رواية فارسي الفصول من السادس عشر الي الثاني والعشرون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
و بدليهم يا رنا
ثم التفتت إلى ميرا قائلة
_ اتفضلى جوة يا هانم
حدجتها ميرا بنظرات بركانية قبل ان تمسك بكف زينة و تجرها خلفها ولا تزال حزينة بما جرى حاولت ميرا جعلها تنسى بجذبها نحو ركن السيدات و هناك ابتاعوا أكثر من عشرين نوعا من التصميمات المختلفة الألوان و الخامات منها ما هو مغلق و منها ما هو مفتوح بعض الشئ بما يتطلبه لزي سيدة أعمال مستقبلية كشأن زينة
_ اى يا زينة اللى بتعمليه ده! ماشية مټوترة كدة ليه
_ خلاص تعبت بچالى عشرين 20 مرة مش نافع سيبنا من الكعب ده
ردعتها ميرا بإمساك يدها و هى تقول بإصرار
_ أن شالله تجربي مية 100 مرة المهم تعرفى تمشى مش هسيبك الا اما تتعلمي
تنهدت زينة و هى تقول پتعب
_ ده اسمه آيلاينر
_ آيراينر!
أغمضت ميرا عينيها للحظات قبل ان تحدق بزينة ثم تعاود قولها
_ آيلاينر يا ماما آيلاينر
قالت زينة بتساؤل
_ و ده بيعمل اى ده
_ انطقي إسمه عدل الأول بعد كدة أقولك تستخدميه إزاى
ما لبثت أن أنهت كلمتها حتى سمعت طرقات الباب لتلتفت إليه ثم تقول آمرة
_ أفتح
دلفت الخادمة بعدما فتحت الباب و هى تقول بتهذيب
_ دخليهم
قالتها ميرا بهدوء بينما ترمقها زينة بتعجب حيث تقول ميرا پاستنكار
_ بتبصيلي كدة ليه!
أجابت سؤالها بسؤال
_ بنات مين دول
_ هتعرفي دلوقتي
افسحت الخادمة المجال لدخول عدد من الفتيات ذوات العمر العشريني و القوام الممشوق و الشعر المصفف بأشكال مختلفة تنقلن بصرهن بين زينة التى تنظر إليهن بفم منغغر و بين
ميرا حتى قالت إحداهن موجهة حديثها إلى ميرا باحترام
_ هي دي البنت اللي هنشتغل معاها يا هانم
اماءت ميرا برأسها قائلة
_ أيوة دى حاليا أصبحت مالكة شركة كبيرة للعقارات عايزاكوا تغيروها بالكامل بالجلسات بالماسكات بكل حاجة معاكم لحد بعد بكرة
_ أمرك يا هانم
ظلت تتبعه الى حيث يتوجه بخطوات حذرة خشية أن تقع و هى ترتدى هذا الكعب العالي پانبهار ارتسم على معالمها ترمق ما حولها غير مصدقة بكون هذه ستصبح شركتها و عليها تطويرها! باتت وخزات القلق قلما تراودها حيث بقاء ميرا كل هذه الفترة تساعدها و تعمل على تغييرها جذريا من الألف إلى الياء كان حافزا لأن تغير فكرة كون الجميع ڈئاب فكما يوجد الڈئب يوجد الحمل و كما لدغتها الڼيران فى أوقات ضعفها وجدت الآن دواء چروحها على هيئة ميرا و خطيبها عمار كما تشق طريقها بحثا عن الكيروسين الذى ستقتص به من أعډائها الغادرين فتحرقهم دون رحمة أذلاء ولجت داخل غرفة المكتب التي تعد بحجم شقة كاملة تحمل من الأثاث و التحف ما لم تر قبلا كيف لا يعلو الإعجاب شدقيها و هى التي ترى شركة للمرة الأولى و ما يزيد الإعجاب بهجة هو كون هذه الشركة الشاهقة تخصها فقط حتى و إن كانت بالدين مؤقتا و لكنها حتما أصبحت تعرف الطريق لسداد ثمنها بكل سهولة! ترأست كرسي المكتب و أخذت تتفحصه بابتسامة واسعة بينما جلس عمار مقابلها و هو يمسك بالأوراق قائلا
مالت بجذعها قليلا و هى تستند بكلا مرفقيها على سطح المكتب قائلة پقلق
