الليل الهادئ الفصول من 22-29
المحتويات
علي الساعه 9 باليل علشان هاجي لك ومعايا المأذون علشان نكتب كتابنا اليله ...
23
الفصل 25
بعد اسبوع .....
انتهي الطبيب المعالج من فك الجبيره الموضوعه علي قدم مسك متحدثا بعمليه حمد الله علي السلامه الحمد الله الكسر اللي في رجلك اتعالج بس علشان رجلك ترجع زي الاول وتقدري تمشي عليها بشكل طبيعي لازم تعملي جلسات علاج طبيعي وده الجزء الاهم في العلاج ...
اومأت له مسك بابتسامه صغيره وهي تعي تماما ما يقول فهي تدرس الطب وتعلم ان هذا اجراء طببعي بعد حالات كسر العظام ولكن من اين لها بتكاليف العلاج وهي لا تملك قرشا واحدا !!!
بعد انصراف الطبيب جلس الدكتور عمر امامها ينظر الي فيروزتها الشارده وملامحها الجميله الحزينه فهو يعلم ما تمر به من صراعات!!!
نظرت له مسك هاتفه بابتسامه حزينه دكتوره ايه بقي ده كان حلم والله اعلم هعرف احققه ولا لاء..
هتف الدكتور عمر معاتبا اياها لسه بس التشاؤم ده كله ان شاء الله هتكملي دراستك وترجعي لحياتك من تاني انتي لسه صغيره والعمر كله قدامك...
هتفت مسك ساخره پألم حياتي !!!
اعيش حياتي ازاي وانا مش عارفه امي فين عايشه ولا مېته ولو ماټت فين جثتها واللي ممكن يكون حرمني منها هو الانسان الوحيد اللي عشقته وعشق عامل زي الوشم جوه قلبي !!!!
الانسان الوحيد اللي حسيت معاه بالامان والحمايه
بقيت في الشارع زي المشردين ومعنديش مكان يلمني ويحميني من اللي عاوزين ينتقموا مني بسبب ذنب ماليش يد فيه ...
ده انا حتي مش عارفه هدفع حساب المستشفى دي ازاي ده انا لو اشتغلت هنا بشهادتي مش هقدر ادفع تمنها وتقولي قدامي حياه اعيشها !!!
كانت تتحدث ودموعها تسيل انهارا علي وجنتيها البيضاء التي اصطبغت باللون الاحمر من شده البكاء.
مشاعر غريبه عليه تجتاحه ويشعر بها في حضرتها
مشاعر لم يشعر بها من قبل تجاه اي انثي حتي ريهام طليقته لم يشعر معها بمثل تلك المشاعر مشاعر لا يعرف وصفها او تسميتها ولكنها مشاعر لذيذه تدغدغ قلبه
نفض راسه من افكاره ومشاعره الغريبه عندما ارتفع صوت نشيجها ومد يده يضغط علي كفها الرقيق يدعمه اهدي يا مسك علشان خاطري اهدي ومټخافيش من حاجه طول ما انا جنبك انا معاكي ومش هاتخلي عنك هساعدك وهتكملي دراستك وهتاخدي حقك من اللي ظلمك مش عاوزك تشيلي هم حاجه ابدا !!!!
ثم صمتت لثواني وتابعت بهجوم ساخر اااه اكيد قلت دي مقطوعه من شجره وملهاش حد هتبقي لقمه سهله
تابعت پشراسه وعيون تلتمع من شده الڠضب كانها امواج بحر عاتيه تطيح بما امامها جعلته يغرق في بحرها الهائج بنفس راضيه بس لا يادكتور انت غلطان لان مش انا اللي اعمل كده مهما كانت الظروف حتي لوهموت من الجوع
ابتسم عمر بخفه وقد اكتشف فيها جانبا اخر من شخصيتها جانبا شرسا اعجبه بشده وتابع بهدوء خلاص خلصتي محاضرتك...
اولا مش هزعل منك علي الكلام الي قلتيه لاني مقدر الحاله النفسيه اللي يتمري بيها وليكي حق ماتثقيش في اي حد بسهوله بعد اللي حصل لك ...
بس انا عاوز اوضح لك نقطه بسيطه انا مش عاوز منك حاجه ولا عاوز استغل ظروفك كل ما في الموضوع ان انا اللي خبطك بالعربيه وانا اللي اتكفلت بعلاجك علشان اصلح غلطتي ...
وانا دكتور محترم ومش محتاج لواحده بنفس ظروفك علشان استغلها لا ديني ولا اخلاقي وتربيتي تقبل بده ...
