رواية تقي الفصول من 1-5
المحتويات
و تبطلي الأنعرة الكدابة اللي انتي عايشة فيها !!!
الفصل الثاني
كانت أطياف عدة أشخاص تتحرك على مقاعدها في الظلام حينما أضيئت غرفة الاجتماعات فجأة ليبدأ أحد الموظفين بإستكمال العرض التقديمي الخاص بتلك المناقصة الجديدة الخاصة بشركة الجندي للصلب
تراجع أوس بظهره للخلف على مقعده الجلدي الضخم ذي اللون البيج ثم حل زرار سترته السوداء الداكنة ليجلس بأريحية أكبر وظل يحدج الموظف بنظراته الثاقبة وهو يضرب بقلمه الحبر الأسود على سطح الطاولة المستديرة بضربات ثابتة ومتزامنة والتي بثت نوعا من الړعب في داخله فابتلع ريقه لأكثر من مرة وظل يتحدث بنبرة شبه متلعثمة محاولا إقناع مندوبي شركة للتوقيع على اتفاقية الشراكة في الصفقة القادمة
وفجأة نهض أوس عن مقعده ودفعه بقدمه للخلف قليلا ثم سار في اتجاه شاشة العرض ووقف إلى جوار الموظف ليحدجه بنظرات مخيفة قبل أن يستدير ليواجه مندوبي الشركة و
أوس بغطرسة واضحة شرف ليكم انكم تكونوا جزء من منظومة الجندي دي شروطنا وده نظامنا معاكم يوم للتفكير والرد في عرض الشركة وزي الوقتي لو ملاقتش رد هاعتبر الاتفاق ملغي
أوس بصرامة ونظرات حادة تقدروا تمشوا وقتكم انتهى
نظر المندوبين إلى بعضهم البعض بنظرات حائرة ثم نهضوا عن مقاعدهم وقاموا بجمع بعض الملفات الموضوعة أمامهم وكذلك متعلقاتهم الشخصية ثم ساروا في اتجاه باب الغرفة وهما يتهامسون فيما بينهم
أوس بلهجة قوية وهو يصر على أسنانه معنديش موظف يتهته في الكلام خد حسابك وبرا الشركة
جحظت عيني الموظف في عدم تصديق فصړخ فيه أوس مجددا فانتفض هو فزعا وقام بلملمة أشيائه ودلف إلى الخارج راكضا شاحب الوجه وكأنه رأى شبحا للتو
عاد أوس للجلوس مجددا على رأس الطاولة في حين دلف إليه رفيقه عدي ورمقه بنظرات حائرة و
أوس مقاطعا ببرود مستفز مكان المعتوه ده مش عندي
عدي وهو يلوي فمه في ضجر نعم !! معتوه !! ده افضل مدير جه من آآ
أوس مقاطعا بصلابة وقوة أنا قولت معنديش مكان للمتخلفين اللي زيه وأنا خلاص خدت قراري فالموضوع منتهي
زفر عدي في ضيق ووضع أحد يديه في جيب بنطاله ثم رفع يده الأخرى على رأسه ليمررها في خصلات شعره و
أوس مقاطعا بغرور جلي ونظرات متحدية هايتصلوا كمان ساعة يطلبوا يمضوا العقد
عدي وهو يلوي فمه في استخفاف لا والله طب وايه اللي مخليك متأكد كده
أوس بغطرسة واضحة عشان أنا أوس مهاب الجندي مش مجرد صاحب شركة صلب والسلام !
عدي بعدم اقتناع ماظنش
أوس بثقة عالية شوية وهتشوف
ثم نهض عن مقعده وسار في اتجاهه ووضع يده على كتف عدي و
أوس بنبرة أقرب لفحيح الأفعى المهم مافيش جديد نعمله الليلة
استدار عدي برأسه في اتجاهه ثم حدق مباشرة في عينيه قبل أن يردف ب
عدي مبتسما في غرور وهو يغمز بعينه عيب عليك ودي تفوتني برضوه !
أوس وهو يمط شفتيه في ترقب مممم
حاجة جديدة ولا
عدي بنبرة متحمسة كله جديد في جديد اصبر وهاتشوف
أوس بنظرات شيطانية ونبرة جادة هيبان بالليل !
