رواية سارة الفصول من 8-12

موقع أيام نيوز

... ولكنها لا تريد ان تسعد كثيرا فربما هو لهذا الشهر فقط استنادا لعملها الاضافى والمسؤوليه الكبيره التى تقع على عاتقها .
ولكنها لم تتحمل ان تتاكد من هذا الشيء وفى نفس اليوم اشترت كرسى مدولب لوالدها ... واحضرت جميع الادويه الخاصه بامها ... واحضرت اللحوم والدجاج وفواكه مختلفه ... وايضا بعض العصائر .... ولم تنسى نفسها لتشترى طقم جديد حتى يتناسب مع عملها .. ولكنها بعد اشترائه شعرت بالذنب الكبير فى هدر ذلك المال على شيء ثانوى لتعيده من جديد وتشترى بثمنه عبائه لامها وبجامه جديده لوالدها 
ابتسمت فى سعاده وهى تتذكر نظرات والدها السعيده الفخوره بها ... ولا سعاده امها كطفل صغير حصل على الحلوى الخاصه به .
افاقت من افكارها هلى صوت امها تخبرها ان هناك من يهاتفها .
لتترك ما بيدها و تذهب لترى من هو .
كادت فرح ان تجن ... لقد عرفت ان اسمه زين .. ولا شيء اخر ... فملك لا تعلم عنه شيء سوى اسمه وفقط ... 
كانت تمسك بهاتفها تبحث على صفحات التواصل الاجتماعى علها تجد صفحته الشخصيه ولكنها لم تصل لشيء .... 
القت الهاتف بجانبها على السرير ثم قررت ان لا تبحث مره اخرى عن ذلك الشخص الثلجى ... ذو العيون الخلابه ... والطول الفارع .... والجسد الممشوق 
نهرت نفسها عما تفكر به ... وتحركت لتغادر غرفتها لتجلس مع والدها قليلا 
خرجت من غرفتها لتجده يجلس على ذلك الكرسى .... الذى كما تقول والدتها دائما متزمره ... ورثه عن ابيه .. فلا يجلس الا عليه وممنوع ان يجلس أحد غيره عليه حتى إذا حضر ضيوف الى البيت .. وجلس احد عليه يطلب منه والدها ان يجلس فى مكان اخر .
ابتسمت وهى تجلس ارضا امامه قائله 
انت قاعد لوحدك ليه ... وامال فين امينه يا سي السيد 
ليضحك والدها ويسير معها على نفس خط مرحها قائلا 
بتجيب المايه الى بملح علشان تغسلى رجلى .
لتتكلم من خلفه قائله 
ومش عايزنى ارقصلك كمان يا سيد احمد عبد الجواد 
لټنفجر فرح ضحكا حين اجابها السيد احمد قائلا 
وفيها ايه يا امينه ... هو مش انت مراتى بردو .. ولو مرقصتيش ... تلمى هدومك وعلى امك .
لتقف فرح وهى تحاول السيطره على ضحكاتها 
وبتقولوا عليا انا مجنونه ومش عاقله .. طيب هجيبه منين فى بيت الابيض واسود ده 
لتجلس والدتها على الكرسى الاخر الذى بجانب والدها وهى تقول 
والله انت السبب اصلا فى الجنان ده ..... انت الى عدتينا
لترفع فرح يدها عاليا وتضع اصبعها على مقدمه راسها و تتمايل وهى تقول 
و جنانى ده عين العقل العقل ده داء بيعي و جنانى ده شيء مش سهل 
ثم اشارت الى والدها و اكملت قائله 
تقدر تتجنن زى 
ليقف والدها امامها وهو يفتح ذراعيه ويكمل الاغنيه 
انا احب اسهر للصبح وعمرى مروح .. بدرى ... مخلوق رافض للنصح ..... والعمر بقيسه بسهرى ... وبصاحب كل الخلق البيه صاحبى والفقرى واتعشى فى باب الخلق وافطر على البحر فى بحرى 
ليقترب هو وفرح من مكان جلوس امينه ويكملوا 
اجى اتغدى ملاقيش .. ملعنش الأزمات 
لتظل امينه تنظر اليهم بشړ واضح ... وهم يتمايلون امامها وهم يغنوا باصواتهم البشعه لتقف وتدفعهم للخلف قليلا ثم بدأت فى التمايل للامام والخلف وهى تقول 
وانا ويايا بعيش زى المليونيرات .... وأحلم وانا معيش ملعنش الأزمات 
ليضحك الجميع فى سعاده ... وظلت فرح تنظر الى ابيها الذى يناغش امها بحب لم ينتهى يوما او يختفى .. وانسحبت الى غرفتها ووقفت امام ذلك الاطار الذى يحمل صوره شقيقها وقالت ببسمه باكيه 
محافظه على الوعد يا طارق .... على طول انا سبب فى ضحكتهم ... انا مكانك يا طارق ويوم ما نتقابل ... هكون منفذه الوصيه كامله .... متقلقش اطمن ونام مرتاح 
كانت تحمل اكثر من خمس كتب وتسير فى رواق الجامعه تحاول الوصل الى المدرج الخاص بها ... كانت متاخره بما يكفى ليقوم الدكتور بطردها ... لقد استيقظت متاخره بسب مكالمه حذيفه الطويله معها امس .. كم هو رومانسى .... يدللها كثير ...... من وقت اعترافه بحبه وطوال فتره مكوس سفيان فى المشفى ..وهو يحاوطها باهتمامه وحبه .... كم تشعر الان بالسعاده .
