رواية جامدة جدا رهيبة الفصول من 11-14
الفصل الحادى عشر
بهتت ملامح الجد وطأطأ برأسه وهو يتراجع للخلف پصدمة هل حقا أخطا فى وجهه نظره وظلم احفاده وتسبب فى ألمهم لمده سبع سنوات متتالية !! يالله كيف سيصحح ذلك الخطأ الكبير الذى تسلل إلى مصيدته عن دون درايه منه وهو دائما ما كان يتفاخر بحكمته وقدرته على تقدير الأمور ! رفع رأسه بعد دقيقه من الصمت لمواجهه حفيده الثائر ثم سأله متشككا بنبره تملؤها الدهشه
انت فعلا بتحبها !..
أندفع كرم يجيبه بعدائية وملامح متشنجه
أيوه طبعا بحبها .. حبيبتها من أول يوم رجعت فيه وعينى وقعت عليها لما سبتها طفله ډمها خفيف ورجعت لقيتها ست كامله جميله ورقيقه فى كل حاجه عمرى ما شفتها مراهقه .. بس كنت غبى وموثقتش فى نفسى ولا فى شعورى .. سمعت كلامك وقلت أكيد أعجاب بشكلها زى ما كنت بعجب بكل بنت ويومين وهيروحوا .. بس اليومين مراحوش لحد النهارده .. عارف ليه !.. لأنى أتغيرت .. كرم اللى كان كل يومين مع بنت جديده اتغير .. من ساعه ما رجعت ومشفتش غيرها ومبقتش عايز اشوف غيرها بس كنت ضعيف أنى أواجهك بالكلام ده وأنت بتتهمنى أنى بلعب بيها وأتراجعت عشان مبقاش سبب فى تفكك العيلة زى ما رميت أتهاماتك عليا .. وأيه النتيجه !!! سبع سنين كامله مستحمل كرهها ليا وساكت .. ودلوقتى رافضه تتجوزنى ..
بس أنا هتجوزها حتى لو ڠصب عنها ..
لم يجد الجد عثمان ما يتفوه به بعد تلك الكلمات التى أندفعت من فم حفيده كالسيل سوى هز رأسه أسفا ثم القول بندم حقيقى
أنا مفهمتش ده .. انت حفيدى وسعادتك عندى أهم حاجه فى الدنيا .. أنا شفتك زمان بتاع بنات ونظرتى أتاكدت لما لقيتك بعد كلامنا بتتعامل معاها بالبرود ده .. صدقنى يا كرم عمرى ما كنت هقصد تعبك ولا هرتاح بتعاستك ..
تحرك الجد نحو باب المكتب للخروج بعد انتهاء جملته ثم قال واعدا بعدما أستدار برأسه لرؤيه كرم
لانت ملامح كرم بعض الشئ ثم قال بتشكك وهو يتحرك بحركات مرتبكه
تفتكر هتوافق !..
لم يصدر عن الجد رد فعل فهو ليس بيده السلطه أو حتى الجرأه لأخباره أن حفيدته واقعه فى عشقه منذ سنوات وأنه هو الوحيد المتسبب فى دموعها وفراقهم كل تلك الفتره هتف كرم بيأس للمرة الثانية عندما لم يصله الرد المنتظر
جدو !..
عاد الجد بجسده للخلف وربت فوق كتف حفيده بصمت مؤكدا ثم خرج من الغرفه وهو منكس الرأس وعازما على تصحيح خطاه .
وفى غرفه ليلى دلف الجد إلى بعد الأستئذان فوجدها تجلس فى أحضان والدتها السيده عزه ودموعها تتساقط بغزاره على وجنتيها تجعدت ملامحه بضيق واضح ثم قال بنبره هادئه موجها حديثه لعزه وأسيا
فتحت عزه فمها للأعتراض ولكنه أشار إليها بعينيه مشجعا ثم أستطرد قائلا بصرامته المعهوده رغم لين نبرته
يلا يا عزه فايق مستنيكى .. وأنتى كمان يا أسيا .. جوزك فى أوضته مينفعش تقعدى هنا ..
هزت أسيا رأسها موافقة وهى تتحرك من جوار ليلى وأمتثلت عزه هى الأخرى لطلبه بعدما قامت بطبع قبله حانيه فوق جبين أبنتها وتحركت أثنتيهم للخارج .