عدي عبد الرحمن الشامي هو الرفيق المقرب لأوس منذ المرحلة الثانوية فوالديهما كانا أصدقاء وهما أصبحا رفيقين بحكم الصلة ومن وقتها صارت صداقتهما قوية
تزوج عدي من قبل مرة واحدة ولكنه انفصل عن زوجته بسبب مشكلة عجزه ال فهي قد ذاقت معه ألوان العڈاب المختلفة وحاولت جاهدة أن تتأقلم مع وضعه المړضي وتدفعه للعلاج الطبي ولكنه رفض وأصر على أنه بخير بينما كافحت لإقناعه بتلقي العلاج فكانت ردة فعله أنه ينفث عن شحنة غضبه وعجزه عليها حتى وصلت المشاكل بينهما إلى أقسام الشرطة وهي لم تكف عن فضحه أمام الغرباء قبل القرباء إلى أن انتهى الأمر بينهما بالانفصال النهائي في المحكمة
ومن وقتها تغير عدي واصبح هكذا
في منزل تقى عوض الله
طرقت السيدة فردوس بكف يدها على الباب بعد أن قرعت الجرس لعدة مرات لكي تفتح لها ابنتها وبعد دقيقة فتحت لها تقى ثم رمقت والدتها بنظرات متفحصة قبل أن تمد كلتا يديها وتنحني بجسدها الهزيل للأمام لتحمل عنها الحقائب البلاستيكية و
تقى بنبرة عادية اتأخرتي ياماما أنا قولت هاتيجي بدري عن كده شوية
فردوس بنبرة متعبة مش عقبال ماروحت السوق وجبت الأكل ده وبعدين بطلي ترغي ووسعي شوية لأحسن رجلي مش شيلاني
تقى بخفوت حاضر يا ماما
دلفت فردوس إلى داخل منزلها وألقت بجسدها المرهق والمثقل بالأعباء على أقرب أريكة ثم أزاحت حذائها البالي عن قدمها وظلت تفرك أصابع قدميها پتألم ثم أسندت ظهرها للخلف وأغمضت عينيها في تعب و
فردوس وهي تزفر في انزعاج توب عليا يا رب من الشقى ده
وضعت تقى الحقائب البلاستيكية في مطبخ المنزل القديم ثم أفرغت محتوياتها على الطاولة وظلت تتفحص الخضار الغير طازج وهي تلوي شفتيها المكتنزتين في تأفف و
تقى لنفسها بنبرة أقرب للهمس ده بدل ما البياع يرميهم قال أما أبيعهم لأمي ولو قولتلها انهم بايظين يمكن تزعق مافيش داعي أفتح بؤي أنا أغسلهم كويس وخلاص !
ثم بدأت تقى في تجهيز الأوعية الفارغة من أجل البدء في تحضير الطعام
في مشفى الجندي الخاص
توقف الطبيب مهاب أمام فراش ذلك المړيض الهام الذي أجرى له العملية صبيحة اليوم وظل يقرأ التقارير النهائية عن تطورات حالته الصحية ثم استدار برأسه ليتحدث مع الممرضة و
مهاب بلهجة رسمية ونظرات حادة الدوا يتاخد في ميعاده ويتعملي تقرير كل 4 ساعات عن نشاط أجهزته الحيوية
الممرضة وهي توميء برأسها حاضر
مهاب بنبرة جادة الزيارة ممنوعة تماما لحد ما أدي الأوكيه بنفسي
الممرضة بخفوت تمام يا دكتور مهاب
ثم علق التقرير بعد أن وقع عليه على طرف الفراش وانصرف من الغرفة وقام بوضع يده في جيب سترته الطبية البيضاء ليخرج هاتفه المحمول الذي كان يهتز بداخله ومن ثم أجاب عليه و
مهاب هاتفيا بجدية ألوو أيوه يا ناريمان
ناريمان هاتفيا بنبرة شبه منزعجة أيوه يا مهاب كل ده عشان ترد بجد أنا زهقت
مهاب بضيق ناريمان أنا مش فاضي للكلام ده عندي عمليات وآآ
ناريمان بتذمر خلاص خلاص مش لازم الأسطوانة دي عاوزاك تشوف حجز القاعة عشان البارتي بتاع ليان
مهاب بإقتضاب مش لسه بدري عليها
ناريمان بنبرة شبه ضجرة بدري ايه ده فاضل أقل من أسبوع وأنا في دماغي مليون حاجة عاوزة أعملها قبل الحفلة
مهاب بنفاذ صبر طيب ربنا يسهل
ناريمان بإصرار مهاب أنا مش بطلب منك حاجة صعبة عاوزة قاعة 7 ستارز وطقم خدم مميز وآآ
