رواية زينب الفصول من 17-19

محدش طايقلي كلمه ليه من الصبح
_مين قال كده ده حتي كلامك من حلاوته محدش بيقدر يبلعه
استدارت رقيه لتجد محمد يقف خلفها مباشرتا ينظر لها نظره من الصعب تحديد ملامحها هل هي اشتياق ام حب ام كره ام ماذا لتردد ازيك يا محمد
محمد وزفر بعمق قبل لما اشوفك ولا بعد
_لا قبل ولا بعد يا محمد بيه احنا بنطمن علي صحتك مش اكتر
تقدم اسلام الذي هتف بتلك الكلمات من رقيه يضم كتفها له مكملا الف مبروك لاخت حضرتك دانه هانم
ابتسم محمد بمجامله ليردد الله يبارك فيك يا اسلام بيه اتفضل ده انت نورتنا 
امتلأ الجو بالتوتر والضيق لتهتف رقيه فور ان ساد الصمت بينهم وتحدثت نظراتهم يلا يا اسلام نروح نقعد معاهم ونسلم علي عمي 
تحرك اسلام معها بعد ان رمق محمد بنظره اخيره يخبره بها انه لن يتركه وسيعود له مره اخري بينما الاخر تسمر مكانه وهو يراها تذهب معه غير عابئه به ولكنه توعد في داخله ان ينهي ذلك الزواج وعن قريب
طرق البيت طرقات قويه متتاليه لتركض الاخري هاتفه بتوتر وخوف بالغ م... مين 
هتف زين بتهكم من خلف الباب ونبي يا عروسه الغفله لو خلصتي اطلعي علشان عريس الغفله عايز يقعد معاكي شويه و....يتبع
التاسعه عشر م
دلف للغرفه بهدوء غير عادته ليجدها تجلس امام المرأه تضع لمساتها الخاصه قبل هبوطها للأسفل احتفالا بتلك المناسبه الصغيره إلا وهي طلب مروان ليد دانه
رفعت عيناها للمرآه لتقابل عيناه مباشرتا انتفضت من مكانها مسرعه تركض له 
فارس كل ده فين خضتني عليك اتصلت بيك كتير مردتش 
فارس بهدوء ممېت وملامح جامده 
منا بعتلك رساله
اسراء بضيق 
ايوا انت بعتها لسه من ربع ساعه ده انا مكنتش قادره البس وانزل ولا اعمل حاجه من خۏفي عليك ولما بعتلي المسدج اطمنت شويه ولبست ايتن وبلبس اهو علشان ننزل
فارس باختصار 
كويس
كان ليذهب ولكنها اسرعت تمسك بكفه بين كفيها الاثنين هاتفه 
فارس انت كويس
نفس عميق اخذه ليكتمه بداخله قليلا من ثم يفرج عنه هاتفا 
تعبان شويه يا اسراء وعندي مشاكل كتير اووي في الشغل
ابتسمت وهي تميل بجسدها لاحضانه من ثم تلف زراعيها حول عنقه 
متقلقش يا فارس يا حبيبي كل حاجه هتتعدل وتبقا تمام اهم حاجه متزعلش نفس
رفع يداه بعد تردد كبير منه وعانقها بقوه ليخبرها بهدوء 
انا اسف بجد اسف والله كان ڠصب عني مش عارف عملت كده ازاي
كان علي حافه الاڼهيار والاعتراف بكل شىء ولكن مسرعه ابتعدت عنه هاتفه 
ولا يهمك يا حبيبي المهم انك بخير انا بس خۏفت يكون حصلك حاجه يلا دلوقتي ادخل غير هدومك وتعالي علشان ننزل اختك جايلها عريس لازم نكون تحت
ابتسم بخفه وهو يخطي خطوات هادئه بتجاه خزانه ملابسه بينما اسراء اسرعت تجاه ايتين الصغيره حين اجشت في بكاء مرير أثر ټأذي يدها بلعبه امامها بسبب انشغال اسراء عنها للحظات مع فارس لتتفحص يدهاا تطمئن انها بخير طابعه قبله صغيره فوقها هاتفه 
خلاص يا حبيببتي متعورتيش وشويه والۏجع يروح متعيطيش بقا.
