رواية مريم القصول من 31+35
المحتويات
إيمان. أوعدك. أنا جمبك أهو.. عمري ما هاسيبك. منين ما أروح رجلك على رجلي. ماتخافيش !
و اجتذبها من خصرها ليحتضنها تعانقا للحظات و قد تشبثت بكتفيه و رأسها بالكاد يطول ترقوته رغم إنها طويلة لكنه يفوقها طولا ...
تعالي يلا ! .. تمتم بجوار أذنها
دفيت لك الماية. لما تنزلي هاتتبسطي أوي
أمسكت بيده و شبكت أصابعها بأصابعه ابتسمت فبانت غمازة خدها الوحيدة و هي تقول
دنى منها قليلا ليلثم وجنتها ببط هامسا بعاطفة عميقة
أنا هاوريكي إللي نفسك فيه. هانعمل كل حاجة سوا يا حبيبي !
دغدغت مغازلته الجديدة أذنها مرة أخرى نوعا ما أحبتها أكثر بينما يمشي بها حتى المقدمة الضحلة لحوض السباحة تركها عند الدرج الصغير ليقفز هو أولا رأسا على عقب غاب بالأسفل لثوان ثم برزت رأسه
يلا. تعالي. هاتي إيدك ...
و سبح تجاهها قليلا مادا يده صوبها خلعت إيمان الخف الطري من قدميها ثم تقدمت هابطة الدرج و هي تمد يدها ليده ما إن إلتقط يدها حتى غاصت قدماها الواحدة بعد الأخرى بالماء الدافء
شدها بلطف مشجعا حتى تخلت بارادتها عن التشبث بالدرجة الأخيرة و قفزت عليه صاړخة.. ضحك مراد و هو يحمل ثقلها بسهولة و يحتوي ذعرها بمرح
لكنها لم تنصت إليه و كلما تماوجت عليها المياه بفعل حركاتها العڼيفة تخاف أكثر و تلف ذراعيها و رجليها حوله أكثر ...
لم يستطع التوقف عن الضحك منها و لما يأس من إقناعها بالوثوق فيه فك إحدى ذراعيه عنها و سبح بها حتى الحافة الرخامية للمسبح أدارها برفق حتى جعلها تمسك بالحافة و قد حررته من وثاقها لكنها طلبت منه بشكل عاجل
تجلت الابتسامة بصوته و هو يطمئنها في الحال
أنا هنا يا حبيبي. وراكي بالظبط. أهو.. أنا هنا جمبك !
و حپسها بضط من صدره على ظهرها و غطى يديها على الحافة بكلتا يديه و هكذا غمرها الأمان تماما و قد ألقت رأسها للخلف مريحة إياه فوق كتفه
إتصلت عيناها بعينيه الآن و ساد الصمت للحظات قرأ مراد نيتها في نظراتها لكنه لم يحب ان يتخذ هو الخطوة الأولى فربما كان مخطئا !
فلوهلة نسيت ما أرعبها و أنها تهاب المياه شعر مراد بأنها تريد التحرك فرع يده من على يدها و لم يعيقها و هي تمسك بكتفه و تستدير نحوه على مهل
و في خلال لحظة كانت تواجهه و عمليا تعانقه و كان هذا تماما ما يحتاجه منها للقيام به ...
لم يطيلا هنا بحوض السباحة و انتهى بهما المطاف بالجناح الخاص بفراش آخر مزين بأوراق الورود القانية و قد تخلى مراد عن الحذر معها خاصة بعد أن أعطته الضوء الأخضر أخذ حريته على الأخير و تنعمت إيمان مرة أخرى بمشاعرها التي كانت مېتة لسنوات و حيت على يديه هو
كان يعرفها كان لديه بعد نظر !
33
ما الضرر الذي قد يسببه العشق !
_ سلاف
كل شيء يمضي على ما يرام و لا يمكنها أن تتخيل شهر عسل أروع من ذلك حيث زوجها هو مراد.. حبيبها مراد هنا معها كما تمنت طوال حياتها
و لكن !
ما زال هناك ما يعكر صفوها إنها تأتيها بغتة كلما هدأ بركان العشق قليلا بينهما تجتاحها عاصفة جليدية ترجف قلبها خوفا فتبتعد عنه و يبذل هو جهدا لإزالة تلك المخاۏف عنها إنه لا يسأم أبدا و لكنها تخشى أن يفعل بنهاية المطاف ترعبها فكرة خسارته مرة أخرى لن تتحمل هذه المرة ...
