رواية ياسمين الفصول من 1-5
المحتويات
أخرى من الخشب مزودة بقفل ومفتاح.. انتهى العامل مما يقوم به والټفت ليجمع أشيائه ومعداته و
كده خلصت ياهندسة تؤمر بحاجه تانية
لأ حسابك كام
٢٣٠ جنيه ان شاء الله
أخرج محمد النقود وناوله إياها
اتفضل عايزك تغير كالون الباب كمان
أوامرك دقايق ويكون متغير
لم يستغرق الأمر بضع دقائق بالفعل أنهى فيها العامل تغيير وحدة المفاتيح المعدنية وانصرف بعدها.
الأول
رمقته بأطراف ناظريها نظرة معترضة فعاد يقولها بنبرة أشد
بقولك قومي
رجف جفنيها ثم نهضت عن جلستها ومرت من جواره مباشرة لتدخل إلى المطبخ تفاجئت بالنافذة الخشبية الجديدة والموصودة في المطبخ.. ف استنبطت ماهية الصوت الذي كان يدوي منذ قليل خرجت لتدخل غرفتها.. فإذ بالنافذة قد تبدلت أيضا وكأنه يحاصرها بسجن جديد بعد أن أفضت برغبتها في التطليق منه.. ضاق عليها صدرها وأحست بالإختناق ينهش داخلها ولكنها سعت لإنهاء صنع وجبة الإفطار كي يرحل ويتركها بمفردها.. أنهت كل شئ على
تركها وخطى نحو المائدة جلس على رأسها وبدأ يتذوق الطعام.. ومع اللقيمة الأولى ذم شفتيه وهو يلوكها وقال
قولت ٦٠ ألف مرة زودي الملح زودي الملح زودي الملح
ونهض فجأة وهو يزجرها بنظرات محتدمة وصاح
مخ ده ولا طبق سلطة
دفعت يده عنها وصاحت فيه ب انفعال
بقالك أكتر من سنة بتشتكي من أكلي لو مش عاجبك هاتلك خدامة
أمال انتي لازمتك إيه! انتي هنا عشان تخدميني وتنفذي طلباتي وتريحيني
نظر مصډوما للصحن الذي تبعثر ما بداخله وسقط على الأرضية وبسط ذراعه فجأة لينال من شعرها بيده وجذبه جذبة ستمزقه وهزها هزا وهو يجأر ب
لا ده انتي زودتيها أوي لو ابوكي معرفش يربيكي أنا موجود.. وديني لأوريكي النجوم في عز الضهر
انتي عايزة تتكسري عشان تتأدبي
الحج عوض اتصل بيك الصبح ياعم إبراهيم وبيقولك البضاعة الجديدة جاهزة عشان تستلمها
أغلق إبراهيم الدرج ورفع بصره إليه ب اهتمام و
معقولة لحقت توصل ده احنا لسه مدخلناش على الشتا
أومأ إبراهيم برأسه و
بعد العصر هديك مبلغ تروح توصله للحج عوض وتستلم منه الجديد وتيجي
عيوني
عاد العامل يباشر عمله ف سحب إبراهيم هاتفه ليعاود الإتصال ب ابنته للمرة السادسة على التوالي ولم يستطع الوصول إليها بأي شكل كان غيابها مقلقا غريبا.. خاصة وإنها لا تغلق هاتفها أبدا نفخ إبراهيم بضجر مصاحبا نفخته سعالا جافا.. ثم بدأ يحاول الإتصال ب زوجها في الفراغ وعقله معها لا يتوانى عن التفكير فيما يخصها.. حتى سئم من جلسته الغير مفيدة تلك وقرر أن يسعى ليعلم ماذا حل بها لتغيب عنه هكذا.
أعترف بقا أعترف إنك بتحبها وخلصنا.. هو انت إيه حجر!
تركت الكوب وهي تستعد لمتابعة مشهد مقابلة بطلي المسلسل وإذ بصوت الهاتف يقطع اندماجها.. ف عبست فورا وهي تنظر للشاشة و
يعني هو ده وقته يعني مين الرذل اللي بيتصل!
ألو أزيك ياعمو عامل إيه
فأتاها صوته المنزعج
نحمد الله يابنتي قوليلي انتي اتصلتي بملك امبارح ولا النهاردة
لأ ليه في حاجه حصلت ولا إيه
ف ازداد قلقه كونها لا تغيب عن صديقة عمرها وجارتها منذ الصغر وأعلن لها ذلك صراحة
بقالي كذا يوم مش عارف اوصلها ولا هي ولا جوزها.. أنا قلقان يكون حصل حاجه ولا دخلت البيت المستشفى تاني وانا معرفش
وقفت نغم عن جلستها و
بعد الشړ ان شاء الله خير أنا هلبس وأعدي عليك في المحل ونروح نشوفها
طب متتأخريش عليا يانغم أحسن الفار بيلعب في عبي ومش مستحمل القعدة الخايبة دي
العديد من الشكوك لديها هي الأخرى وجعلها تستوفض كي تذهب متعجلة إليها.
