رواية ليلي كاملة
المحتويات
ليه دا كله ربنا يستر
رفع الهاتف لمهاتفته ولكن قطع رنين هاتفه برقم راكان
ياااه دا أنا مهم يخليكم هتموتوا وتكلموني
اسمعني كويس وإياك تغلط هتوقف على الباب الخارجي للقصر ليلى هتيجي لعندك تجبها وتيجي عندي خلال عشر دقايق سمعتني أرجع على القصر مهما كان مكانك وتتصرف حالا
اټجننت ياراكان عايز مرات أخوك ليه انت ناوي ټخطفها ولا ايه شكلك اټجننت
صدمة أصابت جسد يونس فتصنم جسده متسائلا
مستشفى ليه مين عيان ابوها ھيموت ولا إيه
أغلق راكان واتجه يهاتف ليلى..بغرفة ليلى أكملت
ارتداء ثيابها متجهة لحقيبة صغيرة توضع بها ثيابها البسيطة قاطعها رنين هاتفها
ضيقت عيناها متسائلة
ودا عايز ايه هو مفكر هرد عليه دا بيحلم
زفرت بملل من صوت الهاتف فاستمعت إليه مرة أخرى بعدما انقطع الرنين
نعم..افندم لسة ناوين تعملوا فيا إيه
سحب نفسا وزفره حتى أفرغ شحنات ندمه وبأسه وتذكر كلماته التي اخترقت قلبه تعنفه على أهانتها وإيذائها ..حمحم ليجلي صوته
على رغم انشطار قلبها من كلماته الحزينة إلا أنها اردفت بقسۏة
لا إلعب غيرها انت واخوك أنا مستنية ورقة طلاقي سمعتني ياحضرة المستشار غير كدا ياريت تنسى في يوم إنك قابلتني..كانت أنفاسه المرتفعة تخترق اذنها حتى قاومتها بشدةوأكملت ماهشم قلبه
صړخ بوجهها عندما فاض به الحال
عشر دقايق وتكوني هنا مع يونس وبلاش شغل الستات دا وشغل الكرامات دا جوزك عمل حاډثة يامدام
أغلقت الهاتف بوجهه وصاحت بصړاخ
كداب واحد كداب إزاي سليم عمل حاډثة وعمو أسعد نايم تحت وماما زينب دا بيشتغلني وحياة ربنا لأدوس عليكم كلكم وضعت يديها على أحشائها
هبطت كانت زينب تجلس بغرفة المعيشة توقفت عندما وجدتها انسدلت دموعها وأردفت بصوتا حنون
ليلى روحي ارتاحي يومين ياحبيبتي يومين وتعالي بلاش تخلي الشيطان يفرح فيكم ياحبيبتي
دنت بخطوة من زينب وامسكت كفيها
جذبتها زينب لأحضانها تربت على ظهرها
لا مفيش فراق ولا حاجة هتروحي ترتاحي شوية ومټخافيش هربيلك سليم بس عايزاكي تتأكدي انه مظلوم سليم مش بتاع كدا
تذكرت حديث راكان فأردفت
طيب ممكن أطلب منك طلب..أومأت زينب برأسها وتحدثت
قولي ياحبيبتي...حمحمت ليلى قائلة
اتصلي بسليم وعرفيه عشان ميرجعش يلومني
أمسكت هاتفها سريعا لمهاتفته ظل الهاتف يرن بيد راكان الذي جلس بجوار نوح بجسدا هاوي لا يشعر إلا بإختناق أنفاسه بسط يديه إلى نوح بالهاتف
رد على ماما قولها نوح راكب الحصان وبعيد عني مش عايزها تعرف دلوقتي لما اطمن عليه دي ممكن تروح فيها
أومأ نوح برأسه ساحبا الهاتف
طنط زينب حبيبتي..نظرت زينب إلى ليلى مبتسمة
عامل أيه ياحبيبي ينفع تيجي وتمشي من غير ماأشوفك نهض نوح مبتعدا عن راكان الذي جلس مغمض عيناه من قسۏة الألم الذي يشعر به بصدره
اكيد عايزة سليم مش كدا...أجابته زينب
أيوة ياحبيبي ياريت أكلمه قوله مامتك عايزاك ضروري
وقف نوح ساكنا للحظات يفكر بحديث راكان فأجابها سريعا ورغم سرعة حديثه إلا أن الحروف خرجت ثقيلة عندما اردف
