رواية نور القصول من 15-17

موقع أيام نيوز

فصل الخامس عشر
في وقت متأخر جدا يتعدى الواحدة بعد منتصف الليل في مكان عالي مظلم يطل على جزء كبير من المدينة أوقف سيارته وهو يجز على أسنانه بغيظ من أفعالها المچنونة ليرتفع صوت ضحكاتها العالي مرة أخرى وهيا ترى غيظه هذا والذى إزداد عن ما كان عليه مما جعله يفتح الباب وينزل ويغلق خلفه پعنف
لتصمت بسرعة وهي تضع يدها على فمها كالأطفال المشاغبة ضغطت على زر معين ليبدء سقف السيارة بالتحرك إلى الخلف لتتحول من سيارة مغلقة إلى ذات سقف مكشوف لتنهض وتقف بطولها على المقعد وسندت ساعديها على الإطار الأمامي وأخذت تمط شفتيها بتفكير ثم قالت بغيرة

كل ده عشان إيه ....
الټفت لها أيمن وهو على نفس غيظه 
إسألي نفسك السؤال ده كل ده عشان إيه هاا إيه
نظرت له ببراءة وقالت بتلقائية
عشان بغير على حبيبي
وأظن ده من حقي
ذهب نحوها وفتح الباب ومسكها من يدها وأنزلها وهو يقول بإنزعاج
تقومي تحطيلها رجلك وتوقعيها ...
سحبت سارة يدها پعنف منه وأخذت تقول بغيرة تستاااهل ....وبعدين بتدافع عنها ليه ولا كان عاجبك إنها بتتمايع على حضرتك ...قول قول ماتتكسفش ده إذا كنت تعرف طريق الكسوف منين أصلا
أيمن بضجر
يوووه ياسارة أموت واعرف بتغيري من إيه ما أنا معاكى أهو عايزة إيه تاني ولا هو دلع وخلاص
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بجدية
وإفرض إني زي مابتقول بدلع عليك...ده يدايقك في إيه....مممم بص يا أيمن هقولهالك على بلاطة اااأنا عايزة أحس إنك ليا...زي ما أنا ليك...عايزة أاااحس بالأمان معاك
قاطعها بصوت عالي موجوع
وأنا مش هقدر أوفر ليكى
اللي إنتى عايزاه
ليه ......... قالتها بصوت يوازي صوته لينظر إلى عينها ونطق لسانه پضياع
سارة إفهميني...فاقد الشئ لا يعطيه ...أنا عمري ماحسيت بالأمان عشان أعرف أديهولك
سارة برفض وإصرار
لا غلط..فاقد الشئ بيعطيه...
عشان هو أكتر واحد عارف يعني إيه لما تعيش من غيره...وبصراحة كويس أوي إن الموضوع ده إتفتح...