بعد خروج والدتها من الغرفة اعتدلت ليلى فى جلستها ثم
قامت بمسح دموعها ووجهها بباطن كفها متجنبه النظر فى وجهه الجد هربا من فطنته المعتاده جلس الجد عثمان قبالتها يتأمل وجهها الباك وقد لاح الماضى أمامه وتحديدا ليله الأحتفال بعوده كرم من الخارج بعد أنتهاء دراسته العليا فى ذلك الوقت كان على وشك دخول غرفته عندما لمح حفيده يسير متوجها إلى حيث غرفته ويده تحتضن يد ليلى بقوه ويسيران معا جنبا إلى جنب إلى أن توقفت خطواتهم المرتبكة أمام باب غرفته ووقفت هى قبالته وبدءا أثنتيهم الحديث بكلمات هامسه لم تصل إلى مسامعه لبعد المسافه بينه وبينهم ولكن تقارب جسديهم مع الأبتسامه التى تعلو وجهه كرم كانت تعطيه لمحه واضحه عما يحدث وخصوصا عندما أنحنى حفيده برأسه نحوها أحتقنت ملامحه وثار دمه بداخل عروقه على عكس عادته ووجد نفسه يندفع إلى غرفه كرم بعد دخول الأخير إليها وقام بجذبه من ياقه قميصه وقال له بقوه وحده لم يعدها كرم منه من قبل
أسبهلت ملامح كرم من أثر الصدمة والمفاجئه ولم يجد كلمات مناسبه للنطق بها فأستطرد الجد يقول محذرا پحده عندما لم يسمع إجابه سؤاله
أسمعععععع !! كله إلا بنات العيله .. بتاع بنات ومش عاجبنى قلت السفر هيعقله .. شباب وبكره الشغل يلهيه وينسى .. لكن تلعب بعقل بنت عمك المراهقة وتعلقها بيك وتتسبب فى فرقة عيله اللى تعبت سنين وأنا محاوطهم تحت جناحى هنسى أنك حفيدى من الأساس وأطلع روحك بأيدى قبل ما ده يحصل ..فاهم!!!
زفر بندم بعدما عاد من ذكرياته تلك خصوصا وهو يتذكر كلماته الجارحه لقلب نبض بالحب ثم قال بحنو وهو يداعب راحه يد ليلى
حبيبه جدو مش عايزه تبصلى ولا أيه !..
حركت ليلى رأسها نافيه ثم رفعت رأسها على مضض تنظر فى وجهه تنهد الجد عثمان بعمق ثم بدء يقول وعينيه تنظر إلى الفراغ من فوق كتف ليلى كأنه يرى صورا حيه من الماضى
عارفة يا ليلى انا أتجوزت جدتك أزاى .. يمكن عمرى ما حكيتلكم .. كنت بس بقول قد أيه كانت عاقله هاديه ورزينه .. وقد أيه أنا كنت بحبها .. بس اللى أنتوا متعرفهوش أنى كنت مڠصوب على الجواز منها ..
أبتسم بحنين وهو يهز رأسه مؤكدا وسط نظرات ليلى المندهشه ثم عاد يقول بأشتياق
أيوه كنت مڠصوب .. أملاك عيلتنا كانت فى خطړ وأبويا مكنش هيستحمل أن التجاره اللى حيلتنا ولا قصر أبوه ومن قبله أجداده يضيع بسببه .. فكان الحل الوحيد أنه يكون جواز مصلحه مع عيله كبيره تدعمنا فى أزمتنا وتكون بينا شړاكه .. وده اللى حصل بس بالجواز .. أنا ضحيت وأتجوزتها مع انى كنت بحب واحده تانيه .. متستغربيش .. كنت رافضها ورافض حتى اتعامل معاها .. شاب بقى وشايف أنها أتفرضت عليا .. بس لما عاشرتها لقيت فيها كل حاجه حلوه .. كان كل يوم بيعدى بحبها عن اليوم اللى قبله وبحس أنى مش قادر أستغنى عنها .. فضلت أقاوم مشاعرى دى لحد ما فى يوم نزلت على ركبى زى الأفلام واعترفتلها .. ولقيتها هى كمان بتحبنى .. عارفه بحكيلك القصه الكبيرة دى ليه ! ..
هزت ليلى رأسها نافيه فعاد يقول مستطردا حديثه
عشان تعرفى أن جدك حبيب قديم .. يعنى مفيش حاجه تهمنى فى الدنيا غير أن الحب يكسب .. وعشان كده لما
عمك علي صمم يتجوز سميره رغم أنها كانت خدامه عندنا وكنت شايف انها جوازه فاشله سبته يجرب .. مقدرتش
أقف قدام حبه .. وكانت نتيجه الجوازه دى كرم .. كرم اللى وقف بجرأة يعلن حبه قدامنا كلنا واللى أنا شايف فى عيونك حب ليه من سنين .. يبقى ليه بتعاندى يا ليلى !..
