رواية ۏجعي كاملة
المحتويات
الذكر الحكيم لم تتركه حتى عندما غفى بعد سهر ساعات طويلة كان يتلقى بها عزاء الزائرين ظلت تعانقه كأنها تؤازره وإن كان لا يشعر بها وهو غارق في غياب نوم
ۏجعها لا يهدأ جفت نبوع مقلتيها وقلبها ېنزف آلما
تتذكر أحاديثه الأخيرة بنكهة وداع تيقنتها الآن
راضية عني يا أمي
تسمعها بصوته حين قالها لتهمس لنفسها بنحيب
راضية عنك يا نور عيني
يعود صوته يغزوها ثانيا وهي تجتر ذكراياتها معه
ليبرق وسط وهن روحها هذا وميض غريب بعيناها القاتمة لفعل شيء يحفظ لها بقاياه
وستحارب لتحقق رغبتها مهما كلفها الأمر من ضحاېا فقط ستنطر اللحظة المناسبة
بوصيك علي عيالي ومراتي أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم
وصية أبراهيم تترد بعقله طيلة الوقت كأن روحه تحوم حوله لتذكره بأطفاله الصغار
تيمور والدتك عايزاك تحت انزلها
بصوت حاني قاطعت شروق أفكاره ليلبي نداء والدته التي ما أن جلس قبالتها حتى ألقت عليه ما لم يتوقعه يوما
بثبات تتصنعه أعادت آوامرها علي مسامعه بقولك لازم تتجوز أرملة اخوك ولاد ابراهيم مش هيتربوا بعيد عن حضڼي مش هسمح هيتشتتوا ويبقوا في يوم أغراب عننا وبدأ جدار تماسكها ينهار و نحيبها يعلو دول هما اللي فاضلين من ريحة
الغالي لو بعدوا عني أموت يا ابني عايزني اموت انا كمان يرضيك ولاد اخوك يتربوا مع زوج أم يا عالم هيعاملهم ازاي حور لسه شابة وألف مين هيتمناها ولو حزنت سنة مش هتحزن التانية وهتفكر في نفسها وحياتها عشان كده لازم نسبق ونكلبشها فينا من تاني
وانحنت بغتة تقبل كفه التي نزعها سريعا ليغمس رأسها بصدره ودمعة حبيسة تغتال مقلتاه وأصفاد العجز تحاصره ماذا يفعل
هل يلبي رغبة والدته ويتزوج أرملة شقيقه
وزوجته هل تقبل بتلك الزيجة
وأن رفضت ماذا يفعل حينها
من
غائبة هي عن كل شيء
محپوسة ببرواز صغير يحتضن ملامحه الباسمة
أبراهيم صار مجرد ملامح مقيدة خلف زجاج
عيناه تنظر لها كأنه يواسيها
كأنه يخبرها أن روحه لن تغيب عنها
تنحدر دموعها ووخز صدرها يزداد فتتألم
ألم لا تدري له نهاية
بل يتجدد ۏجعها في كل لحظة وهي تفتقده
الحياة سلبتها زوجها باكرا
كانت تخطط لأشياء كثيرة معه سوف تحققها
كانت تحلم بشيب يجمعهما يوما وهما يحتسيان قهوتهما وحولهما الأحفاد بصخبهم وبراءتهم
لكنه لم ينتظر
رحل سريعا تاركا الحلم ېموت داخلها
لن تحلم بعد الآن
ابراهيم جوز حور بنت عمي ماټ امتى
أكدت عليه والدته وهي ترص أمامه مائدة الغداء
بقالوا شهر دلوقت يا ابني
وليه معرفتنيش يا ماما يعني بنت عمي تكون في المحڼة دي وأنا معرفش عشان حتى أعزيها
يا ابني انت ناقص أخبار زي دي في غربتك أنا قلت اديك نازل أجازة وهتعرف وبكرة ولا بعدة تكون ارتاحت من السفر واروح معاك نعزيها
وقف بوجه صارم أنا مش هستني دقيقة واحدة عشان اروح أخد بخاطر بنت عمي يا ماما لو حضرتك هتيجي معايا دلوقت اجهزي لو مش عايزة هروح لوحدي
بدر الحسيني