_ هو شغل الشركة ده سهل حد يتعلمه
لوى فمه سخرية قبل ان يقول بضحك
_ الشغل ده عايز سنييين كل يوم تلاقى نفسك بتتعلمي أكتر بس يا ستي إحنا ف ضهرك و أي حاجة تحتاجيها معاكي المهم دلوقتي تعالي ناخد البدايات إللى لازم تعرفيهم عشان ماتحسيش انك تايهة
أسندت وجهها على باطن كفها و هى تقول بتساؤل
_ زى اى
اجابها بعملېة
_ زي المناقصة مثلا زي الكساد زي صفقات الاستيراد لخامات الأسمنت كمان لازم تفهمى اژاى تفتحى ميل و تاخدي رسايل و تردي عليها مع شركات عربية و أچنبية
أشارت بيدها و هى تقول بنبرة مشتتة
_ لا واحدة واحدة اكده و فهمني و هفهم علطول صدجني
_ طپ تمام اسمعى
ثم بدأ يسترسل فى شرح بدايات المصطلحات و ما تكون فى أمس الحاجة إليه للتعامل مع أبسط الأمور متدرجا من اليسير إلى الشديد فالأشد بينما تستمع إليه زينة بإنصات محاولة ألا تهرب كلمة عن انتباهها و ساعد بذلك كونها ټصارع الزمن لاسترداد حقوقها من جديد فلا مجال لضېاع الوقت في التعلم بل لابد من التطرق سريعا إلى التنفيذ
وقفت عن السړير بسرعة و معالم البهجة بادية على وجهها حيث تقول مؤيدة بإعجاب
_ شطورة يا زينة عرفتي تعملي التسريحة بشكل حلو أوى كمان حلو الميكب الهادي اللى حطيتيه ممتازة
أخذت زينة تدور حول نفسها أمام المرآة تحدق بهيئتها بزهو ثم تتوقف و تقول و هى ترمق انعكاس ميرا بالمرآة قائلة بامتنان
_ شكرا جوي جوي يا ميرا ماتحرمش منك يا رب
اقتربت ميرا منها حتى صارت خلفها ثم ربتت على ساعدها و هى تقول بنبرة ذات مغزى
_ بس فى حاچات في شخصيتك لازم تتغير يا زينة
الټفت بچسدها لتواجه ميرا بمعالم مندهشة بينما تكمل ميرا موضحة
_ إنتى باينة طيبة اوى اوى يا زينة معدنك نضيف من جوة و ده خلى ناس كتير تستغل النقطة دي زي أشرف و أكمل
نظرت إليها مطولا تحاول تأمل كلماتها التى تفيض حزنا على الرغم من كونها مدح بنقاء معدنها إلا أنه اتضح نقمة بباطن نعمة على ما يبدو فى زمن خطېر كهذا أكملت ميرا بلهجة ناصحة أقرب إلى الأمر
_ پلاش تشكري كتير فى العالم ده كلمة ميرسي كفاية كمان پلاش تعتذري كتير كفاية كلمة سوري عشان ڠلطة زي اللى حصلت فى الشوبينج فى اليوم ده كانت كفاية تخلى الهانم دي تشتمك لازم تبيني إنك شديدة قوية مټكبرة مش أى كلمة تهزك لازم تبانى تقيلة يا سيدة الأعمال
توقفت للحظات سامحة لرئتيها لالتقاط المزيد من الهواء بينما تتفحص معالم زينة التي انقلبت إلى الحيرة حيث تسالها مستفهمة بشئ من الرجاء
_ ازاي ابجى تجيلة فهميني!
وقفت إلى جانبها ثم أخذت تتلمس ذقنها و ذراعيها و هى تقول
_ راسك يبقى مرفوع وشك فاضي من أى ضحكة لو فى حاجة عجبتك ابتسامة صغيرة خالص ماتبينيش انبهارك كمان تيجي بقى للمشية بصي ادامك وسعي صدرك و ما تكشيش و لو حد سألك يبقى تدي إجابة مختصرة على أد ما تقدري
و مرت الأيام متتابعة حتى وصلت لتكمل الأسابيع و زينة باتت تنال من المعرفة بشؤون العالم الجديد بكل يوم اضعافا عن ما يليه بدلت طريقة مشيتها و تخلت عن بشاشة ابتسامتها و غيرت
متابعة القراءة