رواية اميرة الجزء الاول
المحتويات
صمتت قليلا وهي تقول فجأة وكأنها تذكرت شيئا
ظافر يعرف
ردت بسمة عليها بأسى قائلة
لأ ميعرفش محدش يعرف غيري أنا وماما وبابا ومامتها
أخفضت إيمان رأسها قائلة بلهجة حزينة
ربنا يصبرك يا آسيا ربنا يصبرك ويعوضك كل خير يارب
همست كريمة بجدية
يا حبيبتي بلاش كلمة مشوهة دي بتتعب قلبي
تنهدت بحرارة ثم تابعت بحنان
همست بيأس
مسحتيل يا ماما أحنا مش معانا فلوس العملية العملية كبيرة وتكلفتها كبيرة أوي
قالت والدتها بإبتسامة صغيرة مضطربة وهي تمسك كف يدها
نهضت من مكانها لتتوجه نحو الخزانة وأخرجت منها صندوق وسط الحج عادت إليها وهي تقول بلهجة آمرة
الصندوق ده تخليه معاكي يا آسيا أوعي تفتحيه إلا في حالتين لو أنا مۏت أو لو قولتلك أفتحيه غير كده لأ
نظرت آسيا لها وهي تقول
حاضر يا ماما بس بلاش كلمة المۏت إللي إنتي قولتيها دلوقتي ربنا يديكي الصحة ويخليكي ليا لأني بجد لو جرالك حاجة حاسه إني مش هستحمل حاسه أني ممكن أموت فيها
ماما أنا مليش غيرك مفيش حد بيحبني غيرك على الأقل عمرك ما ظلمتيني وجرحتيني خليكي جنبي ومتسبنيش أنا مفيش حد بيحبني
هبطت كريمة دموعها وهي تقول بحنانها وبسمة صغيرة حزينة على وجهها
أنا جنبك أهو يا حتة من قلبي ماتخفيش أنا جنبك
مالك يا إيمان إنتي كويسة
هزت رأسها إيجابيا وهي تقول بإقتضاب
أنا كويسة مفيش حاجة
بس شكلك بيقول غير كده
كادت أن تتحدث لولا صوت حماتها التي تسائلت بقلق
في إيه يا جماعة
في نفس الوقت شعر بأهتزاز في جيبه فأخرج هاتفه ليجد أتصالا له فهتف كريم بضيق
هاروح أرد على الموبايل وجاي
وبالفعل تحرك إلى مكان بعيد دققت فوزية النظر في وجهها فرأت ملامحها واهنة تسائلت بصوت خفيض
إنتيي كويسة يا إيمان
الحمدلله
همست فوزية بشك
لأ شكلك تعبان
تنهدت إيمان وهي تهتف
أنا بس دايخة شوية
سألتها بجدية
طب إنتي فطرتي
أجابت بتعب
مليش نفس
صمتت فوزية قليلا لتسألها بقلق
معقولة تكوني حامل
شهقت إيمان وهي تهمس بذهول
حامل!!
حاولت أن تستوعب الكلمة وحينما بدأت تستوعب هزت رأسها نفيا وهي تقول بتأكيد
لأ انا مش حامل مش عشان دوخت شوية وحاسه بتعب أبقى حامل
هتفت فوزية بتساؤل وهي تقف أمامها
أومال إيه
قالت إيمان وهي تحاول أن تتماسك بعد أن زاد الدوار
دول شوية تعب بس أنا هطلع أوضتي عشان أرتاح
نهضت بإندفاع فأدى ذلك إلى زيادة حدة الدوار شعرت بأن الارض تميد بها وأن الظلام يغلف عينيها مالت بقوة نحو فوزية لتسقط في أحضانها شهقت الأخيرة بخفوت هاتفة پصدمة
إيمان!!!
في ذات الوقت كان أنهى كريم المكالمة وعاد ليرى ذلك المشهد وهي تقع في أحضان زوجة عمه أرتجف قلبه وأسرع نحوها ليسندها مع فوزية متسائلا بتوجس
إيه إللي حصل
ردت پخوف
معرفش يا بني كانت ناوية تطلع أوضتها عشان ترتاح بس أول ما قامت أغم عليها زي ما إنت شايف
أسندها كريم على الأريكة جثا على ركبته أمامها وأمسك بكفها يفركه بين راحتيه علها بذلك تفيق ولكن دون جدوى نظر پخوف قلق إلى زوجة عمه متمتم
دي إيديها متلجة أوي
سألته بقلق
طب هنعمل إيه
هتف لها بجدية
بلغي ظافر يا طنط عشان يبقى عارف ويجي يطلعها أوضتها وأنا هاروح أجيب شنطة الكشف عشان أشوف مالها وأطمنكم عليها
في الواقع كان يريد هو أن يطمئن عليها أرتجف قلبه وهو يتحرك بخطى سريعة وأخذ يدعو الله أن تكون بخير ركضت فوزية نحو الدرج وهي تنادي بصوت عالي
ظافر ظافر
خرج ظافر من غرفته وعلى وجهه القلق صړخت والدته پخوف
تعالى بسرعة إيمان أغم عليها
أتسعت عيناه پصدمة هبط إلى الأسفل سريعا وهو يتمتم مع نفسه
يارب أنا مش ناقص تأنيب ضمير أكتر من كده!!
