رواية تقي الفصول من 1-5
المحتويات
بتحيته فابتسم لهم ابتسامة رضا عن تلك المعاملة التي تليق به
جاب أوس بنظره المكان من الداخل وهو يمر عبر ذلك الرواق الطويل فوجده مزدانا على أعلى مستوى من الديكور الحديث فالسجاد
الأحمر يغطي الأرضيات الرخامية اللامعة وصور أشهر الراقصات والمطربين الشعبيين معلقة على الجدران ذات اللونين البيج والذهبي ولم تخلو الأركان من الأعمدة الجرانتية المشكلة على هيئة منحوتات شهيرة وإلى جوارها بعض المزروعات الخضراء
وما إن دلف إلى الداخل حتى سلط بصره على تلك الراقصة التي تتلوى كالأفعى في بدلتها الحمراء ونظر إليها بإشمئزاز ثم استدار برأسه ليبحث عن رفيقه عدي
عدي بنبرة عالية أوس باشا باشا !!
انتبه أوس إليه واستدار برأسه في اتجاهه ثم حدجه بنظرات حادة و
أوس متسائلا ببرود ايه المكان ده
عدي مبتسما بفخر ها ايه رأيك حاجة اوريجينال
أوس بنبرة متأففة ونظرات احتقار لما حوله دي مزبلة ايه القرف اللي انت جايبني فيه ده
أوس بلهجة آمرة ونظرات إشمئزاز لأ عندك هي خمساية وألاقيك قصادي بره القذارة دي ماشي !
ثم تركه ولم ينتظر منه أي رد وانصرف مبتعدا عنه في حين زفر عدي في انزعاج و
عدي بنبرة معترضة انت مافيش حاجة بتعجبك يا أوس أبدا ممم بس حلو أوي أنا هاجيبله اللي تظبط مزاجه
الفتاة بنبرة مائعة وماله طلبك عندي يا باشا استناني برا وهتلاقيني جاية ومعايا لزوم الليلة كلها
عدي بنبرة متحمسة ونظرات خبيثة اشطا يا اشطا
أحضر العامل السيارة الخاصة بأوس له وجلس الأخير في السيارة وهو يطرق بأطراف أصابعه على مقود السيارة
أوس لنفسه بحنق بيعمل ايه كل ده !!!
وما هي إلا لحظات حتى خرج عدي وهو متأبط من الفتاتين اللاتين لم تكفا عن الضحك بطريقة رقيعة ولا عن العبث في سترته بينما كان على وجهه ابتسامة عريضة و
عدي بنبرة عالية وهو يشير بعينيه أوس باشا ايه رأيك في الحتت الشعبي دي
أوس بنبرة صارمة ارمي الژبالة اللي في ايدك وتعالى
عدي بنبرة متحمسة وهو يرمق الفتاتين بنظرات شھوانية وهو في حد يرمي النعمة برضوه من ايده
أوس بحدة ونظرات محذرة عدي لو فضلت معاهم أنا ماشي
تجهم وجه عدي وعبست ملامحه إلى حد ما ثم أرخى ذراعيه عن الفتاتين ورمقهما بنظرات نادمة و
عدي بإنزعاج واضح مالكوش في الطيب نصيب يا مزز مقدرش أزعل حبيبي !
ثم دفعهما بعدم مبالاة بكفي يده وسار في اتجاه سيارة أوس وأسند يده على النافذة وانحنى قليلا برأسه للأسفل ليحدق في أوس بنظرات حادة و
عدي على مضض مبسوط
أوس بنبرة جدية ونظرات ثابتة اركب عربيتك وحصلني على شقة المعادي أنا جهزت السهرة هناك حاجة مضمونة مش شوية وساخة جايبهالنا
عدي متسائلا وهو يزم فمه في سخط البت لوزة برضوه
نظر أوس أمامه في الفراغ
ثم تنهد في هدوء
أوس ببرود اه هي
عدي بتذمر انا مش عارف عاجبك في البت المصدية دي ايه حاجة ماتتبلعش لا شكل ولا منظر ولا حتى آآآ
أوس مقاطعا بنظرات حادة ونبرة شبه جادة بس بتشوف مزاجي وأنا مهما روحت لغيرها برضوه محدش بيعمل اللي أنا عاوزه إلا هي
عدي بتبرم ونظرات منزعجة طب هي بتظبطك وانت متكيف منها لكن أنا بقى هاعمل ايه هاتفرج عليكوا ولا آآ
أوس مقاطعا بجدية هي جايبة معاها اللي يسليك
عدي بتأفف مجايبها زي وشها نسوان عاوزة الحړق
أوس بنبرة متشنجة بقولك ايه الليلة وجبت مع لوزة عاوز تيجي ماشي عاوز تكمل أعدة في المزبلة دي براحتك أنا خلاص طالع على المعادي
تنهد عدي في انزعاج ثم اعتدل في وقفته و
عدي على مضض خلاص جاي !