ذاك المغترب الذي تلقى الخبر بمزيج عجيب من المشاعر داخله حزن حقيقي لمۏت زوجها هذا الرجل الخلوق الذي سمع عنه كثيرا ولم تشأ الظروف ليلتقي به وجها لوجه إلا مرة واحدة نظرا لعمله خارج البلاد مثله مثل الكثيرين وبخضم هذا الحزن عبر طيف أمل خجول لا يناسب الحدث المفجع بأن ربما هناك فرصة ما تلوح له معها من جديد
حور ابنة العم الجميلة أول من غزت قلبه مراهقا ليمتد غزوها لمشاعره حتى ريعان شبابه وحين قرر التوجه نحوها لخطوة حقيقية كان سبقه إبراهيم ليفوز بها فتنحى هو گفارس مهزوم تقبل خسارته
تزوج بعدها وعاش حياته لكن لم تكن زيجته ناجحة لاسباب كثيرة فانتهي به المطاف مطلق والجيد في الأمر أن زواجه لم يثمر أطفالا انتهت العلاقة بود حتى لو كان ظاهري ليقع أمامه خبر ۏفاة إبراهيم ليبعثر أوراقه من جديد
هل يصنع له القدر معها فرصة بعد هذه السنوات وهل حقا مازال حبها داخله حيا أم هي مجرد تحقيق رغبة عاندته يوما وجاء آوان
نيلها لحصد انتصار وهمي أمام ذاته أنه فاز بها أخر الأمر
تنهد وهو يقترب من بنايتها مع والدته يستعد للقائها بترقب ولهفة يحاول
ضبطها داخله حتى لا تتجلى عليه وترصدها الأحداق فيفضح ما كان عمرا مستورا بقلبه
البقاء لله يا حور
قالها لترد عليه تعزيته بما يليق غير مهتمة كثيرا حتى بالنظر إليه عكس نهمه لها وهو رغما عنه يتأملها ثم يستغفر ربه ويغض بصره عنها وينهي زيارته التي ما زادته إلا جمرا اشټعل بروحه من جديد كأن أنقطاع أمله بها ما كان إلا فاصل قصير في عمر الزمن ليعود قلبه ويستأنف ضخ عاطفته ثانيا بقوة تفوق سابقها
الآن الصورة وضحت أمامه ويعرف كيف ستكون خطوته القادمة
البقاء لله ياعمي
بحزن لا يدعيه غمغم والد حور ونعم بالله يا ابني
هو إبراهيم ماټ ازاي كان تعبان
ابدا يا بدر يا ابني ده كان مسافر اسبوعين اسكندرية بيعمل شغل هناك بعدها رجع بيته الفجرية كويس قدامهم وبات في بيته مش باين عليه حاجة
تنهد الرجل قبل استطراده المهم صحيت بنتي الصبح بتصحيه يفطر لقيته متخشب و وأمر ربنا نافذ
نطق كلمته الأخيرة پاختناق ودموعه تتدفق بحزن حقيقي علي زوج ابنته الراحل ربت بدر على كفه بدعم ليواصل العم المستشفي اما فحصته قالت ان حصله ڼزيف في المخ محدش لحقه نتيجة ارتطام قوي توقعه انه
حصله حاډث في الطريق والمرحوم ما اهتمش يروح المستشفى وحصل اللي حصل
بدر بحزن حقيقي لا حول ولا قوة إلا بالله الله يرحمه ويغفرله أنا ماشوفتوش غيرة مرة واحدة بس كان باين عليه خلوق جدا
والله كان ملاك يا بدر عمره ما زعل بنتي ولا قصر معاها ولا حتى معانا كان بيودنا زيها وأكتر ثم تنهد مع قوله مايغلاش على اللي خلقه
شخصت عين بدر وخاطر ما يتلاعب بعقله
فأحيانا تتطلب بعض المواقف قرارات خارج حدود العقل ليجد نفسه يندفع بقول لا يناسب الموقف الأليم عمي أنا عايز اتجوز حور بعد عدتها ما تخلص
ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر
عيناه تتلكأ عليها بنظرة عجيبة مبهمة وهي تطوي ملابسها لتضعها في الخزانة أمامه ثرثرتها تتواصل وهي تقص له أشياء ليست مهمة لا شيء يهمه الآن سوي التخلص من قنبلة تفتك بسلامه منذ
متابعة القراءة