رواية شيماء الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

منغير إذني !!! أنت بجد كنت مستني إيه من واحدة أمها ماټت قصادها و بقيت مشؤلة بشكل كامل عن بنت في سن نيرة ولا بلاش كل دا حبيت إيه في سديم ياآسر !!! مفتكرش أنها جت طلبت منك تبطل طبعك الشكاك العصبي و أنا أنت عارفين إنك كدا و إنك مش بتثق في أي حد وخلاص و مستبعدش إنك وضحت طبعك دا ليها ! هي راحت بقا انفصلت عنك واتجوزت راجل غيرك ماشي غلطت في طريقتها بس اللي بيغلط بنقوله الصح فين مش بنجرح فيه عن عمد وننتقم منه أبوك سايبك لحد ماتخلص طاقة وجعك فيها وميتبقاش ليه غير عتاب ملوش طعم و دي كمان أنت عارفها بس عايز تاخد حقك منها قصاد سليم اللي من الأساس راح قالها الحقيني عرفت سر عن آسر وخاېف اقوله !!!
عقد الآخر حاجبيه و أردف مقاطعا حديثه استنى استنى سليم هو اللي قال لسديم !!!!!!!
هز رائف رأسه بالإيجاب و أكد مرة أخرى على الحديث قائلا أيوااا و سليم بيحاول يفهمك كدا وأنت مش طايق ولا سامع حد هو سمع كلام جدتك وابوك وراح قال لسديم تساعده هي ملجأتش لحد ياآسر ولا شافته أقوى منك ولا ليها أي علاقة بسليم غير أنه واقف جنبها ومحافظ على سرك أنا كل اللي عايز أوصله إن صاحبي مش ظالم عشان الڠضب يعميه كدا !!!!
سيطرت الصدمة على ملامحه و خمد بركان الڠضب ليثور بركان الندم و الصدمة ولكن لن ينفعه أحد لقد أصبح الآن أسير غضبه وكراهيتها التي اندلعت من عينيها تلك الليلة حاول الجميع توضيح ماحدث و حاول سليم مئات المرات شرح موقفهم ولكنه ترك الطفل الثائر داخله يقود سفينة الڠضب الخاصة به وتفاقم الأمر حين شعر بالإهانة منها تجاه رجولته و ظن أنها تأمن رجال دونه على أسرارها !!!!
بلل شفتيه و حدق به يردف بصوت مټألم نادم مش هقدر أطلق فريدة دلوقت فيه بينا عقد بشروط على فترة محددة لازم نلتزم بيها إحنا الاتنين !!!!
اتسعت عيني رائف وصاح پصدمة عقد !!!!!!
جلس آسر فوق الأريكة شاردا يعيد ترتيب أفكاره من جديد بعد أن أدرك أنه يتراقص مع تيارات الڠضب الأهوج وقد وضع حياته معها في وجه التيار دون لحظة تردد !!!!
بالعودة إلى المتجر الصغير نجد رائحة قهوة الجد نجيب تملأ الأركان وجلست سديم تعاونه باعدادها لينظر إلى عينيها المنتفخة من البكاء و يقول بلطف شوفي بتحلوي إزاي لما ټعيطي دا أنا هعيطك كل شوية !!!
ضحكت بخفة و غمزت بإحدى عينيها وهي ترتشف القهوة و تداعبه بكلماتها قائلة بعبث يليق بها اممم مش هتضحك عليا

و تنسيني إنك عندك معجبات دا أنت عاملي مشاكل في كل مكان ياعجوز أنت !!!
ضحك وعاد بجسده إلى الخلف يردف بأمل داعما إياها ااه فكرتيني باللذي مضاا هتتعدل يابنتي و هتشوفي أنت بس اشربي قهوة جدك نجيب و سيبي عبد الوهاب يمزجنا وحشتني قعدتك معايا كدا !!!!
منحته بسمة صغيرة و ربتت فوق كتفه تهمس بحنو معرفش منغيرك كنت هعمل إيه لما بتضيق مش بلاقي مكان يرحب بيا غير حضنك !!!
ربت على يدها و بادلها لطفها قائلا بعبث شوفي مش بتيجي بمشاكلك بس دخولك عليا دا بالدنيا هو أنا هلاقي أحن منك عليا فين !!!
