الثار
المحتويات
متعلقين ببعض ازاي
رفعت فريدة عينيها بملل من حديثها فأردفت سعاد قائلة
_ عموما إنتم مقرى فاتحتكم من وانتوا صغيرين يعنى هو في حكم
خطيبك دلواقتي فاضل رجوعة علشان نتمم الموضوع رسمي
عقدت فريدة حاجبيها پغضب وصاحت بسعاد بحدة
_ مخطوبين إيه وبتاع إيه يا أخي ديه ده
لاحظت ليلى تغير ملامح فريدةو عصبيتها فخاڤت أن يتطور الحوار بينها و بين والدتها وهي تعلم صديقتها جيدا فقالت لسعاد بترفق
عقدت فريدة ذراعيها أمام صدرها و قالت بضيق
_ لا يا ستي بسبب سي أدهم و مش عاوزة حد يجيب سيرته قدامي تاني صعبة دي
وضعت ليلى كفها علي فم فريدة و دفعتها لغرفتها وأغلقت ورائهم الباب وصاحت بها قائلة بحدة
أجابتها فريدة بضيق و هي تسحب كرسي مكتبها و تجلس عليه بإندفاع
_ ما هي اللي ضايقتني يا بنتي قال مخطوبين قال
جلست
ليلي أمامها علي فراشها و قالت بهدوء
_ يا بنتي مامتك بتتكلم من الواقع و انتي عارفة عادة اهل الصعيد كلمتهم واحدة
_ ده بقاله أربع سنين في أوروبا عارفة يعني ايه يعنى عرف ستات بعدد شعر راسه قوم لما يرجع يلبسوه فيا بالعافية كرامتي لا تسمح طبعا
ضحكت ليلى ضحكة عالية وقالت بخبث
_ قولي بقا كده انا فهمت كل حاجة دي غيرة مش موضوع كرامة
ابتلعت فريدة ريقها و حلت عقدة شعرها تخفي بها توترها و قالت
وكزتها ليلي في ذراعها و هي تطالعها پغضب وقالت بتحذير قوى
_ شکلی کده هطلبلك الإسعاف يا حلوة علي طولة
لسانك
تأوهت فريدة من وكزها المؤلمة و مسدت ذراعها و قالت بإبتسامة رائقة
_ أه إيدك تقيلة يا ساتر عليكي اللي يشوف عنيكى الزرقا دي وشعرك البنى الطويل اللي إنتي فرحانة بيه ده ما
مطت ليلى شفتيها في تبرم وقالت بحنق
_ بتريقي عليا علشان مش محجبة زيك روحي قولي الكلام ده لأختك
الكبيرة اللي عامللنا فيها مريام فارس بشعرها الكيرلي ده وقال إيه صعايدة
ضحكت فريدة ضحكة عالية و قالت و هي تفتح احد الكتب و تطالعها بتركيز
_ لا سهى دى حاجة تانية دى الوحيدة في البيت كله اللي أبويا وأعمامي بيعملولها حساب بعد أدهم طبعا مش عارفة فرحانين بيها ليه يمكن علشان بقت
ضحكت ليلى هي الاخرى و اشارت لها ان تخفض صوتها وقالت بمزاح
_ أمين شرطة ايه بس دى أختك صاروخ أرض جو عابر للقارات كمان إنتي مش بتشوفي بصات الرجالة عليها لما بنخرج معاها وإحنا بنبقى جنها صفر عالشمال
اومات فريدة برأسها وقالت مؤكدة كلامها
_ عندك حق هي قمر بس الأحلى فيها شخصيتها القوية تقولي ظابط بجد الله هو إحنا هنقعد نكحي في المحكي وننسى المذاكرة يا بسكوتة هانم
ردت ليلى وهي تسحب كرسيها وتجلس بجوارها و تخرج كتبها من حقيبتها
_ عندك حق في حاجة في القانون المدني عاوزاکی تشرحهالي
_ هاتي ما عندك
الترقب هو نقيض الاشتياق
فالاشتياق شعور انقي و اجمل من وصفه يصيبنا دون شروط او تجميل او تخطيط و لا ننتظر منه ان يعود بأي نتائج علينا سوى اننا نشتاق و فقط
أما الترقب فهو علي النقيض تماما دائما ما يكن مخطط له ليأتي بنتائجه بالنهاية كما رغبنا دائما ورائه سبب و غاية
تترقب عودته بفارغ الصبر توهم نفسها انه اشتياق و تعلم جيدا انها تتوهم و مع ذلك غايته أهم و سبيلها أقوى
وقت حياة أمام مرأتها تمشط شعراتها الطويلة الناعمة وتتأمل جمالها
الآخذ بهدوء الواثق دخلت عليها مي وقالت بإندفاع
_ حياة انتي فين يا بنتي !!!