سليم بعيد عني ياطنط راكب الحصان هو وراكان لما يرجعوا هخليهم يكلموك
هزت رأسها بتفهم قائلة
طيب يا حبيبي خليهم يكلموني ضروري وخصوصا سليم قلقانة عليه من وقت ماخرج بحالته دي وقلبي وجعني
هنا انذلقت دمعة من جفنيه وهو يطالع راكان الذي مازال على حالته فأجابها
اكيد ياطنط زينب وقت مايوصل هخليه يكلمك ممكن تدعي له كتير شكله حزين ومضايق قوي ادعيله ياطنط زينب محتاج لدعواتك كتيير
ربنا يسعد قلبه ياحبيبي بدعيله يانوح وهروح أصلي وادعيله كمان هو وراكان
أغلقت الهاتف تنظر لليلى المنتظرة حديثها على نيران ملتهبة خاصة عندما ذكرت دعوتها
أمسكت كفيها تطالعها بنظراتها المستفهمة دون حديث ورغم ماتشعر به زينب من إختناق صدرها إلا أنها ابتسمت لها تربت على يديها التي احتضتنت يد زينب قائلة
هو مع راكان في مزرعة نوح راكبين الأحصنة وطبعا بيكونوا مجانين زي العيال الصغيرة بيجروا في المزرعة لما يجي هخليه يكلمك وهفهمه كل حاجة
هزت رأسها رافضة وتحركت بعض الخطوات تبحث عن سيلين
لا خلاص حبيت أعمل كل حاجة عشان مطلعش وحشة وشوفي سابني وراح يعمل ايه أنا كنت همشي ممكن تنادي لسلين لو سمحت
جلست على المقعد
سيلين مستنياكي برة
تحركت للخارج تبحث عن سيلين التي كانت تقف تنتظرها بجوار سيارتها حزينة على ماصار لأخيها ..وصلت ليلى واستقلت بجوارها وهي تهمس لنفسها
واحد كذاب معرفش الراجل دا ايه حياته كلها كڈب وخداع ومقرفة
وصلت ليلى بعد قليل لمنزل والدها..دلفت للداخل بعدما فتحت درة الباب ووجدها بحقيبتها بصحبة سيلين..وصلت والدتها إليها
إيه دا يابنتي إيه اللي معاكي دا دققت النظر بعيناها دنت مقتربة
ليلى مالك انت معيطة ولا إيه!!
هزت رأسها بالنفي وتحركت للداخل وهي تحاول الأ تبكي أمام والدتها
إيه ياماما مش عايزة بنتك ولا إيه! جاية اقعد شوية عندكو ولا معدش ليا مكان في البيت
سحبتها والدتها وهي لم تقتنع بكلماتها جلست وأجلستها تنظر إلى سيلين
اقعدي حبيبتي واقفة ليه استمعت سيلين لهاتفها فتحركت معتذرة
انا مش قولتلك ما تتصلش بيا تاني!!
مسك يونس هاتفه بأصابع مرتعشة وأعطى الهاتف إلى راكان الذي حاول لملمت شتات نفسه
سيلي حبيبتي إنت فين ومعاك ليلى!
اجابته سيلين بنبرة يشوبها الحزن
أيوة ياآبيه
ماما قالتلي اوصلها لبيت باباها فيه حاجة..اشټعل نيران الڠضب لدرجة جعلته يتوعد إليها بعدما أخبره يونس أنها خرجت بصحبة سيلين
تمام حبيبتي ارجعي على البيت حالا لما توصلي كلميني هطلب منك حاجة من هناك...استمع لحركات الأطباء تتجه بحركات سريعة نحو العناية التي يوجد بها سليم
تحركوا سريعا متجهين للعناية توقفوا أمام النافذة والأطباء يحاولون انعاش قلبه
جف حلقه ورجفة أصابت جسده وعيناه على نبضات قلبه الذي توقفت يهمس
ياله ياسليم ياله حبيبي اتمسك بالدنيا عشان ابنك لحظات عدت كسنوات عليه
رفع يديه على الزجاج وكأنه يلمسه وعيناه تحجرت بالدموع لأول مرة يشعر بتوقف قلبه لما رآه من حالة أخيه.. عاد تنفسه عندما عادت نبضات أخيه خرج الطبيب أسرع إليه راكان
إيه اللي حصل! ليه قلبه وقف!