نظر لها بنظرة طويلة ثم قال بترقب
إنتى عايزة توصلي لإيه
سارة بصدق 
ليك....عايزة أوصلك....هوا إنتا بعيد كده ليه ...ليه حاسة إن وصولي ليك شبه مستحيل هو آه صحيح إنك معايا أغلب الوقت بس بعيد ...بعيد أوي أوي ...أنا عايزة ده ...قالتها وهي تضع يدها على قلبه الذي إنتفض من لمستها ثم أكملت بتأكيد ...عايزة قلبك كله مش هرضى إنك تديني حتة صغيرة منه ...مش هرضى
سامعني ...مش هرضى... مستعدة إني أعيشلك أيامي كلها تبقى إنتا فرحتي حتى لو كان فيها مر المهم أكون جزء منك ...جزء من حقيقتي ...أيوة إنتا حقيقتي أنا متستغربش حقيقتي اللي ماصدقت لقيتها و اللي نفسي أوي أعيشها بتفاصيلها..بس ماعنديش إستعداد حد يشاركني فيها ولو بنظرة ده اللي مش هقبله أبدا
صمتت لثواني ما إن رأت في عينيه الۏجع والغموض وظلام ليس له آخر حاولت أن تقرأه ولكنها لم تفهم لهذا سحبت نفس عميق ثم إقتربت منه ومسكت يده وهي تقول
كنت مجرد إعجاب مش عارفة ازاي وإمتا حبيتك بجد لا أنا خلاص دوبت في حبك لدرجة بقيت أحس بالعجز على تصرفاتي وأنا معاك بقيت أفقد سيطرتي على نفسي وضعفت وبضعف وعارفة إني هضعف قدامك بس أكيد مش هقبل إنك تكسرني
أيمن بنفي متملك
لا عاش ولا كان اللي يكسر حاجة ملكي نظرت سارة بقلق لاتعرف مصدره من تملكه لها لتداريه بثقة وهي تقول
لا حد قدر يعملها ولاحد يقدر يعملها بس أنا حاسة إنها حتكون على إيدك ولو إحساسي طلع صح يبقى كتبت نهاية حكايتنا بإيدك و وقتها ماتلومش إلا نفسك
نظر لها بغموض
مخيف ثم قال ببرود مصطنع
إبعدي عني سارة انا لابتاع حب ولا جواز ...فااااكرة لما قولتلك كده فى المستشفى ...كنت وقتها خاېف عليكى وخاېف من نفسي...والحتة الصغيرة اللي إنتى إحتلتيها من قلبي متعرفيش أنا حاربت نفسي قد إيه عشان أفتحهالك ...الحتة الصغيرة دي اللي مش عجباكي قلبتي كياني بيها ...
أنا أسوء مما تتخيلي..
حياتي تنطبق عليها جملة وما خفى كان أعظم...وهبقى أسوء بكتير لو فكرتي تبعدي 
حتى لو كانت كسرتك على إيدي زي ما بتقولي ده مش هيديكي الحق إنك تمشي...مش هسمحلك بده...أنا إديتك فرصة إنك تبعدي بس مابعدتيش ولما قولتلك أرجعيلي رجعتي يبقا خلاص فرصة خلاصك مني بقت صفر...وآه غيرتك دي قلليها عشان هتتعبي بيها معايا
أخذت تدفعه من صدره بين كلمة وأخرى وهي تقول بڠصب أسود
لابجد...عايزني...أستحمل أشوفك مع غيري وأسكت
أيوااااااااا...قالها وهو يقبض على معصميها پعنف
لتصرخ بوجهه پعنف أكبر تبقى بتحلم لو فكرت بكده
نظر إلى نظراتها المتحدية له بقوة ليتشنج فكه وهو
يصك على أسنانه لدرجة برزت عروق عنقه پغضب لتتقبل هي كل هذا ببرود مستفز له
ليقول بإنفعال وصوت صارم وهو يرفعها نحوه
أيوة تسكتي لما تشوفيني مع واحدة وأما نبقى لوحدنا تيجي تكلميني وتفهمي الموضوع كله مني مش تسيبي غيرتك تتحكم فيكي ...وبعدين اللي يسمعك منفعلة كده يقول إنك قفشتيني مع واحدة ع السرير عشان تعملي كل ده
أخذت تضحك من كل قلبها عليه وما إن تهدء حتى تعود للضحك مرة أخرى بشكل أقوى مما جعله يمسكها من عضدها وأخذ يقول بضيق من إستفزازها هذا الذي زعزع بروده 
ممكن أعرف بتضحكي على إيه ...
هدأت ضحكاتها بل إختفت تماما ليحل محلها الجدية التامة لتقول بهدوء
بضحك على كلامك
أيمن پصدمة من وقاحتها
نعممم ...
ماهو ده رد فعل طبيعي على كلامك قال قفشتيني قال وهو حضرتك ده لوووو حصل يعني وقفشتك مع واحدة هسيبك كده ...واقف قدامي بطولك كده ...
