رواية جديدة من 14*17
بيجاد الباب بقدمه في قوة هائلة ..
قال بيجاد بشئ من الإضطراب والقلق من أن يكون قد أصابها شئ ما بسبب هذا المختل
_ أيلين! إنت كويسة
أومأت له بالموافقة وسرعان ما تجمعت الدموع بمقلتيها من الذعر إقترب بيجاد رويدا من مراد وصاح عاليا وهو يهتف به
_ سيبها وتعالي إتعامل معايا أنا!
أفلت مراد ضحكة عالية من بين شفاهه وقال في لؤم ونبرة إستخفاف
ركض بيجاد مهرولا ناحيته وأمسكه من تلابيبه وظل يكيل له الضربات دون مقاومة منه مما وقع مراد أرضا إلتفت بيجاد ناحية أيلين حتي يطمأن عليها ..
وتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن!
نصل سکين حاد زرع في ظهر بيجاد العريض وضحكات متتالية مچنونة من نصيب مراد .. ظل يدور بالسکين في جسد بيجاد دون رحمة .. صړخ بيجاد حتي إحمر وجهه وبرزت عروق وجهه بغزارة ..
جاء ضباط الشرطة و إمتلئ المكان بهم وظهر من خلفهم آسر بملامح واجمة فصدمات اليوم ليست بخفيفة عليه ..
ما إن رأي صديقه بيجاد دب القلق في أوصاله وإتجه ناحيته مسرعا في تلهف واضح وحاول حمله علي ذراعيه ..
هرول آسر ومعه بيجاد وذهبوا للمستشفي ولم تكف أيلين عن البكاء الهستيري .. وتبعتهم للمستشفي ..
خرج قاسم من الحمام هو وزوجته وكان سيشاكسها لولا انه وجد هاتفه يعج بالرسائل الكثيرة التي تتوالي دون هداوة ..
تشنجت عضلات وجهه وذهب سريعا وإرتدي ملابسه حتي يري ما يحدث بالخارج ..
عقدت سارة حاجبيها في عدم فهم وإستفسرت قائلة
_ قاسم رايح فين!
قال وهو يرتدي بنطاله في عجالة
قالت وهي تقف مباشرة أمامه وتسائلت بزرقاوتيها
_ فين يعني
تسلل من جانبها وقام بإرتداء قميصه وإستطرد بجدية وهو يغلق أزراره وبنبرة لا تحتمل النقاش
_ رايح للمستشفي ومتسأليش في إيه عشان معرفش!
ركض خارج المنزل وهو يرتدي كل حذاء علي حدا ..!
كانت فرح بالمستشفي عند دينا وتركها آسر بسبب ظرف غامض لم يوضحه لها ..
لا تعلم فرح متي هبطت دموعها في غزارة دون توقف فمريض الإنفصام لا يعلم ماذا يفعل و يشعر بإنتقاض فظيع في تصرفاته وتحركاته يشعر بالإكتئاب الشديد .. ومعظمهم يحمل ميول إنتحارية فلا تستعجب كثيرا ..
كيف لم تشعر بأن دينا تحتاج لمن يرعاها ويستمع لشئونها المرتبكة والمختلطة .. كيف لم تكن لها صديقتها المقربة
لم تستطع الوقوف أكثر وهاتفت والد دينا حتي يأتي ليودع إبنته ...
من منا لا يخطئ كلنا شياطين في قصة شخص ما ! لم نولد بأجنحة كالملائكة فلذلك لا تلوم الأخرين علي فعلتهم طالما لم تكن بمكانهم! دع الخلق للخالق .. بقلمي نور
ذهب قاسم للعنوان الذي أرسله آسر له في رسالة نصية .. ما إن دخل للمستشفي وجد آسر و آيلين يجلسان في توتر وقلق ..
إتجه ناحيتهما وألقي التحية علي أيلين و غمز لآسر حتي يأتي ويتحدث معه..
بالفعل جاء آسر ووقفا بعيدا عن أيلين .. رمقه قاسم بنظرات إستفسار .. فتحدث آسر وقص عليه الأحداث
_ أنا مش عارف ايه اللي حصل لقيت رسالة مبعوتالي من بيجاد فيها عنوان بيت أيلين وبيقولي فيها إني أجيب ظباط معايا روحت لقيت شخص معاه سکينة وضړب بيجاد في ظهره وصلت في الآخر وأيلين حالتها النفسية صعبة مش قادرة تحكي حتي الظابط فشل إنه يقنعها إنها تقول حصل إيه وقالهالم تروقي لازم نعرف وخليتني أوصلها هنا علطول ..