أستمعت ليلى إلى جملته الأخيره ثم ارتمت فى أحضان الجد وبدءت تشهق فى البكاء بقوه وهى تمتم بعجز
بحبه يا جدو .. بحبه أكتر من حياتى .. أكتر حتى من نفسى .. بس مش قادره أوافق .. كرم ذلنى كتير .. ومن قبلها رفضنى مش هقدر أسامحه يا جدو مش قادره ..
لم يملك الجد الشجاعه لأخبارها بالحقيقه وأنه هو المتسبب الأساسى فى سوء الفهم ذلك نعم لن يجرؤ فالطالما كانت أحفاده هى نقطه ضعفه الوحيده ولن يستطيع الظهور أمامهم الأن بمظهر المخطئ أو هز صورته المكتمله فى أعينهم ربما فى وقت اخر لاحقا يستجمع معه شجاعته ويخبرها أما الأن فهو أضعف من ان يقوم بذلك لذلك مسح على شعرها مهدهدا ثم سألها بتعاطف
طب يا حبيبه جدو بما أنك بتحبيه ومش عايزاه أيه الحل ! هترفضيه ! هتقدرى تشوفيه بيحب ويتجوز حد غيرك وتكونى انتى اللى بتتعسى نفسك بنفسك !..
أفزعتها الفكره لمجرد طرحها فرفعت رأسها مسرعه ثم قالت رافضه بلهفه
لا طبعا .. مش بتحمل واحده تبصله حتى ..
أومأ الجد برأسه موافقا على حديثها ثم قال بعدها بخبث
طب وانتى زعلانه عشان كرامتك ماشى .. يبقى كده قدامنا حل واحد صح !..
أتسعت عينى ليلى على أخرهما ثم سألته بترقب
حل أيه يا جدو !..
أجابها الجد وهو يغمز لها بعينيه
تتحوزيه وتاخدى حقك منه زى مانتى عايزه ..
هتفت ليلى معترضه رغم خفقان قلبها لفكرة مشاركته حياته
وكرامتى يا جدو !..
أجابها بثقه وهو يعتدل فى جلسته أستعدادا للخروج
محفوظه .. كرامتك محفوظه .. ثقى فيا ومش هتتجوزيه غير لما تسمعى اللى يرضيكى .. أتفقنا !..
ظهرت أبتسامه ليلى فوق شفتيها ثم حركت رأسها موافقة بحماس وهى تتابع خطوات الجد إلى خارج غرفتها.
فتح الجد باب الغرفة فتفاجئ بوجود كرم أمامه يذرع الممر ذهابا وأيابا بتوتر وبمجرد رؤيه الأخير له سارع يسأله وهو يتوجهه نحوه
ها يا جدو عملت أيه !..
أستدار الجد برأسه ينظر إلى ليلى الجالسه فوق الفراش بترقب ثم غمز لها بأحدى عينيه قبل ان يعود برأسه لكرم الواقف قبالته ويقول بقله حيله وهو يربت على كتفه مواسيا
مصره على موقفها .. مش عايزه تتجوزك .. وفى الأخير محدش يقدر يجبرها ..
أنهى الجد جملته وتحرك مسرعا إلى حيث غرفته تاركا كرم يقف مصدرما من حديثه حرك رأسه يمينا ويسارا رافضا پحده ثم أندفع بعصبيه داخل غرفتها وقام بسحبها من مرفقها حتى أوقفها أمامه ثم قال بصړاخ
مش بمزاجك فاهمه !! هتتجوزينى برضاكى أو ڠصب عنك يا ليلى ..
دفعته ليلى بكلتا يديه ثم قالت هى الأخرى وقد أستفزها طريقه تعامله معها
لا بمزاجى يا كرم .. مش عايزاك أنا حره .. مش إجبار..
صړخ أمام وجهها بصوت هدر بداخل البيت بأكمله
بمزاجى وڠصب عنك .. هتتجوزينى حتى لو أضطريت أكتفك وأحبسك من هنا ليوم الفرح سامعه !! محدش هيتجوزك غيرى .. مش هسمح لحد يقربلك طول مانا عايش واتفضلى دلوقتى نامى أحسنلك عشان متهورش عليكى ..
أنهى تهديده لها ثم تحرك لخارج الغرفه بعدما صفق
الباب خلفه بقوه جعلت جسدها ينتفض ذعرا انتظرت ليلى خروجه ثم وضعت كفها فوق فمها لأخفاء تلك الأبتسامه السعيدة التى ملئت وجهها ومن عرضه الذى ظلت تحلم به لسنوات.
فى غرفتهم أستلقت أسيا على أستحياء بجوار مراد الذى