رواية نوفيلا23 الفصل الثاني والثالث بقلم ملكة الروايات
المحتويات
الفصل الثاني
اعتنقت عيناه بضع عصافير تحلق في فضاء الكون الواسع. فاختلطت زقزقاتها الناعمه بكعب حذاء رنان ليصنعا معا سينفونية رائعة اثارت لهفته لرؤية صاحبة الصوت العابث بدقات قلبه .أنفاس عبقت المكان فأقترن نداء مراد بالتفات علي لتقع عيناه عليها تمثال منحوت ببراعه كأحد الهة الأغريق القديمة انزلقت نظرات ببطء على ذلك الجسد الفاتن خصر دقيق وسيقان جميلة ناعمة ملفوفة بتنورة تصل لركبتيها ....قميص حريري أبيض وجاكيت بلون التنورة اعتنقت ازرارة بعضها فنحتت الخصر واظهرت فتنته الطاغية ليصل أخيرا للوجه أنف دقيق شامخ وشفاة رقيقة مطليه بأحمر قاني .عينان .
بين كليهما ارتفع ليلمح تلك الخصلات وكأنها بحار قهوة معقوصه خلف رأسها فيما انسابت بعض غرتها جانبا في رقة .
افاق من تفحصة للفاتنة على صوت مراد قائلا
علي .من. قطع مراد استرساله حينما طالعته يمنى بنظرة شرسة ليحمحم قائلا بحرج
اتسعت ابتسامة علي ليقترب شاهرا كفه وقفت يمنى تطالعه بعلو لكن همسه من مراد جعلتها تمد كفها وتبادله سلامه بكل غرور وآنفه ..
تفحصته بنظرة عملية تعودت عليها بدءا من بنطاله الاسود وقميصة الابيض شعره الاسود القصير الذي يدفن بين طياته تموجات وانحدارات بشرته السمراء وعينيه ذات وهج البندق .للحظة ارتبكت يمنى واهتزت نظراتها فذلك اللون يشبه لون عينان والدها الراحل
اهلا يا علي .
انحسرت ابتسامة علي حتى اختفت لتسقط أماله محطمة على صخور الواقع المرير وهو يتابع نظرات يمنى المتعالية ولمحتها الخاطفه له ببرود واخيرا ذلك الاحتقار الذي ينضح من مقلتيها الجميلتين .
جلست يمنى ووضعت ساقا فوق الأخرى في كبرياء لعين اثار غضبه ليهتف مراد حرجا
جلس علي مقابلها عينيه متعلقه بإهتزاز ساقها قطع صوت يمنى حرب الانفاس
نويت على ايه يا علي ..
انتبه علي وانحنى بجسده للأمام مستندا بمرفقيه على ركبته فيما كانتا كفيه موضوعتان بأريحيه تحت ذقنه ..ليضيق عينيه مستفهما
مش فاهم .
اشاحت يمنى برأسها وهي تغمغم بضيق
دا كمان غبي
عادت له يمنى وقد توسد الأصرار والعزم عينيها
وادعى الغباء مره أخرى متشدقا ببقايا جلد ليحتمل عجرفتها
وضحي
رفعت انظارها للأعلى طالبه للاستنجاد من غباء الماثل أمامها وبروده .لتتابع من بين اسنانها المطبقة
يعني تاخد قرشين حلوين وتنسى موضوع الميراث والشركة وكله .
شملها بنظرة متفحصة اربكتها .ليهمس بكل برود وهو يعبث بلوحة موضوعة المكتب
أنا مش جاي .علشان فلوس انا جاي اقدم واجب العزا ....واشوفك .
فردت كفها على المكتب لا تدري لما ارتعشت ربما من صدق احساسه واخيرا تصاعد صوت قهقه ساخر لتتوقف يمنى هاتفة بسخرية ألمته
علي بلاش النبرة دي أنت جاي علشان الفلوس فخدها وامشي
دوى صوتها كالصاعقة وتفتت قلبه حزنا من كلماتها اللاذعه ..ليهتف بجدية
وعلى كده ناوية تديني كام
لاحت ابتسامة منتصرة على شفتي يمنى لتهمس بجدية
يعني .
قاطعها مراد قائلا وهو يتطلع لعلي بإستجداء
استهدو بالله دا برضو ابن عمك وانتي محتجاه جنبك يا بنتي .
انتفضت يمنى صاړخة تطالع علي بسخرية قائلة
احتاج ده لا طبعا عموما هو هياخد قرشين ويمشي ولا ايه ..
نظرت لعلي منتظره اجابه لكنه اتكأ على المقعد بظهره ورفع ساقه ومدها على الطاولة .لتبتعد يمنى صاړخه برفض
ايه ده
وكأنه لم يسمع فرد ساقه بأريحية ورفع ذراعيه واراحهم خلف راسه قائلا
لا طبعا اعرف حقي وبعد كده نقيمة ..اخد تمنه وامشي .
اتسعت عينا يمنى بفزع فنصيبه ليس بالهينفهي ظنته سيرضخ ويأخذ ما تجود به ويغادر .لكنه خلف توقعاتها
خيم الصمت على المكان وطالت فترة التفكير لتعتدل يمنى وتميل قائلة
علي .اعتقد أنت ميرضكش الخسارة ليا
متابعة القراءة