تاركا غرفتها والبيت بأكمله دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها سمعته حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر
الآن علمت
الآن غفرت وصفحت
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها
الفصل الأخير حين تتضافر الفواجع حول عنقك وتتشابك اقدارك وتذخر حياتك بالاختبارات القاسېة كن بمستوي اختباراتها هذه ولا ترسب بها مهما كلفك الأمر من عناء وجهد وكد الظروف المؤلمة هي من تصنع مستقبلنا وترسم حدوده عافر وتمسك بالأمل و لا تظل أمامها جزع ضعيف مكسور لا حياه به لن تغيب ملامح السعادة للابد ويوما ما ستتفاجأ بها تتلون گ زهور الربيع حين يحين أوانها وتقطف ثمارها بالأخير فاض بكل ما لديه مستنفذا كل قوته ليستدير عنها دون انتظار ردها تاركا غرفتها والبيت بأكمله دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها سمعته حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر له ما كان منه الآن علمت كيف تفعلها بل هي فعلتها الآن غفرت وصفحت عنه وقلبها ېصرخ بعشقه ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها كأنها ولدت من جديد حين وقعت عين أمومتها علي طفليها وتشبعت بمحياهما كل شيء عاد داخلها حتى ۏجع يقينها بمۏت زوجها وطفليها عاد وسيظل فقدهم طعڼة الحياة الغادرة لقلبها طعڼة لن يندمل جرحها لكن مع هدا اليقين القاسې أعطاها الله أملا جديد تعيش له إبراهيم وخديجة قطعتي الجنة التي ستحيا بينهما ولهما عوض الرحمن وجميل قدره لأجلهما فقط ستنتصب قدميها لترعاهما لن تدخر جهدا لتعلمهما كل شيء ستقص لهما عن أبيهم عشرات الحكايات ستكون سيرته حدوتة طفولتهما وفخر شبابهما حضري شنطتك انتي والعيال بسرعة رفعت حاجباه متعجبة نعم ليه جلس علي طرف الفراش ينزع جواربه رايحين مصيف أنا رتبت مع الأبلة جيهان جارتنا تحجز لينا مع فوج رايح الغردقة تبع نقابة المعلمين تفاقمت دهشتها مصيف ايه وفوج ايه هو ده وقته يا تيمور ومين يراعي والدتك وحور اللي لسه والدة أجابها وهو يجمع أغراضه من هنا وهناك حور ووالدتها ووالدها واخواتها كمان معاها وهياخدوا بالهم عليها هي والولاد كويس أما ماما فوالدتك هتقعد معاها وفي بنت هتيجي تخدمهم هما الاتنين بعني حماتي هتشرف عليها وبس مش هتتعب في حاجة عاندت اقتراحه تيمور انت شايف ان ده وقت مناسب لمصايف عموما اتفضل اطلع مع الولاد لوحدك انا هفضل هنا ترك ما بيده متوجها نحوها لتبتعد تلقائيا صوب وجه الخزانة المغلق فيحتجزها بذراعيه مردفا بنبرة عابثة لو ماسمعتيش الكلام هشيلك لحد تحت واركبك أتوبيس الرحلة بالعافية قصاد الناس كلها ايه رأيك تجرعت ريقها پخوف لكن صاحت مكابرة ماتقدرش ابتسم بمكر سهل تجربي دفعته وهي تتخلص من حصاره بتوتر لم يغب عنه علي فكرة انت مچنون قهقه وهو يتجه نحو المرحاض ثم وقف علي عتبته واستدار قائلا على ما اخلص تكوني لبستي وجهزتي الشنطة وإلا ما تزعليش من اللي هعمله لأنك هتشوفي الجنون علي حق رمته بنظرة حانقة قبل أن يغلق الباب بينما تهمهم بضجر أقسم بالله بني آدم مش طبيعي أمه عيانة وأرملة اخوه لسه والده وده عايز يسيب الدنيا ټضرب تقلب عشان بسلامته يصيف فتح الباب بغته وبرزت رأسه المبتلة وصدره الذي انتزع منه كنزته بټشتمي عليا صح ماشي يا شروق هحاسبك بعدين ثم أغلق الباب وتركها تطالعه مذبهلة تتسائل كيف سمعها مبسوطين بالغرفة بتاعتكم يا ولاد تسائل تيمور وهو ينقل لهم الحقائب ليهتف احد أبناءه أوي يا بابا بس عايز عوامة كبيرة عشان لسه مش بعرف اعوم حاصر ياحبيبي ناكل لقمة الأول وهروح اجيبلكم كل اللي انتم عايزينه وهنزور أماكن جميلة هنا في الغردقة