تذكرت الان تاخرها على محاضرتها وطردها الوشيك ولكن ما باليد حيله عليها ان تجرب ... كادت ان تنعطف يمينا حتى اصطدمت بشخص ما رفعت راسها لټغرق عيناها فى بحر عينه مع ابتسامته العذبه ليقطع هو ذلك الشعور وهو يضحك بصوت عالى قائلا 
طيب شيلى على قدك .
لتلوى فمها كالأطفال وهى تقول 
ملكش دعوه .. ووسع بقا علشان متاخره على المحاضره 
ليوقفها قائلا 
دكتور محسن مش هيدخلك المحاضره بعد التأخير ده كله ....ليه تحرجى نفسك 
لتقول بصوت طفولى وهى تكاد تبكى .
هيقول حاجات مهمه النهارده .
ليقول لها بمهادنه وكأنه يتكلم لاواب 
خدى المحاضره من اى واحده من زميلاتك
لتهز رأسها بنعم دون كلام .
ثم تنهدت بصوت عالى و هى تقول
طيب هروح اقعد فى الكافتيريا لحد المحاضره الجايه 
ليوقفها مره ثانيه وهو يقول 
انا معنديش محاضرات ... تعالى قعدى فى مكتبى احسن 
لتقول بسرعه ولهفه 
بجد 
ليبتسم بسعاده وهو يشعر بتلهفها لتجلس معه ولكنها قطعت كل اماله وهى تقول 
ياريت اكيد اعقده التكيف ارحم من الحر الى بره ده 
سوف ېقتلها ... ويذهب يجلس فى غرفته ويشعل المكيف 
كادت ان تتحرك ليوقفها مره اخرى قائلا 
استنى انت كده هتتكفى على وشك 
لتقطب جبينها بعدم فهم فقال موضحا 
رباط الكتشى مفكوك .
لتنظر الى الكتب التى فى يدها ثم حاولت النظر الى قدميها لتلوى فمها كالاطفال وقالت 
طيب امسك 
ليجيبها ببلاهه قائلا 
امسك ايه 
لتنظر إلى الكتب ثم له وقالت 
الكتب يعنى هتمسك الرباط 
ليبتسم بشقاوه وهو يقول 
والله فكره 
وقبل ان تستوعب اى شيء كان ينحنى امامها ليمسك رباط الكوتش ويربطه لها باحكام 
ظلت تتلفت حولها فى حرج وهى تقول 
حذيفه قوم ميصحش كده احنى فى الجامعه حد يشوفك هيقولوا ايه 
ليقف امامها فجأة وهو يقول 
هو انا بعمل حاجه غلط خطيبتى وبربطلها الكوتشى ايه المشكله 
لتنظر له بحب كبير وهى تقول 
المشكله اننا فى الجامعه وانت دكتور هنا وانا طالبه ... ارجوك متعملش كده تانى .
ليضرب انفها باصبعه زهو يقول 
انا اعمل الى انا عايزه فى المكان الى انا عايزه وفى الوقت الى انا عايزه ... طلما مش غلط .
ثم مد يده ليمسك منها الكتب وهو يقول 
يلا تعالى 
وتحرك من امامها سريعا فى اتجاه مكتبه لتظل تنظر الى ظهره بسعاده وهى تفكر ما المشكله لو قبلته الان هل ستحدث مشكله تنهدت بحب ثم تبعته بهدوء .
2...... الفصل الثانى عشر 
حين أمسكت الهاتف ورأت اسمه ينير شاشته ظلت ممسكه بالهاتف لا تعلم ماذا عليها ان تفعل .
اخذت نفس عميق ثم اجابت قائله 
السلام عليكم 
لييتسم وهو يجيب 
وعليكم السلام .. اتأخرت فى الرد ليه كده .