مهاب
مقاطعا بحدة أنا مش هافتكر كل اللي بتقوليه ده هاتي اللي انتي عاوزاه وانا هحاسب ماشي ويالا اقفلي عشان ورايا شغل
ناريمان وهي تزفر في ضيق اووف مش بعرف أتفاهم معاك
مهاب بإيجاز باي
ثم أنهى المكالمة وأطلق سبة على الزواج وتبعاته ثم سار في اتجاه المصعد ليتوجه بعدها إلى مكتبه الفخم
في منزل تقى عوض الله
بدلت فردوس ملابس عملها بملابس المنزل المريحة ثم توجهت إلى غرفة ابنتها لتطمئن على أختها الكبرى تهاني فوجدتها راقدة على الفراش في عالم أخر خاص بها تهذيء كعادتها بكلمات غير مفهومة فلوت فمها في تأفف ثم تركتها وأغقت الباب خلفها وسارت في اتجاه المطبخ
كانت رابطة شعرها غير محكمة فعقدتها جيدا على رأسها ثم رأت تقى وهي تقطع الخضار وتطهو الأرز فوقفت إلى جوارها و
فردوس متسائلة بجدية قوليلي عملتي ايه
تقى بنبرة هادئة غسلت الرز بعد ما نقعته شوية والوقتي بقطع الخضار بعد ما شطفته من الۏساخة اللي كانت فيه
فردوس بإمتعاض طيب روحي شوفي الغسيل
تقى بنبرة محتجة ونظرات ضيقة يا ماما الغسالة البرميل بايظة وعاوزة تتصلح
فردوس وهي تزفر في سخط يادي النيلة هو أنا ناقصة مصاريف أعمل ايه بس أشق هدومي يا ناس
ربتت تقى على ظهر والدتها في حنو ثم انحنت برأسها لتقبل كتفها و
تقى بهدوء خلاص يا ماما أنا هاغسل الهدوم على ايدي في الطبق متزعليش نفسك
فردوس بتشنج امتى ربنا ياخدني عشان أرتاح من الغلب اللي أنا فيه
تقى بقلق ونظرات مرتبكة عشان خاطري أنا هاعمل كل حاجة اقعدي انتي ارتاحي
ثم قامت بدفع والدتها برفق إلى خارج المطبخ وجعلتها تجلس في الصالة على الأريكة القديمة ذات اللون الزيتي وقبلتها من رأسها ثم ركضت في اتجاه المطبخ وقامت بإعداد كوب عصير ليمون بارد لها ثم أعطتها إياه لترتشف منه القليل
توجهت بعدها إلى المرحاض وبدأت في تقسيم الملابس المتسخة إلى عدة أنواع حتى يسهل عليها غسلها
وما إن تنتهي من جزء حتى تقوم بعصره ثم تركه ليجفف قليلا قبل أن تتوجه به إلى الشرفة لكي تعلقه على الحبال
رأت فردوس ابنتها وهي لا تجاهد لإنجاز ماهو مطلوب فأشفقت عليها فهي لا تريدها أن تضيع وقتها فيما لا يفيد لذا دلفت إلى الشرفة و
فردوس بنبرة حانية هاتي يا بنتي الهدوم أنا هنشرها وخشي انتي ذاكري
تقى مبتسمة في رضا أنا قربت أخلص أهوو ارتاحي انتي يا ماما لحد ما أشوف الأكل اتطبخ ولا لأ
فرودس بإصرار أنا بقيت كويسة روحي شوفي مذاكرتك ولما هحتاج لمساعدة هناديلك
تقى معترضة بهدوء بس يا ماما أنا آآ
فردوس بحزم وهي ترفع أحد حاجبيها هي كلمة روحي ذاكري
تقى بخفوت حاضر يا ماما
ثم تركتها ودلفت إلى خارج الشرفة لتعود إلى غرفتها وتجلس مع خالتها المړيضة في حين استمرت فردوس في تعليق باقي الثياب المبتلة ثم سمعت هي صوتا أنثويا تألفه يأتي من الأعلى ينادي عليها فرفعت بصرها عاليا لتجد جارتها محدقة بها ومستندة بجزء من جسدها على ساعدها و
فردوس بنبرة مهتمة ازيك يا أم بطة عاملة ايه ياختي
أم بطة بنبرة عالية ونظرات متفحصة أنا زي الفل يا دوسة ازي البت تقى عاملة ايه
فردوس بابتسامة زائفة كويسة
أم بطة بنبرة متحمسة اوعي تنسي فرح البت بطة بنتي على أخر الأسبوع احنا عاملين حاجة على الضيق كده
متابعة القراءة