رواية تقي الفصول من 21-25
المحتويات
لفصل الحادي والعشرون
حاولت تقى أن تركض في اتجاه والدتها ولكن لم تسعفها قدمها المصاپة فصدحت عاليا و
تقى بنبرة مرتفعة يا ماما يا ماما !!!
انتبهت لها فردوس ونظرت حيث مصدر الصوت فرأت ابنتها و
فردوس وهي تضيق عينيها في استغراب تقى!
إرتمت تقى في أحضان والدتها ولفت ذراعيها حولها وأسندت رأسها على كتفها و
لم تستوعب فردوس في البداية ما الذي أصاب ابنتها وماذا حدث لساقها وكيف صارت هكذا ولكنها حقا كانت تشتاق إليها هي الأخرى لذا ضمتها إلى صدرها وربتت على ظهرها في حنو شديد و
تنهدت تقى في ارتياح واضح ثم أغمضت عينيها المنهكتين وتسللت عبرات رغما عنها من مقلتيها و
تقى بخفوت ربنا ما يحرمني منك أبدا يا أمي
أحمد بصوت هاديء من خلفهما حمدلله على سلامة الحاجة يا آنسة تقى !
فتحت تقى عينيها في صدمة ثم أبعدت رأسها عن كتف والدتها واستدارت برأسها نصف استدارة ناحيته لتجده على مقربة من كلتاهما وعلى وجهه تلك الابتسامة السخيفة و
حدجته فردوس هي اﻷخرى بنظرات غريبة ثم مطت شفتيها قليلا للأمام ومن ثم نظىت لابنتها بنظرات قوية و
فردوس بنبرة جامدة مين ده يا بت !
تقى بتلعثم ده آآ ده
أحمد بحماس أنا السيكورتي بتاع الباشا اللي شغالة عنده اﻵنسة
رفعت فردوس أحد حاجبيها في ذهول واكتسى وجهها بعلامات التساؤل والحيرة و
مد الحارس أحمد يده ناحية فردوس ليصافحها ولكنها نظرت إلى يده الممدودة إليه شزرا ولم تبادله التحية فشعر هو بالحرج منها وسحب يده سريعا للخلف و
أحمد وهو بتنحنح بخشونة احم طيب الحمدلله إن حضرتك بخير أنا كده اقدر أطمن على تقى آآ قصدي الآنسة تقى فهستأذنكم بقى أشوف اللي ورايا
أحمد بصوت هاديء عن اذنكم سلامو عليكم
ثم تنحنح مجددا وهو يسير في الاتجاه المعاكس وإرتسم على وجهه ابتسامة عذبة مليئة بالتفاؤل
بينما قطبت فردوس جبينها وظلت متجهمة الوجه لوت تقى شفتيها وأدركت أن والدتها لن تجعل الأمر يمر مرور الكرام فعبوس وجهها هو خير دليل على صحة ظنونها ولكن ما باليد حيلة فهي لم تخطيء ولم ترتكب من اﻷفعال ما يجعلها تشعر بالخجل ولكنها تعلم أن والدتها من النوع الذي لا يمرر أي شيء دون محاسبة لذلك بادرت هي و
فردوس مقاطعة بصرامة ششششش مش عاوزة أسمع حاجة الوقتي لينا بيت نتكلم فيه يا يا بنت بطني !!
هنا إزدادت حدة التوتر لدى تقى فهي لا تعلم ما الذي تفكر فيه والدتها والتي ظلت صامتة طوال طريق العودة إلى المنزل ورغم هذا لم يتوقف عقلها عن التفكير لثانية واحدة فهي تريد أن تعرف ما الذي فعلته ابنتها في غيابها وكيف استطاعت أن تجد وظيفة بتلك السرعة في ظل تلك الظروف الغير هينة وكيف يوصلها شخص غريب عنها إلى منزلها وما الذي أصاب قدمها وكيف أصبحت هيئتها شبه مزرية عشرات الأسئلة كانت تدور في رأسها
أما تقى فقد كانت تنظر إلى والدتها بين الحين واﻷخر بقلق محاولة سبر أغوار عقلها ومعرفة ما الذي تفكر فيه هي متيقنة أن رأسها مشحون بالكثير والكثير من اﻷسئلة عنها ومع ذلك ظلت تذكر نفسها أنها لم تخطيء و أنها فعلت الصواب من أجل أمها فقط
وصل الحارس أحمد إلى أول الطريق ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه وعاود الاتصال بالمدبرة عفاف و
أحمد هاتفيا بنبرة عادية غير مبالية أيوه يا استاذة عفاف
عفاف هاتفيا بحدة إنت فين يا أحمد ده أنا بقالي فترة باتصل بيك
أحمد بهدوء كنت بوصل تقى ما حضرتك عارفة !
