رواية تحفة الفصول من الاول للرابع بقلم زينب مصطفى

موقع أيام نيوز

فستان ازرق غامق اللون وتقوم بجدل شعرها الزهبي الحريري الطويل في جديله تصل لأخر ضهرها لتنظر لنفسها في المرأه بتقييم بدء من وجهها الابيض
المتشرب بحمره خفيف والمستدير كالبدر وعينيها الخضراء الواسعه ذات الرموش الكثيفه وأنفها الصغير وشفتيها الصغيره الممتلاءه كحبة الكريز الناضج
لتقول بامتعاض
بس لو فيه قلم روج و لا حتى قلم كحل 
لتقوم بقرص خدودها حتى شعت باللون الاحمر وهي تضحك ..وتنزل من غرفتها سريعآ لتبحث عن والدتها
لتفاجأ بصوت والدتها وهي تتحدث مع سليم لتختبئ عليا حرجآ من سليم لتسمع سليم وهو يقول
ايه الكلام الفارغ ده خطوبة ايه وجواز إيه إزاي عمي يقول حاجه زي كده أنا أسف يا حاجه رابحه أنا لا طلبت أتجوز بنتك ولا اعرف حاجه عن الموضوع ده ده كلام فارغ ولما عمي يجي ليا كلام تاني معاه 
مش سليم المنشاوي إلي يدبسوه في جوازه بالشكل ده أنا أسف بس أنا مش هتجوز واحده معرفهاش ولا في مابينا تكافئ واحده جاهله ومتفهمش اي حاجه عن اسلوب حياتي كرجل اعمال ولا متطلبات الحياه دي واحده تقريبا فلاحه عمرها ماخرجت برا البلد .
لتستمع عليا لكلماته الجارحه وهي في حاله من الذهول.. تشعر بكلماته وكأنها خنجر مسمۏم ېمزق قلبها لتترنح وتشعر إنها على وشك أن تغيب عن الوعي وهي تستمع لوالدتها وهي تبتلع الاهانه وترجوه للزواج من عليا انقاذآ لها .
اسمع يابني أنا عاوزاك تفتكر انها مهما كانت بنت عمك ومسئوله منك حتى لو عمك مقتلهاش زي مابيهدد فهو هيقلب عيشتها چحيم أنا هطلب منك وغلاوة عمك الله يرحمه لأما تتجوزها وترحمها من عذاب عمك أو أنا هخلي عليا تتنازل عن ارضها ومالها لعمك علشان يرحمها من اللي ناويلها عليه وانا هاخد بنتي وأهج ومحدش هيعرف لنا طريق .
لټنفجر في البكاء ليشعر سليم إنه في وضع لا يحسد عليه فهو يعرف عمه جيدا ويعلم جشعه وطمعه ولكنه لا يتخيل ان يقوده حب المال الى قتل او تعذيب ابنة عمه وهو لن يسمح به فهي مهما تكن إبنة عمه ويشعر بالمسئوليه تجاهها
ليقول بضيق
انا مش هسمح ان عمي يمس شعره من عليا ولا هسمح ان عمي ياخد ميراثها واكيد في حل غير الجواز.
لتجهش رابحه في البكاء وهي تقول
حل ايه يا بني انا هخلي عليا تتنازل عن حقها لعمها يمكن يحل عنها وانت بابني كتر خيرك .
لتحاول ترك الغرفه ليأتيها صوت سليم حازمآ
رايحه فين احنا مخلصناش كلامنا . ليشعر ان ما سيقوله هو الحل الاخير والمجبر عليه لانقاذ ابنة عمه .
اسمعي البي هقولهولك كويس ولو وافقتي تفهميه لبنتك كويس علشان ميبقاش فيه غلط بعد كده
أنا تقريبا مرتبط من واحده بنت عيله كبيره وكنت ناوي اخطبها .
لترد رابحه پانكسار
مبروك يابني
ليقاطعها سليم بصرامه
ياريت متقطعيش كلامي وتسمعيني للأخر 
ليكمل حديثه بتهجم 
أنا هتجوز بنتك.. بس جواز صوري قدام الناس هنا وبس و هاخدها معايا القاهره بس هناك وده المهم محدش هيعرف بجوازي منها يعني هبقى ابن عمها وبس الجوازه دي هتستمر لحد ما تبلغ واحد وعشرين سنه يعني تبقى في سن قانوني يحق لها تستلم ميراثها من عمها وساعتها انا اللي هسلمها الميراث من عمي وهحميها وطبعا بعد كده هنطلق علشان كل واحد يعيش حياته مع اللي يناسبه 
وبرجع أأكد عليكي تعرفي عليا 
باتفاقنا ده .
لتمسح رابحه دموعها وقد شعرت بالراحه 
حاضر يابني وجمايلك ده مش هنسهولك العمر كله أنا رايحه لعليا افهمها .
سمعت عليا حديث والدتها مع سليم لتتدفق الدموع من عينيها ولتجري سريعآ الى غرفتها قبل ان يراها سليم والشعور بالذل ېقتلها
لترتمي على السرير وتبكي كما لم تبكي من قبل .تبكي حبها الذي وئد في مهده تبكي علي كرامتها التي اهدرت و والدتها تتذلل لسليم حتى يوافق على الزواج منهالتقوم بضړب السرير بقبضتيها وهي تصرخ بصوت مكتوم
غبيه...غبيه...ازاي فكرتي انه ممكن بفكر يتجوزك .....يتجوز واحده عمره ماشفها واحده بيعتبرها فلاحه جاهله متنسبش مقامه العالي ...بس لاء والله لندمك على كل كلمه قولتها ..والله لندمك على كسرة نفس امي وهي بتتذلل قدامك علشان تقبل تتجوزني..والله لاخليك تتذل للفلاحه علشان ترضى عنك وساعتها هقولك أسفه متناسبنيش .
لتسمع والدتها تطرق على باب غرفتها 
فتقوم بمسح دموعها
ادخلي ياماما....
لتجد والدتها ترسم ابتسامه مرتعشه على شفتيها
عليا أنا عاوزة أقولك على حاجه...
لتقوم عليا سريعا باحتضان والدتها لتخفف عنها 
أنا عارفه يا ماما وسمعت كل حاجه
لتبعدها والدتها وهي تنظر في وجهها بقلق 
سمعتي كلامي مع سليم !
عليا وهي تهز رأسها علامة الايجاب
ايوه سمعت ان الجواز هيكون صوري وان محدش هيعرف اننا متجوزين في القاهره وانه مرتبط بواحده تانيه مناسبه له وان بعد سنه هنطلق ..ايوه سمعت كل حاجه..
لتشعر رابحه بالصدمه من معرفة ابنتها للامر .
و رأيك ايه يا عليا 
لترد عليا بتصميم وهي ترفع رأسها عاليآ
تم نسخ الرابط