بادلته ضحكته ثم صمتت تستمع إلى صوت محمد عبد الوهاب يصدح بكلمات أنا والعڈاب وهواك 
عهد الهوى صنته وعمري ماخنته ولا بعت ايامه الحب خبيته وبقلبي غنيته وعشقت أنغامه وقلت اغني بعدت عني واحتار شبابي معاك صابر وبستناك آخرتها ايه وياك انا والعڈاب وهواك آخرتها ايه وياك وياك يا قاسې وفضلت اقاسي والوجد فاض بينا والصبر مش لينا ياللي انت ناسينا عايشين لبعضينا ياللي انت ناسينا أهل الهوى مساكين صابرين ومش صابرين وبيحسدو الخالي أصل الهوى غدار فيه القلوب تحتار مال الهوى ومالي 
لتهمس بشرود و كأنها اتخذت قرارها بشأن ما يدور حولها 
مال الهوى و مالي !!!!
الفصل التاسع والثلاثون حلم ! 
كيف لها أن تصل إلى هذا الحي السكني ولا تعرج على طفولتها وتدلف إلى مقر برائتها ! دلفت إلى الركن الخاص بالصور الفوتوغرافية و إلتقطت صورة محددة طالما عشقت تفاصيلها صورتها مع والدها الحبيب ولكن هيهات لقد كبرت الصبية الصغيرة وترعرعت وسط طبقة تلتحف بالضلال والفساد إلى أن أصبحت موشومة بعار الاحتيال ومن الواضح أنه صك يلازمها إلى ماشاء الله !!!!
انتقلت عينيها من فوق الطفلة إلى أبيها الحبيب و ظهرت بسمة صغيرة فوق شفتيها ثم بدأت تتسع شيئا فشئ إلى أن تحولت إلى ضحكات هستيرية ختمتها دموعها التي بدأت عينيها تصبها دون توقف وضمت الصورة إلى أحضانها بقوة ثم مالت بجسدها لتتسطح فوق الأريكة على جانبها و استغرق الأمر دقائق إلى أن هدأ روعها و رفعت الصورة أمام مرمى عينيها تهمس لها وكان والدها تجسد أمامها ويسمعها 
شوفت فيا إيه عشان تأمني على نيرة !!! أنا عايزة أرجع جنبك و تاخد بالك مننا سوا زي ماكنت بتعمل محتاجة تحضني زي زمان وتقولي مټخافيش بنفس النبرة والصوت الدافي محتاجة تقولي سيبها على بابا وهو هيتصرف ! طيب تعالى اتصرف دلوقت !!!! قوله إني مكنش قصدي اوجعه وإني مش ڼصابة !!! محدش رحمني يابابا ولا وأنا ڼصابة ولا حتى بعد ماتوبت !! اتوجعت أوي النهاردة عليك ! لما قالي إني مش عارفة اتصرف زي الناس الطبيعية مجاش في بالي غيرك شايفني إزاي ياترى !!! وحشتك زي ما وحشتني ولا خلاص مبقتش عايز الڼصابة أنت كمان !!!!!
ازدردت رمقها و أغمضت عينيها الباكية ثم صمتت و واصلت دموع اشتياقها الحديث بدلا عنها !!! و بعد قليل سكنت تماما و هدأت رعشة جسدها بعد أن غفت نظرا لبذلها مجهود جسدي و نفسي مفرط في الأيام الماضية و بعد دقائق فتحت عينيها على لمسات لطيفة و كأنه هو !!! حبيبها الأول يصفف خصلاتها بأنامله كما كان يفعل في طفولتها !!!! فتحت عينيها على وسعها تحدق به بذهول أجل إنه هو يجلس على طرف الأريكة و يبتسم لها بوقار لتتسارع أنفاسها و تجتمع دموع اشتياقها داخل حدقتيها أثناء اعتدالها لتجلس بجانبه و ترمش عدة مرات ببسمة مهتزة متوترة وقد ألجمتها الصدمة ليقترب هو منها و يخرج صوته المتزن قائلا وهو يفتح ذراعيه استعدادا لاستقبالها بأحضانه وحشتيني ياقلب بابا!
لم تتردد لحظة واحدة و ارتمت بأحضانه تجهش بالبكاء و تضمه بقوة لقد فاق اشتياقها جميع الحدود و اختلطت ضحكات عدم تصديقها ببكائها ليربت فوق خصلاتها و ظهرها هامسا لها من بين ضحكاته حين رفضت الخروج من أحضانه طيب وحشتني ملامحك وعايز أشبع منها !
خرجت من أحضانه أخيرا و كور وجهها بين راحتي يديه مبتسما لها برضا و هو يهمس لها بلطف بنتي جميلة من جوا ومن برا !
عقدت حاجبيها بعدم تصديق ثم ارتعشت يدها التي عادت تقبض على الإطار الخاص بالصورة وهزت رأسها بالنفي هامسة بصوت مبحوح مرهق لأ مبقتش جميلة من جوا وأنت زعلت مني ومشيت !