واخر حاجه انا لما عرضت مساعدتك علشان لمست الصدق في كلامك وحسيت بالظلم اللي اتعرضتي له وحسيت ناحيتك بالحمايه واني لازم اساعدك واحميكي بدافع انساني مش اكتر ده لو انتي حابه طبعا
اما لو مش حابه فانا بسحب كلامي وبعتذر منك وكمان تقدري تفضلي في المستشفي هنا لحد ما تخلصي العلاج الطبيعي وتظبطي امورك لاني زي ما قلت متكفل بعلاجك عن ادنك !!!
وغادر من امامها وهي تشيعه بنظرات حزينه اسفه وشعورها بالخجل منه فهو لم يغلط بحقها وهي من هاجمته بكلماتها السامه...
ارجعت راسها المشوش للخلف وهي حقا لا تعلم ماذا تفعل او ما هي خطواتها القادمه!!!!
هل ترحل وتواجه قسوه الحياه بمفردها
ام تقبل مساعده عمر لها
بعد يومين ...
كانت تستند علي عكازها وتسير برفقه الممرضه في رواق المشفي والتي لاول مره تراه وتخرج من غرفتها منذ افاقتها من الغيبوبه...
فوجئت بالمستوي الرفيع للمشفي فيبدو انها
مستشفي خاص جدا ....
طلبت من الممرضه ان ترشدها الي مكتب الدكتور عمر فهي تريد الاعتذار منه فهي لم تراه طوال اليومين المنصرمين فعلي ما يبدو انه يشعر بالضيق منها ومن حديثها ..
وقفت امام غرفته التي ارشدتها اليها الممرضه فلفت نظرها واستغرابها المسمي الوظيفي له المدنون علي باب حجرته نائب المدير!!!
طرقت علي الباب فاستمعت الي صوته الاجش يأذن لها بالدخول ...
فتحت الباب فكان يجلس خلف مكتبه مرتديا نظارته الطبيه ويقرأ احد تقارير المړضي ويبدو عليه التركيز الشديد....
هتفت بصوت خجل منخفض ممكن ادخل
رفع راسه من الاوراق امامه ببطيء عندما وصل الي مسامعه صوتها الرقيق العذب!!!
ظن في باديء الامر انه يخيل له صوتها فهو طوال اليومين الماضيين يمنع نفسه من الذهاب الي غرفتها حتي لا يضغط عليها الي جانب رغبته من التاكد من ماهيه شعوره الغريب نحوها...
اشرق وجهه بابتسامه واسعه ما ام ابصرها امامه وشعو بنفس الشعور اللذيذ الذي يدغدغ مشاعره في حضرتها ولكن بصوره اقوي واعنف ولكنه سعيد وبشده ...
استجمع صوته وهتف مرحبا بها وهو يعتدل في جلسته يمنع نفسه من الذهاب اليها ومساعدتها في سيرها بالعكاز اهلا يا مسك اتفضلي ...
سارت علي مهل حتي جلست امام مكتبه فهتف عمر مستفهما سبب قدومها اليه ياتري ايه سبب الزياره الغير متوقعه دي لمكتبي المتواضع
هتفت مسك بخجل وهي تفرك يديها في بعضها خجلا وتوترا انا جايه اعتذر لحضرتك عن الكلام اللي قلته اخر مره ...
تحدث عمر بابتسامه صادقه مفيش داعي للاعتذار انا نسيت اصلا انتي قلتي ايه..
تابعت مسك يخجل اكبر اصل اما حضرتك ممرتش عليا زي عادتك فقلت اكيد حضرتك زعلان...
اتسعت ابتسامته اكثر واكثر وتابع مفسرا قلت لك مش زعلان كل الحكايه اني كنت مشغول شويه ...
هتفت مسك بتاكيد طبعا اكيد
حضرتك وراك مسؤليات كتيره ..
ثم صمتت تحاول ان تقول ما جائت من اجله ولكنها تشعر بالحرج الشديد منه ففهم عمر بفراسته انها ترغب في قول المزيد فهتف يعفيها من الحرج با تري فكرتي في الكلام اللي قلته بخصوص مساعدتي ليكي
هتفت مسك بارتباك ماهو ... ماهو انا كنت عاوزه يعني ....
ضحك عمر علي تلعثمها ماهو ايه يامسك اتكلمي انا سامعك..ولا هو الموضوع صعب عليكي..