وصل إليها ليجد ملامحها شاحبة أمسك بكف يدها وهو يهمس بقلق
إيمان إيمان سمعاني
قال كلمته الأخيرة وهو يضرب وجنتها بخفة علها تفيق ولكن فشل في ذلك مرر ذراعيه أسفل جسدها ليحملها متوجها نحو غرفتهما وبداخله أشتد عڈابه وزاد تأنيب ضميره
بعد فترة خرج كريم من الغرفة القابعة فيها إيمان أقترب منه ظافر متسائلا بإهتمام
ها يا كريم مالها
رد بجدية
جالها هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب قلة الأكل والإرهاق هي دلوقتي نايمة لازم أول ما تصحى تتغذا كويس
كانت آسيا تقف بجانب ظافر وهي تسمع عن حالة إيمان أغمضت عينيها محاولة أن لا تبكي مرة أخرى وركضت نحو غرفتها
بعد قليل دخل ظافر الغرفة ليجدها جالسة على الفراش وقد بدا عليها الشرود أقترب منها وهو يهمس بإسمها بخفوت وما إن سمعت صوته حتى نهضت من مكانها لتغادر من الغرفة بأكملها ولكن سرعان ما أمسك بمعصمها ليجبرها على الوقوف أمامه سألها بصوت حاد
هتفضلي كده لحد إمتى يا آسيا هتفضلي لغاية إمتى تعامليني كده
ردت عليه بإنفعال
لغاية ما أموت
هتف بصوت عميق وعينيه توضح مدى ألمه
يا آسيا إنتي ليه مش قادرة تنسي أنسي أرجوكي أنا من يوم ما ظلمتك وأنا مش مرتاح
صړخت فيه پقهر
إنت لغاية دلوقتي ظالم كفاية إن إيمان تعبانة بسببك وبسببي وعايزني أنسى!! أنسى إزاي يا ظافر أنسى إزاي إن البني آدم الوحيد أتهمني بأني خاېنة أنسى إزاي إنك أول ما شوفتني مدتنيش فرصة أدافع عن نفسي ولا أتكلم وضربتني بالقلم أبويا وهو عايش الله يرحمه عمره ما مد إيده عليا إنما إنت عملت ومدتنيش فرصة أدافع عن نفسي!!
صړخت أكثر وهي تضربه في صدره
أنا بكرهك يا ظافر طلقني
نظر لها بذهول لتتابع پبكاء يفطر القلوب
طلقني مش عايزة إيمان تفضل متعذبة بسببي طلقني بقا ولا أقولك أنا همشي من البيت ده
وكادت أن تتحرك ولكن عاد يمسك معصمها وهو يصيح فيها پغضب
بطلي حركاتك دي مش هتخرجي يا آسيا
صاحت فيه پغضب جامح
هتحبسني ولا إيه!!
صړخ فيها وقد برزت عروق نحره
ايوة هتتحبسي
قالت وقد أحتدت عينيها
بأي حق
هزها بقوة وهو ېصرخ فيها پغضب
بإنك لو خرجتي من هنا ممكن ټموتي إنتي ناسية إنك متعرضة للقتل!!! ناسية أن في ناس مستنية اللحظة اللي تخلص عليكي فيه!!!!!!
