رواية مظلومة من 5-10

موقع أيام نيوز

فما ذنبها 
اخذ يتنهد وهو يحاول اخفاء الضيق الذى بدا عليه وعلى علامات وجهه
اتجه سيف ناحية الخزانة واخرج مبلغا من المال واعطاه لعم حسين واخبره ان كل شهر سيصله مبلغ مثل هذا 
وانه لن يتركه سيواصل ما بدأته نيرمين معه من مساعدة
اخذ الرجل المبلغ وهو يدعى له من كل قلبه وادمعت عيناه فرحا 
طبطب عليه سيف وهو يطمئنه وهو يقول انت تستاهل كل خير ياعم حسين ولو عرفت اى حاجة عن نيرمين من اى حد ياريت تبلغنا
عم حسين لو جه فى ايدى اى حاجة مش هتأخر عليكوا ولا عليها انتوا تستاهلو كل خير وهى كمان
انتهى اللقاء بمغادرة خالد وصديقه الطبيب وعم حسين وقد حددوا موعدا ياتى فيه دكتور اسامة ليجلس مع نيرمين
جلسة للعلاج
وبعد ان اوصلهم صعد الى غرفته واخذ حماما سريعا وارتدى ملابسه واخذ مفاتيح سيارته ليذهب الى الشركة 
حتى يقابل فايز بيه كما وعده
وصل الى الشركة فى الميعاد المحدد
جلس فى مكتبه واتصل بعمر لياتى له على الفور
دخل عمر الى المكتب الواسع
عمر الشركة نورت كل حتة فيها بتقولك وحشتنى
سيف وهو يتجاهل كلام عمر فايز بيه ما اتصلش 
عمر مش انت هتقابله النهاردة ده معادك معاه بعد ...........ثم نظر فى ساعته اه بعد ربع ساعة
اسند سيف ظهره للخلف وهو يتنهد وحاول ان يسترخى
عمر مالك يا سيف فيه حاجة مضايقاك
سيف لا مافيش
عمر شكلك متغير انت مرهق ولا ايه
سيف شوية
عمر انت منمتش كويس امبارح 
سيف لا نمت بس ده ارهاق ذهنى مش اكتر
عمر وهو يبتسم من كتر التفكير مش كده
سيف قصدك ايه
عمر مش قصدى حاجة قصدى التفكير فى الشغل يعنى
على العموم انا هخلى الساعى يعملك قهوة علشان تفوق شوية
سيف بلاش انا شربت قهوة كتير النهاردة مش هينفع اشرب تانى
عمر محدثا نفسه ليك حق تشرب قهوة كتير مانت كنت سهران طول الليل ياعينى
سيف مالك بتبصلى كده ليه 
عمر ابدا انت بس صعبان عليا
سيف طب لو سمحت اتصل بفايز بيه شوفه كده جاى فى الطريق ولا ايه
عمر حاضر
فى القصر نيرمين تجلس فى الحديقة وهى تتمشى وسط الخضرة والاشجار وهى تفكر ثم اشتاقت الذهاب الى تلك البحيرة الرائعة
كان الوقت مناسبا للذهاب الى تلك البحيرة فقد كانت الساعة الثالثة والنصف عصرا
كان الجو لطيف جدا ليس باردا بل كان ممتعا للغاية
استأذنت من دادة فاطمة حتى لا تقلق عليها ثم مشت ناحية ذلك المكان الذى يشبه المحمية الطبيعية
وجلست عى الصخرة التى كانت تجلس عليها من قبل
وسرحت بخيالها وسط ذلك المكان الذى ينسى الهموم بجماله الساحر الجذاب
انطبعت صورة سيف بملامحه الرقيقة على سطح المياه وهى تنظر اليها مبتسمة كأن صورته تؤنسها فى وحدتها 
وكانت تشعر كانه يكلمها ويبادلها نفس النظرات
ثم قامت من مكانها وهى تمشى على حافة تلك المياه وهى تنظر فيها رات فأرا صغيرا يمر بين رجليها فصړخت 
وهى خائڤة بشدة وكادت ان تسقط فى المياه
فابتعدت عن حواف البحيرة وعادت لتجلس على الصخرة وهى تلتقط انفاسها 
وضعت يديها على عينيها لتهدئ من روعها فاذا به ترى لقطات من ماضيها
انها تقود سيارة ودموعها منهمرة بشدة كانت تسير بسرعة شديدة 
امسكت نيرمين برأسها من الم راسها وهى تهرب من تلك اللقطات التى تخللت ذاكرتها ولا تريد ان تصدقها
