رواية زينب الفصول الاخيرة
الحلقه الثالثه والعشرون
دلفت للداخل تخطي خطوات هادئه عكس ما بداخلها من امور محيره للغايه تنحنحت لعلها تلفت انتباه ذلك الذي يجلس منهمك بأعماله وكأنها نسمه هواء مرت وانتهي امرها ولكنها تراجعت بشهقه حين وجدت نفسها في احضانه تجلس علي قدمه هامسا لها بهدوء ممېت
_حاسس بيكي من قبل ما تفتحي الباب.
عيناه الخضراء الداكنه جعلته أكثر وسامه وأكثر جاذبيهلتتخلي اخيرا عن افكارها السامه وتترك العنان لعيناها ان تتعمق في النظر لخضرته العجيبه تأملها بصمت وهدوء مخيف وهو يراها ساكنه بين زراعيه تنظر له نظرات لوهله ظن انها هيام به تلك القصيره ذات العقل المحدود لا تعلم انها تملك قلبه وكأنها بلعنه لا تزال ابدا ولكن من جهه اخري يعلم انها مازالت لا تحبه ولا فقط معجبه به كما كان يظن في بدايه الامر انه مجرد خجل لعدم معرفتهم ببعضهم جيدا ولكن احساسه كرجل حين تصبح جعله متيقن ان يوجد اشياء غامضه لا يعلمها بعد نظراتها المتفحصه لكل انش في وجهه جعلته مغيب ليميل قليلا يقطف ورده من بستانها بهيام وانسجام تام بينهما.....
_معاكي دقيقه تكوني خرجتي من هنا وإلا متلومنيش علي الي هيحصل واحنا مش في بيتنا يا حبيببتي.
انتفض جسدها وهي تترك قميصه وتنهض مسرعا كمن لدغها عقربه سامه لتتوجه تقف امام مكتبه تردف بتلعثم
_الاكل جاهز....
واسرعت تخرج من الغرفه تحت نظراته المغرمه بها.
_اتفضلو
دلفت نسرين وتابعها نادر الذي صافح يسين بود هاتفا
_انا اسف اني جيت في وقت زي ده بس انا كنت محتاح اتكلم معاك ومع مدام روفان في حاجه ضروري.
روفاننسي امرها تماما حين اخبرها ان تولج للداخل ولا تخرج مهما حدث الا حينما يأتي هو إليها ليشير له من ثم نسرين ان يجلسان
_طيب اقعدو وانا هنادي روفان واجيلكم
وتقدم من غرفتها بخطوات هادئه كأنه يبعث لها رساله خاصه انهم مازالو في أمانطرق الباب عده طرقات خفيفه لتجيب هي بزعر وقلب كاد ان يخرج من مكانه
ابتسامه عاشقه اعتلت ملامحه ليخبرها بصوت منخفض حينما حثم امره في مداعبتها قليلا
_روفان افتحي بسرعه انا يسين
بمجرد ان استمعت لصوته هرولت تفتح الباب لتطل من خلفه بوجهه شاحب للغايه ودموع تلمع في عيناها جعلتها ساحره للغايهاسرع يدلف ويغلق الباب مجددا ليكمل بصوت حاول قدر الامكان ان يكون مرتبك
_روفان مفيش وقت لازم اهربك من هنا.
انسابت دموعها وهي تتأمله بهدوء عكس قلبها الممزق ماذا يقول هل قال انها ستهرب الان ويواجه هو مصير مجرد من الرحمه وبمفرده هل ستتركه ولكن لما لا فهي تعلم وهو ايضا ان ما بينهما مجرد خدعه لهولاء الخونه ولكن لا تعلم انها خدعه لقلوبهم الذي توهمت انها ستدلف وتكون علي حافه العشق من ثم تخرج وكأن شىء لم يكن.
_مش هخرج من هنا غير معاك احنا بدأنا اللعبه سوا يبقا ننتهي منها سوا.
شعور سيطر علي جميع حواسه لا يعي من اين أتي ليسرع إليها يضمها بانفاس متسارعه وكأنها حرب وانتهت بأقل الخسائر لفت زراعيها حوله بتملك لاول مره تشعر به وهي تخبره پضياع
_يسين متسبنيش
ابتعد عنها وهو يضم وجهه بين كفيه هاتفا بحنان
_مش هسيبك يا روح يسين انا معاكي.