تنهد والدها و جذبها من يدها الحرة يضمها إلى صدره قائلا بتأكيد ورافضا ظنونها بشكل صريح
مزعلتش منك ياسديم زعلت على جمال روحك تسيبيها تتشوه وتسلمي للتيار أنا مربتش بنت ضعيفة أنا ربيت بنت يقدر الكل يعتمد عليها !
بدأت تشكي هجره لها پألم رافضة مجاملة والدها 
بس بتوجع أقرب الناس ليها وسهل

يستغنوا عنها يابابا ! أنا موجوعة أوي محدش بينسى ويسامح حتى هو !!!!
ظل يربت فوق كتفها يرتب خصلاتها بصمت إلى أن هدأت و بدأت أنفاسها بالانتظام ليخرجها من أحضانه و يردف بحنو و نبرة معتدلة داعمة اعتادتها منه 
توبتي عشان ترضي الناس ولا عشان ترجعي لنفسك ياسديم ! أنا واثق إن بنتي عملت كدا عشان ترجع لنفسها واللي بيحبك فعلا لا يمكن يستغني عنك إلا لو استمريتي على غلطك يابنتي !
عقدت حاجبيها و سألته بدهشة واستنكار غلطي !!
هز رأسه مؤكدا و أمسك الإطار من بين يديها يتأمله لحظات ثم ظهرت بسمته الحانية و أشار إليها بالصورة مردفا شوفي ضحكتك كانت حلوة إزاي ياسديم ضحكة بريئة مفيهاش ۏجع و لا هموم و لا اڼتقام !
صمت لحظة ثم تنهد ورفع عينيه ينظر إليها قائلا بهدوء غلطك إنك مش مسامحة نفسك ياسديم أنت مش ناسية يابنتي عشان تساعدي الناس تنسى ! القوة مجتش من طريقك ولا ماضيك القوة إنك قدرتي تعافري لحد ماوصلتي للبر من تاني أنا ربيت بنت قوية و بتعافر مش ضعيفة وبتستسلم !
بللت شفتيها و سألته بتردد طيب ولو الماضي واقف في طريقي ! أنا غلطتت كتير أوي و حتى تصرفاتي كلها اتغيرت ارجع إزاي للصورة البريئة دي يابابا !
ابتسم و أمسك يدها يربت فوقها بلطف قائلا و الغلط بنتعلم منه درس و دا درسك و اختبارك الجديد أما البراءة فهي مراحتش منك دي اتزرعت جواك وساعدتك ترجعي لنفسك ! حلك الوحيد إنك تغفري لسديم و تسامحيها عشان تقفي على أرض كلها حق مش باطل الناس بتشوفنا من منظورنا لنفسنا يابنتي شوفي أنت عايزة تكوني فين في نظر نفسك و سيبي الخلق للخالق !!!!
تكاد تجزم أن كلماته كانت بمثابة بلسم چروحها هناك بادرة أمل عليها أن تؤمن بها و تصدقها و على الجميع تحمل نتيجة اختياره حتى إن كان حبيبها العاصي !!!
استقام واقفا يودعها بحنان و يضع الإطار بين يديها وهو يشير إلى صندوق صغير موضوع فوق المنضدة مزين بطريقة مبهرة دي هدية رجوع سديم بنتي القوية اللي هفضل فخور بيها و بثق في حكمتها وعقلها !
همست له پصدمة وهي تستقيم واقفة فخور بيا !!!!
هز رأسه بالإيجاب و احتضنها يربت فوق ظهرها قائلا بلطف طبعا مين يبقا أب لضباب ناعم و ميتبهاش و يفتخر بيه !!!!
ضحكت بسعادة غامرة بعد ليالي مظلمة من الألم و البكاء ولكن قاطعها حين واصل بحنان سلمي على نيرة وخدوا بالكم من بعض !
زمت شفتيها و أردفت بتوتر طفيف هتمشي تاني ! أنت بتوحشني أوي!
اعتدل واقفا و قبض على كتفيها بخفة بعد أن وضع قبلة صغيرة فوق جبهتها و أردف بمحبة خالصة أنا جنبك دايما مټخافيش من أي حاجة !
و قبل أن يغادر المكان أشار إلى هديته و أردف بتحذير خدي بالك من الهدية ياسديم لو ضيعتيها هزعل منك !
فتحت عينيها وانتفضت واقفة تبحث عنه حولها بأنفاس متسارعة و جابت عينيها معالم
تم نسخ الرابط