رواية صړخة على الطريق  بقلم ډفنا عمر  الفصل الثالث

موقع أيام نيوز

أن يكون نسخة مما عاشه هو.
ألف مبروك بجد فرحتوني بس... !
زوي حسن حاجبيه بس ايه يا استاذ جسار
هقولكم بس تعالو معايا ثواني نتكلم بعيد عن الزحمة 
تابعه حسن وزوجته متوجسين مما يريده و ما ان اختلي بهم حتى قال بأكد تاني ليكم فرحتي بالخبر ده اكيد ده انا اكتر واحد ممكن يفهم احساسكم دلوقت وأكيد جزاكم لتربيتكم ورعايتكم لبنت يتيمة زي دارين وأسف جدا لأني هطلب منك طلب غريب شوية. 
واستأنف تحت نظراتهما المتوجسة انا بستاذنكم تسيبوا دارين تتربي مع ولادي او حتى ترجع تعيش في الدار من تاني زي ما كانت.
دهشه جمة أصابتهما ليعبر حسن عن دهشته قائلا ليه بتطلب مننا نسيبها ايه سبب طلبك ده مش فاهم
بدا كأنه يسترجع أطيافا مؤلمة لماضية وما عاشه من غربة وحرمان ثم غمغم يوضح لهما أسبابه لأن اما يجى طفلكم بالسلامة للدنيا هتتغيروا معاها مش هتحبوها ولا هتكون من أولاوياتكم زي ما كانت مع الوقت هتحسوا انها بقيت عبء عليكم وبتاخد حق طفلكم وهتأذوا مشاعرها وټجرحوها وتسببوا ليها ألم نفسي. سيبوها من دلوقت افضل وانا ومدام صفاء مش هنقصر معاها.
همت ياسمين بالرد عليه ووجها يعكس استنكار واضح ليقاطعها صړاخ دارين و دون شعور هرولت تلقائيا على الصغيرة رغم خطۏرة ذلك علي حملها لتتفقد دارين.
ذهول حقيقي أصاب جسار وهو يرى لهفتها هذه..لقد خاڤت حقا علي طفلته لم يرى بخۏفها الآن سوى أم حقيقية مڤزوعة على طفلتها راقب من بعيد عناقها لداراين وهي تطمئن عليها بعد سقوطها وبعد اطمئنانها عادت لجسار و حدثته بشيء من الحدة اسمع يا استاذ جسار كلامك ده كله خيال و افتراض مالوش أي أساس من الصحة دارين دي بنتي ومش هسيبها لحد ما اموت واللي هايجي إذا ربنا أراد هيبقى اخوها او اختها ومعلش مش هسمح لحضرتك تشكك في حبنا ليها تاني او تدخل في حاجة زي دي.
تعجبت ياسمين لرؤية ابتسامته بعد هجومها الفظ عليه وهو يهتف بعد اللي شوفته بعيني دلوقت بقولك أسف يا مدام ياسمين فعلا الناس مش كلها زي بعض دلوقت اتأكدت ان دارين فعلا مع اب وأم بيحبوها من قلبهم وبيراعوا ربنا فيها.
حسن داعما لما قالته زوجته لا اطمن يا استاذ جسار دارين من يوم ما دخلت حياتنا وهي غيرتها للافضل اديت للأيام طعم ولون ومستحيل نتخلى عنها حتى لما ربنا يكرمنا هي وش الخير علينا وهتفضل مكانتها محفوظة.
اخيرا اطمأنت روح جسار أن مصير الصغيرة لن يكون مثله لقد حظت بأفضل مم تمنى لها.
دوى شدو الصغار والكبار بأغنية عيد الميلاد متحلقين حول ريحانة ونادر ويوسف مع أقاربهم وأولاد الدار ثم نفثوا بقوة ليطفئوا الشموع بين تصفيق عائلتهم الحماسي لهم وبدأت تنهال الهدايا عليهم وعين جسار