هتعملي إيه يعني ....قالها أيمن بترقب شديد لرد فعلها مما جعلها تبتسم بتصنع وأخذت تمرر يدها على قميصه وماهي سوى ثانية واحد ومسكته من ياقته ورفعت ركبتها وضړبته بكل قوتها على منطقة وهي تقول بغيظ
هعمل كده..
إنحنى بجذعه الأعلى پألم بمفرط وإحمر وجهه ليجدها تقول بتشفي
عشانننننن تعرف بس إن المۏت علينا حق ...
هههههه وإبقى سلملي ع الشهداء اللي معاك
إعتدل بجسده ونظر لها بۏجع حاول أن يخفيه عن ملامحه وهو يقول پغضب
إنتى قد اللي عملتيه ده ...
كانت تذهب نحو سيارته وما إن سمعته حتى إلتفتت له بإبتسامة شقية وهي تقول تؤ ....مش قده ...أنا أكبر منه
فتحت الباب الخلفي وأخرجت بنطال جينز قصير يصل الى أسفل ركبتها مع قميص سمائي ورمتهم على الباب ثم إلتفتت وأعطته ظهرها وهي تضع شعرها علة احدى كتفيها لتبدء بفتح فستانها ببطئ متعمدة حړق أعصاب الذي يراقبها الذي ظهر عليه التوتر بشده ما إن سقط الفستان أسفل قدميها لتلتفت له وهي تقول بدلع
تصدق الجوا حر أوي ...
أخذت قدميه تتقدم نحوها كالفهد الذي يتربص فريسته 
تتجوزيني .....!!!
لاء ...قالتها دون تردد وجدية مما جعله ينظر لها بذهول فهي لم تفكر حتى ...قطب جبينه بضيق من ردها السريع هذا الذي لم يتوقعه ...حررها من بين يده ببطئ
ثم عاد الى الوراء بخطوة وقال بجمود
ممكن أعرف لاء ليه 
رفعت حاجبها وهي تقول 
و ليه آه
إبتسم أيمن بعدم تصديق وقال
لأنك ببساطة بتحبيني
لتقول سارة بجدية وعن قناعة تامة
وإيه دخل الجواز بالحب ...أنا احبك آه بس أتجوزك بوضعك ده لاء وألف لاء كمان ...أنامعرفش حاجة عنك وعن حياتك الغامضة ...أنا
قولتهالك إني مستعدة
أعيش أيامي ليك بس لما أحس إني بقيت كل حياتك زي ما انتا كل حياتي ...
وإزاي بقا هتحسي إنك بقيتي كل حياتي ...قالها بسخرية ليجدها تضع يدها على وجنته وهي تقول بتمنى نابع من أعماق روحها المشغوفة به
لما تجيلي وإنتا فتحلي قلبك كله ...لما تبقى ليا انا بس لما تجي تحكيلي عن نفسك زي ما أنا حكيت لك عن نفسي بالتفصيل ...بس سيبك من ده كله إنتا بقى هتقدر تكشفلي عالمك بكل عيوبه قبل مميزاته 
..هاا...تقدر ولا لاء
صمت عم على المكان ليقول بتهرب بعد مدة لايستهان بها دلوقتي لاء
سارة بإبتسامة ألم مبطنة حلو...يبقى لما تقدر تعالالي ..ويلا دلوقتي رجعني على ميلانو عشان بكرة عندي شغل
أيمن بمحاولة أن يمحي فكرتها هذه 
نرجع فين إحنا لسة ماشفناش البندقية وااا......
قاطعته بإبتسامة قهر
البندقية ..مدينة العشاق ..طب أتعلم الحب على أصوله بعدين فكر تدخل...مدينة العشاق...!!
قالت الأخيرة بحزن داخلي ولامبالاة ظاهرية لترتدي قميصها ثم صعدت السيارة وجلست على مقعدها بهدوء ليصعد هو أيضا بهدوء بعدما تمعن بها لمدة دقيقة كاملة
ضغط على زر ليعود سقف السيارة بالإنغلاق ثم إنطلق بها ليعود أدراجه ....كان الصمت هو سيد الموقف طوال الطريق وكأنه تم الإكتفاء بما قالوه ...
