رواية ادم من 21-26
المحتويات
اتفقنا
وقف آدم مع أحد العاملين بالقرية يعطيه بعض التعليمات عندما وجد سيارة تقف بداخل القرية وتتوجه اليها ساندى وتأمر العمال بتحميل الصناديق الى الداخل .. توجه مسرعا اليها وقال
فى ايه يا ساندى
نظر الى الكراتين التى يحملها العمال ولما مكتوب عليها فصاح فجأة
انتى يا ابنى رجع الكراتين دى العربية
قالت له ساندى بتحدى
لأ مش هترجع بابا اللى قالى أعمل كده
ثم نظرت الى العمال قائله بنره متعالية
دخلوا الحاجة دى جوة
صړخ آدم فى الرجال قائلا
بقولك سيب اللى فى ايدك انت وهو
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انت ايه اللى عملته ده يا آدم .. بقولك بابا اللى قالى أنزل الحاجات دى فى مطبخ القرية
قال آدم بصرامة وعيناه تشعان ڠضبا
أولا اسمى دكتور آدم .. ثانيا أنا قولت لأبوكى انى مش هدخل خمره للقارية تانى
صاحت پحده
وده اسمه ايه ان شاء الله ازاى يعني .. انت عايز تخسرنا ولا ايه
ثم صاحت بسخرية
آه فهمت .. شكلك اتفقت مع عيلة اليمانى علينا .. هما اللى قالولك تعمل كده وتبوظ شغلنا مش كدة .. وانت طبعا مقدرتش ترفض طلب لعيلة حبيبة القلب اللى ماټت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اياكي تجيبي سيرتها على لسانك تانى
أولاها ظهره وانصرف .. حث الخطى لا يدرى الى أين هو ذاهب .. كعادته لم يجد مكان أكثر راحة من الجلوس فوق الرمل ومطالعة البحر أمامه .. تنهد فى ضيق وهو يشعر بأنه أجل كثيرا قرارا لابد من أخذه .. نعم لا يوجد حل آخر .. حاول كثيرا استخدام اسلوب الترقيع لكن ذلك لم يجدى نفعا .. لم يعد هناك حل سوى البتر ! .. نعم مؤلم وصعب وقاسى .. لكن ليس أمامه سواه حتى يتخلص من الداء الخبيث الى غير رجعه !
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لكن آيات أخبرتها
أنا مش عايزاكى انتى لوحدك .. أنا عايزه على كمان
كانت سعادة والدة إيمان غامرة .. أما على بدا قلقا فى البداية الى أن شرحت له إيمان الطريقة التى سيعتمد عليها أصحاب القرية فى ادارتها وخلوها من اى محرمات .. تحمس كلاهما وكان ردهما بالموافقة .
لم يمضى الا اسبوع حتى استعد الجميع لمغادرة القاهرة والتوجه الى العين الساخنة لبدء العمل فى القرية التى تحتاج الى الكثير من العمل الدؤوب والصبر حتى يجنون ثمرة عملهم
وفى اليوم الموعود توقفت سيارة كريم تحت منزل على ثم ما لبث أن تعرف الرجلان وكل منهما يتطلع الى وجه الآخر مستبشرا خيرا .. الټفت الى الجميع وذكرهم بقوله
متنسوش يا جماعة دعاء السفر
الټفت اليه على قائلا
جزاك الله خيرا على التذكير
تمتمت إيمان بدعاء السفر .. أما آيات و أسماء نظرت كل منهما الى الأخرى .. ثم ما لبثت أن قالت آيات ل كريم
كريم قوله عشان مش حفظاه .. قال كريم ببطء
الله اكبر الله اكبر الله اكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون اللهم انا نسالك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم انت الصاحب في السفر والخليفه في الاهل اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل
فرددت الفتاتان الدعاء خلفه .. جلس على بجوار كريم وأخذ نفسا عميقا يعبئ رئتيه بهواء الصباح المنعش وقد ارتسمت باتسامة أمل على ثغره .. شعر بإنشراح فى صده وبفرحة غامرة لإستجابه دعاؤه فأخذ يتمتم بلا كلل
الحمد لله
تشارك الثلاث فتيات فى المقعد الخلفى .. بدت آيات سعيدة ومتحمسة لبدء حياتها العملية وتنفيذ أفكارها على أرض الواقع .. كانت تشعر ببعض التوتر لوجود آدم بنفس البلد .. لكنها تجاهلت ذكراه ووجوده وحذفت أى فكرة عنه من عقلها .. لا يهمها ان كان موجودا أم غير موجود .. تراه أم لا تراه .. لم تعد تشعر تجاهه بأى شئ .. ولن يفرق وجوده من عدمه .. بالنسبة لها هو كالهواء .. موجود لكنه غير محسوس !
أما أسماء فشعرت بالراحة لمغادرة القاهرة وبدء حياة جديدة خالية من المشاكل وعزمت على نسيان كل ما مرت به .. وان كان رغم عنها تشعر بشئ من الحزن والقهر لنسيان أبويها أمرها ..تنهدت فى حسرة ونفضت تلك الصور الحزينه من عقلها وعزمت على ترك الماضى حيث هو .. حانت منها التفاته الى كريم من ثم الى على .. للمرة الأولى تتعامل مع أشخاص بهذه الخصال التى اشعرتها بمزيج من الدهشة والحنق .. نظرت من الشباك ونظرة حائرة فى عينيها
تطلعت إيمان الى الطريق وهى تتساءل أسيكون هذا التغيير فى صالحها أم ضدها .. كانت شارده لا تعرف تحديد مشاعرها .. لا تعرف ان كانت سعيدة أم غير سعيدة .. كل ما كانت تشعر به هو الخۏف .. الخۏف من المجهول .. الخۏف من ألا تتحسن حياتها قط .. وان تظل فى دوامة أحزانها ومشاكلها ولا تخرج منها أبدا .. التقت عيناها بعيني كريم الذى كان يتابع الطريق خلفه فى مرآة السيارة ثم ما لبث أن ابعد كل منهما عينيه بسرعة .. لم تكن سوى أقل من ثانيه .. لكنها أحدثت فى نفس إيمان الكثير !
