باطعامة وحدي لاعتاد علي ذلك مستقبلا وان احاول اطعامة بشتي الطرق لانه قام قبلا عن ذلك بالاضراب عن الطعام مما جعلهم يضطرون لتركيب المحاليل له ثم قالت لي ابنتة .. وهي تنذرني بانني لو فشلت في اطعامة ستضطر بان تاتي بمن يستطيع عمل ذلك ثم خرجت و تركتني بعد هذا التحذير وذهبت لغرفتها لتستعد للخروج وهي علي عجل للخروج لقضاء مشوار ما ..وبعدما وجدت نفسي معه وحدي في تلك الحجرة .. وضعت الصينية علي التربيزة واقتربت منه بخطوات مترددة حتي وقفت امام عينية ..ثم قلت.. انا حابة اعرف حضرتك بنفسي ..انا هند واول مره بشتغل ممرضة واول مره بشتغل اصلا وبصراحة انا محتاجة الشغل ده جدا لظروف اكتر من صعبة وانا هنا هكون في خدمة حضرتك واتمني اكون عند حسن ظنك بس من فضلك لازم تاكل لاني لو فشلت في اني اخليك تاكل هخسر شغلي هنا للاسف..
وبالرغم من حديثي معه ورجائي له الا انه لم يحرك ساكنا ورفض تناول الطعام ولم يرد باي رد فعل لما قلتة فقررت ان اجرب شيئا ما كنت افعلة انا عندما لا يكون لي شهية للطعام ..فقد كنت احتفظ علي الموبيل ببعض المسيقي الهادئة وشغلتها اثناء انتظاري لموافقتة علي ان يتناول الطعام.. ونظرت اليه بعد ان اصابني اليآس ثم قلت له..بص بقي انا هحكيلك حكاية هتعجبك اوي ..بس من فضلك ركز معايا ولو عجبتك بص ناحيتي ولو معجبتكش خليك باصص علي الشباك زي منتا..وبداءت احكي القصة
قلتله.. انا هحكيلك حكاية واحدة غلبانة وظروفها زي الزفت .. وبدات احكي قصتي من اولها لاخرها وكنت اشعر انه يستمع باهتمام ويريد ان استمر في سرد المزيد وبعد ان قصصت عليه قصتي حتي اللحظة التي اقف امامة فيها كنت لا استطيع ان اري ان كان نظر ناحيتي ام لا.. لان دموعي قد جعلت الرؤيا غير واضحة ولكنني سمعت صوتا رقيقا يقول في حنان..... 
طيب وانتي بټعيطي ليه دلوقتي
الجزء الثاني
لم اصدق ما سمعت..فمسحت دموعة بسرعة لاتاكد مما سمعتة اذني ..فوجدتة ينظر الي مبتسما بشفقة
قلت.. حضرتك بتتكلماقصد حضرتك بتسمع ثم تلعثمت في الكلام فقلت ..قصدي يعنيييي فقاطعني وقال ..انتي هتفضلي ترغي ومش هتجيبي الاكل ولا ايه
ابتسمت وقلت..لا طبعا اتفضل وروحت بسرعة جيبت التربيزة الي عليها صينية الاكل وكنت هبدء امسك المعلقة لاطعمة بيدي ولكني وجدتة حرك يده واخذ مني الملعقة وبدء ياكل بنفسة دون مساعدة ..فرحت جدا بذلك وفرحت اكتر لما دخلت ابنته وشاهدتة وهويتناول طعامة ..قالت وهي سعيدة .. برافوو انتي ..باين متمكنة من شغلك وباين  عليا هعتمد عليكي في تلك اللحظة دخلت الدادة لتخبر ابنته ان الطبيب قد حضر فطلبت منها ان تدعة يدخل ..وبالفعل جاء الطبيب
وقال .. مساء الخير يا عزت بيه ثم جلس بجانبه واقترب ليكشف علية وليطمئن علي ما سارت اليه حالتة وطلب مني الطبيب  ان اساعده في خلع ملابسة
ولكن عزت بيه اشار بيدية بطريقة اعتراض علي مساعدتي له في خلع ملابسه فنظر الطبيب الي طويلا ثم قال .. خلاص اخرجي انتي دلوقتي
وعندما خرجت
وجدت الدادة تسالني ان كنت اريد تناول الطعام فقلت لها اخشي ان يطلبني الطبيب في اي وقت 
قالت لا ده الدكتور لسه ادامة كتير علي ما يخلص مع عزت بيه
دخلت معاها واكلت بسرعة ودخلت غرفتي  وخرجتي هدومي حطيتها في الدولاب واخذت وخرجت لاسال الدادة ان كان الطبيب طلبني ولكنها قالت انه مازال مع عزت بيه ومش هيخلص كشف دلوقتي 
دخلت غرفتي مره اخري وقد استرعي انتباهي انه يوجد حمام مرفق بالغرفة التي انام بها فدخلت وقررت ان اخذ شاور سريع الي ما ان ينتهي الطبيب مع عزت بيه وبمجرد ان انتهيت من اخذ ذلك الشاور المنعش
ارتديت بنطالون  من الجينز وبلوزة  قطن باللون الوردي الهادئ
ووضعت بعض البرفيوم الدافئ الذي يشعرني بالتحسن فقد وضعت العطر علي ملابسي و علي تلك الطرحة الصغيرة التي كنت الفها علي شعري اسبنيش وكنت اشعر بانني نفضت عن نفسي تراب سفر دام لاكثر من سنة
ثم تنبهت علي صوت الدادة تقول ان الطبيب يريدني ان اذهب اليه
وبالفعل طرقت الباب علي غرفة عزت بيه ووجدت عزت بيه ليس جالسا علي كرسية المتحرك وقد ساعدة الطبيب ان يستلقي علي سريرةوعندما راني الطبيب واقفة عند الباب قال لي  تعالي يا هند ..واخذ يشرح لي مهامي كا ممرضة وجليسة لعزت بية وقد شدد علي ان انفذ كل تعليماته ..وبعد ان ذهب الطبيب ..اخذت اقراء بتركيز بالغ ما كتبة الطبيب من تعليمات لاعرف مايجب ان افعلة وكنت الاحظ ان عزت بيه بيسترق النظر ناحيتي وكنت كلما نظرت ناحيتة اجدة يهرب بنظراتة فقلت في نفسي انني اتوهم ..ثم تركت ليستة التعليمات وتوجهت ناحية عزت بيه وقلت..حضرتك
تم نسخ الرابط