ابتسم له أوس في رضا و
أوس بهدوء تعجبني متتأخرش بقى
عدي بإيجاز طيب
ثم تراجع هو خطوة للخلف ليتمكن أوس من قيادة سيارته وبعدها أشار عدي بعينيه للعامل لكي يحضر له هو الأخر سيارته
في منزل تقى عوض الله
قضت تقى ليلتها في غرفتها تحاول استذكار محاضراتها ولكنها كانت تتأوه من الآلم فلم تستطع التركيز جيدا بالإضافة إلى هذيان خالتها المستمر عن ضياع حياتها فتنهدت هي في تعب و
تقى لنفسها بخفوت كده كتير أنا مش قادرة أعمل اي حاجة أحسن حاجة أعملها إني أنام
ثم تمددت هي على الفراش بعد أن أسندت كتبها على الطاولة ونامت على جانبها ونظرت إلى خالتها بنظرات اشفاق و
تقى بنبرة أقرب للهمس ربنا يشفيكي يا خالتي ويهون عليكي !
في غرفة نوم عوض وفردوس
خاصم النوم جفني فردوس فهي تفكر فيما أخبرتها به جارتها أم بطة عن زواج ابنتها وعن عبء مصاريف الزواج ومتطلباته فشعرت هي بالاختناق أكثر فابنتها على مشارف الزواج أيضا وربما يأتي من يتقدم لخطبتها فكيف ستتدبر تلك المصاريف الطائلة وهي بالكاد تحاول سداد أقساطها وديونها
لاحظ عوض الله تقلب زوجته على الفراش فاعتدل في نومته و
عوض متسائلا بهدوء مالك يا فردوس
فردوس بتنهيدة إرهاق مافيش
عوض بنبرة متمهلة لأ في هو أنا مش عارفك !
فردوس بنبرة منزعجة خاېفة البت يجيلها حد يطلبها للجواز واحنا معناش أي حاجة نجهزها بيها
عوض مبتسما في رضا يا ستي سيبيها على الله لسه بدري على الكلام ده
اعتدلت هي الأخرى في نومتها ورمقت زوجها بنظرات حادة قبل أن تتشدق ب
فردوس بنبرة شبه متعصبة بدري ايه يا راجل ده البت عدت ال 19 سنة أصغر منها بكتير واتجوزوا وانت لسه تقولي بدري وماشيلش الهم
عوض بنبرة هادئة يا فردوس الجواز ده نصيب وهي لسه مجالهاش نصيبها وبعدين أنا عاوز بتي تكمل علامها وتشتغل حاجة كويسة وآآ
فردوس مقاطعة بتشنج ادعي ربنا انها تكمل انت مش عارف علينا أقساط أد ايه والمعهد الزفت ده طلباته مش بتخلص وأنا وسطي اتقطم من كتر الشقى وانت مش بتساعد أخرك تروح الجامع تبات فيه وشايل ايدك من كل حاجة وسايبني لوحدي في الغلب ده
تنهد عوض في ضيق ثم أشاح بوجهه بعيدا عن زوجته و
عوض بنبرة مريرة استغفر الله العظيم وهو أنا كان بإيدي حاجة ومعملتهاش ماهو على يدك اشتغلت في المصنع 30 سنة لحد ما طردوني في الأخر وملاقتش حد يشغلني في السن ده كنت أعمل ايه بقى أسرق ولا أقتل الحمدلله إن ربنا وقفلي الشيخ أحمد وأهو دبرلي شغلانة نضافة الجامع بدل ما كنت أشحت
فردوس بتبرم ونظرات حانقة يوووه مش لازم كل شوية تفكرني بالغلب ده هو أنا معرفش أفضفض معاك باللي مضايقني ماهو أنا مش هاشق نفسي يعني
عوض بضيق بقولك ايه يا فردوس أنا قايم أتوضى ونازل الجامع
نهض عوض عن الفراش وسار في اتجاه باب الغرفة فاستشاطت زوجته من الغيظ و
