ذلك....ولكن تمهلي ي هذه....لقد تعبت كثيرا....وأصبحت غير قادره علي مواصلة السير....فكلما تقدمت أكثر كلما شعرت وكأن قدماي غير قادرتان علي حملي....إضافة إلي شعوري بعدم الإتزان....ماذا إن حدث ما أخاف منه....وما يخيفك ي قارورتي....ألا تعرفي!....أخاف أن أفقد الوعي كعادتي....ولكي أن تتخيلي ما سيحدث بعد ذلك....لا تقلقي....كل شئ سيكون علي ما يرام....فقط عافري .
ظلت تسير تلك المسكينه إلي أن قطعت نصف الطريق تقريبا....وعند هذا الحد نفذت طاقتها وظهر عليها الإعياء....ولكن قاومت وعاندت نفسها....وواصلت السير إلي أن أصبحت تقف أمام ذلك المبني الذي كانت تتردد عليه كثيرا....نعم نعم هو بذاته ذلك الدار الذي يعيش فيه كل من هو وحيد في هذه الدنيا....إنه دار الأيتام الذي اعتادت عليه....وبالطبع الجميع يعرف لما أتت هنا تحديدا....ولمن لا يعرف أو بالأحري قد اختلط عليه الامر ونسي الاحداث....فهي اتت هنا لانه سبق وأن عرضت عليها المسئولة الإداريه العمل ولكنها ماطلتها خيفة أن تحتاجه يوما وألا تجدها....وبالتطلع كانت موفقه في هذا القرار....وأضف إلي ذلك أنها تحب الأطفال وهم أيضا شديدي التعلق بها....فبالطبع هذا سيكون المكان المناسب....فهو مكان بعيد عن الانظار ولن يخطر ببال احدهم أنها به.....ولكن لكم أن تتخيلوا كم كانت تعاني في هذه الرحله....فالطريق مبتل ومن الصعب السير عليه....وملابسها مبتله....والجو شديد البروده....أتمني ألا تصاب بالحمي....ولكن كيف!....فهي محاطه بكل مسبباتها....كما أنها فتاه ضعيفة المناعه ومن السهل عليها إلتقاط العدوي .
وبمجرد أن لمحها حارس البنايه فتح لها الباب سريعا وقال بشفقه ايه ي بنتي اللي بهدلك كده....تعالي ادخلي بسرعه .لم ترد عليه....فهي لم تكن في حاله تسمح لها أن تبرر وتخلق الاعذار....ولكن كل ما فعلته أنها رافقته إلي أن أدخلها مكتب تلك المديره....وبمجرد أن رأتها في هذه الحاله الرثه....انتفضت من مقعدها وقالت إيه اللي بهدلك كده ي حسناء....ثم اشارت إلي أحد المقاعد وقالت إتفضلي ي حبيبتي استريحي....واحكيلي ايه اللي حصل....وبالطبع استجابت الاخري وجلست حيث أشارت لها....فقد قطعت أنفاسها وآلمتها قدماها....وهي الآن بحاجه للراحه....وبعد بضع دقائق تحدثت عايده بقلق قوليلي ي حبيبتي اي اللي حصلك وبهدلك كده....وهنا ينهار كل شئ وتبدأ بنوبة بكاء هستيريه مع إرتجاف جسدها بشكل مخيف جعل الأخري تهرع إليها وټحتضنها وتحاول تهديئتها....ولكن ذلك لم يزد الأمر إلا سوءا....فقد وصل الألم النفسي الذي تشعر به إلي منتهاه ولم تعد قادره علي المقاومه....وعند هذا الحد أسرعت بمناداة الطبيب....فلا سبيل الآن سوي الإستعانه به
ولم يمض أكثر من دقيقه إلا وكان الطبيب حاضرا....وبمجرد أن رأي حالتها تلك حتي عرف أنها تعاني من إنهيار عصبي فأسرع بإعطائها إبره مديئه نامت علي إثرها ونقلت إلي غرفه مجاوره لهذه الحجره....وبالطبع رافقتها تلك السيده الحنون....عايده حتي أنها هي من أبدل لها ملابسها....وجلس بجانبها منتظرا إستيقاظها .
في شقة حمزة
نجده لايزال بملابسه المبتله تلك ويجلس علي فراشه والهاتف بيده....يبدو أنه قد أنهي مكالمه لتوه....تري مع من كان يتحدث!....مهلا مهلا....اصمتي....أنه يحدث نفسه....هل جن هذا أما ماذا!....ولكن دعونا نسمع مايقول....حمزة بتوعد والله ي ما هسيبك وهوصلك حتي لو كنتي فين....وهخلي أيامك سوده....فاكره يعني لما تهربي ماحدش هيوصلك....بس وديني لأجيبك....هي ديتها يومين ولا تلاته وهتبقي ف إيدي....أنا عارفك غبيه ومش هتبعدي....وأكيد هوصلك بسهوله....وساعتها والله ماهرحمك....ثم انتفض من مقعده بعصبيه وسار بإتجاه غرفة ملابسه وأخذ منامه شتويه ودلف الحمام .