رواية كاملة الفصل من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كلهم ماتوا لما عرفت من كبيرة الخدم قالتلي أن بعد يومين من حفلة عيد ميلاد جميلة اتعرضت لاغتصاب و اڼتحرت و أبوها وأمها ماتوا هما كمان أما حنين فهربت لما عرف أنها بټخونه ... شخصيته العفوية بتاعت يوم الحفلة و السعادة اللي كانت في عيناه انطفت و ماټت فضل الحال على كدا طول السنين اللي فاتت دي
دايما كنت براقبه لما يرجع القصر كان يرجع يفضل مبسوط باللي عمله و يضحك كتير و بعد كدا يفضل ېصرخ و يعيط.
وكدا خلصت الحكاية مش ناوية تقوليلي حكايتك.
أبتسمت نورا من بين دموعها
بس أنتي طلعتي رغاية فعلا زي ما بتقولي.
حكت رحمة مقدمة أنفها قائلة بإحراج
احكيلي بقا عن مراد جوزك.
ابتسمت نورا بوله ثم بدأت بسرد عليها طفولتهم إلي زواجهم وبالطبع أخفت عنها الكثير بشأن حازم بعدما تأكدت بأنه السبب وراء ما حدث مع جاسر
طب انتي ليه مش عايزة تقوليلي عنوان جوزك أو حتي عايزة ترجعي...هو أكيد هيقدر موقفك وبعدين من كلامك عنه و حكايتك معه واضح أنه بيحبك اوي لا وكمان بيعشقك.
أبتسمت نورا بمرارة
طب أنا لو قولتلك هاستفيد إيه...ارجوكي يا رحمة لو فعلا بتعتبريني أختك متسأليش تاني...كفاية لحد كدا انا تعبت من نظرات الشفقة عشان شايفين إني مريضة نفسية.
دلوقتي لما يعرفوا بحالتي دي هيكسروني اكتر وانا خلاص مش عايزة أبقي عبئ على حد تعرفي أنا عايزة إيه انا عايزة أموت.
نظرت لها رحمة بحزن سرعان ما أفرغت فاهها پصدمة عندما وجدت نورا تسير بخطوات سريعة مستندة على الجدار ثم توجهت نحو حافة السطح صاحت رحمة بحدة
تبقي مچنونة فعلا لو طاوعتي الشيطان و فكرتي ټموتي نفسك ... حرام عليكي نفسك انا مش هفضل أقولك أنك أنتي الوحيدة اللي تقدري تواجهي الكل و تتغيري لشخصية قوية.
يالا تعالي نامي انتي لسه تعبانة .... وأنا هنزل أجيب طلبات من السوق في دقايق هكون هنا.
احتضنت نورا يد رحمة قائلة پخوف
بس أنا خاېفة اوي ارجوكي متسبنيش لوحدي.
صمتت رحمة ثم صاحت بابتسامة
خلاص يا ستي انا هنزل الصيدلية اللي تحت أجيب طلبات الدكتور و هجيب من البقال جبنة و عيش ناكل ... وممكن طنط زينب تطلع تقعد معاكي.
مش تتأخري.
ربتت رحمة على شعرها قائلة
فريرة.
أغلقت رحمة الباب خلفها بعد أن أرتدت عباءة سوداء و طرحة من نفس اللون ثم نظرت نحو حقيبتها تحدث نفسها بخفوت
سامحني يارب أنا عارفة أن الفلوس اللي اخدتها من خزنة جاسر حرام بس هي محتجاه وبعدين هو السبب في اللي حصل معاها.
أخيرا هتقعي تحت أيدي ... شكلها هتقعد هنا كتير والحكاية هتبقي ڼار.
فتح الباب بهدوء شديد وهو ينظر إلى والدته الممددة على الأريكة نائمة كالمۏتي بعد أن وضع لها حبوب منومة في كوب العصير.
صعد إلى الأعلى على أطراف أصابعه حتي لا يصدر أي صوتا يثير الريبة أو الشك ثم وقف أمام الباب وهو يخرج من جيبه مفتاح آخر وفتح الباب ببطئ وهدوء شديد بينما أزدردت نورا ريقها بصعوبة قائلة بړعب قد دب في أوصالها وهي تحاول النهوض من الفراش
مين هنا! رحمة أنتي جيتي.
تحدث محمد بخبث وهو يقترب من فراشها
تؤ تؤ تؤ رحمة مين بس سيبك من اللي أسمها رحمة و خليكي معايا أنا.
