رواية جديدة من 14*17

موقع أيام نيوز

جذب الأب سارة من شعرها وجرها خلفه في عدم رحمة أو حتي من باب الشفقة علي صړاخها ونحيبها العالي ..
كان أهل القرية ينظرون في
عدم تصديق لما يحدث وظلوا يستامرون فيما بينهم ويتساءلون عما حدث ولكن لم يعلم أحد سوي أن سارة الآن أصبحت مطلقة ..
وقف قاسم مستندا بجسده علي الباب يشعر بضيق في صدره مما حدث ولكن لم يكن ليسلم من قرار الأب وصرامته ..
هاتف أصدقاؤه بيجاد و آسر حتي يجد حل سريع فهو لن يتحمل ما حدث ..
وجد أهل القرية ينظرون إليه ويتبادلون الحديث فيما بينهم ... فڠضب أكثر وقال بصوت جهوري أفزعهم 
_ واقفين كدة ليه ما كل واحد يشوف مصالحه!
تخبط الناس في بعضهم وذهبوا ركضا وخوفا من مظهر قاسم الغاضب المتذمر ..
جاء آسر بعد نصف ساعة من إتصال قاسم له .. ولكن لم يستجيب بيجاد ولم يرد علي هاتفه..
دلف آسر داخل المنزل فقد كان الباب مفتوحا علي مصراعيه وهذا ما جعله يتساءل ..
وجد قاسم يجلس علي مقعد بجانب الباب واضعا رأسه بين كفيه ناظرا إلي الأرض في قلة حيلة ..
اقترب منه آسر ووضع يده علي كتفي صديقه .. نظر له قاسم وقال بسرعة 
_ أخيرا جيت أنا واقع في مشكلة ..
عقد آسر حاجبيه في تساؤل وقلق قائلا 
_ إيه اللي حصل 
أخبره قاسم بكل ماحدث وكانت تعابير وجهه ما بين الصدمة و الضيق والڠضب فكيف لأب أن يجبر إبنته علي الزواج في البداية ثم يجبرها علي الطلاث في النهاية وكل ذلك كانت سارة ضحېة معتقدات فاشلة و خطأ.
قال آسر بتركيز وكأنه وجد الحل الذي سيصلح هذه الورطة 
_ قاسم!! الطلاق دا مش صح هي لسه علي ذمتك!
قال قاسم في تساؤل 
_ فهمني أكتر!
قال آسر وهو يعتدل في جلسته وقال بتوضيح وشرح لصديقه 
_ شوف الطلاق كان تحت ټهديد وإجبار.. و دا ميعتبرش طلاق! .. فهي لسه علي ذمتك وتقدر تاخدها علطول من غير أي حاجة بالعكس انت اللي معاك الحق ..
قال قاسم في ڠضب 
_ أبوها جامد تفتكر لما هروح أقوله كدة هيديهالي بسهولة!
قال آسر في تفكير 
_ تااهت ولقيناها ! نجيب شيخ وهو هيظبطلك الدنيا .. اقولك! سيب الحوار دا عليا..
بالفعل نهض آسر من مكانه وذهب سريعا وجلب شيخ من معارفه ..
فقال الشيخ في مزاح 
_ دايما بتجيلي يا آسر وإنت وراك مصېبة! إشجيني..
قال آسر في مرح 
_ شوف يا عم الشيخ عندنا طلاق تحت الټهديد وعايزينك تحل الموضوع دا عشان أبوها جامد ومش بيتفاهم غير بالسلاح ..
قال الشيخ وهو يتصنع الخۏف 
_ يا نهار شوف يا آسر إنت حبيبي بس أنا ورايا مشوار كدة ومينفعش أسيبه .. يلا صحبتك السلامة!!
أمسكه آسر وقال بجدية 
_ لا والله ما هينفع لازم هتيجي معايا دا جوزها قاعد علي ڼار ..
قال الشيخ في مزاح 
_ طب ما تخليه يقوم وإحنا نطفيها ..
قال آسر بضحك 
_ مش وقته ألشك دا خالص!
بالفعل ذهبا لبيت قاسم وإصطحبوه إلي بيت سارة وطرقوا عدة طرقات ..
فتح الآب الباب وما إن رأي قاسم حتي أصدر صوت هائج 
_ إنت مش طلقتها وخلاص ما عادتش في عصمتك جاي ليه تاني دلوق !
قال الشيخ في جدية 
_ الكلام يكون معايا أنا . الطلاق تحت الټهديد بلا سبب شرعي دا باطل!
قال الأب في صوت جهوري عالي 
_ وهو مش حرام إن الأستاذ اللي معاك دا يكون متجوز بنتي وميدخلش عليها وبعد كدة سيرتها تبقي علي لسان كل من هب ودب ..