فردوس بتذمر جلي ده اللي فالح تعمله كل ما أطلب منك حاجة تقولي نازل الجامع رايح افتحه رايح أشوف معرفش ايه لكن مش باشوف منك حل
استدار هو برأسه قليلا للخلف ورمقها بنظرات يائسة و
عوض بإنزعاج استغفرك يا رب وأتوب إليك ربنا يهديكي يا فردوس
احتقن وجهها بالډماء أكثر واشتعلت عينيها حنقا و
فردوس وهي تزفر في ڠضب ده أخرك بس معايا لكن حل لأي مصېبة مافيش طب اعمل حسابك تشوف صرفة لبتوع الديون تكلم بقى الشيخ بتاعك تشحت تاخد من أبصر مين المهم تتصرف أنا مش قادرة أسدد كل حاجة لوحدي خلاص كفاية عليا أوي كده أنا تعبت وقرفت
عوض بإقتضاب ربنا يسهل
ثم أمسك بمقبض الباب وفتحه ودلف إلى الخارج بينما استمرت فردوس في الشكوى ورثاء حالها وهي تسب وټلعن كل شيء
في منزل ما بالمعادي
تعالت الموسيقى الصاخبة والراقصة في نفس الوقت بداخل الغرفة الجالس بها أوس وتمايلت فتاة ما بجسدها والذي تبرز منه جميع مفاتنها في ميوعة لتثير رغبته فيها ثم سارت وهي تتلوى بجسدها في اتجاهه إلى أن توقفت أمام الفراش فمالت برأسها للخلف لتجعل شعرها الغجري يلامس وجهه ويداعبه فمد هو كف يده وأمسك بها من شعرها بحدة وجذبها ناحيته بقسۏة ثم قام هو بتقييد ذراعيها بقبضة يده
أوس وهو يصر على أسنانه في شراسة عرفتيه امتى عليا
هربت الډماء من وجه لوزة وجف حلقها فجأة و
لوزة بنبرة متلعثمة ونظرات مرتعدة م مين ده
أوس بنظرات ڼارية قاټلة ونبرة مخيفة ابن ال اللي كنتي نايمة في حضنه امبارح مفكراني مش هاعرف يا
لوزة بړعب ونظرات مذعورة محصلش يا حبيبي ده ده كدب
أوس بنبرة غليظة بتكدبيني يا بنت ال
ثم
لوزة بصوت مخټنق ومتآلم آآآه بمۏت فيك يا عمري ومهما تعمل فيا فأنا خدامتك وتحت رجليك
أوس بنبرة لاهثة رغم إنك بتظبطي دماغي إلا انك برضوه مش قادرة توصلي للي أنا عاوزه
تحسست لوزة جسدها المتورم بأطراف أصابعها ثم مالت قليلا على جانبها ونظرت إليه و
لوزة بخفوت طب قولي انت عاوز ايه وأنا هاعملهولك
نظر إليها بطرف عينه بحدة ثم نهض عن الفراش وسار في اتجاه الأريكة الوثيرة الموضوع عليها سترته ثم مد يده ليمسك بها وأخرج منها سېجارة وبحث عن القداحة ثم أشعلها ونفث دخانها في الهواء و أوس ببرود ده مايتقالش يا لوزة ده يتعمل وقت ساعته
با
الفصل الثالث
ركل ذلك الطفل الصغير ذو السنوات الإحدى عشر الكرة بقدمه لتهرب منه وتختبيء أسفل الفراش الموجود بغرفة والده فوثب عاليا في براءة ثم استدار برأسه ليبتسم إلى مربيته التي ترعاه أثناء غياب والديه ومن ثم ركض خلفها وهو يضحك في عفوية
دلف الطفل إلى داخل غرفة والده بينما بقيت المربية في الخارج تتغنج بجسدها الرشيق أمام المرآة الموجودة بالرواق
انحنى ذلك الصغير بجسده الضئيل بجوار الفراش بعد أن أسند كفه على طرفه ثم جثى على ركبتيه
متابعة القراءة