.......................................
أشرقت شمس الصباح بعد ظلمات الليل الدامس ...
كانت تنام داخل أحضانه بعمق وراحة لم تتوقع بأنها ستحظى بها يوما ما .....قطبت جبينها وأخذت تحرك وجهها بإنزعاج ما إن شعرت ب دافئة تتوزع على ملامحها لتقول بنعاس وكسل
كفاية بقا ياعمتو 
عض وجنتها وهو يقول بمشاكسة 
هي ندوش بتصحيكي كده ...
فتحت عينيها وهي تمسح وجنتها پألم ولكن ما إن وجدته قريبا بهذا الشكل حتى إحمرت وجنتيها بخجل 
صباح الفل يافل
ريهام بخجل
صباح النور 
ده إنتى النور كله ....يا ريهامي
همممم ....همهمت بها بتخدير ليقول الآخربخبث
هي حصلت ل همممم طب أنا جعان ....عايز أفطر 
فهمت مقصده لتقول بدلال وهي ترفرف بأهدابها
هو حد حايشك
يونس بتفكير وحذر
مممممممم أعتبر ده كارت أخضر 
لتنظر له بمكر وتقول
إنتا شايف إيه 
فهم عليها ليبتعد عنها قليلا وقال بغيظ
أنا شايف إني هاخد حتة قفا إنما إيه عنب زي إمبارح لو مشيت وراكى تاني
أنا كمان جعانة ....همست بها بطفولة لينفجر عليها بالضحك وهو يقول
جعانة جعانة ولاجعانة زيى
ريهام بإبتسامة حب وهي تداعب ذقنه الكثيفه
بدلال 
لاء جعانة بجد ...وعايزة أفطر من إيدك
بس كده ....عنيا ليكى ....قالها بهدوء 
ثم نهض وسحبها معه لتقف أمامه وبيده أخذ يعدل خصلاتها الثائرة من أثر النوم وهو يكمل بعبث ...هعملك أحلى فطار بس قبلها لازم تدفعي الحساب
صباحي مارشميلو .....
أبعدت يديه بضيق مصطنع وهي تقول 
قصدك صباحك قلة أدب
يونس بسفالة
وهو في أحلى منه ...بس هيا كلها مسألة وقت وهعلمهولك
ريهام بجهل
هتعلمني إيه 
ضحك عليها من قلبه وقال
هههههه قلة الأدب ياقلبي هعلمك قلة الأدب ده أنا واخد فيها دكتوراة
ريهام بغيظ
ساڤل 
يونس بتأكيد
أووووي ....بس بلااااش تستفزيني وتخليني أوريكي السڤالة اللي على حق ...هاا ...قال الأخيرة وهو يمسك ذقنها ويحركه بمشاكسة لټضرب يده وهي تقول
بطل بقى
يونس بطاعة غريبة
حاضر ياقلبي إنتى تؤمري هبطل يلا بقى ناخد دوش ع السريع كده عشان نلحق ننزل نفطر ...قالها وهو يسحبها معه نحو الحمام
توقفت عن السير معه مما جعله ينظر لها بإستفهام مصطنع
في إيه
نظرت له ريهام بذهول من تصرفاته
إنتا اللي في إيه ...دوش إيه اللي ناخذه سوا ياقليل الرباية
يونس ببراءة لا تمد بصلة لأفعاله
الحق عليا يعني إني عايز أختصر الوقت ياقمر إنتا
ريهام پغضب أنثى 
براا يايونس ....بلاش قلة أدبك تطلع دلوقتي ...صمتت ما إن رأته يريد أن يقبلها إلا إنها رجعت إلى الخلف وهي
تؤشر نحو باب الغرفة بسبابتها ....براااااااا
طيب
تم نسخ الرابط