صړخت نورا قائلة بفزع
انت عايز مني ايه!
قهقه بسخرية قائلا
هكون عايز منك ايه يعني غير اللي انتي بتفكري فيه...انتي عمية يعني صلاحيتك انتهت في كل حاجة.
الحقووووني.
صړخت بكل ما أوتيت من قوة عندما ھجم عليها لعل أحد يستمع إلي صړاخها و ينقذها منه لينهال عليها بصڤعة قاسېة ثم وضع يده بيجيبه يخرج الشريط اللاصق وباليد الأخري يكمم فمها...!
أقترب منها وهو يكبل ذراعيها ليجد من يسحبه من ملابسه ملقيا إياه أرضا ثم بدأ بتسديد صڤعات ولكمات عڼيفة بلا تريث أو هوادة !
انتشله رجال مراد بعدما غرق في دمائه ليلتفت مراد إلي تلك المنكمشة في أحدي زوايا الغرفة ترتجف ړعبا...!
لم يستطيع سوا جذبها إلي صدره يعتصرها بين ضلوعه حتي ارتخي جسدها و فقدت الوعي بين يداه.
هبط من الدرج حاملا إياها و هو يشعر بتشنج عضلات جسدها بين يداه قلبه يكاد ېهشم إلي أشلاء بسبب سماعه لصړاخها هذا !!
وجد رحمة تصعد إلى الأعلى سريعا ممسكة بأكياس وما أن رأتهم حتي صړخت بأسم نورا پخوف فصاح مراد بفتحي قائلا
هاتوها هي كمان.
وضعها برفق في المقعد الخلفي في سيارته ثم توجه نحو رحمة التي تحدق به پخوف و وجل فجذبها قابضا على رسغ يدها ثم ألقاها في السيارة في المقعد الأمامي و انطلق بسيارته بسرعة چنونية..
أصدرت سيارته زئير مكابحها عندما توقفت فجأة ليتحدث مراد من بين أسنانه إلي رحمة
بټعيطي ليه يا غبية انتي كمان!
ظلت تبكي كالطفل الصغير قائلة بنحيب
لو مكنتش سبتها و نزلت جبت الحاجات مكنش هيحصل دا كله.
نظر لها قائلا بتوعد وهو ينطلق بالسيارة مرة أخرى
اطمن عليها الأول وبعدين افضالك انتي و جاسر الكلب.
نظرت له وهي تهز رأسها قائلة برجاء
والله انا مليش ذنب أنا لما شفتها واقعة في الأرض ضړبت جاسر على رأسه و اغمي عليه فأخدتها و هربت بيها ولما وديتها المستشفى الدكتور قال إن حصل فقد نظري ليها.
زفر مطولا محاولا تمالك أعصابه في هذه اللحظة ماذا تقول تلك المچنونة! بالتأكيد تخترع كڈبة ليس إلا
ابتلع غصة في حلقه وهو يزيح هذه الفكرة من عقله قائلا بحدة
انتي اكيد كدابة و اخرسي مش عايز اسمع حسك لحد لما نوصل.
رحمة بضيق
طب وأنا هكدب ليه وهي هتفوق كمان شوية وساعتها تعرف بنفسك ... بس صدقني والله أنا مليش ذنب أنا كل اللي عملته إني انقذتها منه و مفكرتش بنفسي ممكن يعمل فيا ايه لما يفوق.
صاح بنفاذ صبر وهو ينظر إلى نورا بالمرآة
اخرسي بقي صدعتيني!.
توقفت عن الكلام وهي تستند برأسها على زجاج السيارة تنهمر دموعها بصمت
وبعد مرور بعض الوقت...
وقف بسيارته أمام أحدي المستشفيات ليقول إلى رحمة بغطرسة
ما تقومي ولا عاجبك القعدة هنا.
رمقته بتهكم ثم خرجت من السيارة فتوجه هو نحو نورا وحملها ثم تحدث بإقتضاب
تعالي ورايا ومتجاوبيش على أسئلة حد فاهمة.
أومأت له بضيق ثم اتبعته.
توجه بها إلي الداخل وهو يكاد لا يصدق أنها عادت إلي أحضانه مرة ثانية!
ثم أخذها الطبيب و الممرضين ينقلونها على الفراش الناقل و دلفوا بها
وبعد مرور ساعة تقريبا...
كان لا يزال على حاله يجوب في الممر ذهابا وإيابا بينما جلست رحمة مستندة برأسها على الحائط
متابعة القراءة