رواية ياسمين الفصول من 23-28
المحتويات
يانغم في حجات كنت هديهالك
ثم سحبت رفيقتها للداخل بينما غمز يونس ل عمه وهو يسأل
إيه حكاية المكرونة دي ياعمي
أغلقت ملك الباب عليهما ثم التفتت لتقول لها بتهامس
إيه حكايتك يابت انتي!
فتوترت نغم وهي تجيب ببراءة
حكاية إيه
ف قربت ملك وجهها ونظراتها منها وكأنها تفحص تعابيرها
عليا انا!!! طب قولي وانا اساعدك
ف تحمست نغم وهي تجيب
عادي حبيت أكون لطيفة مع ابن عمك
تلوت شفتي ملك بعدم تصديق و
بجد! أمممم
قرع يونس بخفة على الباب و
ملك أنا نازل
فتحت الباب و
طيب
أنا هبعتلك عيسى عشان لو محتاجة حاجه وانا مش موجود
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مش عايزة حاجه لسه في موضوع هنتكلم فيه بس مش دلوقتي
ف تنهد يونس وهو ينصرف من أمامها وبقيت هي واقفة تنظر إليه وهو يرتدي معطفه ليغادر حتى خرج ف أجفلت بصرها وصفقت الباب هي الأخرى گأن ذلك أقل القليل الذي ينفث عنها
منذ أن غادر يونس وطوال طريق قيادته يفكر في أمر واحد ما الذي أراد إبراهيم أن يقوله إليه قبيل أن يغادر ولكنه قام بتأجيله في آخر وقت هل سيفتح معه أمر عودة ملك من جديد أم ماذا
وصل لمقر المجموعة وما زال عاجزا عن التخمين الصحيح ولكنه ېخاف أن يكون الأمر هو ما يخشاه لن يستطيع صد عمه إن أراد استعادة إبنته لكنه قرر إنه لن يفرط بسهولة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
دلف غرفته وهو ينزع معطفه وهنا استمع لصوت سيف
يامستر يونس!!
ف رفع بصره نحوه و
إيه ياسيف!
بكلم حضرتك بقالي شوية وموظفة الأستقبال كمان
مخدتش بالي
وترأس مكتبه وهو يسألها بوجه حازم جاد
في إيه!
الأستاذ اللي جه قبل كده وحضرتك كنت مسافر يومها جه تاني ومستني تحت مصمم يقابلك
تجعد وجه يونس وهو يقطب جبينه غير متذكر
أستاذ مين! مش فاكر حاجه
فاكر حضرتك لما كنت رايح المطار وكلمتك
عودة بالوقت للسابق
كان يونس يجلس في سيارته متجها للمطار حينما آتاه إتصال من أحد أرقام الشركة ف أجاب عليه
معرفش حد بالأسم ده هو أي حد يقولك قريبي تصدقي! لأ طبعا خليه يمشي ولما ارجع أبقى أشوف إيه الحكاية
عودة للوقت الحالي
آه أفتكرت
زفر يونس و
خليه يطلع أما أشوف في إيه
انصرفت بينما كان سيف يردف
إجتماع مجلس الإدارة بعد ساعة مستر يزيد جاهز ومنتظرك
ماشي
أشعل يونس سيجارته وقام بفتح مكيف الهواء بعدما شعر ببعض الحرارة نتيجة توتره وفرط تفكيره
استمع لطرقات على الباب ف سمح بالدخول دخلت موظفة الإستقبال أولا ثم ربيع من خلفها وهو ينظر حوله بتفحص شمله يونس بنظرات دقيقة ثم سأله بحزم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ف ابتسم ربيع بسماجة وهو يدنو منه و
لأ بس هنتعرف متحملش هم
ف زجره يونس بنظرات حادة وهو يقف عن جلسته وأردف بنبرة مهينة
أمال بتألف على الموظفين وتقولهم قرايب ليه
انكمش ربيع قليلا من صرامته ولكنه أبقى توتره بداخله و
مااحنا قريب فعلا ياهندسة خد مني بس وانت تفهم الحكاية
كأن يونس أحس بتعكر بدائي في معدته ولم يرغب في الإطالة خاصة وإنه ليس في حال يسمح له بالصبر والهدوء الآن ف أشار للموظفة كي تنصرف وسأله بعجل
