رواية وداع
المحتويات
عليها زي ما ضحكت عليا وهكشفك على حقيقتك وهفضحك قصادها وهقولها إن أمجد المشير الفارس المغوار مش أكتر من محتال لعب بيها وخدعها زي ما لعبت بقلبي وبحياتي وكسرتني بدل المرة تلاتة مرة لما هربت مني وأنا فأشد احتياجي لوجوده معايا ومرة لما اتجوزت واحدة تانية وأنت معيشني في الوهم ومرة لما روحت اتفقت مع المهندس أيمن وطلبت منه يرفض تصميمي علشان أمجد المشير بجلالة قدره مينفعش واحدة زي منار البنت الفقيرة اللي أبوها شغال بدل الشغلانة اتنين علشان يوفر لهم لقمة العيش واللي له سنين مديون تنافسه وتبقى أحسن منه مش دا السبب اللي علشانه روحت استخدمت أقذر الأساليب وكنت عايز ټقتل طموحي وتسرق فرحتي فكل مرة أثبت نجاح فيها للأسف يا أمجد أنا اكتشفت متأخر جدا أنك إنسان أناني ومغرور ومش بتحب إلا نفسك وصدقني مراتك صاحبة الأملاك لو عرفت كل دا عنك ما أظنش أنها هتفضل باقية عليك وأكيد هترميك برا حياتها زي ما أنا هرميك
.. _ تمام يا منار أنا هعمل لك اللي أنت عايزاه عن إذنك.
هم أمجد بالانصراف ولكنه توقف حين ارتفع صوت شهدي الذي استمع إلى حديثهم بقوله
أنا لو لفيت الدنيا مستحيل هلاقي قلب زي قلبك للأسف بغبائي خسرتك ومعرفتش أحافظ عليك منار أنا عمري ما كذبت عليك لما قلت لك إني بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس جوايا أنا عارف إنك مش مصدقاني وفاكره أني بمثل عليك بس صدقيني الراجل اللي قاعد تحت رجلك هو أمجد حبيبك اللي مكنش يتخيل إن هيجي عليه اليوم وتضيعي منه.
.. _ أنا ضعفت وشيطاني عماني وخلاني مش شايف إلا نفسي وافتكرت إن طالما بتحبيني أبقى ضمنتك ومش هنكر أني فعلا حسيت بالغيرة منك بس فنفس الوقت كنت خاېف عليك خۏفت أحسن يكون في حد شبهي ويضايقك علشان كده اتصرفت وبدأت أضيع منك أي فرصة تجيلك.
.. _ أنا همشي زي ما أنت عايزة وهختفي بس مش خوف منك ومن تهديدك أنك تفضحيني لا أنا همشي لأني مش قادر أشوف نفسي صغير في عينك أكتر من كده.
غادر فأسرع والدها وضمھا بقوة لټنهار منار بين ذراعيه تنتحب حبها المسلوب وجرحها الغائر فمد شهدي يده ورفع وجهها نحوه وأردف
.. _ عارف أني مينفعش أتكلم وأنت بالحالة دي لكن حقك عليا يجبرني أقولك إن اللي اتبنى بينكم على الغلط كان لازم يتهد وأحمدي ربنا إن قصتك أنت وأمجد انتهت قبل ما خسارتكم تكون أكبر.
.. _ كل شيء فأوله صعب ومن رحمة ربنا أنه أنعم علينا بالنسيان وواحدة واحدة الأيام هتداوي چرحك وهتلاقي وجعك قل صحيح بس هيسيب أثر فأتمنى أن الأثر دا يخليك تاخدي بالك بعد كده علشان متقعيش بنفس الغلط وتعيدي نفس المأساة والمعاناة.
لم يستطع أمجد العودة إلى منزله وقاد سيارته حتى صفها بأبعد نقطة فوق قمة المقطم وأسند رأسه بانهزام فوق مقود سيارته يفكر بخسارته الفادحة لمنار والتي لن تعوض أي فتاة أخرى حتى ليان فهو شكلها طويلا على يده وزرع خصاله بداخلها وأطلعها على طباعه حتى بدت في نهاية الأمر بالصورة التي تمناها دائما والآن ضاعت من يده ولا فرصة أمامه ليستعيدها مجددا فمن المؤكد أن والدها سيحيطها بدرع حمايته ليمنعه عنها زفر أمجد ورفع رأسه وتطلع حوله وتذكر نظرتها حين علمت بحمل زوجته كم ود بتلك اللحظة أن ينفصل بها عن العالم ويضع كفيه على كتفيها ويهزها بقوة لتمردها على أمره واقتحامها مكتبه دون إذن ولكنه خشى أن تساله ليان وتصر على معرفة صفتها بحياته حينها كان سيخسر على الرغم من تأكده أن زواجه بليان لم يك إلا رغبة مؤقتة فاز بها وبالنفوذ الذي طالما رأى أنه حقه وناله بصفقته مع والدها وأن ما جمعه بها هو الواجب الزوجي وليس الحب إلا أنه لا يقدر على ضياعها منه أو خسارتها أبدا.
فجأة تبدلت مشاعره وغامت عينه وتفجر غضبه وحنقه عليها فضړب مقود سيارته بقوة وصړخ پغضب
.. _ هرجعك وهدفعك تمن رفضك ليا غالي يا منار علشان مش أمجد المشير اللي تتكلمي معاه ببجاحة وصوت عالي وتطلبي منه الطلاق وأنت المفروض تبوسي إيدك وش وضهر أنه اختارك وحبك ودخلك حياته والله ونسيت أصلك يا بنت شهدي ووقفتي قصادي تتهدديني لا وعايزة تحط راسك براسي وتتساوى معايا فالنجاح وماله يا منار مش اطلقتي وخرجتيني برا حياتك ڠصب عني يبقى استحملي مني أي حاجة بقى.