ومش بس كده هعلمكم العوم كمان تقافز صغاره مهللين بفرحة لوعود والدهم وشروق تراقبهم ملتزمة الصمت ولا تدري ماذا يخطط هل يظن انه بتلك البساطة سيراضيها! واهم إن لم تقتص منه وتعذبه لن تكون أبنة أبيها شروق تعالي أوريكي أوضتنا احنا كمان عشان نفضي شنطنا هناك ذهبت خلفه لتجد غرفة واسعة ملحق بها شرفة كبيرة مسيجة بالورود وتطل علي البحر مباشرا غمرتها رائحة البحر وصوت أموجه يغرد بأذنيها فأغمضت عيناها تستنشق عبقه بمتعة لم تخفى عن تيمور الذي وقف خلفها هامسا مبسوطة أجفلت من صوته كأنها نسيت وجوده استدارت مبتعدة عنه بمسافة قائلة وهي تتجاهل سؤاله هروح اكلم ماما عشان اطمن رحلت من أمامه ليبتسم ابتسامة غامضة ويعدها في نفسه أن تلك النزهة ستغير كل شيء هنا سيستعيدها كما كانت هنا سيمحي كل النقاط السوداء في قلبها ليعود ابيض كما كان توجست عدم محاولته التقرب إليها كما توقعت رغم أنها أعدت نفسها حيدا لصده وتعذيبه لكن عزوفه الغريب أفسد خططتها انقضى اليوم الثالث ويستعدون جميعهم لسهرة علي إحدي الشواطيء بصحبة الفوج الذي يصاحبهم لحظها تعرفت علي أكثر من سيدة واندمجت معهم بألفة عجيبة الحق يقال أصاب تيمور بترتيب تلك الرحلة لكن يظل تساؤلها الحائر عما يخططه غاصت أرجل المقاعد برمال الشاطيء المزين بضوء القمر وأعمدة الرصيف المشټعلة تضفي عليه المزيد من الأنارة مسابقة خفيفة الظل قادها إحدى المدرسين لينال الصغار جوائز متواضعة أبهجت نفوسهم النقية والجميل أن طفلها الأكبر عتبة ذو التسع سنوات حصد الكثير منها ثمنا لذكاءه وسرعة بديهته كم تفتخر به وهي تراه جوار تيمور قلبها يرقيهم من عين كل حاسد انتبهت أنهم يعدون لتقديم مسابقة تخص الكبار منهم تحمست معهم وهي تحاول تخمين طبيعة الفقرة لكن الغريب أنها وجدت زوجها يقف وحده بالمنتصف وأصبح محط أنظار الحاضرين التقط المكبر الصوتي فارتابت في أمره ترى ماذا يدبر أسف ياجماعة اني هاخد من وقت سهرتكم شوية وبخص نفسي بكام دقيقة باختصار أنا عايزكم تشهدوا على أعتذاري الشديد اللي بقدمه بكل صدق لمراتي اللي قاعدة وسطيكم ومتفاجئة باللي بعمله قصاد الكل بقولها أنا أسف اني غلطت في حقها ومش مكسوف من اعتذاري ده قصادكم ولا عنره هبقلل مني بالعكس مش عيب لما نعتذر للي بنحبهم ونراضيهم حتي لو قصاد كل الناس العيب اننا لما نجرحهم مانعرفش نداويهم وأنا بطلب من شريكة عمري وأم أولادي تقبل اعتذاري وتنسى اللي فات وتفتح معايا صفحة جديدة شهقات كل الحضور تصلها وتذيبها خجلا فوق خجلها ماذا فعل كيف يضعها محط أنظار الجميع هكذا ويعرض أمرهما على العوام لم تعهده بهذا الجنون من قبل قابلت عيناها نظرات تغبطها على زوجها وجدته يقترب إليها بعين يغمرها الحنان والحب محتويا كفيها ببن كفيه بعد تقبيلهما لم