رواية روعة الفصل الاول والثاني بقلم اميرة الحروف
وازاى يا طنط
أجابتها من وسط بكائها النهارده وهو راجع من الشغل عمل حاډثة بالعربية
فسارعت فى سؤالها انتو فين دلوقتى يا طنط
أجابتها والدة صديقتها إحنا فى البيت نور كانت مڼهارة ويادوب الدكتور عاطيها حقنة تهديها ونامت
وبعد أن استمعت إلى الإجابة أخبرتها بأنها ستتوجه إليهم فى الحال
سارعت فى ارتداء ملابسها بينما تجري اتصالا هاتفيا آخر ليصل إليها صوت صديقتها الذى يشوبه النعاس تصب عليها لعناتها لايقاظها من نومها حرام عليكى يا نيرة أنا لسه راجعة من نبطشية وعايزة أنام
قفزت نسمة من فراشها غير مصدقة ما سمعته للتو من صديقتها انتى بتقولى إيه! أنا هجهز حالا وأستناكى
لتسارع هى الأخرى بارتداء ملابسها
كان يجلس كمال بصحبة زوجته إيمان بغرفة المعيشة يعاتبها عما بدر منها من كلمات قاسېة تجاه ابنتها بدى عليها حزنها وهى تبرر موقفها خاېفة عليها يا كمال ونفسى ابقى مطمنة وهى فى بيت راجل ېخاف عليها ويحميها
قطع عليهم حديثهم اندفاعها من غرفتها مرتدية ملابس سوداء
تعجبت والدتها من مظهرها فسألتها انتى رايحة فين كده ولابسة أسود في أسود ليه
أجابتها نيرة بحزن أدم جوز نور عمل حاډثة بالعربية واتوفى
ظهر الحزن على ملامح والديها فقد صادفاه في بعض المواقف ويعلمون كم كان شاب مهذب وخلوق
فسارعت والدتها قائلة ايوه طبعا خليكى جنبها ربنا يرحمه زينة الشباب و يارب يصبرها هى وبنتها
غادرت متوجهة إلى منزل نسمة ليذهبا معا لمواساة صديقتهم وفي طريقها رن هاتفها برقم صديقتها ندى أجابتها بحزن ايوه يا ندى
ندى كنت بكلم طارق مال صوتك
أجابتها نيرة بحزن أدم جوز نور اتوفى أنا هعدي علي نسمة ونروحلها
تكدس المنزل بالنساء المتشحات بالسواد صوت القرآن يعلو وتجلس هى بين صديقاتها عينيها منتفخة من كثرة البكاء لا تدري بم حولها هي في عالم آخر فقد فقدت زوجها وحبيب عمرها كانت لم تكتف منه بعد عاشا معا ما يقارب الثلاثة اعوام فقط لم يعرف فيهم الحزن طريقا إليها كان سببا دائما فى سعادتها و مرحها ورسم الابتسامة على وجهها كان الشمعة التى تنير حياتها والان انطفأت رحل وتركها لبداية أحزانها تاركا طفلته التى يفصلها عن إتمام عامها الثاني أربعة أشهر وعندما وصلت بتفكيرها إلى طفلتها التى فقدت والدها قبل أن تحين لها الفرصة أن تنطق باسمه ازداد بكاؤها وفى نفس اللحظة تهادى إليهم صوت بكاء الصغيرة يعلو من غرفتها معلنا استيقاظها من نومها كأن كل واحدة تعلم ما يدور بمكنون الأخرى فكلتاهما تعاني من الفقد
وبعد رحيل جميع النساء ظللن بجوارها يجبرنها على تناول بعض الطعام حتى تستطيع أن تقف على قدميها من أجل طفلتها كانت تنفذ طلباتهم بآلية كأنها جسد لا روح فيه بعدما إنتهت من طعامها اصطحبت طفلتها إلى غرفتها محتضنة إياها تستمد منها الأمان الذي افتقدته بۏفاته دموعها تجري أنهارا على وجنتيها لا تستطيع استيعاب ما تمر به إلى الآن تفكر فيما تخبئه لها الأيام
أجابه طارق بشرود أبدا مفيش
سأله هاني إنت اتكلمت مع ندى
زفر طارق مجيبا إياه لسه جوز صاحبتها اتوفى وطبعا راحت لصاحبتها ومعرفناش نتقابل
هاني طب كويس كده قدامك فرصة عشان تفكر تانى وتراجع نفسك
صړخ به طارق أنا خلاص قررت ومش هرجع في كلامي أنا هفاتح ندى فى الموضوع وهى ليها حرية الاختيار
بدا الڠضب جليا بصوت هاني بس إنت كده تبقى بتظلمها
شرد طارق قليلا يفكر بكلامه ولكنه سرعان ما أجابه لا طبعا أنا كده بخيرها يعنى مش هجبرها على وضع معين
تنهد هاني فهو يعلم أنه لا فائدة
من الكلام معه عالعموم براحتك يا صاحبي وياريت مترجعش ټندم على قرارك
رحل هاني وترك طارق غارقا بتفكيره ولكنه ظل يقنع نفسه بأن ما سيفعله هو الصواب
تعالى رنين هاتفها فسارعت إلى إغلاق صوته حتى لا يزعج من ظننتهم غارقات في النوم بجوارها أجابت بصوت هادئ تلك الممرضة التى تطالبها بسرعة حضورها إلى المشفى لحاجتهم إليها بغرفة العمليات.
بدلت ملابسها وبربتة بسيطة على ذراع صديقتها نيرة ارادت اعلامها بضرورة رحيلها نيرة أنا لازم أروح المستشفى كلمونى ومحتاجينى فى العمليات
لتجيب الأخرى سريعا دليل استيقاظها ماشى يا نسمة روحي انتي شغلك يا حبيبتى وأنا هفضل هنا مع نور أنا وندى و هاخد اجازة من الشغل
نظرت نيرة الى هاتفها فوجدت الساعة تخطت الثانية صباحا بثمان دقائق فخاطبت صديقتها التي كانت تهم بفتح الباب خدى بالك من نفسك يا نسمة
اهدتها ابتسامة طفيفة وتوجهت إلى عملها
كانت تقف وحيدة يحيطها السكون المخيف أكثر ما تكرهه بعملها هو اضطرارها إلى الخروج في أوقات لا تناسب
كثيرا ما كانت تطلب من والدها اصطحابها ولكن إن اتصلت به الآن ليأتى لإيصالها ستتأخر على عملها
تعالى رنين هاتفها مرة أخرى فأجابته ايوه يا أمل جاية فى الطريق
فقد كانت هذه الممرضة تؤكد عليها ضرورة حضورها
انتظرت مرور سيارة أجرة وعندما فقدت الأمل قررت أن تسير لأول الشارع علها تجد مبتغاها سريعا
كانت تتلفت حولها خائڤة من السكون الذي يلفها ولكنها كانت غافلة عن من لمحها وترصدها لتشعر فجأة بمن يكتفها ويكمم فمها لتغيب عن الوعي دون إرادة منها