بسرعة معنديش وقت
الحقيقة أنا مش قريبك انت أنا قريب حد تبعك
نفخ يونس بعدما أخرج السېجارة من بين شفتيه وبدأ يفقد أعصابه
هي فزورة وهنقعد نلعب! ما تنجز
ملك بنت عمك
تجمد كل شئ في لحظة حتى حرارة جسده بدأت ترتفع لم يستمع حتى بصوت عقارب الساعة الذي كانت تدق الآن وعلى حين غرة سأل
أنت مالك ومالها
ف انبعج فمه عن آخره وهو بذكر صفته لها
تبقى بنت خالتي
دعس يونس سيجارته ونهض واقفا
أنت بتقول إيه! أنت تبقى إبن خالة ملك
آه
هي ملك ليها خالة أصلا
وكأن الفرصة أتت من ذهب ل ربيع كي يفضي بكل ما يريد
ليها وهي كمان أكيد فاكرة خالتها بس أبوها بقى اللهي يجحمه مطرح ما هو فصلها عننا وبقالنا سنين منعرفش حاجه عنها
ف تهجم عليه يونس وهو يجتذبه من قميصه كي ينهض من جلسته وصاح به بدون وعي
أتكلم عدل بدل ما أربيك من أول وجديد هنا
الله الله الله ما براحة عليا شوية
وحاول أن يدفع ذراعه وهو يتابع
شكلكوا من الآخر كنتوا موانسين معاه أنت وأخوك روح أسأله منار فين خالتي اللي اختفت في عز شبابها فين
دفعه يونس وهو يرمقه ب احتقار و
أنت شكلك شارب حاجه
ف بدأ ربيع يتحدث بلهجته المتشردة
لأ لموأخذة مش شارب شربت المقلب انا وأمي وزمان ومش هنشربه تاني حتى أسأل أخوك
لم يفكر يونس أقل من ثانية وكان يرفع سماعة الهاتف المكتبي ويملي أمره
أبعتيلي يزيد على مكتبي حالا
الفصل السابع والعشرين
وما الحقيقة إلا ۏجع في بعض الأحيان تجاوزها إن استطعت مر عليها مرورا شامخا فهي مثل الدروس التي ستعيش الحياة كي تتعلم منها
خرج يزيد من مكتبه وهو ينفض صبابة عقب سيجارته التي لوثت معطفه بالخطأ توقف فجأة حينما وجدها تقطع طريقه وتقف أمامه
رفع طرف بصره نحوها ثم عاد ينظر لملابسه يضبطها متجاهلا إياها وكاد يتجاوزها لينصرف من أمامها ولكنها قطعت طريقه من جديد ف تلوت شفتيه وهو يحدجها ب استمتاع لملامحها المخټنقة
التي تشعره ب انتصاره وأردف
خير يامدام !
عايزاك
ثم نظرت حولها و
خلينا نتكلم في المكتب
ف قطع عليهم حديثهم سيف وهو ينبه يزيد لضرورة حضوره في مكتب يونس
مستر يزيد لازم تروح مكتب يونس باشا دلوقتي معاه واحد في المكتب مش مرتاح ليه وكمان الباشا كان هيضربه
ف رماها يزيد بنظرة أخيرة قبيل أن يسير خلف سيف وقد تضاعف قلقه بشأن طلب أخيه الضروري له
دلف يزيد وهو ينظر أولا لذلك الرجل التي تشبه عليه و
فيه إيه يايونس مين ده
شمله ربيع بنظرات مستخفة ثم قال متهكما
لازم تنسى شكلي طبعا عدى عشر سنين وأكتر على آخر مرة شوفتني فيها
قطب يزيد جبينه وهو يدنو منهم ومازال لا يذكره
مش فاكرك
ربيع إبن تفيدة خالة ملك
فجأة تجهم وجهه وتلاشت المساحة التي تفصل بين حاجبيه رماه بنظرة محتقرة أعقبها ب
ياريتك ما فكرتني بالنسب المنيل ده
ف صاح فيه ربيع بلهجة عدائية قوية
ما تتلم ياأخينا! نسبكم انتم اللي جه علينا بالخړاب
كل ذلك و يونس يراقب مقابلتهم وردود فعلهم يستشف ما بين السطور حتى شعر ببداية تفاقم الأمر ف حجب بينهما وهدر بهم
بس!!