منحو فرصه بصمتهم لعيناهم ان تتحدث عن الحب المدفون بينهما ان لم يكن لسانهم يمتلك الجرأه فعيناهم لديهم من الشجاعه من يكفي للبوح عن ما بداخلهم طرقات خفيفه علي باب الغرفه جعلته يتركها ويبتعد عنها يخرج من الغرفه هاتفا
_نادر ونسرين مستنينك بره
رفعت احدي حاجبيها باستنكار هل كان يمزح معها حين جعلها تشعر ان الخطړ يحاصرهم ولكن هل مشاعرها وخۏفها الشديد عليه مزحه بالنسبه له تمكن الڠضب من جسدها بالكامل وهي تخرج خلفه باندفاع
_يسيييين انت ازا....
ابتلعت باقي كلماتها حين وجدته يجلس لجوار نادر ونسرين تقف امامهم تنظر قدومها لترمقه بنظره غاضبه خصوصا بعد ان منحها اخري ماكره وابتسامه مستفزه تعتلي ثغره.
بكت بحرقه وهي تتوسط احضان امها التي تربت علي ظهرها بحنان لتردف من بين شهاقتها
_مش مصدقه يا ماما فرحه ماټت انا اهملتها اخر فتره وسبتها في اكتر وقت كانت محتجاني فيه انا كنت بعيد اكملت بكائها پقهر علي ما توصلت إليه صديقتها التي انتهي عمرها قبل ان تستقبل مولودها السعيد التي تمنت كثيرا ان تلقاه كيف حدث ذلك.
نهض من مكانه يتقدم منها بأسي
_دانه ممكن تهدي ده قدرها
اعتدلت في جلستها تنظر له بعيونها الباكيه التي قصت له الكثير والكثير عن معناتها التي ستكن بها بعد فراق فرحه صديقتها الوحيده لتردف
_مروان ارجوك خليهم يلغو كل ترتيبات الفرح انا مش عايزه فرح.
اكملت بكائها بحرقه بينما وجه مروان انظاره لفارس الجالس بكل هدوء ليومأ بخفه هاتفا
_ده واجب يبني لو عايز نكتب الكتاب وتسافرو بعدها يبقا افضل.
تنحنح مروان بخفه وهو بين الضيق والحيره
_مش هتفرق يعمي طالما دانه هتكون مرتاحه كده.
في ذلك الوقت ولج محمد بصحبه اخاه فارس ليرمي عليهم السلام متوجها لأعلي ولكن سبقه اباه حين هتف
_ايه يا دكتور داخل اوتيل.
زفر پغضب بالغ قبل ان يستدير يردف بهدوء
_راجع من الشغل تعبان وعايز ارتاح مظنش في مانع عند حضرتك.
نهض فارس يتقدم منه بهيبه جعلت الجميع يوجه انظاره إليه پخوف لما سيحدث وخاصه سميه التي اسرعت تقف خلفه خوفا ما تزداد الامور تعقيدا أكثر من ذلك
_تقدر تقولي شغلك ده الي هو ايه.
اجابه باقتضاب
_دكتور
ابتسم بهدوء ممېت عاقدا زراعيه خلف ظهره بشموخ
_انا عارف انك دكتور بس دكتور ايه بقا دكتور خړاب بيوت
اظلمت عيناه وهو يضغط اعصابه حتي لا تفلت منه ويفعل شىء بالتأكيد سيندم عليه ليردف بكل وقاحه
_اه وهعمل ما بدالي علشان ارجعها للبيت ده تاني
احيانا تكون السيطره علي المشاعر هي اسوأ احساس علي الاطلاق حاول التحكم بذاته بدلا ان يصفعه حد المۏت ذلك الابن المتمرد منذ الصغر ولكنه تمالك لوجود مروان والجميع هاتفا
_اطلع من قدامي يا دكتور احسلك
اكمل طريقه پغضب بالغ وهو يقسم بداخله انه سيجعل الجميع ينال عقابه علي ما ارتكبوه في حقه وكيف انهم فرقو بينه وبين محبوبته بطريقه لا يتقبلها اي شخص عاشق ولكن عن اي عشق يتحدث وقد تركها والدموع تملئ حياتها ولكن قريبا ستكون له وسيجعلها تنسي تماما ما ارتكبه في حقها.
