رواية ياسمين الفصول من 23-28
المحتويات
ذراعها بلطف لعلها تنسى تلك الوخزات المؤلمة التي مازالت ترافقها ثم مددت على الفراش بعدما تناولت هاتفها عضت شفتيها وهي تفتح تطبيق المكالمات المرئية وأفتر ثغرها مبتسمة بعدما قررت أن تتصل به وتراه على الأقل ولكنها فشلت في الوصول إليه يبدو إنه أغلق بيانات الهاتف ولم يستخدم الأنترنت منذ الصباح ف ألقت الهاتف على الفراش مستسلمة لحزنها وعيناها على الهاتف تتمنى لو إنه يتصل الآن بها ف ينقشع حزنها
نظر ربيع ل مكعبات لعبة الضمنة التي اشتهرت بها المقاهي الشعبية قبل أن يقوم باللعب ثم أشار للصبي الذي يعمل بتقديم الطلبات بالمقهى وصاح
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ثم عاد ينظر لصديقه الذي أردف
يعني عايز إيه من الآخر
ف صرح ربيع بشفافية شديدة
هتراقب الباشا ده هو اللي هيوصلنا لبنت خالتي بكل سهولة
فكر صديقه مليا قبل أن يرد ب
الراجل ده معاه حراسة
لأ المرات اللي شوفته فيها كان بطوله
ترك الصبي كوب الشاي المخمر وانصرف ف تسائل صديقه وقد بزغ الطمع في نظراته
والحكاية دي هتقبضني كام فيها البت شكلها مريشة عشان كده عينك هتطلع عليها
ف جسد ربيع دور البراءة أمامه و
أبدا ياخويا بس دي لحمي ودمي ومش هسيبها يعني أمي راسها وألف سيف تشوفها ھتموت عليها من ساعة ما خالتي منار اختفت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مدخلتش دماغي بس هعديها المهم مصلحتي
هتاخدها ياعم بس هاتلي المفيد
دعس ربيع سيجارته وتابع
بس قبل ما تبدأ هعمل معاهم محاولة كده يمكن يعقلو
نفث يونس دخان سيجارته أفقيا في الهواء وهو يجلس بحديقة مزرعته ممدا سيقانه على الطاولة المصنوعة من الخوص منذ أن أتى بالصباح وهو بالخارج إما جالسا وسط الكلأ أو بداخل الإسطبل مع خيوله أراد أن ينفصل قليلا عن الناس جميعا فقد أرهق مؤخرا بشكل لم يعتاده
ورغم صفو الأجواء وانفراده بنفسه إلا إنه مازال متخبط في اتخاذ قرار مناسب والأصعب أن الأمر يخص ملك تحديدا وهذا ما جعل القرار صعبا بالنسبة له
وليه مجبتش ملك معاك! مش بتقول إنها اتحسنت
ف أومأ و
آه بس قاعدة مع عمي يوم كده ولا اتنين بعد ما عرفت بمرضه أقرب وقت هحاول أرجعها على هنا ونبعد عن كل الصداع ده
تنغض جبين مهدي بتحفظ على صيغة الجمع الذي تحدث بها وعقب على ذلك
تبعدوا
ف صحح يونس على الفور
أقصد ابعدها عن الضغط ده عشان نفسيتها لازم تكون كويسة في فترة العلاج
استمع لصهيل ريحان ف استدار برأسه ينظر نحو الأسطبل و
هي ريحان كويسة
متقلقش الدكتور جه النهاردة واطمن عليهم كلهم زي ماانت عايز
تحرك يونس من مكانه وهو يزفر مخټنقا و
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يونس
وقف مهدي أمامه ينظر لتعابير وجهه المكتئبة وسأله
مالك يابني أنت كويس
نفخ يونس ب انزعاج و
كل ما الدنيا تظبط واقول هرتاح شوية ألاقي مصېبة جديدة طلعت من تحت الأرض والمفروض إني أفكر في مليون حاجه في وقت واحد! أنا زهقت
استشعر مهدي وجود أمر ما لا يعلم عنه فلم يتوانى عن محاولاته لسلب تلك الطاقة السلبية منه
في حاجه تاني حصلت مقولتش عليها يمكن أساعدك
ف خطى نحو الداخل وهو يردف
متشغلش بالك بعدين أقولك
صعد
يونس ببطء وكأنه لا يرغب في ترك المكان هنا لولا إنه ترك ملك في القاهرة ما عاد إليها مرة أخرى لقد نسى منذ مدة ماذا تعني الضغوط العصبية وما إلى شابه ولكنه عاد يعيش وسط هذا الأمر وبقوة أكبر