ثم توقفت قليلا و دلف لغرفة أختها قائلة بتعجب
_ يادى شعرك اللي بهدلتيه من كتر ما بتسرحي فيه ارحمي نفسك إنتي زى القمر و الله
لم تتطلع إليها حياة و هي مازالت تطالع نفسها بإعجاب ولكنها ردت عليها قائلة بجمود
_ جريتي عليهم بسرعة أول ما أبوكي قالك صح !
أومات مى برأسها مرددة بقوة
_ آه وحشوني و طلعتلهم وباعدين أنا بحبهم زى ما بحبك بالظبط وهما إخواتي كمان
القت حياة بفرشاة شعرها علي الارضية بقوة و التفتت برأسها نصف التفاتة لترد عليها پغضب
_ هبلة و هتفضلي طول عمرك هبلة و ساذجة
ضړبت مي الارضية بقدمها و قالت بتذمر غاضب
_ ما تشتمنيش يا حياة و انا مش هبلة و لا حاجة
إبتسمت حياة بسخرية و التفتت اليها بكامل جسدها و قالت بتهكم
_ لا هبلة دول بيستغلوا هبلك علشان يعرفوا أخبارنا و انتي ما بتصدقي
جلست مي على فراش حياة وقالت بثقة
_ هما بيحبونى زى ما بحبهم و فريدة و سهي طيبين جدا بس إنتي اللي مش بتحبى حد غير نفسك فا شايفة الناس كلهم وحشين ومنافقين
لاحظت صكها لأسنانها فأسرعت قائلة
_ انضفي من جوة بقا يا حياة يا ساتر عليكي
اقتربت منها حياة وقالت وعيونها تقدح شرارا
_ احترمي نفسك يا مي ولا نسيتى إنى أختك الكبيرة
تهدل كتفي مي بندم و وقفت أمامها و قالت بهدوء
_ هي ماما السبب في انك تكرهيهم كده و تحقدي عليهم و زرعت في قلبك الكره من ناحيتهم وإنتى زى الخروف مشيتى وراها من غير ما تشغلي عقلك
صاحت بها حياة وقالت پغضب اعمي
وهي تقبض بكفيها متحكمة بإنفعالها
_ انتي اتهبلتي في عقلك ازاى تقولي عليا وعلى ماما كده طب ايه رأيك بقا أنا هقولها
ألقت عليها مى نظرة احتجاج ثم قالت في ثقة
_ قوليلها ما أنا
بقول الكلام ده في وشها ومش بخاف عادي
ثم سارت خطوة و وقفت امام حياة و حملت كفها المقبوض بقوة و فردته و هي تقول بترفق
_ طب ماما وپتكره طنط سعاد مامت سهى علشان طار قديم بينهم لما أبوكي كان عاوز يتجوزها على ماما علشان حبها بس عمك سبق وكل النبق انتي بقا مالك بفيلم الطار ده
تطلعت حياة ناحية باب غرفتها بقلق و قالت بقلق لا يليق بها
_ طب وطى صوتك علشان ماما لو سمعتك ممكن تموتك وأخلص منك بقا وأرتاح
تنهدت مي باسى وهي ترد عليها بتعقل
_ يا حياة يا بنتي يا حبيبتي نضفى قلبك من السواد اللي جواه ده وحبى الناس علشان يحبوكي
ضيقت حياة عينيها و قالت بضجر
_ فكك منى يا مي وقومی اطلعی برة وسبيني براحتی
طالعتها مي مطولا بيأس و هي تخشى عليها من نفسها وربتت على ذراعها وقالت بحنو
_ حاضر هخرج بس خليكي عارفة إنى بحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا و الله
قاومت حياة مشاعرها التي
لامستها مي بكلماتها النقية مثلها و اشاحت ببصرها عنها ببرود تركتها مي وخرجت لتعود مرة أخرى و تقف أمام مرأتها تتطلع لنفسها وقد برقت عيناها بوميض شيطاني وقالت بتوعد
_ نفس اللي حصل لأمي زمان هيحصلي دلوقتي و انا مش هسمحلك يا فريدة تاخدى أدهم منى مهما حصل هو ليا أنا وبس وطار أمى من أمك أنا اللي هاخده