قال الشيخ في هدوء ورزانة 
_ مش يمكن إبنة حضرتك هي اللي خاېفة أو كانت محتاجة شوية وقت وكمان كل شئ يحصل بالتراضي وليس بالقوة 
صمت الأب قليلا فأردف الشيخ 
_ طالما بنتك ما إعترضتش علي دينه وخلقه ومفيش سبب شرعي يبقي حضرتك الطلاق باطل .. وأستسمحك تقعد مع قاسم وتفهم منه عدم دخوله عليها ..
أفسح الأب لقاسم مجالا للدخول وأومأ له بالدخول .. دلف قاسم وجلس ينتظر قدوم الأب .. صافح الأب الشيخ ثم ذهب الشيخ مبتعدا عن المكان ..
جلس الأب وقدمه تهتز من الڠضب وحاول أن يتمالك نفسه ..
حمحم قاسم حتي يجد صوته ثم قال في صوت خشن 
_ عايز أعرف حضرتك عملت كدة ليه
نظر له الأب في ضيق وقال 
_ بكرة لما تخلف عيال هتعرف أنا ربيت بنتي كويس وكان نفسي تطلع أحسن بنت في الدنيا .. انك متدخلش عليها المدة ديه كلها يبقي بنتي فيها حاجة غلط وسمعتها هتبقي علي كل لسان عندنا في القرية.. لسان الناس مبرد .. بيبرد مشاعرك وكرامتك .. عايزني أسكت ازاي لما عرفت الخبر دا
قال قاسم في هدوء وشابك يديه ببعضهما 
_ بنتك لسه صغيرة أنا مرضتش أخليها تفقد برائتها كان نفسي تكبر معايا وتعرف الصح من الغلط انت جوزتها صغيرة وبالإجبار وهي ما إعترضتش لكن سيبها تشوف قرارتها بعد كدة .. الناس كدة كدة بتتكلم المهم انت عارف بنتك عاملة ازاي
قال
الأب بتأنيب ضمير 
_ هي كانت خاېفة منك طب هي اللي منعتك صوح
قال قاسم برفض 
_ لا أنا اللي حبيت أديها مساحتها تكبر وتفهم .
قال الأب بحزن شديد 
_ متزعلش مني يا قاسم أنا اتولدت علي العادات ديه ونشأت عليها .. بس ربنا وقف معايا وجابلي راجل زيك موثوق فيه ..
ثم وقف فجأة وامتدت يده ناحية قاسم ليصافحه قائلا 
_ تقدر تاخدها يا بني وتعوضها عن الظلم اللي شافته معايا ..
إحتضنه قاسم في براءة .. فإبتسم الأب في صدق وربت علي ظهر قاسم في حنان أبوي..
ذهب قاسم خارج المنزل فأوقفه الأب قائلا 
_ سارة هنا في الأوضة اللي فوق يا ابني!
قال قاسم في مكر 
_ ما أنا عارف!
لم يفهم الآب ما يرمي إليه قاسم ولكن تركه يتصرف علي طبيعته ..
ذهب قاسم تحت شرفة المنزل وبالتحديد تحت نافذة سارة وجلب سلم طويل .. ووجهه بالضبط عند نافذتها ..
صعد اخيرا وجدت النافذة مفتوحة فقام بدفعها بقوة ثم هبط بطوله في الغرفة ..
في ذلك الوقت كانت سارة تبكي علي الفراش وتولي ظهرها له .. نظرت بأعين دامعة ومنتفخة ناحية الصوت وظنت أن والدها سيبرحها ضړبا ولكن تفاجئت بوجود قاسم .. قفزت من علي الفراش وذهبت ناحيته وتعلقت بعنقه ورفعت قدميها في الهواء من الفرحة 
توقف ثم أنزلها علي قدميها ونظر إليها قائلا 
_ آسف.
قالت في تعجب ومسحت دموعهت بأناملها الصغيرة 
_ إنت بتتأسف علي إيه إنت كنت بتحافظ علي علاقتنا بس بابا ...
قال في هدوء بالغ 
_ خلاص كل حاجة إتحلت وهترجعي معايا البيت ..
دهشت وقالت في صدمة 
_ إنت بتقول إيه
قال قاسم مقتربا من وجهها بطريقة خطېرة 
_ اللي سمعتيه!
إبتعدت بوجهها وقالت بتلعثم وهي تتراجع بقدميها للخلف وهو مستمر في التقدم 
_ ااا... طيب .. كويس .. قصدي .. الحمدلله
وجدت شئ صلب خلفها وأيقنت أنه الحائط .. وفي ثوان كان قاسم يحتجزها بيديه ومحاصرا إياها ..
رفع إحدي
تم نسخ الرابط