ثم رات شيئا أخر انها تهرب من عدة اشخاص يركضوا ورائها تلك اللقطات التى راتها من قبل كان منظر هؤلاء الشباب وهو يتطوحون من السكر يراود فكرها بين الللحظة واللحظة وهى لا تستطيع ان تهرب منها
صړخت نيرمين لنفسها كفاية كفاية
فانقطع عقلها عن التفكير فيما مضى من احداث
نظرت امامها وعيونها تبرق من اثر حبس الدموع وهى تقول لا انا بيتهيألى ده محصلش
قامت نيرمين من مكانها لتعود الى القصر وهى تكاد لا ترى امامها مما راته من لقطات اوحت اليها بما تحاول الهروب منه
انها تخشى ان يكون ماتهرب منه هو ماحدث بالفعل ماذا ستفعل ان كان هذا هو الذى تعرضت له
تحملت نيرمين من الالم ماهو فوق طاقتها منذ ان دخل براسها انها تعرضت لحاډث اعتداء من قبل اشخاص كانوا فى حالة سكر شديد 
مع انها لو تركت ذاكرتها تستجمع ما حدث بالتفصيل لعرفت ان ماحدث كان مجرد مطاردة ولم يحدث ماكانت تتهرب منه
الا ان خۏفها من تذكر بقية الاحداث اثر على استرجاع كل ماحدث
واوهمت نفسها بان ما تعرضت له هو نفس ما قاله لها خالد والذى قاله لها سيف فى اول مرة
عادت الى القصر واثر البسمة قد اختفى تماما من شفتيها وحبست نفسها فى غرفتها ولم تخاطب احدا
دخلت عليها دادة فاطمة بعد ان استأذنت لتطمئن عليها ولكن نيرمين طلبت منها ان تتركها لتنام لانها تحس بارهاق شديد
تركتها دادة فاطمة لتنام بعد ان مسحت على شعرها بحنان ثم اغلقت الباب خلفها
عاد سيف من الشركة بعد يوم طويل بعد مقابلة رجل الاعمال
واخذ حمامه المعتاد وارتدى ملابسه واستلقى على ظهره واضعا كفيه خلف راسه وهو يفكر
كيف يقنع نيرمين بما قاله خالد ان كان فعلا خالد محقا فى ما قاله
بل وصل تفكير سيف الى حالة انه يسأل نفسه هتعمل ايه يا سيف لو طلع كلام خالد صح
كان قلبه ېنزف الما كلما فكر فى ان كلام خالد قد يكون حدث بالفعل ولكنه يحبها حبا شديدا ولا يستطيع ان يتخيل ان يتخلى عنها حتى ولو لهذا السبب
لاول مرة يواجه سيف نفسه بشدة حبه لنيرمين عندما وضع امامه الاحتمال الذى قاله خالد ووجد نفسه يشعر تجاه نيرمين بشئ اكبر من ان يتخلى عنها بسبب شئ لا ذنب لها فيه
تغلب سيف على ذلك الشعور الذى يراوده بانه لن يتخلى عنها حتى ولو ثبت بالدليل القطعى انها تعرضت لاعتداء من قبل اشخاص لان حبه لها اكبر من ان يعاملها بذنب لم ترتكبه وليس لها دخل به
لم يستطع سيف ان يصبر دون ان يتكلم مع نيرمين ويحاول ان يعترف لها بحبه وان يقنعها بانه مهما حدث لن يغير ذلك من حبه لها
كان سيف متعجبا من جرأته فى الذهاب الى غرفتها الا انه لم يستطيع ان يمنع نفسه عن ذلك 
وقف امام غرفتها مترددا فى طرق الباب وهم ان يمد يده ليطرق الباب الا انه تراجع عندما سمع صوت شبه صوتها 
انها ربما تتحدث بصوت منخفض لكن ترى مع من تتحدث
دفع الفضول بسيف الى محاولة فتح الباب برفق فتحة صغيرة محاولا عدم اصدار صوت وكان يعلم انها محاولة وقحة منه
الا انه فعلها
نظر من خلف الباب دون ان يصدر صوتا
فرأى نيرمين جالسة على سجادة الصلاة وهى تصلى لقد كانت فى التشهد الاخير
انتهت نيرمين من صلاة القيام ثم رفعت يديها الى اعلى وهى مغمضة عينيها واخذت تدعو بصوت منخفض 
لم يسمع سيف بماذا كانت تدعو