ثم انحنت و حملت فرشاة شعرها و عادت أمام المرآة تمشطه بشرود و هي تبتسم بخبث و تترقب عودته بفارغ الصبر
لم تكن هي الوحيدة التي تترقب عودته
فتلك الواقفة خلف باب غرفتها تطالعها بإنتصار و تطالع حقدها و ڠضبها التي زرعتهم بيدها قد أصبحوا علي اتمة الاستعداد ليعود لها حقها و تأخذ ثأرها من سعاد و التي رغم زواجها من جلال الا ان عثمان والد حياة مازال يرتبك كلما وقعت عينيه عليه و كأن حبها بقلبه
لا ينضب و لا يتوقف
و لن ترتاح الا اذا كسرت خاطر فريدة كما ينكسر خاطرها بكل مرة تقع عينها علي سعاد أم فريدة
في شقة جاسر جلست أميرة زوجته بجواره وهي سعيدة فإبنها البكرى سيعود اليه بعد غياب اربع اعوام كاملة لم تراه بها الا عن طريق المحادثة المرئية تفاوتت احلامها ما بين رؤيته و تزويجه بأقصي سرعة و فتح مكان لممارسة عمله به اي شىء سيطلبه ستنفذه له
وضعت رأسها برفقعلى كتف جاسر الذي قربها اليه بذراعه وقبل جبينها فهي لم كن وحدها السعيدة فهو ايضا يشتاق لأدهم كثيرا فإبتسم بهدوءه الرزين و قال
_ مبسوطة يا اميرة إن أدهم راجع
نظرت إليه وفي عينيها مزيج من الفرحة والشوق وقالت بسعادة
_ مبسوطة قوى يا حاج مش مصدقة إنى هاخده في حضنى اخيرا وحشنى قوى والبتاع ده اللي كنا بنشوفه عليه فيديو ما كانش بيطفي نارى
ملس علي ذراعها بحنو و قال
_ عموما يا ستي اهه راجع بعد بكرة الصبح إبقى بيتيه في حضنك لو عاوزة
إبتسمت ابتسامتها المعهودة وأجابته بقوة
_ انت بتقول فيها يا حاج ده انا مش هسيبه ثانية لغاية ما أشبع منه
بادلها جاسر ابتسامتها و قال
_ المهم انك مبسوطة و فرحانة دي اهم حاجة عندي
شعرا بنفس أحدهم في ظهرهم فالتفتوا سويا ليجدوا ياسين مستند على مرفقه و يستمع لحديثهم تنهد تنهيده طويلة وقال مازحا
_ إيه هنقضوها أحضان بس ما فيش بوس
صفعه والده على رأسه بقوة وقال پغضب
_ واقف تتصنت عليا أنا وأمك ده أنا هجطعك جطيع يا ولد
ركض ياسين على غرفته وهو يقول پخوف
_ استر العرق الصعيدى نط بس برضه داروا على اللي بتعملوه عيب معاكم شباب بالبيت ماشی یا حاج یا حبیب
حرك جاسر سبابته وقال بتحذير
_ و ديني يا ياسين لو قومتلك هضربك والله زي زمان و لا نسيت
رد عليه ياسين وهو يحتمى بباب غرفته قائل
بمزاح
_ لا يا عم أنا أسف خلاص قومی يا فيرجينيا حضريلي العشا معلش هنقطع حالتكم الرومانسية اصلي جعااان
بدأ الإنفعال يسيطر على جاسر فقال پغضب
_ بتتريق على أمك طب أنا قايملك يا عديم الرباية
وقف والده وهو يهم بملاحقته ولكن أميرة جذبته من ذراعه و أجلسته برفق و هي تقول بتعقل
_ إنت هتعمل عقلك بعقل الواد ده اقعد
انت يا حاج ما تحرقش دمك و لا اقولك قوم انت اغسل وشك و انا هحضرلك العشا
ضحك ياسين وتابع مداعبا
_ سبلوا سبلوا ما أنا اريال في البيت ده
الټفت إليه والده وقال بحدة
_ ما انت لو راجل صوح سيب الباب اللي إنت مستخبي وراه ده وتعالى واجهني
خلع ياسين سترته و القاها علي فراشه و هو يقول
_ أنا راجل من ضهر راجل بس الجبن سيد الأخلاق و ابنك مثال للاخلاق و الادب
تعالت ضحكات أميرة التي قالت بحنين
_
متابعة القراءة