لتتوتر قليلا ثم قالت 
انا اسفه بس مكنتش سماعاه .
ليهمم ثم قال 
اخبار الشغل ايه 
لتقطب جبينها بحيره قائله 
هو مش حضرتك كنت بتعرف كل حاجه كل يوم 
ليقول لها بتقرير 
ايوه بس قولت اشوف يمكن فى حاجه حصلت بعد مكلمتينى .
لتقف على قدميها وبدأت تسير فى الغرفه بتوتر قائله 
لا يافندم مفيش حاجه حصلت 
اراد ان يشاكسها قليلا فقال كڈبا 
انا قدامى لسه اسبوعين ... انا سايب ورايا شويش مش كده 
لتصمت قليلا هى لا تريد ان ترتكب حماقه بخروج كلمه خاطئه تجعلها تخسر وظيفتها فقالت بابتسامه صفراء 
اكيد يا ايمن بيه 
لېصرخ فيها قائلا 
اقسم بالله يا ملك لما ارجع لهعرفك عقاپ كلمتك دى 
واغلق الهاتف سريعا لتنظر له بحيره وتوجس ماذا قالت ليثور بهذه الطريقه . رفعت كتفها بمعنى لا تعرف والقت الهاتف على السرير وخرجت تكمل ما كانت تفعله 
كان هو كالاسد الحبيس .... دائما يصدر منها ترصف يجعله يود قټلها بيده المجرده ....جلس مكانه يفكر ... هو لم يتعامل معها لاوقات كثيره ... ولا يعرف عنها تفاصيل كثيره .... ولكن دائما يشعر انها تضع حواجز بينها وبين اى شخص يحاول الاقتراب منها ..... ولا يفهم السبب ..... وهو متأكد ان هناك سر كبير خلفها
اقترب منها بهدوء وهى تقف خلف النافذة الكبيره بغرفه نومهم ... تنظر الى الخارج بشرود ... رغم حبها له ورغم سنوات زواجهم الست ... مازال هناك رواسب لذلك الحاډث بداخلها مهما حاولت النكران ..... يتأكد من ذلك فى شرودها هذا ... واحيانا تفلت منها نظرات لوم وعتاب حين تظن انه لا ينتبه اليها ..... اليوم هو ذكرى ذلك الحاډث ... اليوم مر ست سنوات على زواجهم .... اليوم على الرغم من اتحاد قلبان تحبا وتعاهدها على الحب الابدى ... الا انه ذكرى مؤلمھ مريره لكليهما احتضنها من الخلف فاجفلت قليلا ولكنها ابتسمت وهى تريح راسها الى الخلف على كتفه وتحيط يده التى يضعها على بطنها بيدها 
تكلم مباشره ودون مقدمات ... يريد ان يفتح ذلك الچرح لمره واحده اخيره ... ويغلقه الى الابد .
ميما انا اسف .
لتقطب جبينها وهى تعتدل لتنظر اليه باستفهام فاكمل بعد ان قبل يديها 
ميما نفسى تتكلمى ... تخرجى كل الى جواكى .... لومينى اضربينى اتهمينى بالجبن بالخيانه بالكذب .... قوللى قد ايه انا كنت حقېر وساڤل
لتضع يدها على فمه تسكت سيل كلماته الموجعه .... هى تعلم ان جرحها مازال ېنزف رغم مرور كل تلك السنوات .... وانجبها لثمره حبهم ... ولكن ذلك اليوم ياتى اليها بكل الذكريات المؤلمھ .... ولكنها تعلم جيدا انه يلوم نفسه ويعذبها ليس فى ذلك اليوم بس ولكن كل يوم ... أحيانا ترى نظراته الاسفه .. واحيانا اخرى تستمع لهمساته الليليه حين يظن انها غارقه فى النوم ... كم من مره اعتذر منها وقبل يدها ... بل وقبل قدميها ايضا .. وهو يبرر ويلوم نفسه .... كم من مره كانت تود ان تاخذه بين يديها تخبره انها الان لا تهتم حتى ولو كڈبا ... ولكن ما كان يدايقها حقا هو ذلك الإحساس بالرضا من افعاله تلك ... وكأنها تثار لنفسها منه ....
ابتسمت له بحب حقيقى وهى تقول 
هتخرجنى فين النهارده .
لببتسم لها پانكسار وهو يقول 
اولا ماما هتيجى علشان تقعد مع صهيب .... النهارده كله بتاعنا .... وكله مفاجئات .
ليحتضنها مع همسه المؤلم 
عارف انى مستحقش السماح ... بس لحد ما مۏت هطلبه منك ... وهعتذر .
كانت دموعها تتجمع فى عينيها
تم نسخ الرابط