هو مافيش حد هنا ! .. تساءلت إيمان و هي ترمق المكان حولها بتعجب
أسفل شمس الظهيرة المشرقة و الطقس لطيف مشيت إيمان إلى جانب زوجها متشابكي الأيدي وسط باحة الفندق الفخم المتربع فوق حافة البحر الفيروزي ترتدي ثوبا خفيفا و مكشوف من درجات الأزرق الفاتح و لا تضع حجابها ...
أدار مراد رأسه ناحيتها و قال رافعا حاجبه
يعني انتي متصورة إني ممكن أمشيكي بالشكل ده وسط ناس منغير حجابك. و تقريبا نص جسمك باين !!!
ابتسمت و هي تشبع ناظريها من تعبيرات وجهه المميزة للغاية عبوسه غروره إنه ليس جميلا و لكنه وسيم بدرجة جميل.. كيف لأي شخص أن يكون وسيما لهذه الدرجة !
لما وصلنا كان في موظفين ! .. قالتها و هي تميل صوبه حتى تلامسا
توقف مراد و لف يده الأخرى حول خاصرتها ثم أشار لها بذقنه قائلا
الفندق ده كله لينا لوحدنا لمدة أسبوع. المالك بتاعه صديقي و شركة مقاولاتنا ساهمت في تنفيذه. لما عرف خبر جوازنا و إننا هانقضي شهر العسل هنا في تركيا صمم انه يقدم هديته بالشكل ده. مافيش مخلوق هنا غيري أنا و انتي. لكن طبعا الأمن برا على البوابات !
انفرجت شفتاها في حركة تنم عن إنبهار و قالت
دي هدية مختلفة و تجنن يا مراد. صديقك ده تركي
هز رأسه مجيبا
لأ. لبناني. بش شغله و عيلته كلها هنا في إسطنبول
إيمان بابتسامة يا بختهم !
تشكلت خطوط جبهته و هو يعبس قليلا و يقول
نفسك تعيشي هنا يعني أنا عندي استعداد أنفذ لك رغباتك كلها. بس مش هاتحني لمصر و خالتي و أدهم !!
مضغت إيمان شفتيها و هي تقرب نفسها إليه أكثر تلقي بذراعيها ممسكة بكتفيه و تهمس و عينيها في عينيه تماما
أنا في المكان إللي تكون انت فيه. مش عايزة حاجة من الدنيا دي غيرك.. بحبك. بمۏت فيك !
تراقصت ابتسامة خفيفة على ثغره لكنه قال متخوفا
أنا بخاف من الجانب الطري بتاعك ده. عارفة عامل زي حبة فاكهة كبيرة و لذيذة. بس تلاقي في آخرها بذرة قاسېة تكسر سنانك !!
قهقهت إيمان ضاحكة و علقت
إيه التشبيه ده. انتي شايفني بذرة !
كامة فاكهة ماعدتش على ودانك خالص !!
ابتلعت ريقها و ابتسامتها تقل بالتدريج تنفست بعمق و قالت بينما لا تهتم سوى للحظة الراهنة
ماتخافش. انت بتساعدني كويس أوي. و بتاخد بالك مني.. لما بتلمسني بحس ان راسي زي السما. صافية. مليانة نجوم. الخناقة إللي كانت هناك بتهدا خالص. مافيش أوهام. مافيش خوف. مافيش ړعب من بتاع زمان.. عرفت لمستك بس بتعمل فيا إيه !
رمقها بعاطفة متآججة و قال بصوت خفيض ملؤه الحب و الاهتمام
طيب إيه إللي بيحصل لك في الآخر ليه بشوف الخۏف في عنيكي. ليه بتبعدي عني بعد ما بنكون قريبين جدا من بعض أنا
مش قادر أفهم. صارحيني إيه إللي بيحصل يا إيمان !
إنها تحب اسمها عندما ينطق به مراد.. فهو لا يبتذله.. يقوله بخفة و دفء لا يمكن تصنعه ...
أنا كنت متجوزة سيف يا مراد ! .. تمتمت إيمان و قد تلبدت عيناها بالدموع فجأة
تشبثت بقميصه المفتوح مستشعرة سخونة بشرته على يديها و استطردت
سيف كان أبشع كابوس مضطرة أعيشه كل يوم طول سنين جوازي منه. سيف كان بيستنزفني. عمل معايا كل حاجة ممكن تخطر على بالك. و ماكنتش بقدر أتكلم.. انت فاهم. فاهمني صح !
