رواية نوفيلا22 الفصل الرابع بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع...
ابتلعت يمني ريقها بصعوبة وهي تنقل بصرها بين سيف الذي ينظر اليها بتوسل..ويد ابراهيم الممدوده لها..الامر صعب..للحظة..فكرت..وقررت..على يقين انه الصواب..اخذت نفسا عميقا ثم تحركت ببطء..لتمسك في يد زوجها بقوة...ونظرت لسيف قائلةرهانك خسران..
اغمض ابراهيم عينيه بقوة وزفر بارتياح...قلبه كاد ان يتوقف..لا يعرف لماذا فعل هذا..حتى انه كان متأكد انها ستختار سيف...لكنها اختارته..اختارته هو وبارادتها وهذا ما كان يريده اما سيف فكان ينظر اليها بعدم تصديق..للمرة الثانية ترفضه..للمرة الثانية يشعر بذلك الآلم...للمرة الثانية شعر كم كان انانيا معها منذ البداية...شعر بما كان يفعله بها كل يوم...شعر كم تآلمت وتحملت وحدها...اما هو فلا يستطيع التحمل..نظر لعينيها نظرة رغم انها آلمت قلبها الا انها لم تشفق عليه...فهو اذاقها كل انواع الالم..وهي تحملت وصبرت وحاولت كثيرا معه وبعدما زهدت حبه جاء يخبرها بانه يريدها...لا والف لا..فليس هنام رجلا على وجه الارض يستحق ان تدهش كبرياءها وكرامتها من اجله..ليس هناك احدا وهو بذات لا يستحق ان تتآلم لاجله لم ينتظر ابراهيم سوا اقل من دقيقه لكنها كانت بالنسبه له دهرا...اختفت من امامه ومع اختفاءها سقطت اولى دمعاته..ولن تكون الاخيرة..

دخل منزله يجر قدميه بالكاد يستطيع الوقوف...بمجرد اغلاقه باب الشقه سقطت جالسا على الارض...استند بظهره للباب وعيناه يحكيان الف حكاية من الآلم...آلم كان يظن انه لن يطوله...لكنه كان خاطئا..كان يظن نفسه محصنا من آلام الحب...لكن ما لم يكن يعلمه انه غارق فيه منذ زمن...هي احبته..تآلمت وعانت وصبرت..لكنه لم يكن يتحرك خطوة...لما يلومها الان وهو حصد ما زرعه منذ البداية...لا يصدق انها تزوجت...لا يصدق انها ستكون لغيره...رجل اخر يضمها بين ذراعيه كما تمنى هو..رجل اخر يدللها كطفلته طما كان يريد تن يفعل...رجل اخر ستبكي على صدره...لا يصدق لا يصدق..اخذ يهز رأسه بقوة لا يبالي لتلك الدموع التي تسقط من عينيه مثل المطر...يبكي لاول مرة في حياته...حتى انه لم يفعل عندما فارقا والديه الحياة...يبكي لاجل امرأة احبته بكل كيانه...احبته كما لم تحبه امرأة من قبل...وكثرته كما لم يفعل احدا من قبل...وضع يده على شفتيه واغمض عينيه بقوة ليزداد انهمار دموعه...يمنى تركته...حبيبته وطفلته اصبحت لغيره..يا الله لا يستطيع تحنل كل تلك الآلام...وضع يده على صدره لعله يخفف من آلامه ولكن دون فائدة...كم اصبح ضعيفا الان...لم يكن في حياته ضعيفا هكذا...لكنها جعلته اشد الناس ضعفا..واشدهم حزنا وبؤسا..
انطلق بسيارته مسرعا غير مبالي لاي شئ..تجلس بجانبه شاردة..حتى الان لا تصدق انها رفضت سيف مرتين...الرجل الذي كانت تتمناه كل ليلة...الذي كانت تخلد الى النوم تحتضن صورته لتضمن ان يكون رجل احلامها الاول والاخير..ولكن يشاء الله ان يضع ابراهيم في طريقها..وللحق لم ټندم لحظة على اختياره...ابراهيم يستحقها...ابراهيم هو الرجل الحقيقي في حياتها...ستكون معه سعيده...ليبتعد سيف عنها بكل اوجاعه...هي لم تكن تقصد ايلامه فهو من ترك منذ البداية وعاد نادما بعد فوات الاوان...وهي لن تشارك في ايلام ابراهيم حتى ولو ستعيش عمرها تعيسه لن تآلمه..ذلك الرجل الذي رأت في عينيه حب خالصا...حبا يخصها واحده...يجعلها متفردة على عرش قلبه لم تنتبه لتوقف السيارة في طريق فارغ على اطراف المدينه الا عندما قبض ابراهيم على كفها برفق..انتفض شاهقه فطمئنها قائلا بحنواهدي..مټخافيش
زفرت بخفوت ولم تجيب..لكنها نظرت لكفها الصغير بداخل كفه وانامله تداعب كفها ببطء...وفجأة قطع عليها تأملها قائلامحتاجين نتكلم..
نظرت اليه بترقب تنتظر منه ان يبدأ بالحديث...لم يطول صمته طويلا وقالندمانه انك اختاريني
اتسعت عيناها وهزت رأسها نافيه بقوة...ترك كفها واعتدل في جلسته وحدق في الفراغ الذي امامه وهتفعايز اعرف وافقتي عليا ليه..وبصراحه
اخفضت بصرها واخذت تفرك يديها ببعضهما..ثم نظرت اليه قائلة بعينان التمع فيهما الدموععشان حسيتك الراجل اللي انا بتمناه..عشان شوفت في عينك وعد انك لا هتجرح ولا هتخون
.ظل ثابتا على وضعه دون ان ينظر اليها وقالوسيف!!
اخذت نفسا مرتجفا وهمستسيف ابن عمي
الټفت اليها قائلابس بتحبيه
نظرت لعينيه وهمست بثقهكنت
ردد بتساؤلكنت!!
اومأت مؤكدة وهي تقولاه كنت...عشان هو اناني ومبيحبش غير نفسه
ابتلع ابراهيم ريقه وهمس بصوت مخټنقبس هو بيحبك
ابتسمت بسخرية وقالت..اما اعيش حياتي كلها بحب واحد لا هو شايفني ولا حاسس بوجودي..كل كلامه معايا اهانه واستخفاف بيا وبحياتي...لما اشوف في عينيه نظرة اللي اتمنيت يشوفني بيها لكل الستات ماعدا انا...لما فجأة يكتشف اني حلوة ويكون
تم نسخ الرابط