مر يونس على غرفة ملك فدخل إليها وكأنه أحس برائحتها فيها رغم غيابها عنها لأكثر من شهر مازالت أشيائها موجودة وحقيبة ملابسها حتى دميتها على الفراش
التقطها من أعلى الفراش يبدو عليها القدم ولكن شكلها مميز تفحصها بدقة لأول مرة وبتلقائية غريزية قربها من أنفه يتشمم رائحتها ف إذ بها معبئة برائحة ملك حرفيا تنفس فيها كأنه يدفن أنفه في عنقها ولم يحس بالدقائق التي تمر وهو على نفس حالته الغريبة حتى انتبه لما يفعل
حدق في الدمية لحظات وهو يسأل نفسه ما الذي يفعله هو الآن ثم أبعدها عن مركز بصره ومازال ممسكا بها وخرج من الغرفة مصطحبها معه حتى يعود بها لصاحبتها
ارتبكت نغم وهي ترافق صديقتها للخارج بعدما أقنعتها ملك بأن تصطحبها معها لم تكن موافقة بالبداية ولكنها رضخت في الأخير لإلحاح ملك المستمر
هبطت ملك بعدما أقنعت والدها إنها ستذهب لشراء بعض الحوائج برفقة نغم وإنها ستذهب بصحبة عيسى وما أن رآها الأخير وهو داخل السيارة بملابسها المتأنقة وشعرها المصفف جيدا ترجل عن السيارة وسار نحوها متسائلا بشدوه
رايحين فين ياملك هانم
ف أجابته ببساطة
مشوار مهم وانت اللي هتودينا
ف أومأ برأسها وهو يشير نحو السيارة
تحت أمرك أتفضلوا
استقر كلاهن بالخلف وجلس عيسى في مقعده متسائلا
هنروح على فين
وديني ليونس
ارتفع حاجبيه تلقائيا و
بس الباشا مأمرش بحاجة زي دي وبعدين أنا معرفش مكانه
ف بدت نبرتها حازمة قليلا وهي تقول
أنا عارفه كلمني الصبح وقالي إنه رايح الشركة وديني هناك
ثم أشارت بسبابتها تحذره
ومتتصلش بيه ولا تبعت أي رسايل توضح إني رايحة له
تردد عيسى قليلا وهو يشغل المحرك ف قطعت ملك تفكيره قائلة
متقلقش أنا اللي مسئولة وهو مش هيضايق منك يلا نمشي
وبالفعل قاد السيارة ليخرج بها من المنطقة ثم إلى مقر المجموعة
وما أن وصل بها وترجلت كلاهما من السيارة سائرتين نحو البوابة أشار عيسى للأمن كي يفتح الطريق لهن ثم سرعان ما أتصل ب يونس يخبره بإنها وصلت إلى هنا
دلفت ملك غير منتبهة لعراقة المكان وفخامته الزائدة بينما تطلعت نغم لذلك الصرح الضخم ب انبهار وأردفت
مكنتش أعرف إن عمك الله يرحمه تقيل أوي كده
ف تلوت شفتي ملك و
ولا انا كنت أعرف أي حاجه عنه
ثم سارت نحو الإستقبال وطلبت
من فضلك عايزة أقابل يونس
قطبت الموظفة جبينها وهي تسأل عن هويتها
مين حضرتك
ب
ولكن قطع صوتهما صوت الهاتف الخلوي ف اعتذرت الموظفة وهي ترفع السماعة
آسفه ثانية واحدة ألو
استمعت للأمر ثم سألتها
حضرتك مدام ملك
ف أومأت الأخيرة برأسها نهضت الموظفة عن مكانها و
حاضر يافندم
ثم خرجت من مكانها و
أتفضلي أنا هطلعك عنده بنفسي
وسارت في المقدمة وهن خلفها بينما تفهمت ملك على الفور إنه علم بحضورهن في الحال كان يونس قد ترك مكتبه وخرج لاستقبالها بنفسه نظر نحوها وهي تتهادى في خطواتها ف علت ابتسامة طفيفة ثغره وهو يدنو منها بسط يده نحوها يصافحها بحرارة و
لو عرفتيني إنك جاية كنت جيت أخدتك بنفسي
ف بادلته ابتسامة مستحية و
محبتش أضايقك
اندهشت موظفة الإستقبال من استقباله الشخصي لها بينما هو لا يفعل ذلك في المعتاد حتى مع ضيوفه الهامين ثم استأذنت بالإنصراف و
عن أذنكم
نظر يونس نحو نغم و
أهلا يانغم
أهلا
ثم سحب ملك برفق و
أتفضلوا
ف رفضت نغم بتهذيب و
لأ أدخلوا أنتم واتكلموا براحتكوا أنا هستنى هنا
فهزت ملك رأسها بالإيجاب وسارت معه وهو يسألها
طمنيني دراعك عامل إيه