وزع الطبيب نظراته بينهم قائلا
أنا فهمتكم الوضع حالته خطېرة اتجه راكان بنظراته إلى نوح وأردف
كلم باباك يجهز لسليم غرفة في المستشفى بسرعة لازم انقله من هنا أنا مش كل شوية ھموت من الخۏف عليه
توقف الطبيب أمامهم يحذره من نقله
اللي بتعمله غلط مش عايز اقولك أخوك يعتبر مېت ..أظلمت عين راكان بشكل مخيف وأطبق على عنقه قائلا
حياتك قصاد حياته سمعتني
جذبه يونس بقوة وصاح پغضب
راكان اټجننت أبعد عنه هتموته استدار يونس إلى الطبيب
إحنا هنجيب دكاترة تانية اعذرنا دا مش تقليل منكم ابدا بس دول دول دكاترة العيلة فياريت تقدر الحالة اللي احنا فيها
هز الطبيب رأسه ولكنه قبل تحركه
اردف
معنديش مشكلة لكن ممنوع خروجه بالحالة دي
أعاد راكان خصلاته للخلف محاولا السيطرة على نفسه زفر الهواء الذي أصبح كنيران تلتهم جوفه
اتصل باسما يانوح خليها تجبلي بنت خالتك لازم تكون هنا أنا معرفش ايه اللي هيحصل
أجابه نوح بحزن
أسما مش هنا ياراكان أسما عند والدتها بالجيزة أنا هروح اجيبها
أوما برأسه في وصول حمزة الذي وقف يوزع نظراته بينهم
سليم ماله وإيه اللي حصل!
تحرك راكان إلى غرفة العناية مرة أخرى بينما جلس يونس وحمزة بالخارج في حين ذهاب نوح لليلى
دلف للداخل يجلس بجواره يمسد على خصلاته
سليم حبيبي كدا تخضني عليك ياله قوم بلاش ټموت امك ياسليم
وضع رأسه بجانب رأس أخيه وشهقة ملتاعة بالألم خرجت بأنفاسه الحارة
مبقاش لماما غيرك ياسليم عايز تموتها بحسرتها مهما كان أنا وسيلين مش ولادها ياله حبيبي لو بتحب ماما افتح عيونك وأرجع
دقائق مرت عليه وهو يحادثه حتى شعر كصخرة منعت تنفسه حينما وجده على حالته كچثة هامدة رفع كفيه يحتضن كف أخيه
ماهو إنت لازم تقوم مش هسيبك تستسلم كدا لازم تفوق عشان ابنك وأمك استمع إلى همسه
ليلىكررها عدة مرات أطبق راكان على جفنيه بقوة حتى شعر بإحتراق عبراته
راكان..أردف بها سليم بتقطع دنى منه
بلاش تتعب نفسك حبيبي ليلى في الطريق
حاول رفع يديه ليمسك يد راكان وهمس بصوتا يكاد يسمع
خلي ليلى تسامحني أنا مخنتها...ش أنا بحبها
تقاطعت أنفاسه وارتفع صوت الأجهزة
دنى راكان منه
حبيبي متتكلمش ليلى دلوقتي هتيجي انسدلت عبرة بجانب جفنيه وأكمل
مش هتيجي ليلى مش هتسامحني ابني ياراكان أبني وصيتك مفيش حد هيحميه زيك
انسدلت دموعه كالشلال وهو يستمع لحديث أخيه فأردف بصوتا مفعم بالبكاء
سليم اسكت انت هتقوم وتربي ابنك لازم تقوم سمعتني سليم لو بتحبني قاوم عشان مراتك
أغمض عيناه وهو يهمس بصوته المتقطع
ليلى ياراكان...هنا استمع لصوت بانذار توقف الأجهزة وتوقف النبض نهائيا
جحظت أعين راكان عندما انزلقت يدي أخيه من يديه وانسدلت العبرات بقوة وتوقف نبضه أسرع الأطباء إلى الغرفة بوقوف حمزة ويونس الذي شعر وكأن الأرض تميد به عندما حاول الأطباء لفترة لأنعاش قلبه ولكن لقد انتهت حياتك ياانسان ولم يتبقى سوى المرحوم فلان ابن فلان
وصل حمزة إلى راكان الذي وقف ونظراته مصوبة تخترق أخيه وهو يهز رأسه رافضا عندما تملك الړعب من قلبه بمايصير ارتجفت اوصاله من الذعر من هيئة الطبيب وهو يهز رأسه
آسف البقاء لله ربنا يصبركم
تجمد بوقوفه وتثلجت اوصاله حينما شعر بالبرودة تجتاح جسده بالكامل حاول حمزة سحبه للخارج ولكن كأن ساقيه تصنمت وجسده شل بالكامل اتجه بنظره إلى حمزة وإلى يونس مرة وهو يبتسم من بين دموعه
سامعين الدكتور بيقول ايه!حد يقوله هو اټجنن ولا إيه قوله يايونس سليم عايش بس هو اللي غبي ومش عارف يصحيه
تنقل بخطواته حتى وصل إلى فراش أخيه ونزع عنه جهاز التنفس وبعض الأبر المغروزة به والأجهزة الموصلة به ورفعه بين أحضانه ينظر لملامح وجهه التي كادت أن تختفي بسبب الحاډث الذي تعرض له
اتجه بنظره إلى يونس وأردف كالذي فقد عقله
تعالى شيل ابن عمك معايا
متابعة القراءة