تطلع كريم الى الطريق أمامه وهو يفكر بحماس فى مشروعه الجديد .. لم يكن هدفه هو العمل وجنى الأرباح فحسب .. بل ما شجعه لهذا المشروع هو فكرته الدعوية التى يتمنى فعلا تطبيقها فى بلده الحبيب مصر .. تمنى أن يجعله الله سببا لتغيير مفهوم الناس عن السياحة .. ولدرء مفاسد الأفكار
لهدامة التى يبثها من أرادوا أن تشيع الفاحشة بين المسلمين عن السياحة وما يجب أن تكون عليه .. عزم على السير فى هذا الطريق ومحاولة انجاحه بكل ما أوتى من قوة .
لحلقة 23
عبرت سيارة كريم بوابة القرية التى كانت تحمل لافته أنيقة كبيرة كتب عليها قرية الماسة .. نظرت آيات حولها تتطلع الى الطبيعة الساحرة .. اتسعت أعين الجميع فى انبهار ولاحت ابتسامه على شفتى كريم وهو يدعو ربه أن يجعل له فى هذا المكان خيرا كثيرا وأن يرزقه السداد والتوفيق .. توقفت سيارته وهبط الجميع .. صاح على بإنبهار
ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله
قالت إيمان مبهورة وهى تتطلع حولها حيث المساحة الخضراء والهواء المنعش القادم من البحر محمل برائحة اليود الذكية المنعشة
ما شاء الله المكان حلو أوى
توجه الجميع الى الداخل .. وبدأ كريم فى استيلام مهامه كمدير للقرية .. اجتمع الجميع فى الغرفة التى اصبحت مكتبا له .. ابتسم كريم ووجه حديثه الى على قائلا
تعالى نتكلم بأه فى تفاصيل الشغل بس الأول عايزين نشوف اقامتنا هتبقى ازاى عشان البنات تروح ترتاح من السفر
قال على بحرج
اللى تشوفه حضرتك
نظر كريم الى كل من على و آيات وقال
فى اقتراحين الاقتراح الأول اننا ناخد 3 شقق جمب بعض واحدة ليك يا على انت وأختك وواحدة ليكي يا آيات انتى وصحبتك وواحدة ليا .. والاقتراح التانى ان أنا و انت يا على نكون فى شقة واحدة .. والبنات مع بعض و طبعا الشقتين هيكونوا جمب بعض
قالت آيات بحماس وهى تنظر الى إيمان و أسماء
أيوة الإقتراح التانى أحسن ياريت نكون كلنا فى شقة واحدة
ابتسم أسماء وقالت
أيوة ياريت أنا و آيات و إيمان نكون مع بعض
نظر كريم الى على وقال
ها ايه رأيك
الټفت على الى إيمان يعرف رأيها فابتسمت له وأومأت برأسها .. فقال ل كريم
خلاص تمام كده .. بس زى ما قولت الشقتين يكونوا جمب بعض
توجه الجميع الى المنزلين الذى اختارهما كريم لإقامتهم .. ترك الفتيات يرتحن من عناء السفر وتوجه هو مع على الى القرية للبدء فى عملهم .. هتفت أسماء بسعادة وهى تجلس على أحد الأسرة
أنا فرحانه أوى القرية تحفة
قالت إيمان مبهورة
تحفة بس دى روعة بجد مكان خيالى
قالت آيات بمرح طفولى
أنا كمان فرحانه أوى .. وفرحانه أكتر ان احنا التلاته مع بعض
ما لبث أن رن هاتف إيمان فأخرجته من الحقيبه قائله بمرح
والله اللمه دى ناقصاكى
تظاهرت سمر بالبكاء وقالت
اهئ اهئ يلا يا وحشه سبتيني ومشيتي
قالت إيمان بحزن
والله العظيم بجد وحشتيني من دلوقتى يا سمر
هتفت آيات بمرح
هاتيهالى هاتيهالى
أخذت منها الهاتف وقالت
سمر حبيبتى وحشتيني
بس بأه يا آيات متغيظونيش .. انتوا التلاته مع بعض وفى العين السخنة وأنا هنا مطحونة فى المستشفى
فى تلك اللحظة دخلت الممرضة لتقول ل سمر
أدخل الكشف يا دكتورة
أشارت لها سمر بأصبعها قائله
لا استنى شوية
قالت آيات بمرح
اسكتى يا سمر المكان رهيب بجد .. لا وايه أنا و اسماء وإيمان نازلين مع بعض فى شقة واحدة
هتفت سمر مغتاظه
بس بأه يا آيات متغيظينيش
ضحكت آيات فالتقطت إيمان الهاتف منها وقالت
أيوة يا حبى
حبك ايه بأه ما نتى ناسيانى وعايشه حياتك .. يلا يا إيمان اقفلى
ضحكت إيمان قائله
والله العظيم وحشانى
قالت سمر بحزن
والله انتى أكتر .. خلاص بأه عشان عيني دمعت وكمان فى كشف ملطوع بره .. هقفل واكلمك بالليل
ماشى يا حبيبتى
قالت إيمان بحزن
سمر هتوحشنى أوى
هتفت اسماء
يا ستى ما
متابعة القراءة