عفاف بنبرة شبه آمرة طب تعالى بسرعة الباشا أوس بيسأل عنك
اكتسى وجهه سريعا بعلامات التوجس والقلق ورفع حاجبيه في إندهاش ورفع يده عاليا ووضعها على رأسه ليحكها في حيرة و
أحمد متسائلا بنبرة متوترة اييييه !! الباشا بيسأل عني !! طب ليه!
عفاف بصوت قلق معرفش بس حاول تيجي بسرعة ده قالب الدنيا عليك
إزدادت نسبة القلق لديه زفر في توتر ثم
أحمد بنبرة مضطربة ربنا يستر أنا في الطريق
عفاف بإيجاز طب يالا
أحمد بتلهف على طول اهووو
ثم أشار بيده ﻹحدى سيارات اﻷجرة ثم ركبها سريعا وطلب من السائق إيصاله إلى وجهته المنشودة
في منزل تقى عوض الله
فتحت فردوس قفل المنزل وأمسكته في يدها ثم ولجت إلى الداخل ولحقت بها تقى بخطوات متهاودة ثم
تقى بنبرة حذرة آآ ماما !
لم تلتفت إليها فردوس بل ظلت مولبة إياها ظهرها وهي مكفهرة الملامح و
فردوس بضيق عاوزة ايه
تقى بصوت خاڤت ومتلعثم احم آآ أنا كنت عاوزة أقولك إني آآ
استدارت فردوس بجسدها في اتجاه ابنتها وحدجتها بنظرات قوية بعد أن ضيقت عينيها و
فردوس بصوت حاد قولي اللي عاوزاه
إرتبكت تقى أكثر وبدأت تتصبب عرقا باردا لم تعرف من أين تبدأ حديثها في حين عقدت والدتها ساعديها أمام صدرها و
فردوس بصوت قوي ما تنطقي يا بت ! ولا بتدوري على كدبة جديدة
تقى بتلهف أبدا والله يا ماما
فردوس بنبرة غليظة اومال ساكتة ليه اتنيلي قوليلي كنتي فين وشكلك متبهدل كده ليه
ثم أشارت بيدها لقدم ابنتها المصاپ و
فردوس متابعة بإنفعال ورجلك دي اتعورت من ايه وآآ
تقى مقاطعة بخفوت يا ماما أنا روحت اشتغل عشان خاطرك والله عشان اعرف اطلعك من الحبس
وعلى ما يبدو فوالدتها لم تقتنع بما تقول ولم تكف عن رمقها بالنظرات المنزعجة و
فردوس بجدية وهي ترفع أحد حاجبيها مقولتيش برضوه رجلك حصلها كده من ايه
تقى بنبرة شبه خائڤة اصل انا دوست على ازاز ورجلي اټجرحت
فردوس متسائلة بجمود ودوستي عليه كده من الباب للطاء
تقى بتلعثم آآ لا ما ماهو انا وقعت الحاجة من ايدي وأنا شغالة في المطبخ
فردوس بجدية مطبخ !! انتي كنتي بتشتغلي ايه !
تقى بخفوت وهي مطرقة الرأس خدامة
فردوس پصدمة اييييييه !!!!
اكتسى وجه فردوس بحمرة الڠضب وإزداد إنعقاد ما بين حاجبيها و
فردوس بإنفعال جلي ما تنطقي يا بت انتي هو أنا هاخد الكلام بالعافية منك
تقى بنبرة مرتعدة والله مش زي ما انتي فاهمة ده أنا كنت بساعد ست كبيرة في شغل المطبخ وآآ
فردوس مقاطعة بصرامة معدتش في شغل خلاص انا جيت وبصحتي ومن بكرة هارجع المصنع تاني
تقى بنبرة آسفة مش هاينفع يا ماما
فردوس بتهكم ليه إن شاء الله كنت ناقصة إيد ولا رجل
تقى بنبرة حزينة مش كده خالص بس خالتي زينات وسعدية جوم من يومين هنا وبلغوني إن رئيس
متابعة القراءة