ثم نظر لشقيقه يسأله
إيه الحكاية يايزيد
فبدأ يزيد بتسميع القصة التي حفظها عن ظهر قلب منذ عشر سنوات القصة التي حكاها للدنيا كلها بداية من شهادته في المخفر وحتى أمام الجيران وأقارب منار الذين قلبوا الأرض عاليها وسافلها ولم يجدوا لها أثرا
طنط منار اختفت فجأة والأفندي ده هو وأمه حملوا عمي المسؤولية و
قاطعه ربيع بعدما لم يروق له تلك الحكائة التي لم تنطلي عليهم قديما
بس بس أنت لسه هتسمعنا كلام كڈب شربناه من زمان! هتقول الحقيقة ولا أكلم أنا
ف أحس يونس ب التخبط رغم إيمانه الشديد بحديث شقيقه وثقته العمياء به وحبذ أن يستمع للطرف الآخر ف وجه سؤاله ل ربيع
حقيقة إيه
ف أسرع ربيع بالتحدث
الحقيقة إن عمكم هو السبب في اختفاء خالتي الست كانت في شقتها مع بنتها قبل ما إبراهيم يرجع من السفر فجأة كده تختفي وميبقاش ليها أثر ! وسايبة وراها بنت عندها ١٠ سنين! طب إزاي دي خالتي كانت روحها في ملك
دس يزيد يديه في جيوب بنطاله وتماثل للفتور وهو يردف
خالتك كانت مسبقة من الأول بدليل إنها كانت واخدة شنطة هدومها والدليل إن عمي ملهوش علاقة بالموضوع إن هو بنفسه كان عامل محضر ب اختفائها في القسم يعني كان بيدور عليها زيكوا بالظبط
ف ابتسم ربيع بتهكم و
كلامك لا مؤاخذة مدخلش نفوخي بقرش الحكومة معرفتش تمسك على عمك حاجه وده اللي سكتنا وقتها مش مكفيه كل ده وكمان خد البت واختفى من سكنه القديم ومحدش لقى له أثر سنين وإحنا بندور عليهم
ثم جلس ربيع ب أريحية غريبة وتابع
مش هطول عليكوا أنا جاي عشان عايز ملك
ف اجتذبه يونس من تلابيبه مرة أخرى ورمقه بنظرة صارمة وهو يصيح به
أقف وانت بتكلم معايا وبعدين أنت مالك انت بملك عايزها ليه إذا كانت هي مش فكراكوا!
نظر ربيع مطولا ليديه التي تقبض على قميصه ثم دفعه وهو يقول
عيب ياهندسة أنا في مكانك وبكلم ب معاك راجل لراجل ملهوش لزوم العڼف ده
ثم عدل من هندامه و
خالتها ھتموت وتشوفها دي الحاجه الوحيدة اللي باقية من ريحة الغالية
ف ابتعد عنه يونس وولاه ظهره وقد أحس بالنيران ټحرق صدره
هشوف الموضوع ده وابقى أبلغك
أحس ربيع ب مماطلته ف أراد أن يقطع عليه هذا الطريق عليه و
لأ تشوف دلوقتي أنا طلعت روحي عشان أعرف أوصل لهنا
ثم أدعى بالكذب كي يدعم حجته
أنا قولتلك أمي أمنيتها قبل ما ټموت تشوف ملك وتطمن عليها
أطبق يونس على جفونه بقوة بينما تدخل يزيد ليتحدث نيابة عن يونس
لما نتكلم مع ملك نفسها هنبقى نرد عليك
ف أكد يونس على رد شقيقه
أيوة ملك لازم تعرف وتستعد الأول إنها تشوف خالتها بعد كل السنين دي
فلم يعترف ربيع بحجتهم الضعيفة وأحس إنهم يماطلونه
يعني إيه تستعد لمؤاخذة هي دي عايزة استعداد!!
ف زفر يونس بحنق من تفكيره الغير مراعي البتة والټفت وهو يفسر
آه محتاجة سيب رقمك برا في السكرتارية وهنكلمك
ف ضحك ربيع ب استهزاء و
ليه هو انا جاي مقابلة شغل لمؤاخذة يعني عشان هتركني على الرف!
ف سئم يونس أسلوبه الركيك ومزاحه السئ والغير مرغوب به ف انفعل عليه وقد انتهت طاقته في النقاش
لمؤاخذة لمؤاخذة!! ما تتكلم زي البني آدمين ياجدع انت ما قولنالك هنتصل بيك
ف تنهد ربيع ومازال يتحدث ببرود كاد يفلت أعصاب يونس حتى آخرها
حمقي أوي انت يايونس بس ماشي همشي وراك لحد الآخر
وهم لينصرف بين نظراتهم الفتاكة وقبل أن يخرج الټفت يقول
بلاش تستغفلني اللي خلاني أقدر أوصلك هنا هيخليني أعرف أوصل لمكان بنت خالتي بس انا أولى بالوقت اللي هقضيه في اللف والدوران وانت أدرى بقى ياهندسة
خرج ف بصق يزيد من خلفه و
الله يلعنك ويلعن آ اللي عرفناكو فيه
ثم الټفت يتحدث ل يونس و
ده اللي جايبني على ملى وشي عشان اشوفه!
لمح في عيون شقيقه نظرات غريبة نظرات موحية وكأنه يسأله عن الحقيقة فلم يطل النظر إليه كي لا يفضح أمره گالعادة وتهرب قائلا
خسارة الوقت اللي ضيعناه معاه
ف دنى منه يونس وقال بهدوء يعاكس مشاعره الممتعضة
يزيد
ثم غمز له وهو يسأل
إيه الحكاية
فتمسك يزيد بأقواله السابقة ولم يغيرها
ماانا لسه قايل من شوية
تؤ تؤ أنا عايز الحكاية التانية الأصلية
ف كافح يزيد كي تكون نظراته ثابتة ولم يتردد ثانية وهو يعيد
اللي سمعته هو اللي اعرفه معنديش حاجه تانية أقولها
ف هز يونس رأسه بتفهم وتحرك
متابعة القراءة