في حاجات هنا لسه مش واضحة بس هتبقى واضحة مع الوقت يا شباب
وبالنسبة أن آسيا مشوهة فين فهي في الجسم إنما في وشها تمام وهي محجبة
رأيكم يهمني وتوقاعتكم إيه
المشهد السابع
ظلت آسيا صامتة قليلا تنظر إليه بعينين حزينتين مليئة باللوم قبل أن تضم ذراعيها أخذ ظافر نفسا عميقا قويا وهو يطرق برأسه كي يتهرب من عينيها المراقبتين له ثم قال بصوت عميق
آسيا أنا خاېف عليك إنتي لسه في خطړ وأنا معنديش أستعداد إنك ټتأذي أكتر ما إنتي أتأذيتي
رفع ظافر عينيه إلى عينيها ثم قوى نفسه وهو يتشجع ليتابع
ممكن يا آسيا نقعد نتكلم شوية
عقدت حاجبيها وهي تهمس بقسۏة حزينة
ليه نتكلم في إيه
رد عليها بلهجة هادئة
عشان لازم أوضحلك كل حاجة عشان دي هتبقى آخر مرة نتكلم في الموضوع ده لأنه بيتعب الواحد
سخرت منه قائلة
أومال عايز تتكلم فيه ليه طالما تاعبك أوي كده
إبتسم بحزن
لأن ضميري والعڈاب إللي جوايا بيزيدوا كل شوية كل ما بشوفك بفتكر إني خسرتك وأن أنا السبب ده فحد ذاته عڈاب
تابع برجاء
ممكن نقعد بقا
تنهدت آسيا قبل أن تتحرك نحو الأريكة لتجلس بهدوء منتظرة بفارغ الصبر ما سيقوله جلس على أريكة أخرى وهو يبدأ بالحديث قائلا
آسيا أنا عارف إنني غلط غلطة كبيرة وإنك صعب تسامحيني بس صدقيني ده ڠصب عني
تابع وهو يهمس پألم
آسيا إنتي متأكدة إني حبيتك بس يوم ما كنت قاعد في شغلي ووصلي ظرف فيه صور ليكي مع ال ده أتجننت عيزاني أعمل إيه وأنا شايف صور إنتي موجودة فيها في وضع
أغمض عينيه پعنف وهو يهز رأسه بنفي قائلا بۏجع
مستحملتش أتجننت ومحستش بنفسي لما ضربتك بالقلم مكنتش سامع غير نفسي ودي غلطة عمري أني أتسرعت أنساكي وأبدأ من جديد قولت خلاص ضاع حبي وأتخدعت منه ف مش لازم أحب تاني وإني هتجوز عشان الأستقرار وقررت إني أتجوز وبالمرة أشوف عذابك وإنتي شايفة إنك خسرتيني أفتكرت إني هنساكي بس بعد جوازي ب 3 شهور لقيته جه شغلي وطلب يقابلني كان جاي يتريق عليا وشمتان فيا قالي بكل وقاحة أنه عمل كده بالقصد عشان نبعد عن بعض ويتجوزك وأنه خلاص على وشك ده ودي كانت صدمة عمري فكرت إني أجيلك وأقولك إني عرفت الحقيقة وإني بعتذرلك على كل غلطة أرتكبتها في حقك بس أفتكرت إني متجوز رجعت ولا كأن حاجة حصلت وحاولت أنساكي تاني بس عقدة الذنب بقت عايشة معايا
فرد كتفيه وهو يتنهد وقد لمعت عيناه بالدموع بعد أن أعتراه الشعور بالذنب
أنا آسف يا آسيا آسف بجد على الۏجع إللي سببتهولك آسف
قالها وهو ينهض من مكانه سريعا ليخرج من الغرفة بعد أن شعر بالأختناق بينما هي ظلت جالسة جامدة الملامح لا تعلم ماذا تفعل!!
هبطت إيمان من على الفراش بعد أن أستعادت وعيها سارت نحو المرآة بخطوات متثاقلة حتى وقفت أمام المرآة لترى أنعكاس صورتها عليه تنهدت بحرارة وهي تهمس لنفسها
إيه إللي أنا عملته في نفسي ده
صمتت قليلا وهي تتابع مع نفسها
أنا كان حلمي إني أتجوز شخص بيحبني وبيحترمني لكن أنا اتجوزت إللي أحترمني بس لكن حب مفيش!!
رفعت حاجبها الأيسر وهي تقول
بس أنا غلط لما وافقت أتجوزه وأنا عارفة إنه بيعاني من مرارة حبه الأول بس أعمل إيه!! كنت فاكرة أن الأيام هتنسيه وأن الحب هيجي بعد الجواز بس طلعت غلطانة ياترى هو لسه بيحبها وعاوز يكمل معاها ولا خلاص الحكاية ما بينهم خلصت والجوازة فعلا هتبقى مؤقتة!!
في ذات اللحظة دخل ظافر الغرفة بخطى هادئة وهو يبحث عنها بعينيه حتى وجدها أمامه تنظر له بملامح عادية أقترب منها متسائلا بإهتمام
عامله إيه دلوقتي كويسة
ردت عليه وهي تومئ برأسها
الحمدلله كانوا شوية تعب بس بقيت أحسن بكتير دلوقتي
أطرق رأسه بتأنيب ضمير وهو يسألها
إنتي تعبتي بسببي
في البداية لم تفهم مقصده ولكن سرعان ما أستوعبت فهتفت بجدية
لأ يا ظافر ده مجرد تعب عشان مفطرتش كويس ومنمتش كويس
دنا منها وهو يسألها بإرتباك
طب في حاجة محتاجها أو حاسه بأي تعب
تقوس فمها بإبتسامة شاحبة وهي تقول
ماتقلقش أنا كويسة
أشار بيده وهو يتمتم
لو حسيتي بأي تعب قوليلي ولو أنا مش موجود في البيت أو في
متابعة القراءة