عاد أمجد إلى منزله غاضبا بعد شروق الشمس يطبق عليه سخطه من كل صوب وحين ولج غرفته رأى ليان تجلس فوق فراشه بعيون دامعة فزفر بضيق واتجه صوب خزانة ثيابه والتقط منها بنطالا وأسرع إلى المرحاض بوجه مكفهر وبعد قليل غادر وقد تبدلت ملامحه كليا فبدا وكأن هناك من تلب
المفروض آجي من بدري ونحتفل سوا بالبيبي اللي ربنا أكرمنا بيه بس ڠصب عني يا ليان أنا.
تعمد أمجد بتر حديثه والابتعاد عنها ونكس رأسه وولاها ظهره فتطلعت ليان نحوه پخوف وحين رأت اهتزاز جسده هرولت ووقفت أمامه وأحاطت وجهه بكفيها وسالته بقلق
.. _ مالك يا أمجد إيه اللي حصل ووصلك للحالة دي حبيبي أرجوك بلاش تخوفني عليك أنا أول مرة أشوفك زعلان للدرجة دي
مد أمجد يده وأدناها منه وضمھا بامتلاك قائلا
.. _ بعد ما مشيتي واحد صاحبي من منطقة سكني القديمة اتصل وبلغني إن في واحد زميلنا اتوفى بصراحة أنا كنت فاكره عامل مقلب فيا لكن لما اتأكدت من الخبر مكنتش مصدق فأخدت بعضي ومشيت ومردتش أتكلم معاك علشان مكسرش فرحتك بعد العزا قعدت شوية مع والده ووالدته وبسبب الحالة اللي شوفتهم عليها مقدرتش أرجع على البيت وفضلت الف فالشارع لحد ما حسيت إن نفسيتي هديت من الخنقة اللي كنت فيها أنا عارف إن ملكيش ذنب أكسر فرحتك بابننا بس صاحبي دا كان له معزة كبيرة عندي ولحد اللحظة مش متخيل أني خسرته.
ربتت ليان وجنته ومسحت بأصابعها فوق شعره وأردفت
.. _ ادعي له يا أمجد وأعمل له صدقة جارية باسمه دي أفضل حاجة تعملها لصاحبك علشان يعرف أنه
ساب وراه الصاحب الصالح.
التقط أمجد يدها وقبلها وأومأ لها قائلا
.. _ أنا مش عارف من غيرك يا ليان كان حصل إيه حقيقي أنت ونعم الزوجة الصالحة اللي ربنا أكرمني بيها المهم أنا عارف إن دمي تقيل شوية بس صدقيني هحاول أعوضك عن القلق والخۏف اللي اتسببت لك فيهم بس قصاد كده عايزك فأي زيارة للدكتورة تخديني معاك علشان أشوف ابني وأسمع دقات قلبه واطمن عليك من الدكتورة وإن شاء الله لما الدكتورة تأكد لي أن ما فيش أي ضرر عليك من السفر هاخدك ونسافر أي مكان أنسيك فيه أي حاجة عملتها بقصد أو دون قصد وزعلتك مني.
عانقته بسعادة وقبلت وجنته واستكانت لبعض الوقت بين ذراعيه ولكنها ابتعدت عنه فجأة ونظرت إليه وسالته بغيرة
.. _ إلا البنت اللي اسمها منار ورفضت تشتغل فالمؤسسة ملحظتش أن تصرفها كان غريب يعني واحدة جاية علشان مقابلة شغل المفروض أنها تكون ملتزمة أكتر من كده ولا أنت إيه رأيك
.. _ مش عارف بصراحة أساسا أنا بعد ما سالتها عن كام حاجة حسيت أنها مش مظبوطة حركتها مريبة ونظراتها مريحتنيش ففكرت أني لو رفضت أنها تشتغل ممكن تستغل الرفض وتطلع تتكلم عن المؤسسة علشان كده قدمت لها عرض تافهة رفضته وبصراحة أنا استغربت أنها كانت لسه موجودة فالمكتب ولولا أنها مشيت كنت هتطردها.
.. _ عموما بعد كده لما تيجي واحدة تقدم على شغل أرفض أو خلي أي حد تاني يعمل الانترفيو مكانك علشان أنا بغير عليك ومش حابة أنك تتعامل مع أي واحدة.
قبض على إصبعها وقبله قائلا
.. _ وأنا تحت أمرك يا حبيبتي ولو تحبي أنا ممكن امشي أي موظفة فالمؤسسة وأجيب مكانهم رجاله علشان مراتي حبيبتي تبقى مطمنة.
.. _ لا يا حبيبي أنا بهزر معاك أنا صحيح بغير عليك لكن ثقتي فيك ملهاش حدود.
...
لم تدر منار إن كانت ستتجاوز محنتها أم لا ولكن ما تدركه أنها تشعر بالالم يزداد يوما بعد يوم وكيف لا وهي تراه الآن بكثرة وكأنه يتعمد أن تتقاطع سبلهما معا تمنت لو يبتعد ويعطي قلبها الفرصة ليبرأ جرحه ولكن هيهات فالأمر بات وكأنه يطاردها من مكان لمكان تارة تراه بجامعتها وتارة بعملها حتى أيقنت أن وجوده بات لعڼة تلازمها ولا تترك لها الفرصة لتنساه.
عادت منار منهكة القوى تبحث عن ملاذ لها فولجت غرفتها واندست
بين ثنايا غطاء فراشها وأخفت به وجهها وأطلقت لدموعها العنان فاليوم رأته كما اعتادت ولكنه كان بصحبة زوجته يعاملها بحنان لم تره منه من قبل ويدللها ويلمسها
متابعة القراءة