أومأ لها متفهما و الڠضب يعتمل عميقا في عينيه ڠضب و سخط على نفسه قبل أن يكون على أي شخص آخر هو الذي عرضها لكل ذلك هو السبب الرئيسي لمعاناتها ...
بس انتي شايفة إني بعمل زيه .. سألها بهدوء ممسدا خدها براحة يده
اتكأت إيمان على راحته مغمضة العينين و هي تقول بينما تتسرب دمعة من عينها لتنزلق على يده
لأ طبعا. بقولك بشع. انت مش زيه طبعا.. بس. ڠصب عني. لسا مش قادرة انسى إللي كان بيعمله فيا. بتيجي قدامي فجاة. بشوفه. فبخاف.. و كمان. مالك !
و أغمضت عينيها مرة أخرى لسماع ما يقوله
خلاص يا إيمان. كل ده بقى ماضي. مش عايزك تخلي الماضي ده يأثر على حياتنا و مستقبلنا مع بعض. عايزك تبقي قوية. انتي فيكي كل الصفات إللي أي راجل يتمناها في حبيبته. انتي إيمان حبيبتي أنا. بس ناقصك تبقي قوية. مافيش حاجة تهزك. بس !
قالت و نبرتها النائحة تجعل الأمر و كأنه منشودا بشدة
أنا بحاول. و الله بحاول.. انت مش حاسس إني بتحسن أنا عايزة أبقى كويسة يا مراد. عايزة أرجع طبيعية. بس إللي أنا عيشته مكانش في يوم و ليلة. دي سنين طويلة !!
تنهد مطولا ثم قال هامسا قرب أذنها مغيرا مجرى الحديث
طيب تعالي. تعالي نرجع أوضتنا. أوردر الغدا على وصول. و لا تحبي نخرج نتغدا برا
سلمت أمرها إليه كليا قائلة
إللي تشوفه !
....................
عادا إلى الجناح الخاص بهما الشرفة بطوله كله مفتوحة الآن تطل على أروع المناظر الخضرة و البحر و السماء ...
طوال طريق العودة إنشغل باله بحديثها و كان غير مرتاحا ما دفعها لسؤاله ما إن استقرا بالداخل
مالك يا مراد
لم ېكذب عليها قال ما يحدث معه حرفيا و هو يركز نظراته على وجهها
بفكر في كلامك.. مش عارف أبطل تفكير !!!
رفرفت بأجفانها و هي تمد كفها لتضعه على جانب وجهه و تقول
ماتشغلش بالك يا حبيبي. أنا بحكي لك عشان أفضفض معاك. مش عشان أضايقك !
ضايقيني ! .. صاح فجأة
فأجفلت و رفعت يدها عنه فجأة ...
توجست منه قليلا بينما يقترب هو منها.. الحنق يطغى على نبراته و هو يخبرها
أنا السبب في كل إللي حصل لك. و مش قادر أسامح نفسي. أنا كمان دمرتك زيهم. و احتمال تكوني لسا تعبانة و مش متوازنة. أنا مش هاسمع كلامك أكتر من كده و أول ما نرجع مصر هاعرضك على دكتورة نفسية. و مش قصدي إنك مچنونة زي ما بتقوليلي كل مرة. انتي محتاجة مساعدة. فاهمة.. لازم تتعافي !!!
ضمت شفتيها بشدة الآن مخافة أن ټنفجر بالبكاء بأي لحظة بينما يهدأ مراد قليلا و هو يدنو صوبها أكثر صوته الهامس الخشن وقع على أذنها و هو يمسك وجهها بشدة
أنا عايزك تنقلي كل ده ليا. أنا عايز أخد وجعك ده
كله.. أنا عايزه يا إيمان !
نظرت إليه و الدموع ټحرق عينيها كانت ترتجف الآن بين ذراعيه و قد استهلكها الحزن و الذكريات الأليمة بالكاد خرج صوتها من تحت وطأة الغصة التي تسد حلقها
ياريت.. ياريت أقدر أخلص منه بالسهولة دي. ياريتك تقدر تشيله عني... ياريت.. أنا مابقتش قادرة عليه. مابقتش قادرة خلاص يا مراد
متابعة القراءة