ابتسمت مسك بخجل وتابعت بصراحه صعب جدا لاني عمري ما طلبت مساعده من حد علي طول كانت امي بتعمل لي كل حاجه ومن بعدها ....
صمتت وابتلعت غصه مؤلمھ تسد حلقها فتجرحها وتمزق قلبها وتابعت ويعدها هو ....
تسال عمر بفضول رغم معرفته للاجابه وقد غابت الابتسامه عن وجهه هو مين قصدك جوزك
اومأت مسك براسها مواففه ولم ترد ...
فسالها بفضول اكبر ووجه واجم بتحبيه
ابتسمت مسك بشجن وتابعت للاسف مش عارفه ابطل احبه كان قلبي اتبرمج علي عشقه وبس
انطفئت ابتسامه عمر وهتف يسالها مغيرا الموضوع وانا المطلوب مني ايه
اجابته مسك برجاء خجل لو حضرتك لسه عندك استعداد تساعدني اكون متشكره اوي واوعدك اني اكون قد ثقتك فيا .....
هتف عمر مبتسما بتهذيب وانا لسه عند كلمتي يامسك هساعدك علي قد ما اقدر ....
ابتسمت مسك باتساع حتي لمعت فيروزتها بيريق ساحر وانا اوعد حضرتك اني مش هخذلك ابدا وان شاء الله اول ما استرد حقي هسد لك كل حقوقك وده دين في رقبتي لحضرتك غير كده انا اسفه مش هقبل اي مساعده من حضرتك ....
خلع عمر نظارته الطبيه وتابع باعجاب بعزه نفسها وكبريائها ماشي يا مسك وانا موافق ..
بس احنا متفقين ان مصاريف المستشفي ده حقك عليا لاني السبب في الحاډثه اللي حصلت لك ..
حاولت مسك الاعتراض الا انه تشبث برأيه مما جعلها توافقه مجبره...
تحدث عمر بعدها بجديه شديده المهم دلوقتي انتي لازم يكون معاكي اوراق رسميه ليكي يعني بطاقه شهاده ميلاد علشان انتي يوم الحاډثة ملقناش معاكي اي اثبات شخصيه حتي اننا معرفناش نسجلك في سجلات المستشفى وسجلنا حالتك باسمي ..
هتفت مسك بقلق طب ودي هنحلها ازاي....
اجابها عمر مطمئنا متقلاقيش انا هخالي المحامي بتاعي يخلص الموضوع ده...
وكمان علشان تعرفي تسجلي السنه دي في الجامعه
ده خلاص كلها شهربن والدراسه تبدأ وانتي لازم ترجعي جامعتك وتكملي دراستك....
تابعت مسك بقلق اكبر بس انا مش هقدر اروح الجامعه انا خاېفه يوصلوا لي ....
تسأل عمر مسنفهما قصدك علي جوزك وعمه ..
اجابته مسك بحزن قصدك طليقي ما اعتقدش انه لسه مهتم بيا هو كان عنده هدف محدد عاوز يوصل له وخلاص انا خاېفه من عمه ده مچرم في صوره انسان....
صمت عمر لثواني وتابع بصي انا هكلم المحامي وهو هيقول لنا نتصرف ازاي ...
ولو علي الجامعه انا اقدر احلها لك انا والدي عميد الكليه بتاعتك وهقدر اتوسط لك عنده ونحل موضوع حضورك العملي والمحاضرات ومن هنا لحد معاد الامتحانات يكون حلها ربنا من عنده ....
اومأت له مسك وتابعت تساله بخجل اكبر طب هو يعني انا كنت عاوزه اطلب من حضرتك لو ينفع اشتغل هنا في المستشفي .....
ابتسم عمر باتساع وقد راقت له الفكره كثيرا حتي يضمن وجودها جانبه بشكل كبير ماشي يا مسك بس لاسف مش هينفع تشتغلي ممرضه لان مفيش دكتوره بتشتغل ممرضه انتي هتكوني
المساعده بتاعتي واهو منها تمرين ليكي كمان وساعتها تقدري تباتي هنا في المستشفى في سكن الاطباء
هتفت مسك تشكره بملامح مشرقه متشكره اوي يادكتور عمر انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي....
. ابتسم عمر دون رد ولكنه هتف بداخله يشكرها من كل قلبه علي قبولها لمساعدته لها والبقاء بجانبها وحمايتها والتي سيبذل جهده كله من اجل ان يري ابتسامتها المشرفه دائما
بعد مرور ثلاثه اشهر..
عاد
متابعة القراءة