دلف امير وخلفه اروي للغرفه التي تمكث بها فريده بعدما سمح لهم الطبيب بعد ان اخبرهم انها استعاده وعيها صرخه مكتومه خرجت من بين شفتاها وهي تنظر لأمير الذي يقبل عليها بوجهه وملامح متلهفه لرؤيتها هاتفا بنبره حاول ان تكون هادئه لا تزعجها 
فريده حمدالله علي سلامتك يا حبيببتي
نظراتها كأنها تشفق عليه تشفق علي حبه الذي ضحت به دون ان يرف لها جفن ملامحها تحمل الكثير من كلمات الاعتزار والإلحاح بالسماح ولكنها صوبت نظرها لأروي التي تنظر لها بشك فادح ظهر علي حركات عيناها المزعوره التي تتفحص فريده تاره وتاره اخري تتفحص امير استجمعت عده كلمات لتردف بهم 
انا كويسه تعبت بس شويه في الشغل امبارح
خرجت اروي عن صمتها وهي تتقدم من الفراش الماكثه عليه تردف 
حمدالله علي السلامه يا فريده
لا تعي اين تهرب من نظرات من حولها تريد البقاء بمفردها لا تريد نظرات اروي التي تخبرها بها انها تعلم ولو القليل عن حقيقه ما حدث ولا نظرات امير المشفقه عليها يالله انشطر قلبها بين نظراتهم تود لو تصرخ بهم بأن يخرجو من الغرفه يذهبو ولا يعودو مره ثانيه الي حين استعاده نفسها التي هلكت ولا تعلم متي قاومت حتي اعتدلت في جلستها لتهتف بضيق 
انا عايزه اروح من هنا لو سمحتو
أومأ امير بتفهم قائلا 
ماشي يا فريده انا هروح اشوف الدكتور يكتبلك انصراف وهرجعلك
انصرف امير فور تفوهو بأخر كلماته لتقترب منها اروي بنظراتها القاتله لتهتف پعنف وانفاس حاره متلاحقه 
بقولك ايه يا اروي مش وقتك خالص
اروي بحزم مقتضب 
لما نروح نتكلم يا فريده
حركت الطعام في طبقها وهي تصوب نظراتها علي ذلك الباب المغلق منذ ان اتت الي هنا لتهتف بهدوء 
هي الاوضه دي فيها ايه يا بسام
في ثوان كانت كل نظراته التي كانت تلتهم الطعام كفمه المليئ أثر جوعه الحاد بعدما ظل بعيادته فتره طويله يعمل دون استراحه ولو لدقائق صوب انظاره بتجاه الغرفه ثم اليها ليردف حين فكر جيدا 
دي اوضه فيها حاجات قديمه وغاليه عليا شويه
زفرت بوهن وهي تنظر لعيونه التي بدأت الحيره ان تحتلهم ساد الصمت كثيرا وكان ليدوم أكثر لولا زينه التي هتفت علي غفله 
بسام انا عايزه اشتغل يعني بدل قعدتي دي طول النهار لتكمل حين ضحكت بخفه 
ممكن تشغلني مساعده عندك علي فكره
ذكريات قاتله غزت قلبه قبل عقله يتذكر ذلك المشهد جيدا حين اخبرته زوجته المتوفاه بتلك الكلمات والذي قابلها بكلمات ساخره لانها لا تقوي علي اي عمل فهي بالكاد تعد له الطعام وحين ملت من اقناعه اخبرته ان يأخذها مساعده له في عيادته وانها تتعلم بسرعه وسهوله وهو يعلم كذلك ليزداد هو بالضحك هاتفا 
الحاجات دي لناس كبيره مش ليكي يا انتي يا روزه قلبي
عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله في حيره 
رزه ايه
حركه سريعه منه برأسه وكأنه يستفيق من حلم ما هاتفه بضيق 
مقصدش يعني اقصد ان الحاجات دي محتاجه خبره وبعدين انا عندي ناس مينفعش امشي حد يا زينه
لم تقتنع بإجابته المثاليه هذه ولكنها فضلت الصمت وان تتغافل عن هذا الموضوع فهو غير ملزم بها فإن ارادت عمل فلتعمل.
قطع الصمت المريب بينهم رنين هاتف بسام ليرد مسرعا حين وجد ان المتصل صديقه إيادعلي الفور خطڤ منديل يزيل اثر الطعام الذي علق علي اصابعه ليجيب بلهفه 
ايه يبني لسه فاكرني
في لحظات تحولت ملامح وجهه من المرح للعبوس ليهتف سريعا حين نهض يلملم اشيائه يستعد للخروج 
انا جاي فورا
سبقته زينه تناوله الجاكت الخاص به حين لاحظت سرعته الغير معتاده هاتفه 
في حاجه حصلت
ردد بنبره سريعه 
مرات صاحبي تعبانه شويه ولازم اروح دلوقتي حالا
ليخرج من الباب قبل ان تزيد زينه كلمه واحده بينما الاخري تابعت ذلك بتأفأف وقبل ان تذهب لطاوله الطعام تجمعها نظره اخيره رمقت بها الغرفه بضيق بالغ لتبدأ بعدها بجمع طاوله الطعام واعاده كل