تجولت نغم في الشركة وتخيلت العديد من المشاهد وهي تسترجع أحد المسلسلات التركية المهووسة بها حتى إنها تخيلت نفسها مديرة بهذا المكان تحكم وتأمر فيه وتديره وأثناء تجولها شعرت إنها تبحث عن أحد ما بدون وعي إنها تبحث عن وجه يزيد بين الأوجه التي تمر لها حتى وجدته بالفعل كان يخرج من مكتبه يحمل ملف ما ويتفحص ورقاته ولكن على وجهه العبوس بين للعيان توترت ولم تشأ أن تقاطع تفكيره ولكنه رفع بصره أمامه ليقع عليها صدفة اتسعت عيناه مذهولا ونظر حوله متخيلا إنه يتوهم ف ضحكت وهي تراه مشتت هكذا دنى منها وسأل بتحير
أنتي بتعملي إيه هنا وجيتي إزاي
جيت مع ملك سيبتها بتتكلم مع يونس وأنا قولت أتفرج على الشركة
لم يتبين من تعابير وجهه شيئا تفهم منه هل تضايق أم سعد أم ماذا ولكنها وجدت نفسها تسأله بفضول
هو مين الكبير فيكم أنت ولا يونس
يونس أكبر ب عشر دقايق تقريبا
وضاقت عيناه متسائلا
أشمعنا
وكأنها تخلق مجال للتحدث إليه فلم تجد جوابا مناسبا ترد به سوى
عادي مجرد سؤال أصلكوا مختلفين عن بعض خالص
أسبل جفونه ينظر للملف في يده و
دي حقيقة إحنا الأتنين مجرد شبه في الشكل بس
كاد ينصرف من أمامها ليقضي مهمته و
أنا هروح آ
ولكن ظل رغدة الذي لمحه يقترب قطع صوته ف أحنى بصره عنها كأنه لم يراها وسأل نغم
تشربي حاجه
ف وافقت على الفور
ماشي
وقفت رغدة بالقرب منهم وهي تنظر ل نغم بنظرات متفحصة و
أنا من امبارح بحاول أكلم معاك مش عارفه
ثم وجهت حديثها ل نغم
صباح الخير
صباح النور
قالتها نغم ببشاشة وهي تبتسم بعفوية بينما نظرت رغدة ل يزيد كأنها تسأله عن هويتها ولكنه لم يريد أن يرضي فضولها وقال برسمية جادة
مش فاضي
ثم ناولها الملف و
ياريت تراجعي الملف ده عيب لما يخرج من مكتب سيادتك وفيه كل الأخطاء دي
تناولت الملف وهي تنظر إليه مليا وأجابت مذهولة
أنا مبعتش ليك أي ملفات!
ف سخر منها و
ده غلط أنيل من اللي قبله يامدام أتفضلي راجعيه بنفسك
ثم أشار ل نغم نحو مكتبه و
تعالي يانغم المكتب من هنا
من ناحية أسعد نغم كثيرا وشعرت كأن العصافير تزقزق فوق رأسها بينما هو يتهرب فقط من تلك التي ډمرت قلبه ومازالت تدعسه حتى ېنزف أكثر كلما رآها
ومن ناحية أخرى ترك خلفه رغدة تقف متحيرة متضايقة لا تعلم من تلك الفتاة التي أدخلها مكتبه وأحست ببعض الغبطة تنتابها وهذا ضايقها أكثر كونها ما زالت تغار عليه وتهتم لأمره جعل داخلها يختنق وكأنه ينطبق على بعضه البعض گأسطوانة معدنية
مجرد جلوس نغم هكذا أمامه وهي تراه وتشاهد ما يقوم به كان يبعث بداخلها الفرحة بينما كان هو متجاهلا وجودها منشغلا بالحاسوب الذي يعمل عليه أصرفت بصرها عنه قليلا كي لا ينفضح أمرها حينما كان هو يلاحظ كل ما تفعله ولكنه يدعي التجاهل منع ابتسامة من الطفو على وجهه وتابع مهامه بينما كانت هي تختلس من حين لآخر النظر إليه مصطنعة إنها تتجول بنظراتها في المكان
أجفل يونس نظراته يواري عنها قلة حيلته فيما تطلب منه و
صدقيني عملت كده من غير ما تطلبي كلمت الدكاترة واقترحت عليهم نسفره برا لكن كلهم قالوا مفيش أي داعي كل المحاولات عملناها هنا
أطرقت ملك رأسها بحزن بالغ و
يعني إيه هتفرج على بابا وهو بېموت يعني اتكتب عليا أكمل حياتي كلها حاسه باليتم!
ضاق صدره مع كلماتها وعجز عن إيجاد الحل لأول مرة يشعر بالعجز هكذا بينما كانت هي تفضي بما بداخلها كي تنزع بعض من الهم عن صدرها
ماما ماټت وسابتني زمان ودلوقتي بابا في الوقت اللي حسيت فيه إن ليا أب هيروح هو كمان أعمل إيه يايونس
ترقرقت عبرة من طرف عينها وهي ترثي حالها
مش ممكن يكون اتكتب عليا أعيش طول عمري
متابعة القراءة