وهنا اغلق سيف الباب برفق دون اصدار صوت قبل ان تراه نيرمين وظل واقفا وقلبه يخفق مما رآه لقد تأكد لديه بالفعل ان تلك الفتاة هى مختلفة تماما عن الاخرين
وزادت رغبته فى مقابلتها فطرق الباب برفق
نيرمين مين
سيف ممكن ادخل
عندما سمعت نيرمين صوت سيف هبت واقفة وهى تطبق سجادة الصلاة ثم وضعتها جانبا واتجهت ناحية الباب وفتحته
وقف سيف امامها وقال ازعجتك
نيرمين لا ابدا
سيف ممكن اتكلم معاكى شوية مش هعطلك
نيرمين هنا
سيف متقلقيش سيبى الباب مفتوح ولو ده هيضايقك ممكن نتكلم فى المكتب تحت بس انا مش عايز اتعبك
نيرمين ويظهر على التعجب اتفضل
دخل سيف تاركا الباب مفتوح وطلب من نيرمين الجلوس
قلقت نيرمين من قدوم سيف فى هذا الوقت المتأخر الى غرفتها وهذا على غير عادته فقالت فى قلق خير
سيف ممكن بس تقعدى علشان ابقى مرتاح
جلست نيرمين وهى تخفض بصرها للاسفل منتظرة ان تسمع ماسيقوله
اخذ سيف يستجمع كلماته ولم يكن يعرف من اين يبدأ ثم قرر ان يفاتحها اولا بالموضوع الذى طلبه منه خالد
سيف انا عايز اكلمك فى حاجة بس ارجوكى متخديهاش بحساسية
نيرمين وقد زاد قلقها خيرانا قلقت كده
سيف خالد قالى اننا محتاجين نفهم بالظبط طبيعة الحاډثة اللى حصلتلك علشان يقدر يعرف يحط خطة البحث
نيرمين لم تفهم ما يرمى اليه سيف فظلت تسمع وهى لا تفهم بعد
سيف وهو متردد يعنى ............. مش عارف اجيبهالك ازاى
نيرمين انا مش فاهمة حاجة
سيف من الاخر كده هو بيرجح انه حصلك حاډث اعتداء عليكى من حد وطلب يتاكد من الموضوع ده علشان نبقى عارفين احنا بندور على ايه
لمعت عيون نيرمين وهربت عيناها من عيون سيف ثم اخفضت بصرها للارض ولم تتكلم
سيف انا اسف والله ماقصدت انى اجرحك او اضايقك انا حاولت اقنعه ان ده مش مهم وان نسبة حدوث الاحتمال ده ضعيفة لكن هو اصر انى افاتحك على اساس يعنى انك تقبلى 
نيرمين وقد نزلت عبرة من عينيها رغما عنها اقبل ايه
تهرب سيف من الاجابة ونظر الى الارض ولم يرد
ففهمت نيرمين ما يلمح له سيف 
فوضعت اصابعها على شفتيها ويداها ترتعدان ولم ترد
لاحظ سيف ما يحدث لها فاقترب منها قائلا متحاوليش تضغطى على نفسك لو مش موافقة خلاص انا هقوله بلاش يفتح الموضوع ده تانى
توالت دموع نيرمين وهى تضع اصابعها على شفتيها وجسمها يرتعد 
سيف وبدا عليه القلق الشديد على حالها مالك يا نيرمين حاسة بايه
واقترب ليمسك بزراعيها لتهدئتها الا انها ابتعدت عنه لانها ترى انه من غير اللائق ان تتركه يلمسها لتدينها
والتزامها
نيرمين ياريتكوا مالمحتولى من الاول انا تعبانة اوى مش قادرة استحمل الافكار اللى بتجيلى ولا الكوابيس اللى بشوفها
انا مش عارفة اعمل ايه
سيف والحزن يملأ وجهه كوابيس ايه
ممكن تفضفيلى لو ده مش هيضايقك
نيرمين وهى تدير وجهها عنه مش هقدر احكى
سيف مش يمكن ترتاحى لما تقوليلى على اللى مضايقك
نيرمين وهى تنظر اليه كانها تريد ان تخبره لو قلتلك مش هتفاتحنى فى الموضوع ده تانى
سيف اوعدك
حكت نيرمين لسيف ما تذكرته من قيادتها للسيارة وكانت بحالة مزرية من البكاء وعن الذين كانوا يطاردونها وكل ما كان يطرأ على ذاكرتها
كان سيف يستمع لهذا الكلام و تعابير وجهه متأثرة بما يسمع
سيف اللى انتى حكيتيه ده مجرد
تم نسخ الرابط