وشمس تتأملان صغارهما بحنان جارف..ثم انقسموا لمجموعات متبادلين الثمر والضحكات. 
الجد نادر و حوله أمين ورضوان وتوفيق.. 
وحمزة وأدم وجسار بينما انضم رائف لصديقه الأقرب عمرا وطباعا ريان.. 
أما النسوة جمانة وصابرين وإلهام أجتمعوا بطاولة اخرى و السيدات الصغار سارة وأريح وزوجات حمزة وريان تجمعوا حول شمس لتبدأ الثرثرة متندرين بما يفعله صغارهم وكلا منهم متشبعة بتجربة امومتها.
بينما الصغار بصوب اخر يلهون بمرح وصخبهم وضحاكتهم المحببة تزرع الفرحة في قلوب الجميع.
دثرت أطفالها الثلاث جيدا وابتعدت بحذر ليقابلها جسار عند باب الغرفة رامقا صغاره بحنان هامسا حبايب بابا لعبوا كتير انهاردة.
ردت و هي تطالعهم بعاطفة مماثلة فعلا عشان كده ناموا قبل حتى ما يفتحوا الهدايا بتاعتهم. 
مغمغما انتي كمان تعبتي اوي انهاردة يا شمسي في تحضيرات عيد ميلاد ولادنا.
تعبكم راحة يا حبيبي الحمد لله كان يوم جميل وكل العيلة ماشية من عندنا مبسوطة. 
ابتسم برضا الحمد لله ربنا يديم علينا عيلتنا الحلوة. 
رفعت رأسها تنظر إليه بحب جارف هامسة مبسوط بعزوتك اللي اتمنيتها ياغالي 
امسك إحدي كفيها برفق الحمد لله ربنا رضاني وعوضني أنا خلاص يا شمس مبقتش افتكر اصلا اللي عانيت
منه.. كأن كل الآسى والحرمان اتمسح من عقلي أنا دلوقت جسار أبو ريحانة ويوسف ونادر.. 
ليه دايما بتقول أسم ريحانة قبل الولدين 
ومضت عيناه بحب لأنها أمي يا شمس بنتي ريحانة واخدة كل ملامح ماما.. حتى اما بشم عبير امي فيها.
سبق قولها له تنهيدة ربنا كبير يا جسار أما بيعطي بيعطي بدون حساب عوضك حرمانك من مامتك بولدين وبنت تشبهها في كل حاجة.
غامت عيناه وهمس بتفكر ممزوج بشروده في حكمة ربه لما آل إليه حاله
تصوري يا شمس لو كانت ماما عايشة وشافت ولادي انهاردة وهما مالين الدينا حوالينا بضحكهم ولعبهم سبع سنين عدوا وكل يوم بحس روحها بتحوم حواليا بتزورني في احلامي كل ليلة كأننا على معاد محدش فينا بيخلفه بغمض عيون وعارف اني هشوفها وصدقيني لو قولتلك بحس بلمستها بتطبطب عليا..ريحانة عايشة جوة قلبي.
ترقرقت عيناها لفيض مشاعره وهو يبوح لها بما في صدره ثم تمتمت بحنان
حكايتك بدأت پصرخة وخوف طفل رضيع على الطريق لا حول له ولا قوة..بس انتهت بفرحة كبيرة..فرحة محت الألم وزرعت مكانه أمل وثقة إن ربنا بيعوض مهما طال الحرمان.
بينما زوجته تحدثه اغمض عيناه ليختزل طيف والدته الذي مر بمخيلته يشاركهما اللحظة ريحانة هنا..دائما هنا.. بعد لحظات عاد ينظر لزوجته بنظرة خاصة تخصها وحدها ثم تبدلت حالته و دنى منها وعيناه تنضح بعبث 
مشمش تيجي اقولك كلمة سر 
ضحكت ثم هتفت له بدلال كلمة واحدة بس يا جسورتي
اشتعلت روح العبث به أكثر وهو يشاكسها
عيب عليكي يا شمسي هو في حد مستفيض في الكلام والشرح قدي .
تمت بحمد الله

تم نسخ الرابط