شرعت في تناول طعامها بهدوء تام استغرب له بسام فهو يعلم انها ثرثاره وعن تجربه فدائما ما كانت تخبره بمواضيع عده وهي تجلس معه علي المائده تتناول طعامها بحماس ولكن
لما تمكث كالصنم ونظراتها تتجاهله كاد ان يدوم ذلك الصمت الملل لولا بسام الذي هتف متسائلا
_في حاجه يا زينه انتي كويسه
رفعت عيناها تدريجيا وليتها لم تفعل فكادت عيناها من الاختفاء لحمرتها وكأنها ظلت سنوات تبكي لتردف بخفوت
_مفيش بس افتكرت اهلي و... انسابت دموعها بحريه لكذبتها التي رمت بها حتي تستطيع الاڼهيار امامه ليزداد بكائها بحرقه فعن اي اهل تتحدث واي دموع تنساب لأجلهم بل ذلك لأجل قلبها الذي يتألم وكأنها بحفره تحاوطها النيران من كل اتجاه.
اسرع يقترب منها وهو يردف
_زينه اهدي قريب انا وانتي هنروحلهم
مسحت دموعها پعنف وسط ابتسامتها المتهكمه
_وهنروح نقولهم ايه دي بنتكم وانا الي عطفت عليها وقعدتها في بيتي.
تملك منه الڠضب وهو يجيبها
_عطف ايه ده ايه الكلام الي بتقوليه ده يا زينه
نهضت تقف مقابله له تصرخ باڼهيار
_قولي انا عايشه معاك هنا بصفتي ايه مش انت بردو بتعطف عليا علشان صعبت عليك ثم هدأت قليلا مكمله
_ولا في سبب تاني.
كلماتها كانت له رساله هامه كان يجب ان يكون علي علم بها من بدايه الامر ولكن بعد فوات الاوان ماذا يجيبها الأن يعترف انها نسخه من زوجته لذلك سمح لها بالبقاء معه ام يعترف له انها نجحت في ان تجعله متعلق بها ويريدها دائما كل تلك الافكار التي كانت تتعارك داخل عقله جعلته يهتف بثبات انفعالي
_انا وانتي هنتجوز يا زينه يلا قومي معايا.
جذبها من معصمها ولكنها أبت ان تتحرك معه هاتفه
_سيبها دلوقتي يا بسام عيد ميلادي قرب اتمني يكون يومها علشان يكون احلي يوم في حياتي.
ترك معصمها وهي يرفع انامله يزيل دمعاتها هاتفا
_زي ما تحبي المهم مشوفش دموعك ممكن
أومأت له بهدوء عده مران متتاليه وهي تقسم بداخلها علي نهايه تليق به وبخدعته لها.
مالت تحتضنه من الخلف هامسه له بحب
_لسه ده كلو بتشتغل
أمسك بكفها يسحبها إليه حتي اصبحت امامه ليردف حين قبل وجنتها بشوق جارف
_وحشتيني اووي
_فارس انا بقول انك تفكر تاني في موضوع الشقه
سحب نفس طويل تعمق به قليلا من ثم زفره بضيق ألا يكفي ما به
_اسراء حبيببتي احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقولتلك مينفعش اننا نسيب الفيلا ماما مش هتستحمل.
اكملت بدلال حين عاودت احتضانه
_طيب يا فارس انت وحشتني بقيت تيجي متأخر وتمشي بدري.
رفعها عن احضانه وهو يردد بضيق
_اسراء ايه الي صحاكي
عبثت ملامحها وهي تخبره بحزن بدي عليها
_زعلان اني صحيت وجيت اشوفك بدل ما اكون وحشاك وانت كمان الي تصحيني
كان يود لو يفعل اكثر من ذلك لكن ضميره لا يطاوعه يشعر بنيران لخيانته لتلك الجميله ملكه قلبه وعقله جميلته التي قضي ايامه يحبها بصمت من بدايه مشواره يتذكر حين قابلها بالجامعه وكيف اعجب بها من اول نظره وعزم علي ان تكون ملك له وها هو يخون كل ما بينهما ويخطأ خطأ سينهي ما بينهم للأبد فهو يعي جيدا ان علمت فقد تذهب دون عوده سحب نفس للمره التي لا يعرف لها عدد وزفره بحصره
_اسراء انا عايزه اقولك حاجه بس توعديني تسمعي للأخر وكمان تفهميني.
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب تحثه علي اكمال حديثه الغامض ليكمل
_انا.....يتبع
حلقه الرابعه والعشرون
خرجت من منزل ورد بعقل ضائع مشتت لما حدث قبل قليل افكارها كلها تتجه نحو اسلام زوجها و مشاعرها الجارفه التي اصبحت علي حافه الهلاك والوقوع في عشقه ولكن عقلها الذي صدع كالمنبه الغليظ جعل صورته تتمثل امامها بهيبته وملامحه الوسيمه ذاك معشوق الطفوله كيف لها ان تنسي عشقه الذي عذبها منذ الصغر تغاضت تماما