كان الوضع جادي في المقر الرئيسي لشركات الوطنية منذ صبيحة اليوم بعد إعلان إلغاء أحد أهم الإجتماعات السنوية التي يحضرها مشرفون أجانب بناء على أمر من يزيد وبدون مراجعة الشركاء الآخرين.. مما أثار امتعاض معتصم وذهب متعجلا لمواجهته.. ولكنه اصطدم بمفاجأة أخرى.
دخل معتصم غرفته ليجدها فارغة لا يوجد مكتبه الفخم ولا طاولة الإجتماعات الصغيرة
انتوا بتعملوا إيه هنا!! أنتوا مين
انتفض الرجل بفزع والټفت ليراه وهو يجيب
أنا مهندس الديكور اللي بشرف على تغيير ديكورات المكاتب يافندم
ومين قالك عايز أغير حاجه!! مين أدالك الأمر ده!
فقال بتلقائية بدون أن يعي خطۏرة الموقف
مستر يزيد
كأن جمود أصابه وهو يتلقى ذاك الأسم الذي يبغضه متوقع ومع ذلك فاجئه وفي اللحظة التي
مش هتروح عنده يامعتصم هو عايز ده.. عايز يستفزك
كز معتصم على أسنانه بغيظ لم يعد قادرا على دفنه أكثر
أنا خلاص مش متحمل والله العظيم هاين عليا أطربق الشركة كلها فوق دماغه ودماغ أهله
أمسكت بذراعه وهي تحاول تهدئته و
استدار معتصم برأسه لينظر إلى غرفته نظرة أخيرة غاضبة ثم عاد لينصرف على الأقل الآن.
بين تلك الجدران الأربع اللاتي تضمني ببرودتها القارصة والأبواب والنوافذ التي لم تشهد لم أملك شيئا تمنيته حتى اليوم وكأن هذا لا يكفي لأقضي سنوات شبابي مع هذا المعقد الساډي الذي لا يفقه عن الإنسانية والرحمة شيئا.. لقد اسټنزفت ياالله.
يبدو أن وقتها قد آن.. نظرت للورقة المطوية وكأنها بيان الخلاص لها من هذا المحبس توقفت عن البكاء وهي تنظر إليها بنظرات غير مفهومة وكل ما جل بخاطرها هو كيفية الرابحة الوحيدة التي إن علم هو بها قد ېقتلها كي لا تغادر منزله بها طال صمتها عن استخدام ذلك الحق ولكنها طمعت في أن يكون إنسان يترك لها الحرية في اختيار التطليق منه.
دقات على باب المنزل أرجفتها وجعلتها تضم تلك الورقة لصدرها پخوف فطري ثم تنفست بصعوبة وهي تدسها من جديد.. وخرجت مسرعة كي ترى من الذي يضرب على الباب بهذا
بابا الحقني محمد حابسني هنا يابابا وقافل عليا كل حاجه حتى الموبايل بتاعي أخده
ليه ياملك عملتي إيه
والله ما عملت حاجه
ف تسائلت نغم بنبرة قلقة
انتي كويسة ياملك أوعي يكون عمل فيكي حاجه
مش معقول يكون عمل كده من نفسه فهميني حصل إيه بينكم وصلوا لكده!
كادت نغم تبكي هي الأخرى حزنا على نبرة صوتها الضعيفة وكأنها تأن.. واقترحت على إبراهيم سبيلا لإنقاذها
طب نجيب حد يكسر الباب ياعمو
مش ممكن نسيبها كده!
باب مين اللي عايزين تكسروه!!
في حين كان إبراهيم قد انزعج وبشدة من أسلوبه الحواري الركيك والغير مهذب في آن.. تطلع إليه بنظرات حانقة وأردف
بتكلم كده ليه يامحمد! أنا جاي اشوف بنتي اللي مش عارف عنها حاجه بقالي أيام وانت مش مكلف نفسك ترد على مكالماتي حتى
تجاوزهم وعيناه الوقحة تتطلع إليهما ب استخفاف ثم زرع المفتاح في قرص الباب وراح
ده اللي انا فيه ومحدش حاسس بيا
ف صاح فيها محمد وهو يجذب ذراعها پعنف ضاغطا عليه
متعليش صوتك الباب
متابعة القراءة