إشرأب قاسم بعنقه حتي يري حالتها ثم عاد بأنظاره إلي آسر .. وضع يده علي كتف آسر وقال له
_ روح إنت شكلك تعبان وأنا قاعد هنا لحد أما أشوف هيحصل إيه
رفض آسر في البداية ولكن أرغمه قاسم علي الذهاب ..
ذهب آسر وهو يؤكد علي صديقه بأن يهاتفه إذا حدث خطب ما ..
وجلس قاسم بجانب أيلين حتي تطمئن وإنتظروا خروج الطبيب..
ذهبت فرح لبيتها من شدة التعب وجدت أهلها جالسين مع شخص ما ويبدو عليه شخص مهم ..
لم تعطي للأمر إهتمام وكانت ستذهب لغرفتها ولكن صوت والدتها إستوقفها
_ تعالي يا فرح سلمي علي الضيوف ..
بالطبه والدتها لم تعرف بخبر وفة دينا ولو حتي عرفت لن تأبه كثيرا فهي علي أية حال لم تحبها ..
ذهبت ناحيتهم ونظرت إلي الضيوف وجدته الصيدلي الذي إستوقفها ذات مرة حتي يخبرها عن حقيبة دينا ..
هب واقفا ومد يديه لمصافحتها نظرت ليده قليلا ولم تصافحه ..
نظرت لها والدتها نظرة ڼارية أجبرتها علي مصافحته .. جلست وهي تشعر بأن قلبها ېتمزق فحاډثة دينا لم تكن سهلة عليها ..
قالت الوالدة في حبور
_ الصيدلي طارق بيتقدملك يا فرح .. وبيقول مفيش أنسب منك عروسة!
تسارعت ضربات قلبها ورمشت بجفنها عدة مرات حتي تستوعب ما قالته والدتها ..
وجهت أبصارها ناحيته وجدته يبتسم في خجل هبت واقفة في مكانها وقالت بنبرة تشبه صقيع الثلج
_ بس أنا مش موافقة!
لم تستمع إلي الرد بل ركضت إلي الباب وخرجت خارج المنزل ..
نزلت سريعا وقامت الوالدة في الصياح عاليا والصړاخ عليها فعرض طارق مساعدته بأن يركض خلفها ولم تمانع الوالدة ..
ذهب خلفها وظل يركض وراءها حتي يهدأها ولكن ظلت تركض وتركض ..
جحظت عيناها عندما وجدت آسر يقف بعيدا وسيستقل سيارة الأجرة ..
ركضت بأقصي سرعة ممكنة وإتجهت ناحيته .. ووقفت أمامه ..
فزع آسر وظن أن هناك خطب ما بها ولكن وجد شخص يهاتفها وينادي بإسمها .
نظر آسر في الناحية الأخري ورأي رجلا يركض ناحيتهما ..
وضعت فرح يديها علي وجه آسر وأدارته ناحيتها وإشرأبت بقدميها حتي تستطيع الوصول إليه لطول قامته بالمقارنة معها ..
ناهيك عن حالة آسر التي كانت قاب قوسين أو أدني .. وشعر بمشاعر غريبة ومختلطة وشعر أن دماؤه قد تدفقت بغزارة في أنحاء جسده كلها .. شعر بالقشعريرة تسري في جسده.
جحظت أعين الصيدلي بشدة وتمني لو أن الأرض تنشق وتبتلعه ..
إبتعدت فرح بوجهها الأحمر من الخجل وقالت بصوت مهتز
_ أنا .. أنا مش هينفع أتجوزك يا طارق ع.. عشان أنا متجوزة .. اا.. آسر!!!
كل ذلك وسارة جالسة علي أحر من الجمر ولا تعرف ما أصاب زوجها ولكن دعت أن يكون بخير ..
خرج الطبيب من غرفة علاج بيجاد بملامح مؤسفة ..
وقام بطرح سؤال علي أيلين قائلا بإستفسار
_ حضرتك زوجة بيجاد
قالت أيلين في فتور
_ لا .
قال قاسم في صوت رجولي ونبرة قلقة
_ ممكن أعرف بيجاد عامل إيه
قال الطبيب في أسف
_ إصابة بيجاد كان في أحد أماكن
تواجد النخاع الشوكي .. وللأسف أي إصابة هنا بتكون في قمة الخطۏرة علي حياته ..
أردف الطبيب في شرح وتوضيح
_ بيجاد أصابه شلل سفلي!